أُضحوكة الدعاء بقولهم : " اللهم بلغنا رمضان "

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٢ - مايو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أُضحوكة الدعاء بقولهم : " اللهم بلغنا رمضان "

مقدمة :

1 ـ يلفت النظر كثرة هذا الدعاء فى شهر رمضان. وكالعادة يشيع شىء ما ويتناوله الناس وفق الثقافة السمعية التى تردد ما يقال دون تعقل . هذا المؤسف ، أما المُضحك فهم يدعون فى رمضان أن يبلغهم شهر رمضان .

2 ـ قد يقال : أنهم يقولون هذا قبل شهر رمضان يدعون أن يعيشوا فى شهر رمضان القادم ، أو يقال إنهم يدعون أن يطول بهم العمر حتى إنتهاء شهر رمضان. هذا ايضا مضحك ، لأنه يناقض الحقيقة القرآنية : أن الأعمار محددة لكل شخص سلفا حتى قبل مولده ، وهذا معنى تسمية بلوغ الموت بالأجل ، أى الأجل أو الموعد المحدد سلفا. وهذا يستلزم بعض التوضيح :

لكل أجل كتاب محدد سلفا :

1 ـ كل أجل مكتوب قال جل وعلا : (  وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ) ﴿١٤٥﴾ آل عمران) .

2 ـ إن الفارق بين الموت والنوم أن النوم ترجع فيه النفس الى جسدها باليقظة أما فى الموت حين يحل أجلها فيمسكها الله جل وعلا ولا ترجع لجسدها. قال جل وعلا :  (اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ) ﴿٤٢﴾ الزمر ).

3 ـ وإذا جاء أجل الموت فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، هذا على مستوى من يموت فى نفس اللحظة من البشر مع إختلاف المكان ، قال جل وعلا : (  وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴿٣٤﴾ الاعراف ) .

4 ـ وعند بلوغ أجل الموت وعند الاحتضار يتمنى من يموت لو يتأخر أجله حتى يعمل صالحا.. وهذا ما دعا اليه رب العزة المؤمنين الى أن ينفقوا مما رزقهم قبل مجىء أجل الموت المحدد سلفا. قال جل وعلا : (  وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١١﴾ المنافقون). منشور لنا هنا مقال عن معانى الأجل فى القاموس القرآنى ، وهو متداخل مع مصطلح ( بلغ ) هنا.

5 ـ وننبّه مقدما على أن العمر لايطول لأنه محدد سلفا. لذا فلا يقال فى مناسبات العزاء ( البقية فى حياتك ) أو ( خلّف لك طول العمر ) ولا يقال فى الدعاء ( ربنا يطوّل عمرك ) أو فى التزلف لشخص ما أن يقال له ( يا طويل العمر) . العمر لا يطول لأنه محدد سلفا قبل أن  نأتى الى هذه الحياة الدنيا. بل إن العمر يقصر. لأنه طالما هو محدد سلفا فإن كل دقيقة تمر بنا يتم خصمها من العمر المحدد لنا، أى إن العدّ التنازلى يبدأ بالولادة ، فإذا كان محددا لشخص ما أن يعيش ستين عاما فإن العد التنازلى يبدا بلحظة ميلاده : ستين عاما إلا ثانية ، ستين عاما إلا دقيقة ، ستين عاما إلا ساعة ، ستين عاما إلا ساعة ، ستين عاما إلا يوما ، إلا شهرا إلا سنة إلا سنتين ، وهكذا الى يأتى الأجل :ستين عاما بالتمام والكمال فيكون موته. عن هذا العد التنازلى المكتوب سلفا ، قال جل وعلا : ( وَاللَّـهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚإِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿١١﴾ فاطر ) .

6 ـ على أى حال هى فرصة لنعرض مصطلح ( بلغ ) فى القرآن ، ونعتبر هذا مقالا فى القاموس القرآنى .

