ليبيا الموحدة ليست مصلحة مصرية

سامح عسكر في الخميس ١١ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

منذ الثورة على القذافي سنة 2011 وليبيا لم تعد كما في السابق دولة واحدة، بدأت القصة بطرد الجيش الليبي الموالي للقذافي من بني غازي، ليعلَن فورا استقلال تلك المدينة عن سلطة طرابلس والغرب، ومن ثم أعادت إحياء المطالب المنادية بالأقاليم الثلاثة، لكن الفوضى نزعت مشروعية تلك المطالب باعتبار أن كل نداء في زمن الفوضى له معارضين أشداء ينظرون إليه بصورة شكوكية تفرغه من معناه..وهذا ما حصل ويحدث حتى الآن برفض كل اتفاق سلام آخرها اتفاق الصخيرات بالمغرب وما نتج عنه من حكومة توافق بين الفرقاء الليبيين.

هذه الفوضى تشكل حالة ثورة واختلاق لهويات جديدة متصارعة رصدت في التاريخ كأحداث مفصلية أدت إما لتغير أنظمة الحكم أو إلى تفكك الدول، وفي تقديري أن ما يحدث في ليبيا تجاوز ما حدث من تغيير نظام القذافي إلى حالة تفكك فعلية من الصعب أو من المستحيل علاجها الآن لستة أسباب:

1- فقر وضعف القيادات الليبية الحالية ، فالقادة في بني غازي شعاراتيون قوميون يعيشون أحلام عصر القومية في الخمسينات، ولم يكن هذا ليحدث لولا وقوعهم فريسة للنظام الإماراتي ذو اللمحة القومية في صراعه مع إيران، أي أن قيادات بني غازي اكتسبوا قيم وأخلاق الصراع مع الفرس والترك آليا بطاعتهم للإماراتيين،ولأن النظام السعودي هو الآخر في مرحلة تشكيل هوية جديدة تجمع بين الحداثة والدين، وقد ارتأى أن تلك الهوية ستكون قومية على النمط الإماراتي متسلحين بإعلام مصري ينشر هذا الشعار حتى تجلت مشاكل المنطقة الآن بين تيارات قومية ودينية في الغالب مع اختلاف المناظير، فقومية الأسد في سوريا ليست هي قومية بن زايد في الإمارات، الأولى موجهة ضد أمريكا وإسرائيل، الثانية موجهة ضد الفرس والترك.

أما قيادات طرابلس فهم أضعف من حيث اعتمادهم فقط على الديمقراطية كصورة أو ستار يقنعوا به العالم بأنفسهم، بينما الديمقراطية في جوهرها ممارسة واحتواء بيد أن البشر لا يقبلون صراعات وحروب باسم الديمقراطية، وجميعنا يتذكر كيف سَخَر العالم من بوش بعد إعلانه نشر الديمقراطية في العراق بقوة السلاح، وفي ظني أن هذا الستار الديمقراطي لحكومة طرابلس يخفي في جوهره توجها دينيا عاما يشكل أيدلوجيا معارضة لسكان بني غازي والمتشبعين كلاهما بشعارات عفى عليها الزمن.

2- العالم الآن أضعف بكثير من حل مشكلة ليبيا، وبالتالي فالأطراف الإقليمية المؤثرة في الحرب عاجزة هي الأخرى عن الحل، فكيف يحلون مشكلة ليبيا وهم عاجزون عن لقاء بعضهم في المؤتمرات، ولننظر كيف أن الأمير تميم رفض الذهاب لمؤتمرات مكة، وأردوجان تجاهل السيسي وبن سلمان في قمة العشرين في أوساكا، ناهيك عن ظروف وملابسات وفاة الدكتور "محمد مرسي" رئيس مصر الأسبق وما يعتريها من شكوك تركية وقطرية حول طبيعة الوفاة وإمكانية استغلالها للضغط على مصر كورقة رابحة في الأزمات.

