الفرق بين الرسول والنبي
الفرق بين الرسول والنبي

أنيس محمد صالح في الخميس ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم وبالله نستعين.. والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. وبعد

 

كلما نشرتُ رابطا لأي بحث أو دراسة بالفقه الأصولي القرءاني, يظهر من بعض المتداخلين والمعلقين, الخلط الواضح بين ( الرسول ) و ( النبي )!! ولهذا أحببت التوضيح للجميع ( زيادة للشرح والتأكيد ), بأن الرسول ( رسالة الله السماوية - معصوم - حي لا يموت ) والنبي البشر ( غير معصوم - يموت أو يُقتل(.

الرسول هي قول الله الحق الذي لا يموت... أما شخص النبي المُبلغ للرسالة السماوية بالوحي من عند الله وهو حي يُرزق, لا يحق له أن يزيد أو يُنقص مما يؤتيه الله من الوحي السماوي, كمن يألهونه ويقولونه بالأديان الأرضية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية(.

عندما يقول الله جل جلاله ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) الآية الكريمة تتكلم عن الرسول ( الرسالة السماوية - المعصوم - الحي الذي لا يموت - ) وليس طاعة شخص النبي البشر غير المعصوم الذي مات قبل 1400 عام.
الرسالة السماوية ( الرسول ) تدعوك إلى تعظيم وتوحيد وتأليه ونُصرة وذكر الله الحي القيوم الذي لا يموت, ذكرا كثيرا وتسبحه بكرة وأصيلا.. ويدعوك الله جل جلاله فيها بأن تستغفر ( لذنوب النبي ) البشر الخطاء والمؤمنين في الأرض ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ).. وأن لا نفرق بين أحد من رسل الله وأنبياؤه وأن نقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

كل آيات العتاب من الله جل جلاله في القرءان الكريم جاءت بوصفه كنبي ( غير المعصوم ) ولم تأتي بوصفه الرسول ( الرسالة السماوية - المعصوم)

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ (65) الأنفال

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(70) الأنفال

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(73) التوبة

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(59) الأحزاب

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا(28) الأحزاب

يَا نِسَاء النَّبِيِّ ( يا نساء محمد البشر الذي يوحى اليه ) مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) الأحزاب

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(50) الأحزاب

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(12) الممتحنة

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(9) التحريم

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا(1) الطلاق

 

وهنا عتاب موجه لشخص محمد البشر الذي يوحى اليه

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(1) التحريم

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه ) اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) الأحزاب

نلاحظ أعلاه, الخطاب الموجه من الله جل جلاله الى شخص النبي محمد ( يا محمد البشر الذي يوحى اليه)!!

أنظروا الى خطاب الله جل جلاله, لمحمد بوصفه الرسول ( المبلغ للرسالة السماوية – ما أُنزل اليه من ربه)

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه ُوَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) المائدة

 

فلهذا , عندما يتكلم الله جل جلاله, الحي القيوم الذي لا يموت, عن الطاعات, فانه يتكلم عن طاعة الله ورسوله ( فالحق والحق أقول – الرسالة السماوية ) ولا علاقة لها بطاعة شخص النبي البشر محمد الذي يوحى اليه, الذي يخاف إن عصى ربه عذاب يوم عظيم!! والذي مات قبل أكثر من 1400 عام.

قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15) الأنعام
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ(19) الزُمر

أقول لمن يصفون النبي محمد بأنه ( الشفيع ) ويدًعون إنه يوم القيامة سيقول لله: أمتي أمتي وسيشفع لهم لئلا يدخلوا النار وهم قد أشركوه مع الله بالتعظيم والتأليه والتقويل والتشريع على أديانهم الأرضية الوضعية المذهبية الشركية ( السنية والشيعية )!؟
قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15) الأنعام

أقول لهم: أنتم واهمون وقد أفتريتم وأستهزئتم بالله ورسوله وأشركتم النبي البشر محمد مع الله!! ووصفتموه بألقاب وصفات ( الشفيع, الرسول الأعظم, الرسول المعظم, سيد الخلق, سيد المرسلين ) وبما لم ينزل الله بها من سلطان في القرءان الكريم...

حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) النساء
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ( 116) النساء

 ) الكتاب والحكمة, الشرعة والمنهاج, القرءان والفرقان, التوراة والفرقان, الإنجيل والبينات, الإسلام والإيمان, جبريل وميكال, المحكم والمتشابه, كتاب الله وسُنة الله, البشير والنذير, النور, الهدى, الذكر, أحمد, الحق ) هي ما تشمله الرسالة الإلهية السماوية, التي أنزلها الله جل جلاله للنبي محمد وهو حي يُرزق بالوحي من عند الله ليبلغها للناس كافة ... أما ما جاء بالأديان الأرضية الوضعية الإبليسية الشيطانية المذهبية السُنية والشيعية!! من تقويلات وحواديث وروايات وتأليهات للنبي محمد أو إبن عمه وأحفاده من أكاذيب وطلاسم وخزعبلات وإفتراءات وشعوذات ودجل !! فمهمتها محاربة الله ورسوله ( القرءان الكريم ) والسعي في الأرض فسادا.

نكفر ونعاير اليهود والنصارى بأنهم مشركون كفرة!! لأنهم عظموا وألهوا رسلهم وأنبياؤهم وأشركوهم في التعظيم والتأليه مع الله الواحد الأحد؟؟ ولا ننظر إلى حالنا وأنفسنا وقد عظمنا وألهنا النبي البشر محمد بأبشع صورة مما عظم اليهود والنصارى رسلهم وأنبياؤهم!! أصبح محمد في المساجد ليلا ونهارا ( السيرة النبوية وآل البيت والصحابة والخلفاء الراشدين والمذاهب والطوائف والشيع والأحزاب الدينية والجماعات المتناحرة المتقاتلة وتكفر بعضها بعضا )!! حتى نسينا ذكر الله!؟ وفي المدارس وشاشات الفضائيات ليلا ونهارا حتى أعتقد الناس إن محمد يشرع وينسخ ويلغي تشريعات الله في القرءان الكريم!؟ من خلال الأديان الأرضية الوضعية الشركية الإبليسية الشيطانية ( السُنية والشيعية )؟؟

أفيقوا يا عباد الله.. يرحمنا ويرحمكم الله.

اجمالي القراءات 5262