فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قصة الطفل شنوده وعلاقتها بآية الفطرة

محمد صادق في الأربعاء ١٤ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قصة الطفل شنوده وعلاقتها بآية الفطرة
{ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سورة الروم 30).
قصة الطفل شنوده بإختصار:
في يوم من أيام الأحد من أربع سنوات ذهب كاهن الكنيسة إلى دورة المياة ففوجىء بوجود طفل رضيع حديث الولادة لم يتجاوز عمره أيام يبكى في أحد حمامات دورة المياة .فأخذه وطهره بالماء ،وإستشار باقى الكهنة وجانبا من الحضور مُتسائلا ماذا يفعل مع الطفل فإتفقوا جميعا على ألا يُرسلوه لدار أيتام، وان يبحثوا له عن أسرة مسيحية تتبناه، وبالفعل تقدمت له اُسرة لم يرزقها رب العالمين بأولاد وإستلموه وأعطوه إسمهما وإختاروا له إسم (شنودة ) ،ونمى الطفل وكبُر إلى أن وصل إلى 4 سنوات تقريبا .ثم فجأة ظهرت إبنة أخ والد شنودة بالتبنى ) والخوف على ميراثها من مال (عمها الذى لا يُنجب ) من أن يأخذه الطفل (شنودة ).فذهبت إلى قسم الشرطة وقدمت بلاغا وإتهاما في عمها وزوجته بأنهما خطفا طفلا مجهول النسب وكتباه بإسمهما على غير الحقيقة. فإستدعتهما النيابة العامة ،وبعد التحقيق وإثبات حُسن نياتهما لم تتهمهم بإختطاف الطفل ،ولكنها أمرت بنزع الطفل منهما وحرمانهما من تربيته، وإيداعه وتسليمه لإحدى دور رعاية الأيتام، وعندما قدما طلبا لتبنيه رسميا، إمتنعت دور الرعاية عن قبول الطلب لأنه طبقا للقانون فإن دين الفطرة ودين الدولة هوالإسلام،وهنا يُمنع تسليم أي طفل إلى أُسرة مسيحية إلا إذا كان معلوم النسب من اُسرة مسيحية الأب والأُم.

تم تغير إسمه من شنوده إلى يوسف وتغير ديانته إلى الإسلام طبقا لأية الفطرة التى فسرها مشايخ الإسلام على أن الفطرة فى هذه الأية هى الإسلام حسب زعمهم وإستنادا على حديث عن أبي هريرة قال، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) .

معنى كلمة الفطرة فى اللغة:
قال ابن منظور: “فطر الله الخلق يفطرهم خلقهم وبدأهم. والفطرة: الابتداء والاختراع. وفي التنزيل العزيز: (الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) / سورة فاطر1/ ، والفطرة : ما فطر الله عليه الخلق من المعرفة به.

ابن عبد البر النمري: الفطرةُ: السلامةُ والاستقامة الأصلية.. “قال أبو عمر: أما اختلاف العلماء في الفطرة المذكورة في هذا الحديث؛ فقالت جماعة من أهل الفقه والنظر: أريدَ بالفطرة المذكورة في هذا الحديث الخلقةُ التي خُلق عليها المولود في المعرفة بربه، فكأنه قال: كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة. واحتجوا على أن الفطرة الخلقة والفاطر الخالق، بقول الله عز وجل (الحمد لله فاطر السماوات والأرض) يعني خالقهن وبقوله (وما لي لا أعبد الذي فطرني) يعني خلقني، وبقوله (الذي فطرهن) يعني خلقهن. قالوا: فالفطرة الخلقة، والفاطر الخالق. وأنكروا أن يكون المولود يُفطر على كفر أو إيمان أو معرفة أو إنكار. قالوا: وإنما يولد المولود على السلامة في الأغلب خلقةً وطبعا وبنية، ليس معها إيمان ولا كفر ولا إنكار ولا معرفة، ثم يحدث الكفر أو الإيمان بعد البلوغ .
إذن: كذلك قلوب الأطفال في حين ولادتهم ليس لهم كفر حينئذ ولا إيمان ولا معرفة ولا إنكار.ويستحيل في المعقول أن يكون الطفل في حين ولادته يعقل كفرا أو إيمانا، لأن الله أخرجهم في حال لا يفقهون شيئا، قال الله عز وجل (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) فمن لا يعلم شيئا استحال منه كفر أو إيمان أو معرفة أو إنكار.

