القاموس القرآنى : سبيل (2 ) الكافرون يُضلُّون عن الإسلام سبيل الله جل وعلا .

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٦ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : سبيل (2  ) الكافرون يُضلُّون عن الإسلام سبيل الله جل وعلا .

1 ـ عن دور الوحى الشيطانى في الاضلال قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الانعام  ). والنتيجة أن أكثرية البشر ليسوا فقط ضالين بل هم مُضلُّون ، لو أطاعهم النبى محمد نفسه لأضلُّوه ( عن سبيل الله ) ، قال جل وعلا : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿الأنعام: ١١٦﴾.

2 ـ وفى المقدمة منهم أئمة الأديان الأرضية المؤسّسة على افتراءات الأحاديث المُفتراة ، وهم في كل مجتمع ، وحيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) :

2 / 1 : من يتخصص في شراء ( لهو الحديث ) ليُضلّ بقية الناس عن ( سبيل الله ) ( الإسلام ) ، وينتظرهم ( عذاب مهين ) . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿لقمان: ٦﴾.

2 / 2 :  ومن يتخصّص في الجدال في آيات الله بغير علم ليُضلّ عن ( سبيل الله ) ، وينتظره يوم القيامة عذاب الحريق ، قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) ﴿الحج: ٩﴾. هذا ينطبق على أئمة الأديان الأرضية من السنيين والشيعة والصوفية وطوائف المسيحية والبوذية ..الخ .

2 / 3 :  وعن دور الشيطان في هذا قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)  الحج ).

2 / 4 : ووقع في هذا أئمة الضلال من أهل الكتاب فكانوا يشترون الضلال لإضلال الناس عن ( السبيل ) وهو الإسلام . وكان هذا في عهد النبى محمد عليه السلام. قال جل وعلا يخاطب رسوله : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ ﴿النساء: ٤٤﴾

2 / 5 : وجعلها رب العزة قضية عامة ، فهناك من لديه علم ويستخدمه في الإضلال ، فيزيده رب العزة ضلالا ، ويستحيل أن يهتدى ، قال جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿الجاثية: ٢٣﴾  حتى لو حرص النبى نفسه على هدايتهم ، قال جل وعلا : ( إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٣٧﴾ النحل   )، ذلك أن الشيطان تحكّم فيه فأراه الحق باطلا والباطل حقا ، فزاده الله جل وعلا ضلالا ، لذا قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر).

  في الإضلال عن القرآن ( سبيل الرحمن )

  قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٢٩﴾ وَجَعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴿٣٠ ) ﴿ابراهيم: ٣٠﴾ . جعلوا لله جل وعلا( أندادا ) ليضلوا ( عن سبيله ) ، وهو الإسلام والقرآن .

تعليقا على هذه الآيات الكريمة نقول :

  1 : الكتاب الالهى نعمة ، توعّد الله جل وعلا من يبدّلها بالعقاب الشديد .قال جل وعلا : ( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿البقرة: ٢١١﴾.

  2 :  والقرآن الكريم هو نعمة الله جل وعلا . وهى من أسماء القرآن . قال جل وعلا :  

  2 / 1 : (  مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿القلم: ٢﴾

   2 / 2 : ( فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿الطور: ٢٩﴾

  2 / 3 :  ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴿١١﴾ الضحى )

  2 / 4 : (  وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ) ﴿البقرة: ٢٣١﴾

  2 / 5 : (  وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿البقرة: ١٥٠﴾

  2 / 6 : (وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿المائدة: ٦﴾

  2 / 7 : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ﴿المائدة: ٣﴾ .

3 ـ  تلك الآيات الكريمة من سورة إبراهيم تنطق عن حال المحمديين . فهم بدّلوا نعمة القرآن كفرا ، بتقديس الأحاديث الشيطانية ، وجعلوا أئمتهم أندادا لرب العزة جل وعلا من البخارى وأمثاله ، ليضلُّوا عن سبيله . بل يرفعون البخارى فوق مقام رب العزة ، لأنه لو تعارض حديث واحد للبخارى مع مئات الآيات القرآنية لاتبعوا حديث البخارى وكفروا بالله جل وعلا . وفعلا ضلّ المحمديون عن القرآن واتخذوه مهجورا. وحتى نعمة البترول حوّلوها الى أسلحة يقتلون بها أنفسهم .

وقال جل وعلا :   

( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢﴾وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٣٤﴾ الفرقان  ) .

وتعليقا نقول :  

المحمديون هم الأضل سبيلا . وهم شرُّ مكانا ، وهم المجرمون أعداء النبى محمد ، وهم الذين إخترعوا ( تفسيرا ) للقرآن يتهمون القرآن بأنه غير مبين وأن آياته ليست بينات مبينات ، وليس ميسّرا للذكر ، وينكرون أن تفسير القرآن في القرآن  وهو (وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) ، وأن بيان القرآن في تفصيلات القرآن .