3- غرب ليبيا المجاور لتونس يحكمه نظام أشبه بالنظام التونسي ومصالحهم واحدة، فكلا الحكومتين ديمقراطتيتين يضمان عناصر إسلامية ولا يرفضون الإسلام السياسي بخلاف شرق ليبيا المتطابق تماما في وجهة نظره مع الإمارات ومصر بإقصاء الإخوان وكل الجماعات الدينية، هذا يعني أن محاولة حفتر غزو طرابلس ضد مصلحة تونس وأمنها القومي..كذلك أي محاولة لحكومة الوفاق غزو بني غازي ستصطدم بالأمن القومي المصري، وفي كلتا الحالتين ستتدخل الدول مباشرة إما سياسيا أو عسكريا.

ربما الصمت التونسي يفسَر بضعف ومرض الرئيس لكن الرأي العام التونسي يكره حفتر ويعتبره امتدادا لنظام بن علي وبيروقراطيته العسكرية، ويتعامل مع معارك طرابلس الآن بحذر، إنما هذا لا يعني دعما مباشرا من تونس لحكومة طرابلس لكني قصدت بتفسير المصلحة التونسية نظريا حسب اتجاهات الرأي العام وإمكانية تأثيرها على صناع القرار في تونس، ولعل التقارب التونسي مع أوروبا ثقافيا هو ما أنتج هذا الصمت حيث يتفاعل التونسيون مع قضايا أوروبا وفرنسا بمقدار تفاعلهم مع قضايا العرب، مما يعني أنه وحين تشعر أوروبا بخطر ما في ليبيا سيهتم التونسيون بالشأن الليبي

4- معارك ليبيا الآن يرفع فيها السلاح الديني، فمن جهة طرابلس ينظرون لبني غازي كعلمانيين كفرة، ومن جهة بني غازي ينظرون لطرابلس كخوارج وجب قتالهم كما قاتل الإمام علي بن أبي طالب أجدادهم في النهروان، كلا الرؤيتين تتناقض مع الحداثة والانفتاح ويعانيان من إسقاط مفاهيم الماضي على حاضر الناس، فلا قوات حفتر علمانية أو تقدمية ولا حكومة طرابلس دينية..كلاهما يستعمل الدين فقط في الحشد كأسهل وأسرع وسيلة لتجنيد المقاتلين، هذا صراع سياسي لكن بتحوّله دينيا يعمق من مشكلة الهوية حتى أضحينا أمام مشكلة أشبه بمشكلة ثورة جنوب السودان على الشمال، فبرغم أن جنوب السودان مسيحي إنجليزي لكن مشكلة ليبيا فاقتها رغم وحدة الدين واللغة، حدث ذلك بتحوّل ثقافي وانقلاب جذري في الهوية أدى لافتراق الأشقاء منذ 8 سنوات مع مقدمات تقول باتساع هذا الفارق يوما بعد يوم..حتى أصبحت الآن فكرة أن يحكم ليبيا شخص واحد غير واقعية وسخيفة.

5- منذ اندلاع الحرب الأهلية الليبية قبل 8 سنوات ولم يثبت وجود أي نفوذ من الشرق في الغرب والعكس، حتى بعد اتفاق الصخيرات سنة 2015 وتضمن شرق ليبيا في حكومة موحدة مع الغرب لكن لم يثبت ولم يتأكد وجود أي نفوذ غربي في الشرق، لم تتأثر بني غازي بالاتفاق السياسي وظلت على عدائها مع طرابلس وحلفائها في مصراتة والزنتان وتاجوراء، فعليا هذا انغلاق واكتفاء ذاتي من كلا الإقليمين في الشرق والغرب، فالاتفاق وضح أنه كان مجرد إجراءً شكلي لم يتعزز بجهد ثقافي أو اجتماعي لتقريب وجهات النظر.

