التعرف عمليا على أكابر المجرمين: ( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾
( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا (5)

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

( الشيوخ أصحاب الفضيلة ) هم ( أكابر المجرمين )عند رب العزة جل وعلا (5)

التعرف عمليا على أكابر المجرمين: ( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾

أولا : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ  ) ﴿٤١﴾ الرحمن )

1 ـ قوله جل وعلا : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ  ) هو عن المجرمين أصحاب النار يوم القيامة . طبقا للإيمان والعمل ستكون وجوه من سيدخل الجنة تشعُّ نورا ، وستكون وجوه من سيدخل الجحيم سوداء . قال جل وعلا في المقارنة بين الفريقين : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّـهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾ آل عمران ) .

2 ـ الكتاب الإلهى نور . قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿النساء: ١٧٤﴾ ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿المائدة: ١٥﴾ .

3 ـ والذى يتبع الكتاب الإلهى مخلصا لله جل وعلا الدين يكون كتاب الله جل وعلا له ( فرقانا ) يرى به الحق حقا والباطل باطلا . قال جل وعلا في خطاب مباشر للذين آمنوا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾ الانفال ). بمعنى آخر فالذى يتبع القرآن متمسكا به وحده حديثا وملتزما بطاعته يكون له القرآن الكريم نورا يمشى به في الناس ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٨﴾ الحديد ). أما الذى يؤمن بحديث آخر مع القرآن فهو يمشى في الظلمات يحسب أنه يُحسن صُنعا . قال جل وعلا في المقارنة بين الفريقين : ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾ الانعام )،

4 ـ الكتاب الإلهى هو أساس النور والهداية ، أما لهو الأحاديث أو الأحاديث الشيطانية هي أساس الظلمات في الدنيا . وهناك مجرمون وهناك أكابر المجرمين . قال جل وعلا عن الكافرين العاديين : ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴿٤٠﴾ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴿٤٢﴾ عبس ) ، بينما قال عن أكابر المجرمين من شياطين الإنس والجن : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ الزمر ) .

5 ـ بهذا يتبين لنا في حياتنا الدنيا من هم أكابر المجرمين من ( أصحاب الفضيلة شيوخ الكهنوت ) ، إنهم من ينشر لهو الحديث ويصدُ عن القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان ) . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ ) أي حيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) من يشترى لهو الحديث ليضل الناس بغير علم . ( راجع مبيعات كتب البخارى وغيره من لهو الحديث ) وحيث أننا ( ناس ) فهذا الصنف من أكابر المجرمين يعيش بيننا نحن الناس ، وهو معروف ومشهور لأنه يعمل في تجارة مضمونة الربح الدنيوى ،( راجع أجور أكابر المجرمين وثرواتهم ) ،  يستغل وسائل الإعلام والمساجد في الإضلال .

6 ـ ولأن أكثرية الناس لا يعقلون ولا يفقهون ، ولا يؤمنون بالله جل وعلا إلا وهم مشركون ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ يوسف   ) فإن الذى يعمل في هذه التجارة الشيطانية يكتسب شهرة و ( تقديسا ) عند العوام المجرمين العاديين الذين يتبعون أكابر المجرمين . هم عند الناس ( أصحاب الفضيلة )، بيما هم عند الرحمن جل وعلا كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . قال جل وعلا : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾الأعراف) . قال جل وعلا : ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )، ولكن العوام لا يتفكرون ، لذا فهؤلاء الكلاب عند العوام هم طائفة مقدسة ، من ( الإمام الأكبر ) و( فضيلة الشيخ ) و ( آية الله ) .

7 ـ بهذا فإنه : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ  ) ليس في الآخرة فقط بل في الدنيا أيضا .

ثانيا : في القصص القرآنى عن السابقين

1 ـ رب العزة جل وعلا ذكر لنا في القصص القرآنى ما فيه العبرة والعظة . قال جل وعلا : ( وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾ هود ). ومن العبرة أن الله جل وعلا وصف الكافرين بالإجرام ، وهذا لكى نطبّق مواصفات الإجرام على من تنطبق عليه في عصرنا ، فنتعرف عليهم ، وإذا آتاهم  وعظ وتحذير فإستكبروا فقد تشابهوا مع المجرمين السابقين .  