وقال جل وعلا :

( لَّـٰكِنِ اللَّـهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿١٦٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٦٧﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴿١٦٨﴾ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿١٦٩﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧٠﴾ النساء )

وتعليقا نقول :  

1 ـ الله جل وعلا يشهد أن القرآن الكريم قد أنزله بعلمه ، وكذلك يشهد الملائكة وكفى بالله جل وعلا شهيدا . وتكرر هذا في قوله جل وعلا : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّـهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿١٩﴾ الانعام ). هنا شهادة الله على أنه لا إله إلا الله ، وعلى نزول القرآن . فهل جاءت شهادة الله تخصّ البخارى والسُّنّة ؟

2 ـ لذا تأتى الآية التالية عن الكافرين الذين صدوا ( عن سبيل الله ) قد ضلُّوا ضلالا بعيدا .

3 ـ ثم ما ينتظرهم من عذاب في جهنم . ونسأل : الى من يتوجّه هذا التحذير والتهديد؟

قال جل وعلا :  

( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ۖ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿٤﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٥﴾ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٦﴾ وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ الفرقان )

وتعليقا نقول :  

ضربوا للرسول الأمثال ، ( فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا  ). لماذا ؟

1 ـ لأنهم اتهموا القرآن بأنه إفك ، وأنه أساطير الأولين ، وتندروا عليه في طلبهم آية حسية تغنيه عن السعي للرزق والسير في الأسواق . ثم إتهموه بأنه مسحور . ( ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا  ) وهو نفس الاتهام الذى وجّهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه .

قال جل وعلا :

( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ الاسراء ).

وتعليقا نقول :  

ضربوا للرسول الأمثال ، ( فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا  ). لماذا ؟

لأن هذا واقع مشهود ، ونحن عليه شهود . ندعوهم بالقرآن فينظرون الينا وهم لا يبصرون  ولا يسمعون ، قال جل وعلا : ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الاعراف  ) فبينهم وبين القرآن حجاب مستور يحجب أنوار القرآن عن الوصول الى قلوبهم . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾ الكهف ).

أيضا إتهموا النبى بأنه مسحور : ( إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا  )، وهو نفس الاتهام الذى وجّهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه .

قال جل وعلا : (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ١١٧﴾.

وتعليقا نقول :  

  يلبس أئمة الأديان الأرضية لباس الهداية بينما هم يقومون بإضلال الناس عن سبيل الله ( الإسلام ) لأنهم ينسبون أحاديثهم الشيطانية للوحى الالهى بزعم أن الرسول قالها ( سنة نبوية ) أو ان الله جل وعلا قالها ( أحاديث قدسية ). ولذا يتكرر في القرآن الكريم أنه جل وعلا هو الأعلم بمن ( ضلّ ) ومن ( يُضلُّ )عن سبيله ، وهو الأعلم بالمهتدين . قال جل وعلا :

  1 : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿الأنعام: ١١٦﴾. بعدها : (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ١١٧﴾.التعبير هنا بالمضارع ( يضلُّ ) الذى يتحقق في كل وقت لأن السياق هنا في الوحى الشيطانى المستمر ، ففي البداية قوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام ). التعبير بالمضارع في ( يوحى ) ( ولتصغى ) ( وليرضوه ) و ( ليقترفوا ).

  2 : وجاء التعبير بالماضى ( ضلّ ) في قوله جل وعلا :

  2 / 1 : ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿النحل: ١٢٥﴾

   2 / 2 : (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿القلم: ٧﴾

  2 / 3 :  ۚ(  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿٣٠﴾ النجم ).

5 ـ هذا يتجلّى في عصرنا .

  1 : في سياق قوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) )  جاء قوله جل وعلا عن أئمة الضلال والإضلال عن سبيل الله جل وعلا : ( وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾ الانعام ). وصفهم رب العزة جل وعلا بالاعتداء . هم يعتدون على رب العزة بوحيهم الشيطانى ، وهم يعتدون على رب العزة جل وعلا بنسبة كبائرهم اليه جل وعلا ويجعلون كبائرهم جهادا ودينا ، وهم يعتدون على البشر بالقتل والظلم .

   2 : في مواجهتهم نحن أهل القرآن نحتكم الى الله جل وعلا ؛ الى ( سبيله جل وعلا ) طاعة لقوله جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً  ) (114)  الانعام )، وهذا في دعوتنا الإسلامية السلمية الإصلاحية ، ويقوم خصومنا المعتدون بشيطنتنا وتشويه صورتنا ، ويجعلوننا أعداء النبى محمد عليه السلام مع أننا نحن الذين ندافع عنه عليه السلام . بهذا تضيع الحقائق ويلبس أئمة الضلال لباس الهدى ، ويتم حصرنا في دائرة الكفر .

  3 : وهذا لا يعنينا في شيء . الذى يعنينا أن الله جل وعلا هو الأعلم بمن يُضل عن سبيله وهو جل وعلا الأعلم بالمهتدين . يكفينا قوله جل وعلا :

   3 / 1 : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً (84) الاسراء ). ونرجو أن نكون عند ربنا جل وعلا ( الأهدى سبيلا )

  3 / 2 : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾ القصص ). نرجو أن نكون عند الله جل وعلا من المهتدين .

اجمالي القراءات 3278