شيطُ ٱلكهنوت يَقوَى بفعل ٱلجهل

سمير حسن في الإثنين ٠٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

شيطُ ٱلكهنوت يَقوَى بفعل ٱلجهل

ظنّ ويظن عاۤمّة ٱليهود وأمرآؤهم من ٱلطاغوت ٱلجاهل وأعوانه من ٱلكهنوت ٱلمجنون أنّ ٱلدين خاصّ بهم كقوم وأنّ كتب كهنوت قومهم (ٱلمشنا وٱلجمارا وٱلتلمود) هى كتب شارحة ومفصلة لما ورد فى رسالة ٱلرّب ٱلمسلّمة لموسى فىۤ ألواح. وهى ٱلتى عرّفها ٱللّه فى كتابه ٱلقرءان بٱسم "كتاب موسى" وبيّن أنّه كتاب إمام ورحمة.
ويظنّ هؤلآء أنّ فهم رسالة ٱلرّبِّ يقصر على كهنوت مجنون ويحتاج لدرجة عالية فيما يسمّى "علم لاهوت" مجانين. كما يظنون أنّه لن يكون للناس قول مسئول فى ٱلرسالة من دون تلك ٱلدرجة من ٱلجنون. وقد عمل هؤلآء على صناعة مفهوم دين وقوم وأنشأوا حركة لهم فى ٱلأرض أطلقوا عليها ٱسم "ٱلحركة ٱلقومية ٱليهوديّة". وهم بما فعلوه بجنونهم نشروا ٱلرّيب فى دين ٱللّه وٱلفرقة بين ٱلناس فى ٱلدين وٱلدين عند ٱللّه واحد.
كذلك كان أمر عآمّة ٱلمسيحيين وٱلمسلمين وأمرآئهم من ٱلطاغوت وأعوانه من ٱلكهنوت ٱلمجنون. فهم ظنّوا ويظنون أنّ أىّ قول فى ٱلإنجيل وفى ٱلقرءان يحتاج لدرجة عالية فى ٱلكهنوت ٱلمجنون. وقد زعم كلّ منهما بدين وقوميّة وكهنوت كما زعم ٱليهود. ونشروا بقوّة جهلهم وشيطهم فى ٱلحقِّ ودينه مفهوم دين ٱلقوم ٱلذى يفرّق بين ٱلناس ويزرع بينهم ٱلعداوة وٱلبغضآء.
لقد تكلم كلّ من موسى وعيسى ومحمد بلسان قومه. ومثلهم فعل جميع ٱلرّسل:
"وماۤ أرسلنَا مِن رَّسولٍ إلا بلسان قومهِ ليبيِّنَ لهم فَيُضلُّ ٱللَّهُ مَن يشآءُ ويهدى مَن يشآء وهو ٱلعزيز ٱلحكيم" 4 إبراهيم.
رسالات ٱللّه للبشر حملها لهم رسل بلسان قوم كلّ رسول ليكون بيانها هيّن عليهم. ومع ذلك يضلّ منهم كثيرون ويهتدى منهم قليلون. أما ٱلضّآلُّون فهم ٱلذين لا ينتفعون بٱلعلم لا بلسانهم ولا بلسان غيرهم. وهم ٱلذين لا يتفكرون ولا ينظرون ولا يعقلون من أىّ قوم. وهؤلآء هم ٱلأساس ٱلذى يبنى عليه ٱلطاغوت ٱلجاهل وٱلكهنوت ٱلمجنون سلطتهما وينشران شيطهما وجهلهما فى نفوس ٱلناس بوسيلة تشبه ٱلدعاية ٱلتى تتبعها شركات تجارية لترويج بضاعتها ٱلسيئة وٱلخبيثة فىۤ أسواق جاهلين كما تفعل شركة ماكدونالد وشركة كوكا كولا وأمثالهما بزبآئنهم ٱلذين يتهافتون على طعام وشراب خبيثين من دون تفكير ولا علم بما يفعل ٱلطعام وٱلشراب ٱلخبيثان بهم من ٱلأذى.
أما ٱلقليلون فهم ٱلذين يتفكرون وينظرون ويعقلون من كلِّ قوم ويتحملون مسئولية ما يقولون وما يعملون. وهؤلآء لا يخضعون لسلطة وهيمنة ودعاية ٱلكهنوت عن علمه بمفاتيح ٱلدين وعن ٱمتلاكه لمفاتيح خلاص ٱلناس من خطاياهم. وهؤلآء ٱلقليلون يقولون رأيهم بٱلرسالة بما تشابه قولها لكلٍّ منهم بعيدا عن تأثير دعاية ٱلكهنوت لبضاعته ٱلسيئة وٱلخبيثة.
