الحديث الشيطانى في البخارى عن نزول المسيح

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٩ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

الحديث الشيطانى في البخارى عن نزول المسيح

مقدمة

1 ـ لو كان نزول المسيح حقيقة إيمانية تجعله متميزا ومختلفا عمّن سبقه من الأنبياء لما قال جل وعلا عن محمد رسول الله إنه خاتم النبيين ولأكّد نزول عيسى في آيات كثيرة ليكون هذا إخبارا مستقبليا عن غيب سيحدث فيما بعد .

2 ـ ولو كان نزول عيسى من علامات الساعة لذكره رب العزة بالتحديد كما جاء عن علامات الساعة المذكورة في القرآن الكريم مثل خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض : ( الكهف  94 : 99 ) ( الأنبياء 96 : 97 ) والدابة التي تكلم الناس ( النمل 82 ) وقبله أن تأخذ الأرض زخرفها وأن تتزين ويظن أهلها أنهم قادرون عليها ( يونس 24 ) ، وهذا عصر دخلناه فعلا . وكتبنا في هذا مقالا بعنوان ( علامات الساعة واقتراب الفزع الأكبر ) .

3 ـ العادة السيئة في الأديان الأرضية أنها تنشىء عقائد جديدة مغايرة للدين الالهى ، ولا تلبث أن تصبح ثوابت يعيش عليها الناس ويحرفون من أجلها الرسالة الإلهية ، الى أن يرسل الله جل وعلا رسولا يعيد الحق ، ويموت النبى وتعود ( الثوابت ) وتحريف الرسالة الإلهية ويستلزم الأمر مبعث رسول جديد ، وتتكرر القصة وتحريف الرسالة الإلهية ، إلى أن أرسل الله جل وعلا خاتم النبيين بالقرآن الكريم المحفوظ من لدن رب العالمين .

عادت العقائد الشيطانية ولكن أصحابها لا يستطيعون تحريف النصوص القرآنية فاحتالوا على ذلك بأحاديث شيطانية وبتحريف معانى الآيات القرآنية ، واجتمع هذا وذاك في حديث البخارى في نزول عيسى ،  يزعم البخارى الملعون أنه (  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها). ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به من قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا). هنا حديث شيطانى منسوب للنبى محمد عليه السلام ، ثم تحريف لمعنى آية ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (159) النساء )

هو حديث واحد في البخارى تكرر ثلاث مرات ، ومن أحل هذا الحديث الواحد يكفر المحمديون بالقرآن الكريم ويؤمنون بنزول عيسى لأن إلاههم البخارى ذكر هذا.

نتوقف مع حديث البخارى نقدا وتحليلا .  

أولا :

حديث البخارى من حيث الاسناد والعنعنة :

(  حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد).

( حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب: سمع أبا هريرة رضي الله عنه،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما، مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) .

(  حدثنا إسحاق: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أن سعيد بن المسيب: سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها). ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به من قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا).

نقول :

1 ـ البخارى  هو ابن برزدويه ، مولود في منطقة أوزبكستان الحالية عام 194 ، وتوفى عام 256 هجرية . ما علاقته من حيث الزمان والمكان بمن يزعم الرواية عنهم من الزهرى المتوفى في الشام عام 124 هجرية ؟، والليث بن سعد المتوفى بمصر عام 175 ؟ وسعيد بن المسيب المتوفى بالمدينة عام 94 ؟ وهل رأى وسمع أبا هريرة المتوفى عام 59 ؟ هل سافر البخارى عبر الزمن وقابلهم في البرزخ أو في العالم الآخر ؟ أم أرسلوا له إيميلا يخبرونه بهذا الحديث وغيره ؟

