= إني لا يخاف لدي المرسلون =
شجاعة رسل الله جل و علا و أنبيائه .

سعيد علي في السبت ٢٩ - فبراير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

الله جل و علا يعلم أين يجعل رسالته و سبحانه جل و علا يصطفى من الناس رسلا يقول جل و علا : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) و يقول جل و علا : ( الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس إن الله سميع بصير ) و لأن الشجاعة صفة لا بد أن تكون فيمن اصطفاهم الله جل و علا لحمل رسالته للناس و بها يواجهون المجرمين لذا عندما خاف موسى عليه السلام قال له : ( يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ) .
إن مهمة الأنبياء و المرسلين عليهم السلام هي التغيير و هي أصعب مهمة و لأن التغيير يتطلب شجاعة و صبرا عظيما لذا فإن أنبياء الله جل و علا قدوة في الشجاعة و الصبر .
الشجاعة تتطلب عقلا راجحا و ليس جسدا قويا و عضلات مفتولة ! و الحق جل و علا ( احترم إرادة الإنسان – إن جاز التعبير - ) لذا فالحوار هو ميدان المعركة و البلاغ هو الأسلوب الأمثل لرسالته جل و علا لذا قال الحق جل و علا لخاتم النبيين : ( فإنما عليك البلاغ و الله بصير بالعباد ) و عادة الشعوب لا سيما الملأ منهم و المجرمين و أكابرهم رفض التغيير و قد يقابل هذا الرفض اعتداء للمبلغ – بكسر الغين – و هذا ما جابهه بعضا من أنبياء الله عز و جل و رسله و هذا نبي الله جل و علا عيسى عليه السلام يقول لصحابته – الحواريون - : ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل و كفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) هنا ملمح لمعركة انتصر فيها عيسى عليه السلام و أنصاره دفاعا عن الحق و ليس اعتداءا – هذا الملمح ذكره الدكتور أحمد حفظه الله – و هذا الملمح دليلا على شجاعة المسيح عليه السلام و خوضه حربا ضد أعداءه المعتدين .
و يأتي خاتم النبيين عليه السلام بعد أن فرضت الظروف عليه خوض المعارك دفاعا عن النفس و ردا للاعتداء فكان البطل الهمام و الشجاع الذي لا يخاف عكس جُل صحابته الذين ما إن أذن لهم الحق جل و علا بالقتال إلا و كانوا كمن يساقون إلى الموت و هم ينظرون قبل معركة بدر .
و لأن الشجاعة دائما ما ترتبط بالأخلاق النبيلة فإن أنبياء الله عز و جل و رسله كانوا قمة في الأخلاق المتصلة بالشجاعة فهم يقولون كلمتهم و يمضون يبلغون الحق و يمضون و لو أفردنا لأمثلة منهم لما كفانا مقالا صغيرا كهذا لذا فالحوارات التي ذكرها القران الكريم بين أنبياء الله جل و علا و رساله و بين أقوامهم تستشف فيها الشجاعة و الأخلاق و رقي البلاغ .
لذا حرّي بنا أن نقتدي بشجاعتهم عليهم السلام و نترفع عن الجدال الذي لا طائل منه .. نقول كلمتنا و نمضي داعين الله جل و علا السلامة .

  

اجمالي القراءات 3928