ٱلكاهن يكذب ويضلّ ويشيط عن ٱلحقِّ طلبا لحاجة طاغوت قومه ٱلجاهل كما يفعل كهنوت ٱلأزهر ٱليوم. وهو بكذبه وضلاله وشيطه يكون مع ٱلمجنون فى مرتبة واحدة:
"فذكِّر فماۤ أنت بنعمة ربِّك بكاهنٍ ولا مجنون" 29 ٱلطور.
ومن أمثلة ٱلشيط وٱلجنون ما قاله ويقوله كهنوت ٱلمسيحيين أنّ عيسى تكلم بلسان أرام. وهم يغفلون ويجهلون أنّ أرام قوم ولهم لسان يختلف عن لسان قوم عيسى. وأنّه من مواليد وأبنآء ٱمبراطورية ٱلروم ٱلفيدرالية ومن قوم مملكة يهودا ذات ٱلحكم ٱلمحلىّ ولسان قومه عبرىّ. كما يغفلون ويجهلون أنّه رسول لبنى إسراءيل وتكلم بٱلرسالة مع قومه بلسانهم ليبيّن لهم كما تبيّن رسالة ٱللّه ٱلقرءان.
وظهر لجميع ٱلناظرين (ٱلذين يتفكرون ويعقلون ويعلمون) أنّ ما يسمّى "كتابا مقدسا" عند كهنوت ٱلمسيحيين قد وضعه ٱلكهنوت بعد ألف عام على عيسى. وٱعتمد ٱلناظرون فيما قالوه عن ذلك ٱلوضع على ما فى تلك ٱلكتب ٱلتى تحمل ٱسم "ٱلكتاب ٱلمقدس". حيث أظهر نظر كلٍّ منهم فى هذه ٱلكتب ٱلتى تحمل جميعها ٱسم "إنجيل" وكذلك فيما يسمّى "أعمال ٱلرسل ورؤيا يوحنا" أنها كُتبت ممّن يجهلون بحياة عيسى ونشأته ولسانه وقومه كما يجهلون بكتاب ٱلرّب ٱلمسلّم فىۤ ألواح لرسول ٱلرّبِّ موسى.
لقد كُتبت تلك ٱلأناجيل ٱلمتعددة بلسان ٱليونان. وظهر للناظرين أنّ ٱلذين كتبوا هذه ٱلكتب بلسان ٱليونان لا يعلمون من لسان ٱليونان إلا كلسان أجنبىّ لا يحسنون ٱلقول فيه.
إلآ أنّ ٱلناظرين جميعهم لم يسلموا من ٱلوقوع تحت تأثير زعم ٱلكهنوت بأراميّة لسان عيسى ولسان ٱلإنجيل. فلم يدركوۤا أنّ لسان عيسى ولسان ٱلإنجيل هو لسان قومه ٱلعبريين.
لقد كان وما زال مأرب ٱلطاغوت وكهنوته من هذا ٱلزعم وٱلشيط هو ٱلهيمنة على نفوس أكثرية جاهلة بزعم علم فى حياة عيسى وعلم بلسانه وبما قاله فيه. وأنّهم بهذا ٱلزّعم وٱلشيط نصّبوۤا أنفسهم "روحا قدسا" وما يقوله مقدسا يوقع مخالفه فى ٱلخطايا. فظلموا ٱلناس وجهّلوهم حتى ثاروا عليهم وأسقطوا سلطتهم وطغوـٰهم فى حروب دامت قرنا على ٱلأرض ٱلأوروبية.
أما شيط طاغوت وكهنوت ٱلمسلمين فقد جآء أكبر وأوسع. لقد سار على منهاج ٱليهود فى مفهوم دين ٱلقوم ووضع "تلمودا ومشنا" جديدين زعم بهماۤ أحاديث عن محمدٍ تشرح قول ٱللّه ٱلمرسل على ٱلرّغم من وصف ٱلمرسل لقوله بٱلبيان وبٱلعربىّ (ٱلعربىّ عند ٱلكهنوت هو ٱسم لقوم وهو بما تشابه لى فهمه للقول ٱلشفاف transparent أو diaphanous ٱلذى لا يمنع بصرًا ولا نظرًا ولا مَسًّا). فجعلوا من قول ٱللّه قولا أعجميّا مبهما يحتاج لدرجات عالية فى علم شيطهم وجنونهم. وقد ٱستمرّت سلطتهم وهيمنتهم منذ ٱنقلاب ٱلقوم قريش على ٱلمدينة وميثاق أهلها (ٱلصحيفة) فى سقيفة بنى ساعدة. وما زالت تلك ٱلسلطة قآئمة فى ٱلأزهر وقمّ وكربلآء إلى يومنا هذا.