2 ـ ناقشنا خرافة الإسناد في الحديث في بحث منشور هنا . وقد بدأ ( مالك بن أنس ) ( 93 : 179 ) في كتابه ( الموطأ ) خرافة الاسناد في الحديث ، وكان يروى الحديث من دماغه ويصنع له إسنادا أيضا من دماغه ، وتجاوزت أحاديث الألف في الموطأ ، وهو لم يكتب ( الموطأ ) بل كان يقول شفويا ، ويرويه عنه تلامذته ، لذا توجد للموطأ أكثر من عشرين رواية ، كل راو يخالف الآخرين ، وأشهر رواة الموطأ الشيبانى و يحيى وأسد بن الفرات . ثم جاء الشافعى ( ت 204 )  فروى أيضا من دماغه كتابه ( الأم ) ذكر فيه عدة آلاف من الأحاديث ، كتبها عنه تلميذه ( المزنى ) المتوفى عام 264 ، ثم أصبحت عادة سيئة أن ينقل اللاحقون أسانيد مالك والشافعى ويفترون مئات الألوف من الأحاديث كما فعل البخارى .

3 ـ حاول بعضهم ضبط الأسانيد وتنقيتها بفحص أحوال الرواة السابقين من حيث العدالة والصدق ، كما لو كانوا يعلمون الغيب ، وإختلفوا ولا يزالون مختلفين من القرن الثالث الهجرى حتى عصرنا ( الألبانى ). وتبقى خرافة الإسناد عورة وعارا تفضح أديان المحمديين الأرضية الشيطانية .

ثانيا :

حديث البخارى من حيث ( المتن ) : كلمات الحديث :

 موضوع نزول المسيح يستلزم تحديد الزمان ( متى سينزل ) وتحديد المكان ( أين سينزل ) والكيفية ، وتحديد المهمة ( لماذا ينزل ، وماذا سيفعل ). نناقشه من هذه الزوايا :

تحديد الزمان :

1 ـ يقول : (  والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ). هنا أسلوب تأكيد بالقسم ( والذي نفسي بيده،) وب (نون التوكيد الثقيلة ) : ( ليوشكن ) . هذا التأكيد على أن نزول المسيح قريب جدا . والمفروض أن النبى  في حياته قد قال هذا لأبى هريرة ، فالتعبير المؤكد ب ( يوشكن ) يعنى أن المسيح سينزل بعد وقت قليل من وفاة النبى ، أو قل بعد موت أبى هريرة عام 59 هجرية . ولكن المسيح لم ينزل حتى عصر البخارى الذى زعم هذا ؟ ولم ينزل حتى الآن بعد مرور كل هذه القرون . فماذا حدث ؟ هل السبب في المواصلات ؟

تحديد المكان :

 هذا في قوله ( فيكم ) : (  ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ). هنا خطاب موجّه لأبى هريرة يؤكد ان المسيح سينزل فيهم . أي ليس في أوربا ولا الصين ولا اليابان ولا أفريقيا ولا العالم الجديد ( الأمريكتين وأستراليا فضلا عن سيبيريا وانتاركتيكا ) . أي هو نزول في ( مطار محلى ) وليس مطارا دوليا .

الكيفية

1 ـ سينزل من السماء طبعا . فما هو تحديد السماء ؟

هل هي الغلاف الجوى الذى ينزل منه المطر (  وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ  ) ) البقرة 22) أم السماوات السبع : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )  البقرة 29 ) أو ما بينهما من نجوم ومجرات : ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (  وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )  المائدة 17 ، 18 )( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) فصلت 12 ) ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ )   الصافات 6 )

2 ـ وكيف سينزل من السماء ؟

هل بسفينة فضائية ؟ أم راكبا البراق كما جاء في خرافة المعراج ؟ أم سيهبط بمظلة ( براشوت )