2 ـ الوصف بالإجرام جاء عن عموم الأمم السابقة . قال جل وعلا :

2 / 1 :  (  وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿الروم: ٤٧﴾ 

 2 / 2 : (  حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿يوسف: ١١٠﴾

2 / 3 : (  وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴿يونس: ١٣﴾ 

2 / 4 : ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿الدخان: ٣٧﴾

3 ـ ودعا رب العزة الى السير في الأرض والبحث في آثار أولئك المجرمين لمزيد من التعرف عليهم ، ولنتعلم مما حدث لهم ، قال جل وعلا : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿النمل: ٦٩﴾

4 ـ وفى تفصيلات القصص القرآنى عن السابقين جاء الوصف بالإجرام لبعض الأقوام :

عن قوم عاد :

  1 :(  وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿هود: ٥٢﴾

  2 : (  تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأحقاف: ٢٥﴾

عن  قوم لوط :

  1 : (  وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ٨٤﴾

  2 : (  قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿الذاريات: ٣٢﴾

 عن شعيب وقومه مدين  (  وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ﴿هود: ٨٩﴾

  عن فرعون وقومه

  1 :(  قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿القصص: ١٧﴾

 2 : (   ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿يونس: ٧٥﴾

  3 : (  فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ١٣٣﴾

  4 :( فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ﴿٢٢﴾ الدخان )

مغزى وصفهم بالمجرمين بعد هلاكهم

1 ـ  لا بد من الإنتقام من الظالمين المجرمين . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ﴿٢٢﴾ السجدة

2 ـ أهمية الوعظ لإنقاذ المجتمع من إهلاك تتسبب فيه النخبة المترفة من أكابر المجرمين . قال جل وعلا : (  فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿هود: ١١٦﴾

في القصص القرآنى المعاصر للنبى محمد عليه السلام

1 ـ الأساس هنا هو القرآن الكريم الذى به تم إحقاق الحق وإبطال الباطل ، ولذلك يكرهه المجرمون ( أكابر المجرمين )  . قال جل وعلا :

1 / 1 : (  لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿٨﴾ الانفال )

1 / 2 : ( وَيُحِقُّ اللَّـهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿٨٢﴾ يونس )

1 / 3 : ولذلك يكرهه ( أكابر المجرمين )  . قال جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس )

1 / 4 : أكابر المجرمين إتهموا النبى محمدا بأنه الذى ( إفترى القرآن ) وهى جريمة ، وهم المجرمون . قال جل وعلا : (  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿هود: ٣٥﴾

2 ـ جاءهم التهديد . قال جل وعلا : (   فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ١٤٧﴾

3 ـ فكانوا يستعجلون العذاب إستهزاءا بالقرآن الكريم ، فوصفهم رب العزة جل وعلا بالإجرام . قال جل وعلا : (   قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴿يونس: ٥٠﴾

4 ـ سار المنافقون على نفس الدرب فإستحقوا الوصف بالإجرام والكُفر . قال جل وعلا : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾ التوبة )

أخيرا : المجرمون يوم القيامة

1 ـ  المجرمون الذين شهدوا نزول القرآن الكريم والذين أتوا وسيأتون من بعدهم قال لهم  رب العزة جل وعلا :  

 1 / 1 : عن كفرهم بالقرآن الكريم:(  وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿الجاثية: ٣١﴾    

1 / 2 : عن تكذيبهم بالقرآن ، وأن معنى التكذيب هو إيمانهم بحديث آخر ( كالبخارى ) مع القرآن : (  كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ ﴿٤٦﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴿٤٨﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾ المرسلات )

2 ـ  خطابا لأكابر المجرمين من السلاطين ورجال الدين وقال جل وعلا ( مقدما ) هذا ( البلاغ ) إنذارا للناس من وقت نزول القرآن الكريم الى آخر جيل من البشر:  ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ﴿٤٥﴾ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّـهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴿٤٦﴾ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨﴾ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴿٥٠﴾ لِيَجْزِيَ اللَّـهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٥١﴾ هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٥٢﴾ إبراهيم ).

3 ـ ما سبق هو بعض التفصيل لقوله جل وعلا : (  وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾.

اجمالي القراءات 4469