ف 12 : حيوية وفاعلية المجتمع المسلم برجاله ونسائه

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٩ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 12 : حيوية وفاعلية المجتمع المسلم برجاله ونسائه
ب 2 : تفاعل المرأة فى المجتمع . كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 12 : حيوية وفاعلية المجتمع المسلم برجاله ونسائه
مقدمة
1 ـ من التعبيرات المعاصرة ( القوى الحيّة فى المجتمع ) ( ناشط سياسى ) ( ناشط فى حقوق الانسان ) ( Activist ).
2 ـ هناك مجتمع يسير بقدم واحدة ، هى قدم الرجل ، والمرأة فيه مُغيّبة أو غائبة أو فاقدة الوعى ، أو تم تعليبها سلعة فى نقاب مادى أو عقلى . هذا المجتمع فى الحقيقة لا يسير على قدم واحدة ، بل يسير على بعض الأصابع ، لأن غياب المرأة عن المشهد التفاعلى سياسيا وإجتماعيا يساعد على غياب معظم الرجال . وبالتالى لا يبقى فى الساحة سوى أقلية تحتكر الثروة والسّلطة ، وهو السائد فى كوكب المحمديين .
3 ـ يمكن القول أن هناك ثلاثة أنواع من المجتمعات :
3 / 1 : مجتمع أغلبيته نشطة ناشطة حية متفاعلة تمسك شئونها بأنفسها ، وتعين الحكومة بأجر وتحت المساءلة ، وهذا فى الغرب واليابان وسنغافورة .
3 / 2 : مجتمع فيه أقلية ناشطة تواجه قوى الظلام والاستبداد والظلم ، وتعانى فى سبيل الاصلاح ، وتوعية الأغلبية الصامتة عن حقوقها .
3 / 3 : مجتمع فيه مستبد شيطانى يحتكر السُّلطة والثروة ، إجتث القوة الحية النشطة فى المجتمع فى الداخل ويطارد من هرب منها فى الخارج ، وأرهق الشعب بالتعذيب والتجويع ، والشعب خانع خاضع مائع متحلل متعفن . إذا سقط المستبد بثورة داخلية أو تدخل خارجى قفز على السلطة أوباش من فُتات النظام السابق وضحاياه ، وسقطت بهم الدولة الى حضيض التقسيم والفساد والحروب الأهلية والانفلات الأمنى والميليشيات ما ظهر منها وما بطن . يحدث هذا فى اليمن وسوريا وليبيا والعراق وربما سيحدث فى لبنان وتونس ، وفى مصر التى لم تشهد تقسيما ولا حربا أهلية من قبل .
4 ـ كوكب المحمديين يزعم الانتماء للاسلام زورا وبهتانا . ولكن المجتمع الاسلامى على النقيض ، بل وفقا للقرآن الكريم فإن حيوية المجتمع المسلم لم تصل اليها أغلبية المجتمعات المتقدمة فى عصرنا . ونوجز حيوية وفاعلية المجتمع المسلم برجاله ونسائه فى الآتى :
أولا : وجوب الهجرة من أرض الاستبداد والاستعباد والفساد
1 ـ أرض الله جل وعلا واسعة لا نهائية والعمرللبشر قصير فلماذا تضيّع عمرك القصير ذليلا فى وطن يملكه مستبد ؟
2 ـ يعيش الانسان بين زمان ومكان . الزمان هو العُمر الذى يحياه فى هذه الدنيا ، والمكان هو الوطن الذى يعيش فيه فى هذه الكرة الأرضية . الفارق بينهما أن عُمر الانسان قصير ومحدد بموت لا مهرب منه ، ثم إنه زمن متحرك ، يبدأ العدُّ التنازلى للموت بمجرد الولادة ، لأن عمرك محدد سلفا وأنك ستموت عندما يحلُّ موعد موتك أو ( الأجل ) . العُمر زمن قصير متحرك ، أما المكان ( الكرة الأرضية ) فهى واسعة لا نهائية . الشكل الدائرى ليست له بداية ولا نهاية . النملة حين تسير فوق بطيخة لن تصل الى نهايتها ، وكذلك الانسان مع ( البطيخة الأرضية ). قال جل وعلا للمؤمنين فى خطاب مباشر بدون كلمة ( قُل ) : ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ( 56 ) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ( 57 ) العنكبوت ). الأرض واسعة والحياة مؤقتة يعقبها موت حتمى ثم رجوع حتمى الى لقاء الخالق جل وعلا حيث خلود فى الجنة أو خلود فى النار .
3 ـ السؤال هنا : لماذا تهدر وتُبدّد هذه الحياة القصيرة فى وطن تعيش فيه ذليلا مقهورا ؟ إذا أُتيحت لك فرصة الهجرة وتكاسلت وعشت راضيا بالقهر والظلم فإنك ظالم لنفسك ، وستدخل الجحيم مع المستبد الذى ظلمك . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ( 97 ) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ( 98 ) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا )(99 ) النساء )
ثانيا : فى هذا العُمر القصير :
المسارعة والتسابق والتعاون على الخير
قال جل وعلا فى وصف المؤمنين : ( أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ( 61 ) المؤمنون ) . ( المسارعة ) تختصُّ بالزمان ، أى أن تُسارع بالخير قبل أن يدركك الأجل . أما التسابق فهو المنافسة فى عمل الخير مع الآخرين أملا فى جنة النعيم .