6- ليبيا مجتمع قَبَلي عُرضة للصراع حسب وجهات نظر ومصالح شيوخ القبائل، فالذي يجري في ليبيا مع كونه معلنا كحرب أهلية بين قوميين وإسلاميين لكن جوهره حرب عشائرية متحالفة مع النافذين محليا، وكلما تعززت سلطة أمراء الحرب هنا وهناك كلما انخفضت سلطات شيوخ القبائل وأصبحوا مجرد تابعين وأدوات لحشد الأنصار والمقاتلين ليس إلا، هذا الوضع سيؤدي في النهاية لتفكك داخلي مع صعود قيادات قبلية جديدة بعد موت القديم، بمعنى أن طول مدة الحرب القبلية يجعل من الصعب أو من المستحيل جمع تلك القبائل في سلطة واحدة بعد ذلك سوى في حالة وجود الزعيم المُخلّص القادر على إقناع الجميع بنفسه ووطنه.

حتى في حالة ظهور زعيم شعبي ستبقى سلطاته محدودة بتدخلات الخارج وفاعلية أطراف الصراع الإقليميين في التأثير محليا، مما يعني بأن حل مشكلة ليبيا أو القول بوحدة أرضها يتطلب ظهور زعيم شعبي حقيقي يجمع عليه الشرق والغرب ويصبح قادرا على تحدي النفوذ الخارجي، أو اتفاق المتصارعين بالأصالة ممن يوكلون أمراء الحرب بالمعارك نيابةً عنهم، وكلا الشرطين الآن بعيدين تماما فالنظامين التركي والمصري قائمين على الأقل ل 4 سنوات مقبلة، بينما قطر والإمارات والسعودية تحكمهم أنظمة قوية راسخة لا أمل بتغييرها في المستقبل القريب، حتى بعد رحيل النظامين المصري والتركي فورثتهم سيظلوا محكومين بنظرية أمن قومي تشكلت خلال فترة أردوجان والسيسي، بالتالي فبقاء ليبيا هكذا في حالة حرب سيطول إلا إذا نجح أحد الطرفين في إسقاط حكم الآخر أو اقتنعت كل أطراف الصراع بضرورة ترسيم الحدود وإعلان الانفصال بشكل رسمي.

هذه النقاط الستة تعني فقدان ليبيا شعور بالوحدة بالأساس وهو الشرط المطلوب توفره لمبدأ "ليبيا موحدة" فالشعور يلزمه مبادئ عقلية وإنسانية وثقافية ثم يترجم كل هذا بدستور، مما يعني أن ليبيا الآن بها عقلين وإنسانين ودستورين مختلفين كنتيجة حتمية لمرحلة الفوضى السابقة للتدخل الإقليمي بتقوية زعماء وأحزاب ، ومن يتذكر أحداث الفوضى الليبية التي أعقبت سقوط القذافي لعامين لم تُعرف فيها سلطة واحدة لليبيا حتى وصل الأمر لقتل السفراء واختطافهم مثلما حدث مع سفراء مصر وأمريكا والأردت، حتى رئيسي الوزراء والمخابرات نفسهم تم اختطافهم في تلك المرحلة مما يعني أن ليبيا وقتها كانت عجينة قابلة للتشكل مع أي قوة صاعدة تسيطر على الأوضاع.