لقد زعم طاغوت وكهنوت ٱلمسلمين وبلسان سوقة برابرة متخلفون تسلطوا على ٱلناس بٱسم ٱلقوم ودينه وبٱسم خلافة للرسول فصوروا محمد فى هيئة رذيلة سوقية وفى هيئة شره للطعام وٱلشراب وٱلنسآء. وزعموا عن زوجه عآئشة حديث رضاعة ٱلكبير وحديث ٱلغسل أمام رجل بحضور محرم لتكون بذلك ٱلزعم صورة ومثلا لزوجات ٱلسلطان وٱلكهنوت وبناتهما فيما يفعلن من فواحش فى قصورهنّ وفى ٱلأسواق.
فما وضعه طاغوت وكهنوت ٱليهود من كتب تزعم شريعة وشرحا وتفسيرا لأبآئهم بزعم ما سمعوه من قول لموسى كانت أساسا وأسلوبا ومسلكا للطاغوت وٱلكهنوت عند ٱلمسيحيين ٱلذين صنع لهم كهنوتهم رسآئل رسل رئيس شرطة دمشق ٱليهودىّ شاؤول (بولس) وأحلام مَن يسمّونه قديسا لاهوتيّا. وكذلك عند ٱلمسلمين ٱلذين صنع لهم كهنوتهم "صحيح بخارى" و"صحيح مسلم" فٱستمدّ منهما ٱبن تيمية وأمثاله من كهنوت سلطة ٱلطاغوت شريعة شيطان مجنون.
لقد نُقلت هذه ٱلكتب إلىۤ ألسن مختلفة بزعم أنها كتب دين ٱللّه. وٱنتشرت مفاهيمها ٱلكهنوتية ٱلتى يشيط واضعوها فى ٱلحقِّ ودينه وهيمنت على تعليم ٱلدين فى بيوت تعليم تابعة لها وجعلت من ٱلأكثرية ٱلتى تتبعها لا تنظر ولا تعلم ولا تفكر وتتبع ما يأتيها من تعليم شيط ٱلكهنوت كما تفعل ٱلأنعام.
كذلك فعلت هذه ٱلكتب فعلها فى ٱلذين ينظرون ويعقلون ويعلمون. فجعلتهم يرتابون فى دين ٱلحقِّ بفعل ما حملته لهم هذه ٱلكتب من مزاعم وشيط وكذب على ٱللّه ورسله. فقد ظنّوا فى كتاب موسى ٱلعبرىّ ٱلِّسان كما ظنوا بٱلإنجيل وقالوۤا أنّه موضوع كغيره من ٱلكتب ٱلموضوعة. وقالوا مثل ذلك فى كتاب ٱللّه ٱلقرءان بفعل ٱلقصّة ٱلكاذبة للكهنوت ٱلتى تنسب صناعته إلى عثمان.
هذا ٱلرّيب فى كتاب ٱلرّبِّ وفى كتاب ٱللّه سيبقىۤ فى كل منهما مفتوحا حتى يقيم كلّ منهما لنفسه ٱلدليل علىۤ أنّ ٱلأول هو كتاب ٱلرّبِّ ٱلمسلّم لرسوله موسى وأنّ ٱلثانى هو كتاب ٱللّه ٱلمنزّل على قلب رسوله محمد. ولن تكون قيامة ٱلدليل على ٱلكتابين إلا بعمل ناظرين يعلمون أنّ مفهوم دين ٱلحقِّ هو فيما يدلّ عليه ٱلقول ٱلانكليزىّ substantive law. ومن بعد علمهم بذلك ٱلمفهوم يعقلون ما علموه من ناموس ٱلحقِّ مع بيان ٱلكتابين. وبٱلعقل سيدركون أنّ ناموس ٱلحقِّ مبيّن فى ٱلكتابين وأنّ كتب ٱلكهنوت هى كتب شيطان يشيط واضعوها عن ٱلحقِّ وناموسه ويبلسون فيه قولهم من دون حجّة ولا برهان.
أما ٱلإنجيل فسيبقى ٱلرّيب فيه حتى يقطع كتاب ٱللّه ٱلقرءان ذلك ٱلرّيب فيه وفى ٱلإنجيل على ٱلسّوآء. وسيكون ٱلإنجيل هو ما سجّله ٱلقرءان عن عيسى لا ما وضعه طاغوت جاهل وكهنوت مجنون.

اجمالي القراءات 10428