3 ـ والمفهوم أنه سينزل بمهمة إصلاح ، فهل سيسمح له المستبدون بالنزول في أرضهم ؟

4 ـ والمفهوم أنه طالما لم ينزل في العصور الماضية ( عصور الخلفاء ) فهو سينزل في عصرنا حيث لا دخول إلا بتأشيرة فهل يستطيع الحصول على تأشيرة ؟ وهل سيكون معه جواز سفر ؟ وماذا عن الحقائب التي معه وعن الجمارك ؟ وماذا عن أجهزة الأمن في المطارات ؟ وهل سيعلن عن نفسه ؟ وإذا لم يعلن عن نفسه كيف سيتعرف الناس عليه يقولون : هذا هو المسيح ؟! وما الذى يجعلهم متأكدين أنه المسيح ؟ هل لديهم شفرته الوراثية وال دى إن إيه الخاصة به ؟ وهل سيأتى وحده أم ستأتى معه الملائكة مقترنين ؟ وهل ستسمح له الأجهزة بالدخول أم تعتقله عند الوصول ؟ وهل ستكون هناك جماهير في إستقباله ؟ وهل سيسمحون للجماهير باستقباله ؟ ولو إفترضنا أنه خدع الأجهزة وخرج آمنا من المطار كيف سيتصرف مع الناس وكيف سيتصرف معه الناس ؟ وهل سيرتدى الزى الذى يرتديه في اورشليم أم يرتدى جلابية بيضاء أم قميص وبنطلون ؟  ليس مزاحا .. هي أسئلة جادة في ضوء الواقع الذى نعيشه.

تحديد المهمة :

يقول : (  حكما، مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ). نتوقف مع كل كلمة :

  ( حكما ).

1 ـ أي يأتي للحكم ، أي يقوم بقلب أنظمة الحكم الفاسدة الطاغية ليحكم بدلها بالقسط . معنى هذا يا محترم أن عصر الخلفاء الراشدين وغير الراشدين ظالمة طاغية تستلزم نزول المسيح لتدميرها . وإذا تذكرنا أن نظام الخلافة الدينى ظل سائدا وساريا حتى سقوط الخلافة العثمانية فإن من يرى أن الحديث عن نزول المسيح ممتد الى عصرنا الحديث يعنى وصم الخلافة بالظلم والطغيان ، وأن أئمة المحمديين الذين يعتقدون بنزول المسيح حتى عصرنا يتهمون حكامهم بالظلم والطغيان لأن المسيح سينزل للقضاء على ظلمهم وطغيانهم ، لا فارق هنا بين الخليفة أبى بكر الصديق أو الخليفة أبى بكر البغدادى الداعشى ، ولا فارق هنا بين خامئنى واردوغان وابن سلمان .

2 ـ المشكلة هنا أن البخارى لم يقل ( كيف ) . كيف سيتولى المسيح الحكم ؟ هل بانقلاب عسكرى ؟ هل بانتخابات نزيهة ؟ وما هي القوة التي تجعله يتغلب على الحكام المستبدين الطغاة ؟ لا بد من حرب ، فكم مليونا سيكون عدد الضحايا ؟

( مقسطا )

1 ـ وبعد أن ينتصر يقيم القسط ، فهل يشمل القسط في العلاقات الزوجية والأُسرية بين الأولاد والأقارب ؟ والقسط في السياسة ( الديمقراطية المباشرة ) والقسط في توزيع الثروة ( العدالة الاجتماعية ) والقسط في التقاضى بين الناس ؟ هل لديه وقت ليباشر كل هذا بنفسه وحده ؟ أم سيكون معه ملايين الأعوان ؟ هذا يستلزم بشرا من نوع جديد ، ولا يمكن وجوده في مجتمعات عاشت قرونا من الظلم والتهميش والفساد وثقافة العبيد . هذا يعنى أن المسيح سيقوم وحده بكل هذا القسط . هذا يدخلنا في مشكلة أخرى

2 ـ هي النظام السياسى الذى سيقيمه المسيح . واضح أنه نظام فردى لأنه وحده الحاكم ، وهو وحده الذى سيقوم بإقامة القسط . وهذا مخالف للقرآن الكريم لأن إقامة القسط مسئولية كل الناس رجالا ونساءا ، طبقا لقوله جل وعلا : (  لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) (الحديد 25  ). لا يستطيع فرد واحد إقامة القسط بين الناس  في قرية صغيرة لأنه لا يعلم الغيب ، فكيف بالعالم كله أو بجزء منه ؟ قيام شخص وحده بإقامة القسط يعنى إنه سيكون مستبدا ظالما ، والإستبداد هو الذى ــ من المفترض ـ أن المسيح سينزل لإزالته .