وقد فاز حفتر بتشكيل تلك العجينة حسب هواه القومي العسكري وفاز الإخوان بتشكيل طرابلس والهيمنة على معظم فصائل وكتائب الغرب، بينما المجتمع الدولي في الخلفية يبارك عملية التشكيل هنا وهناك على قدم وساق، وبلمحة فلسفية موجزة فما حدث من تشكيل سريع ومختلف لعجينة ليبيا قضى على تاريخ وثقافات ما قبل التشكيل، أنت عمليا تتحدث عن إنسان ليبي مختلف بوعي مختلف حتى لو كان مزيفا..إنما في الحقيقة الإنسان الليبي في الشرق مختلف عن الذي في الغرب، فالمادة تكون في أضعف حالاتها وقت الانصهار وبما أن القائم على تشكيل ذلك المنصهر ليس قويا كما تقدم في النقطة الأولى فالمادة الخام الليبية المعجونة أيضا ليست قوية إنما مشحونة بشعارات وردود أفعال تظهرها قوية..بالتالي فأي اجتماعات ولقاءات تحدث الآن بهدف توحيد ليبيا هي إجراءات شكلية لاسترضاء النفوذ الأجنبي والمجتمع الدولي ليس إلا.

كانت لي رؤية لم أصغها من قبل تقول بأن مصلحة مصر هي في بقاء هذا الوضع الليبي وتقنينه، أي أن انفصال إقليم برقة عن سلطة طرابلس هو مصلحة مصرية حالية تكفي الليبيين شر المعارك من ناحية وتعزز أمن الحدود من ناحية أخرى، فضلا عن مساهمتها بخفض التوتر مع داعمي سلطة طرابلس باعتبار أن أي حرب واسعة في ليبيا يتدخل فيها فرقاء أجانب هي تهديد للأمن القومي والمصري، ومن ذلك فسرت أن إفراج قوات حفتر عن الأتراك الستة حدث بمطالب مصرية من سلطة بني غازي خشية تعرض قوات حفتر لضربة عسكرية تركية قد تضعفهم عن أداء وظيفتهم في تأمين الحدود المصرية، ولأن السيسي ليس بالعسكري المحارب في الحقيقة بل يتحرك وفق منظومة أمن تحكم الجيش قوامها الأول عدم التورط في حروب وصراعات خارجية بعيدة عن الإجماع الدولي أو قرارات مجلس الأمن.

فلو أقدمت تركيا على ضرب حفتر سيقع المسئول المصري في أزمة اختيار بين أمن حلفائه الذين يساعدوه في ضبط الحدود وبين مصلحة مصر البعيدة عن أي تورط عسكري في الخارج، وهي أزمة شبيهة بأزمته السابقة مع السعودية إبان رفض الجيش المصري إرسال قوات برية لليمن وما أعقبها من قطع للمعونات المالية والبترولية السعودية عن مصر، فالنظام المصري إذن يمارس سياسته بعيدا عن فكرة الولاء المطلق كالذي يفعله حفتر في ليبيا وهادي في اليمن، بل يوائم بين مصالحه العليا وبين استرضاء حلفائه الإقليميين المحسوبين على محور الاعتدال في الذهنية الأمريكية، وظهرت تلك الموائمة في استغلال قبول ترامب للسيسي ونظامه بإقامة علاقات متوازنة مع أمريكا وروسيا بخلاف الحاصل في عهد أوباما الذي اختل فيه هذا التوازن بعد رفض أوباما لقاء السيسي باعتباره دكتاتورا انقلابيا..

بالتالي فمصلحة مصر تقتضي إنهاء مشكلة ليبيا بشكل دبلوماسي بعيدا عن الوحدة تعمل بعدها مصر على تقوية الجيش الليبي في بني غازي والتحكم فيه ليس لكونه حليفا فقط بل لكونه جزء من منظومة الأمن المصرية، وهذا يتطلب كما هرب المفاوض الافتراضي من سلطات طرابلس ونفوذها المتغوّل أن يهرب أيضا من سلطات الخليج على قوات حفتر بحيث لا يجعل أمن مصر رهينة لأي قوى خارجية يمكنها العبث به مستقبلا في حال حدوث خلافات.