وقال آخرون: الفطرة ههنا الإسلام. قالوا: وهو المعروف عند عامة السلف من أهل العلم بالتأويل؛ قد أجمعوا في قول الله عز وجل (فطرة الله التي فطر الناس عليها) على أن قالوا: فطرةُ الله دين الله الإسلام. واحتجوا بقول أبي هريرة في هذا الحديث: اقرءوا إن شئتم (فطرة الله التي فطر الناس عليها)، وذكروا عن عكرمة ومجاهد والحسن وإبراهيم والضحاك وقتادة في قول الله عز وجل (فطرة الله التي فطر الناس عليها) قالوا: دين الله الإسلام، لا تبديل لخلق الله.

قالوا: دين الله الإسلام، لا تبديل لخلق الله: تبديل خلق الله، هل المقصود هنا تبديل دين الله الإسلام، فهل دين الله مخلوق لا يجب تبديله؟ أم خلق الله هو الطفل المولود أى مخلوق؟

يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي عليه الصلاة والسلام "كل مولود يولد على الفطرة" الإسلام؛ لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وهذا معدوم من الطفل، لا يجهل ذلك ذو عقل.

***وأقول والله أعلم: الفطرة: ما فُطِر– أي خُلق – عليه الإنسان ظاهراً وباطناً، أي جسدًا وعقلاً. فسَيْرُ الإنسان على رجليه فطرة جسدية، وعمل الإنسان بيديه فطرة جسدية. واستنتاج المسبَّبات من أسبابها والنتائجِ من مقدماتها فطرةٌ عقلية.

تحليل مبدئ:
الفطرة هي الصفات الخَلقية الأولية التي منحها الله تعالى للإنسان وغرسها في طبيعته:
التوجه التلقائي إلى الخالق وإلى توحيده (فطرة عَقَدية).
حب الخير والبعد عن الرذائل (فطرة قلبية).
السلوك المستقيم والصدق (فطرة سلوكية).
كل الناس من جميع الأجناس يولدون على هذه الفطرة فهي سنة من سنن الله التي لا تتبدل. لكن بعد الولادة والاندماج في الحياة الاجتماعية، تصبح جميع الصفات الفطرية عرضة للتأثيرات السلبية، التي قد تغير منها قليلا.

مقومات الفطرة:
*هي الصفات الخَلقية الأولية التي منحها الله تعالى للإنسان وغرسها في طبيعته.
*أن الصفة الفطرية الأساسية الجامعة هي الاستقامة والسلامة.
*التوجه التلقائي إلى الخالق وإلى توحيده (فطرة عَقَدية).
*حب الفضائل والمحاسن وكره الرذائل والقبائح (فطرة قلبية وجدانية).
*الميلُ الأصلي إلى السلوك المستقيم والتصرف والتحدث بصدق (فطرة سلوكية عملية).
*كل الناس من جميع الأجناس يولدون على هذه الفطرة أول ما يولدون، فهي سنة من سنن الله التي لا تتبدل.
* بعد الولادة والاندماج في الحياة الاجتماعية، تصبح جميع الصفات الفطرية عرضة للتأثيرات السلبية، التي قد تغير منها قليلا ، دون أن تمحوها وتبدلها من أصلها.
وبناء عليه، فالفطرة من سنن الله التي لا تقبل الإلغاء والتبديل، لكنها تقبل التغيير. ****

الخلاصة: الفطرة المذكورة فى الأية هى فطرة خَلُقية ليس فطرة عقدية والقرءآن الكريم له نظرة أخرى تستحق التمعن والتفكر:
{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (سورة آل عمران 52)
سؤال 1: هؤلاء أنصار الله شهدوا بأنهم مسلمون، فكيف كانت عباداتهم وأين كانوا يمارسون هذه العبادة؟
يمارسون هذه العبادة فى المساجد أم فى الكنائس؟، وهل كانوا يتبعوا القرءآن الكريم أم الإنجيل, الكتاب الذى أوتى به عيسى عليه السلام: " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " مريم30
سؤال 2: ما من مولود إلا يولد على الفطرة. وقالوا الفطرة فى الأية هى الإسلام، فولادة طفل من عائله مسيحية أو يهودية يعتبر مرتد وعقوبة المرتد القتل .... فما رأيكم فى هذا الطرح؟
وللقصة بقية.
اجمالي القراءات 2538