( فيكسر الصليب )

1 ـ هل من القسط ( كسر الصليب )؟ . وهل بكسر الصليب يتحقق القسط بين الناس ؟ وهل كسر الصليب يتفق مع الحرية الدينية المطلقة في الإسلام ؟ وهل كسر الصليب يتفق مع حصانة بيوت العبادة لكل الطوائف ، والتي من أجلها نزل الإذن بالقتال في قوله جل وعلا : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 39 : 40 ) . وهل كسر الصليب شريعة إسلامية ؟ وهل قام النبى محمد عليه السلام بكسر الصليب ؟ وإذا كان كسر الصليب فريضة دينية فهل أهملها النبى محمد ليقوم بها المسيح فيما بعد ؟ حتى في الأحاديث المفتراة كلها لم يأت حديث عن أن النبى محمدا كسر الصليب ، أي إن كسر الصليب ليس من ( السُنّة النبوية ) عندهم ، فهل هي ( سُنّة ) المسيح ؟ وهل سيكون الكسر لكل الصلبان في الكرة الأرضية كلها أم فقط في الشرق الأوسط الحزين ؟  وكيف سيتم كسر الصلبان كلها في الكنائس وفى البيوت وعلى الجدران والحيطان وعلى السواعد والمرافق وفى السلاسل الذهبية حول الأعناق وعلى الصدور ؟ هل ستتخصص جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بهذه المهمة ؟ وماذا عن الصلبان الذهبية هل نحطمها أم ننهبها ؟ ثم هل بكسر الصليب تزول المسحية ويدخل المسيحيون في الإسلام أفواجا ؟

ويقتل الخنزير :

وما ذنب الخنزير ؟ وهل ينزل المسيح من السماء لقتل الخنزير ؟ ألا يكفى أن يرسل برقية ؟ وما الداعى لقتل الخنزير إذا كان مصيره هو الذبح ؟ وهل القتل لكل الخنازير ، سواء الوحشى البرى أو في البيوت والحظائر ؟ وإذا كان وجود الخنازير عند المحمديين ليس شائعا فكيف سيتم قتل كل خنازير العالم ؟. وهل سيرسل المسيح في سلطانه حملات حربية تتخصّص في قتل الخنازير ؟ وهل سيرضى أصحاب الخنازير عن قتل خنازيرهم ؟ وإذا قامت حروب ( الخنازير ) فمن هو المعتدى ؟ هل هم أصحاب الخنازير أم أعداء الخنازير ؟ وفى حروب الخنازير هذه سيكون آلاف القتلى ، معظمهم طبعا من مالكى الخنازير المُعتدى عليهم ، أي قتلى أبرياء . لقد قال جل وعلا في عقوبة قتل فرد واحد مؤمن مسالم ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء 93 ) فماذا عن ألاف الآلاف من الضحايا المدافعين عن أملاكهم وخنازيرهم ؟ وهل هذه مهمة المسيح التي  سينزل من أجلها ؟     

( ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد )

هنا مربط الفرس .

من صنع هذا الحديث متأثر بما جاء في المسيحية وهو أيضا متعصّب ضد المسيحية . ليس فقط في جعل مهمة المسيح كسر الصليب وقتل الخنزير ، ولكن أيضا في فرض الجزية عليهم ، وبفرض الجزية يفيض المال ويتكاثر حتى يزهد فيه المحمديون .

أخيرا

يجب البصق على البخارى ولو كره الكافرون. 

اجمالي القراءات 3522