من أكاذيب السيرة ( المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ) و ( طلع البدر علينا )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٣ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

من أكاذيب السيرة ( المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ) و ( طلع البدر علينا )
مقدمة
1 ـ لنا كتاب لم يكتمل فى نقد سيرة ابن إسحاق ، ولم يعد لدينا وقت أو جهد لاكماله .! إبن اسحاق أول من كتب السيرة فى عصر الخليفة أبى جعفر المنصور وابنه المهدى . لم ينقلها إبن إسحاق من مخطوط سابق ، كتبها من إختراعه ، ومما سمعه من ثرثرات عصره بعد موت النبى محمد بأكثر من قرن من الزمان . تضخمت الكتابة فى السيرة بعد سيرة ابن إسحاق ، ونفس الحال مع ( مالك بن أنس ) رفيق ابن اسحاق ـ وعدوّ اللّدود ، والذى نقلوا عنه كتاب ( الموطأ ) . كلاهما أكذب من ( مسيلمة الكذّاب ) ، وكلاهما زعم أنه سمع من ابن شهاب الزهرى ، وكلاهما لم ير ولم يلق ابن شهاب الزهرى. سيرة ابن اسحاق وموطأ مالك تبعتهما مصانع فى إفتراء الأحاديث والسيرة . ومن أسف أن أكابر المجرمين من الشيوخ لا يزالون يعكفون على أساطير السيرة والأحاديث ، ويكفّرون من ينتقدهما .
2 ـ من كتابنا عن إبن إسحاق وسيرته والسيرة اللاحقة ، ننقل هذا عن موضوعي ( المؤاخاة ) و ( اغنية طلع البدر علينا .
أولا : المؤاخاة :
ننقل ما جاء فى سيرة إبن هشام نقلا عن إبن إسحاق :
( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَآخَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ- فِيمَا بَلَغَنَا، وَنَعُوذُ بِاَللّهِ أَنْ نَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُقَلْ-: تَآخَوْا فِي اللّهِ أَخَوَيْنِ أَخَوَيْنِ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ هَذَا أَخِي فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَيّدَ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامَ الْمُتّقِينَ وَرَسُولَ رَبّ الْعَالَمِينَ الّذِي لَيْسَ لَهُ خَطِيرٌ وَلَا نَظِيرٌ مِنْ الْعِبَادِ وَعَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَخَوَيْنِ وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ، أَسَدُ اللّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَمّ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخَوَيْنِ وَإِلَيْهِ أَوْصَى حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ حَيْنَ حَضَرَهُ الْقِتَالُ إنْ حَدَثَ بِهِ حَادِثُ الْمَوْتِ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ذُو الْجَنَاحَيْنِ الطّيّارُ فِي الْجَنّةِ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، أَخَوَيْنِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمئِذٍ غَائِبًا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ زُهَيْرٍ، أَخُو بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَخَوَيْنِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَعِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، أَخُو بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَخَوَيْنِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْجَرّاحِ، وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ النّعْمَانِ أَخُو بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَخَوَيْنِ. وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرّبِيعِ، أَخُو بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، أَخَوَيْنِ. وَالزّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ، وَسَلَامَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَخَوَيْنِ. وَيُقَالُ بَلْ الزّبَيْرُ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، أَخَوَيْنِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ، وَأَوْسُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَخُو بَنِي النّجّارِ، أَخَوَيْنِ. وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ، وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، أَخَوَيْنِ. وَسَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وأُبَيّ بْنُ كَعْبٍ أَخُو بَنِي النّجّارِ: أَخَوَيْنِ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ، وَأَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، أَخُو بَنِي النّجّارِ: أَخَوَيْنِ وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَبّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: أَخَوَيْنِ. وَعَمّارُ بْنُ يَاسِرٍ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، أَخُو بَنِي عَبْدِ عَبْسٍ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: أَخَوَيْنِ. وَيُقَالُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشّمّاسِ، أَخُو بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، خَطِيبُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَمّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَخَوَيْنِ. وَأَبُو ذَرّ، وَهُوَ بُرَيْرُ بْنُ جُنَادَةَ الْغِفَارِيّ، الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، الْمُعْنِقُ لِيَمُوتَ أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ: أَخَوَيْنِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَسَمِعْت غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ أَبُو ذَرّ جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، حَلِيفُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، أَخَوَيْنِ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيّ، وَأَبُو الدّرْدَاءِ، عُوَيْمِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، أَخَوَيْنِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ وَيُقَالُ عُوَيْمِرُ بْنُ زَيْدٍ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَبِلَالٌ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا، مُؤَذّنُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبُو رُوَيْحَةَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ الْخَثْعَمِيّ، ثُمّ أَحَدُ سُمّيَ لَنَا، مِمّنْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ آخَى بَيْنَهُمْ مِنْ أَصْحَابِهِ. )
تعليقات سريعة :
1 ـ ( فَقَالَ- فِيمَا بَلَغَنَا ) . يعنى هناك شخص مجهول أخبره وأبلغه . هل هذا يصح ؟ والذى أبلغه فى العصر العباسى هل كان حاضرا مع النبى محمد عليه السلام وقت وصوله الى المدينة ؟.
2 ـ الألقاب التى إخترعوها والمخالفة للاسلام والقرآن الكريم ولم تكن معروفة فى عهد النبى :
2 / 1 : ( سَيّدَ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامَ الْمُتّقِينَ وَرَسُولَ رَبّ الْعَالَمِينَ الّذِي لَيْسَ لَهُ خَطِيرٌ وَلَا نَظِيرٌ مِنْ الْعِبَادِ وَعَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَخَوَيْنِ ) .
2 / 2 : ( وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ، أَسَدُ اللّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَمّ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخَوَيْنِ ).
2 / 3 : ( وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ذُو الْجَنَاحَيْنِ الطّيّارُ فِي الْجَنّةِ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، أَخَوَيْنِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمئِذٍ غَائِبًا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. ) .
3 ـ ثم هذه النُّكتة : كان جعفر بن أبى طالب فى الحبشة ومعاذ بن جبل فى المدينة . فكيف تم عقد المؤاخاة بينهما ؟ هل عن طريق الايميل أو الماسينجر أو ( الزوم ) ؟ .
الرّد القرآنى :
قال جل وعلا فى سورة الأنفال :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 72 ) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ( 73 ) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( 74 ) وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( 75 ) .
المستفاد من الآيات الكريمة :
1 ـ هنا تقرير الموالاة ( وليس المؤاخاة ) بين المهاجرين والأنصار. والموالاة تعنى التحالف ضد عدو خارجى . وإذا كان الأعداء من الخارج يوالى بعضهم بعضا فيجب على المؤمنين أن يوالى بعضهم بعضا حتى لا يكون فى الأرض فتنة ( إكراه فى الدين ) و فساد كبير . ولنتذكّر أن المدينة كانت واحة اسلامية وسط كافرين يحيطون بها من كل جانب ، فلا بد أن يوالى بعضهم بعضا ضد هذا العدو المتربّص بهم .
2 ـ التأكيد على أن أولى الارحام ( بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ). هذا حق أولى الأرحام ، والذى جاء فى قوله جل وعلا : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) النساء ).
3 ـ هناك موالاة بين المهاجرين والأنصار ضد عدو يتربص بهم . أساسها الهجرة للمدينة ، والتى كانت أبوابها مفتوحة على مصراعيها لمن يريد أن يهاجر اليها ( وبدون تأشيرة ) . ومتى جاء أصبح من أهلها . أما من آمن ولم يهاجر وظل تحت الاضطهاد فليس داخلا فى الموالاة . وإن طلب النُّصرة فلينصره المؤمنون إلا إذا كان هناك معاهدة سلام بين المدينة وأولئك الناس .