أولا : ( بلغ ) بمعنى البلوغ الزمنى

مرحلة البلوغ الجنسى ( بلوغ النكاح ) ( بلوغ الحُلُم )

1 ـ فى القصص القرآنى :

1 / 1 : قال جل وعلا عن يوسف عليه السلام : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٢٢﴾ يوسف )

1 / 2  : وقال جل وعلا عن موسى عليه السلام : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾ القصص )

2 ـ كمرحلة فى حياة الانسان :

2 / 1 : عن بلوغ تمام الرشد فى سنّ الأربعين قال جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖوَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾ الاحقاف )

2 / 2 ـ وعن بلوغ مرحلة فى حياة الإنسان قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖوَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) ﴿٥﴾ الحج )

3 ـ  فى التشريع الخاص ببلوغ الشخص

3 / 1  ـ تشريعات خاصة باليتيم إذا بلغ ( وصل مرحلة البلوغ )

3 / 1 / 1 :  حفظ ماله فلا يقترب منه الوصى عليه إلا بالتى هى أحسن . قال جل وعلا : ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) ﴿١٥٢﴾ الانعام ) ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) ﴿٣٤﴾ الاسراء ) .

3 / 1 /  2 : وعند بلوغ اليتيم صاحب المال أو (بلوغه النكاح ) أو ( الحُلُم ) يجرى إختباره ، فإن أظهر رشدا يمكن له أن يدير ثروته بنفسه ، قال جل وعلا : ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا ﴿٦﴾ النساء ) .

3 / 2 ـ وهناك تشريعات للأطفال فى الاستئذان فى البيوت فى أوقات محددة ، فإذا بلغ الأطفال الحُلُم تعين عليهم أن يستأذنوا فى كل وقن شأن الكبار . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚطَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٨ )  وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴿٥٩﴾ النور )

بلوغ مرحلة الشيخوخة ( الكبر )

1 ـ فى القصص القرآنى : قصة زكريا عليه السلام : ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّـهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿٤٠﴾ آل عمران ) ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿٨﴾ مريم ) بلغ الكبر .

2 ـ تشريعات خاصة ببلوغ الكبر ( الشيخوخة ) .

قال جل وعلا : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ الاسراء )

بلوغ أجل الموت :

1 ـ قال جل وعلا عن بلوغ أجل الموت : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚوَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ غافر) .

كل منا يركب قطار الحياة السائر الى الأمام ، وهو الذى لا يتوقف ولا يتعطل ولا يتراجع. وعند محطة المغادرة يكون قد ( بلغ ) ( الأجل ) فيموت.

لا مهرب من الموت لو كنتم تتذكرون . !!

2 ـ وقال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖوَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾ الانعام ). الأجل المؤجل لهم هو الموت. وسبحان الحى الذى لا يموت .!

بلوغ عدة المطلقة 

1 ـ شرحنا تشريعات القرآن الكريم فى الطلاق وإختلافها عن تشريعات الطلاق فى الفقه السنى . وننصح بالرجوع اليه وهو منشور هنا. العدة للمطلقة مرحلة أساس بعد الطلاق . المطلقة تظل زوجة فى بيتها ، إذا إنتهت عدتها ( بلغت أجل عدتها ) يكون الاختيار بين إمساكها أو مفارقتها ، إذا كانت المفارقة أو السراح تخرج وتتزوج بعقد جديد من تتراضى معه على الزواج حتى لو كان الزوج السابق . وكل ذلك بشهادة إثنين من الشهود العدول . قال جل وعلا : ( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ) ﴿٢٣١﴾ البقرة ) ( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ) ﴿٢٣٢﴾البقرة )  ، وقال جل وعلا : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّـهِ ۚذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ الطلاق ) . وقد فصلنا القول فى عدة المرأة فى القاموس القرآنى .

بلوغ عدة الأرملة

1 ـ عن عدة الأرملة قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ )  ﴿٢٣٤﴾ البقرة ) . إذا بلغت أجل عدتها يجوز لها الزواج .