عن المسارعة قال جل وعلا : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( 133 ) آل عمران ).
وعن المسابقة والتسابق فى عمل الخير قال جل وعلا :
1 ـ ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 21 ) الحديد )
2 ـ ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 148 ) البقرة )
3 ـ ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 48 )المائدة ) فى التطبيق العملى :
1 ـ كان هناك صحابة عظام من المهاجرين والأنصار سبقوا غيرهم فى عمل الخيرات ، قال جل وعلا عنهم :( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 100 ) التوبة ) . من اسف لا نعلم عنهم شيئا لأنهم فرّوا بدينهم من التسابق الشيطانى الذى أحدثه الخلفاء الفاسقون بالفتوحات ، فلم يذكرهم التاريخ الذى يحلو له ــ دائما ـ أن ينام فى أحضان أكابر المجرمين . ولكن يكفيهم شرفا أن ذكرهم الله جل وعلا فى كتابه الكريم ، دليلا على أن تعاليم الاسلام قابلة للتطبيق .
2 ـ ويظل المجال مفتوحا أمام المؤمنين للاتصاف بالسبق ، وهم على ثلاث درجات : ظالم ومقتصد تائب وسابق بالخيرات، قال جل وعلا :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32 ) فاطر )
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكروالتعاون على البر والتقوى
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو نصيحة قولية وليس قهرا وتدخلا فى الحرية الشخصية ، وهو فريضة على جميع المؤمنين أن يتواصوا بالمعروف وبالخير وأن يتناهوا عن المنكر . قال جل وعلا :
1 ـ ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ( 17 ) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ( 18 ) البلد ).
2 ـ ( وَالْعَصْرِ (1 )إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ( 2 )إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ( 3 ) العصر )
3 ـ ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 104) آل عمران )
4 ـ ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) ( 110 ) آل عمران ). ( كنتم ) هنا تعنى ( كونوا ). ومصطلح ( كان ) ومشتقاته فى القرآن الكريم مخالف لما نعرف .
5 ـ ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 2 )المائدة ) . هذا ضمن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
ثالثا : فى هذا العُمر القصير :
الجهاد فى سبيل الله جل وعلا ضد الاعتداء الظالم .
1 ـ الجهاد من ( الجهد ) أى بذل الطاقة . ولم يأت فى القرآن الكريم ( إجهدوا ) بل ( جاهدوا )، والمفاعلة تفيد التفاعل والتشابك مع الأحداث والأشخاص بالخير دفاعا عن الحق وصدّا للباطل والظُّلم . والجهاد يكون بالدعوة السلمية والتوعية ، وبالمال تبرعا ، كما يكون قتالا دفاعيا .
2 ـ وفى القتال الدفاعى يأتى تعبير ( أنفروا ) وهو تعبير رائع فى وصف الحركة ، ويقابله ( القعود ) بالامتناع عن القتال الدفاعى جُبنا وخوفا . قال جل وعلا : ( انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( 41 ) التوبة )
التطبيق :
1 ـ من الصحابة المؤمنين من تكاسل وقعد فتعرض للتأنيب القاسى والتهديد من رب العزة جل وعلا ، قال لهم فى خطاب مباشر :
1 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ( 38 ) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 39 ) التوبة ).
1 / 2 : ( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( 13 ) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ( 14 ) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 15 ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 16) التوبة ).
2 ـ ومنهم من إستجاب ونفر فى سبيل الله جل وعلا . قال جل وعلا عن المنافقين : ( رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ( 87 ) التوبة ). الخوالف هم الصبيان والضعاف والمرضى من الرجال والنساء . بعدها قال جل وعلا عن النبى محمد عليه السلام وعظماء أصحابه : ( لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88 ) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 89 ) التوبة )
3 ـ فى الفوارق بين المجاهدين من المؤمنين والقاعدين بعذر قال جل وعلا : ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) 95 ) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 96 ) النساء ).
4 ـ ذلك إن هناك من عظماء الصحابة من كان مريضا أو فقيرا لا يجد نفقة الخروج للحرب فاعتبرهم رب العزة جل وعلا محسنين . قال جل وعلا : ( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 91 ) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ( 92 ) التوبة ) .
5 ـ أما المنافقون من الصحابة فقد قال جل وعلا فيهم :
5 / 1 : ( وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ( 46 ) التوبة ).
5 / 2 : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ( 81 ) فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ( 82 ) فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ( 83 ). التوبة )
5 / 3 : ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ( 166 ) الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 167 ) آل عمران ).
ملاحظة : أولئك القاعدون كانوا كالنساء العجائز ( القواعد فى البيوت ) . قال جل وعلا : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء الَّلاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 60 ) النور ) . والمعنى أن غيرهن من النساء لسن من القواعد ومفروض عليهن الجهاد والقتال الدفاعى طالما لا يوجد لديهن أعذار من مرض وغيره . وهى نفس الأعذار للرجال .
اجمالي القراءات 2253