4 ـ فى كل ما سبق لا توجد أى إشارة الى المؤاخاة أو ( آخى بين .. ). بل لم ترد إطلاقا فى القرآن الكريم
5 ـ تكرر التأكيد على حق أولى الأرحام فيما بعد فى سورة الأحزاب : ( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ) ( 6 ).
ثانيا : أغنية : ( طلع البدر علينا ).
1 ـ اسطورة أن أهل المدينة إستقبلوا النبى محمدا بأغنية ( طلع البدر علينا ) لم يذكرها ابن إسحاق ولا ابن هشام ، ولا الطبرى ( المتوفى عام 310 )، ولا إبن الجوزى ( المتوفى عام 597 ) ولا إبن الأثير ( المتوفى عام 630 ). ذكرها فيما بعدُ إبن كثير ( المتوفى عام 774 ) فى تاريخه ( البداية والنهاية ) . وهذا دليل على إستمرار تضخم السيرة عبر القرون . كل من يأتى يزيد ، وهذا يعبر عن الزيادة المضطردة فى الكذب ، وفى تقديس وتأليه النبى محمد . ومن حق مسيلمة الكذاب أن يرفع عليهم دعوة لأنهم أشد كذبا منه ، ولكن يتمتعون بالتقديس .!!
2 ـ جاء فى تاريخ ابن كثير : ( وقال البيهقي‏:‏ أخبرنا أبو عمرو الأديب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي‏:‏ سمعت أبا خليفة يقول‏:‏ سمعت ابن عائشة يقول‏:‏ لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان يقلن‏:‏
طلع البدر علينا * من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا * ما دعا لله داع )
التعليق :
1 ـ فيما بعد أكملوا الأغنية ( أيها المبعوث فينا .. الخ .. الخ )
2 ـ البيهقى كذّاب أشر . مولود فى بيهق ، قرية تتبع نيسابور عام 384 فى منطقة خراسان شرق إيران ، ومات عام 458 . إفتراء البيهقى يظهر فى مروياته التى حشا بها كتبه ( السنن الكبرى ، السنن الصغرى ، مناقب الشافعى ، دلائل النبوة ). من المضحك أن يروى البيهقى عن النبى محمد مع الفارق الكبير بينهما فى الزمان والمكان ، ولكن المحمديين قوم لا يعقلون .
3 ـ يظهر كذب البيهقى فى سلسلة الاسناد التى إخترعها فى هذه الرواية : ( وقال البيهقي‏:‏ أخبرنا أبو عمرو الأديب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي‏:‏ سمعت أبا خليفة يقول‏:‏ سمعت ابن عائشة يقول‏ : ... ). فى الاسناد ( أبو عمرو الأديب ، وأبو بكر الاسماعيلى ، وابو خليفة الذى سمع من إبن عائشة ). بالتالى فإن الأخ إبن عائشة هو الرواى الذى نقل عنه اللاحقون مع إختلاف الزمان والمكان . والمفترض أن إبن عائشة هذا قد حضر إستقبال أهل المدينة للنبى محمد عليه السلام وسجل هذه الأغنية .
4 ـ إبن عائشة ــ المتوفى عام 126 ــ كان مجهول الأب ، فنسبوه لأمّه . وإشتهر مغنيا فى أواخر العصر الأموى فى المدينة ، حين حوّل الأمويون المدينة الى ماخور كبير يعجُّ بالمغنيين والمغنيات والغانيات . كان من أشهرهم ابن عائشة الذى كان مقرّبا من الخلفاء الأمويين . إقحام إسم ( إبن عائشة ) فى هذا الاسناد يدل على جهل البيهقى وإستسهاله الكذب ، وهو يعلم أن الحمير البشرية الآتية بعده عقولها فى مؤخراتها .
4 ـ عليكم السلام .!
اجمالي القراءات 2819