2 ـ عن زواج الأرملة وأنه عندما تنتهى عدتها أو بالتعبير القرآنى ( حتى يبلغ الكتاب أجله ) . قال جل وعلا : ( وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ ) ﴿٢٣٥﴾ البقرة )

ثانيا : البلوغ المكانى :

بلوغ البيت الحرام :

1 ـ فى القصص القرآنى : حين منعت قريش النبى محمدا عليه السلام واصحابه من الحج قال جل وعلا : ( هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ )﴿٢٥﴾ الفتح)

2 ـ فى التشريع : جاء فى تشريع الإحصار : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ) ﴿١٩٦﴾ البقرة )

بلوغ أماكن أخرى فى الأرض :

 فى القصص القرآنى :

1  : فى قصة ذى القرنين، قال جل وعلا :  ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا ﴿٩٠﴾ كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿٩١﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ الكهف )

  2  : فى قصة موسى :

  2 / 1  : قصة موسى وفرعون ، قال جل وعلا : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚوَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ غافر)

  2 /  2 : فى قصة موسى والعبد الصالح :  

2 / 2 / 1 : قال جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴿٦٠﴾ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿٦١﴾ الكهف )

2 / 2 / 2 : ، قال جل وعلا : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ) 82 ) الكهف )

  فى التشريع :

 مكان الأمن للأسير المستجير بالمؤمنين وهو فى جيش مهاجم معتد ، قال جل وعلا : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾ التوبة )

أيضا : فى السفر بركوب الدواب الى مكان ما ، قال جل وعلا : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴿٨٠﴾ غافر)

ثالثا : تبليغ الرسالة الالهية :

1 ـ عن تبليغ كل الرسل الرسالات الالهية . قال جل وعلا :

1 / 1 :  قال جل وعلا : (  لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾ الجن )

1 / 2 :  قال جل وعلا :  ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا﴿٣٩﴾ الاحزاب ).

2 ، تبيلغ بعض الرسل السابقين رسالات ربهم :

2 / 1 : نوح عليه السلام : ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ الاعراف )

2 / 2 : هود عليه السلام: ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴿٦٨﴾ الاعراف ) (  فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚوَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴿٥٧﴾ هود ) ( قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴿٢٣﴾ الاحقاف )

2 / 3 : صالح عليه السلام: ( فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾ الاعراف )

2 / 4 : شعيب عليه السلام : ( فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ﴿٩٣﴾  الاعراف )

3 ـ تبليغ خاتم النبيين ــ عليه وعليهم السلامة ـ الرسالة القرآنية :

3 / 1 . ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾ المائدة )

3 / 2 : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّـهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿١٩﴾ الانعام )

4 ـ كل رسول أنزل  الله جل وعلا عليه كتابا واحدا ، وليس كتاب وسُنّة . بل بعض الرسل نزلت عليهم كتاب واحد مثل موسى وهارون ( الصافات 114 : 117 )

 رابعا : متفرقات

عدم بلوغ المستحيل : قال جل وعلا :

1 ـ ( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴿٣٧)الاسراء )

2 ـ ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ )  ﴿١٤﴾ الرعد )

بلوغ السعى :

 بمعنى الزمان أى بلوغ مرحلة المشى والسير ، أو بلوغ السعى المكانى ( مكان السعى بين الصفا والمروة )، جاء هذا فى قصة ابراهيم عليه السلام : (  فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿١٠٢﴾ الصافات )

بمعنى بلوغ مرحلة من العلم والحضارة : قال جل وعلا عن العرب وقت نزول الرسالة القرآنية :

1 ـ ( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي ۖفَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿٤٥﴾ سبأ)

2 ـ ( ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿٣٠﴾ النجم )

بلوغ العذر :

 قال العبد الصالح لموسى عليهما السلام : ( قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾ الكهف )

البلوغ فى الاستعمال المجازى :

بلوغ القلوب الحناجر كناية عن الخوف الهائل . قال جل وعلا عن حال المؤمنين وقت حصار الأحزاب : ( إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا﴿١٠﴾ الاحزاب )

بلوغ النفس الحلقوم عند الاحتضار : قال جل وعلا :( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ الواقعة )

بلوغ النفس التراقى اى الصعود الى البرزخ الذى أتت منه . قال جل وعلا :  ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ﴿٢٦﴾ وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ ﴿٢٧﴾ القيامة ) .

اجمالي القراءات 5641