لا يعني ذلك أمنياتي الشخصية بتفكك ليبيا ..هذا أمر محزن، لكن هنا أتقمص دون المسئول والمفاوض المصري وكيف يرى الأمور من زاويته الشخصية، فطرابلس تظل أقوى من بني غازي عددا وعتادا وموارد، بالتالي تأثيرها أكثر في حال حصول تلك الوحدة بشروط إخوانية أو تركية أو قطرية، فالذي يملك الأرض والناس والموارد يصبح أكثر تأثيرا من غيره،لذلك أفهم عدم استعجال مصر أو تشجيعها لأي اتفاق ليبي يؤدي في النهاية لوحدة الدولة..فهي ترى مسئولي الغرب الليبي أدوات يمكن استخدامها لصالح خصوم النظام، بالضبط كشعور الإمارات ضد وحدة اليمن، فالإماراتيون يرون أن وحدة اليمن ستكون لصالح الحوثيين أو السعودية بهيمنتهم على الحدود والموارد ،بينما المفاوض الإماراتي المفترض يرى أن مصلحته مع جنوب يمني علماني متفق في وجهات نظره مع مصالح ورؤية الإمارات سياسيا وأيدلوجيا واقتصاديا، وقد تقدم عرض أسباب الإمارات في دخولها حرب اليمن ومن بينها السبب الاقتصادي في السيطرة على مينائي "عدن والحديدة" المنافسين الطبيعيين لموانئ الإمارات.

ليبيا عامة في موقع مهم بالنسبة لإيطاليا واليونان، إنما الثانية ليست لها مطامع أو اتجاهات امبريالية بخلاف خصومهم الأتراك ، فبرغم تدخل الأتراك في ليبيا وإرسالهم سلاحا لحكومة التوافق لكن لم يتحفز اليونانيون للتدخل في المقابل برغم أن ليبيا أقرب إليها من مصر، وبالتالي ما يعتبره الإيطاليون هواجس وأمن قومي من الهجرة غير المشروعة يفترض أن يصبح هاجسا يونانيا، وبالتالي ينحصر الدعم الأوروبي لليبيا حتى الآن في الجار الإيطالي على الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وأحيانا فرنسا على استحياء ..إنما في تقديري أن دعم الأوروبيين حتى الآن لم يرتق لحد التدخل المباشر والفاعل إنما مجرد تصريحات لا تساهم في الحشد الدولي وهدفها الأول نفض غبار اليد لإرضاء الرأي العام المحلي

لكن هذا الصمت الأوروبي لن يدوم طويلا في حال تم تهديد أحد القوتين فعليا، وما يظهر لي أن ما يحرض عليه المصريون يحرص عليه الأوربيون أيضا مع خلاف مرجعيات بسيط وشكل نهائي للدولة الليبية مختلف عند كلا الجانبين المصري والأوروبي، فمصر تريد دولة في الغرب تحميها من أخطار الجماعات وتعمل على توفير النفط لأي مستجد طارئ، أما أوروبا تريد حكومة في طرابلس متعاونة ضد أخطار الهجرة غير الشرعية من ناحية ومن ناحية أخرى لا تكون هذه الحكومة عسكرية انقلابية لعدم الإخلال بالمبدأ الأوروبي الديمقراطي، ومن الخطأ الفاحش هو ظن البعض أن فرنسا تريد حفتر رئيسا لليبيا كما يظهر أحيانا من تصرفات ماكرون، لكن فرنسا تعلم ماهية ليبيا في الصراعات العبثية بين العرب والأتراك فتعمل على موازنة قواها بحيث لا يُفهم من سلوكها دعما لدكتاتور عسكري أو تخليا عن مبدأ الحوار حسب ما توصلت إليه مجالس الأمن والأمم المتحدة.

ومن يعول على موقف أوروبي أو أمريكي في ليبيا هو خاطئ فالصراع هناك إقليمي أيدلوجي تخطى مرحلة تشكيل الهوية لصراع آخر مختلف بين عدة هويات ستفرز في المستقبل مشكلات أخرى تتعلق بالتاريخ والدين إضافة للجانب الاقتصادي وموارد النفط

اجمالي القراءات 4995