توصيفات خاصة بالجنة
توصيفات خاصة بالجنة

أسامة قفيشة في الثلاثاء ٠٨ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

توصيفات خاصة بالجنة

حين النظر في توصيفات الجنة و النار نلاحظ بعض التوصيفات التي تجمعهما معاً , في حين نجد بأن هناك بعض التوصيفات تنفرد بها الجنة و توصيفات تنفرد بها النار .

لا بد من وجود الحكمة في هذا , و يستحيل بأن يكون هذا محض صدفه , في هذا البحث سنحاول قدر المستطاع من تجميع تلك التوصيفات لعلنا نصل لبعض الغايات , مع التأكيد بأن تلك الغايات لا يعلمها سوى الخالق جل وعلا , و لكنها محاوله بشرية ستعتمد على الفهم البشري للألفاظ من خلال سياق الآيات و نسقها و الإطار الذي جاءت فيه , راجين التوفيق و مستعينين بالخالق جل وعلا بأن يهدينا و ينير بصائرنا .

من التوصيفات التي تنفرد بها الجنة :

الميراث :

حيث يقول جل وعلا ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 43 الأعراف ,

و يقول ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ) 63 مريم ,

و يقول ( وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ) 85 الشعراء , 

و يقول ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 72 الزخرف ,

إذا فالجنة هي ميراث المتقين بما عملوا في الدنيا , و لا يرثها من لم يكن تقياً عاملاً لها , فالعمل بالتقوى شرط الميراث , و العبد الطالح العاصي و الغير تقي سيحرم من هذا الميراث , و الورثة مشتركون في هذا الميراث بنسبٍ فيها تفاوت .  
و حين نستخدم مشتقات ( ورث ) فهذا يدل على النقل و التعاقب و التداول ( من إلى ) أي فيه تقلب و امتلاك ,
و بما أن الجنة هي ميراث الذين اتقوا ربهم بما عملوا , و جاء التعبير القرآني بأنها ميراث لهم فهذا يعني نقل و تعاقب و تداول , و هنا اعتقد بأن مساكن و غرف الجنة بسررها المتقابلة و المصفوفة هي ملكٌ عام للجميع , أي ليس هناك ملك خاص بأن نقول بان هذا بيت فلان و هذا بيت فلان , و هذا ما افهمه في قوله جل وعلا ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) 47 الحجر ,

أما في قول زوجة فرعون ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) 11 التحريم , فهذا طلب مبنيٌ على الإدراك و الفهم البشري .      

المساكن :

يقول جل و علا ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) 35 البقرة ,

و يقول ( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) 12 الصف ,

و يقول ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) 72 التوبة ,   

إذا فالجنة هي مساكن طيبة , و المساكن تعبيرٌ عن السكينة و حالة الرغد , و لم يرد بأن فيها قصور أو حتى بيوت مغلقة على أصحابها كملك خاص و خالص ,

فلا يوجد قصور بالجنة و القصور جاءت وصفا في الحياة الدنيا ( تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا ) 10 الفرقان , فسياق هذه الآية يأتي رداً على طلب الكافرين بأن يأتيهم محمد عليه السلام بآية حسية , كأن ينزل معه ملك من السماء , أو يلقى إليه كنزٌ , أو تكون له جنة يأكل منها , فجاءهم الرد الإلهي بهذه الآية بأنه لو أراد الله جل وعلا و شاء بتلك المعجزات الحسية لجعل لمحمد ليس مجرد جنة واحده كما طلبوا , بل لجعل له جنات و جعل له قصور , و لكن تبارك الله جل وعلا الذي جعل له هذا القرآن فقط و لم يشاء بتلك المعجزات الحسية , و اقتصر على المعجزة الفكرية .

و في المقابل لم يرد بأن النار هي مسكنٌ للذين كفروا , و من هنا نستنتج بان أهل النار لا يجدون السكينة , و لا يشعرون بفعل العذاب بأي نوعٍ من الهدوء أو الراحة ,  

و المنازل المذكورة في الجنة تشير للمنزلة و المرتبة فقط و لا تشير للبيوت , و كل منزلة فيها ما فيها من الجنات و العيون أي الحدائق و الأنهار , و كله عام لجميع أفراد تلك المنزلة إي للوارثين أو الورثة .

الغرف :

يقول جل وعلا ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) 58 العنكبوت ,

و يقول ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ) 20 الزمر ,

و يقول ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا ) 75 الفرقان ,

و يقول ( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) 37 سبأ ,

هنا نلاحظ بأن تلك الغرف أو الغرفات هي ترادف للجنة أو الجنان , و هي تشير للمنزلة التي سينالها الوارث و ينزل بها بناءاً على عمله في الدنيا , و لا يقصد بها البيوت أو القصور .

التبوء :

هو ما يناله المرء و يحوز عليه بناءاً على العمل و التقديم , و هذا ما سيناله المرء في الجنة , فالمنزلة أو الغرفة أو الجنة او الدرجة التي سينزلها المرء , هي مرتبته التي سيستحقها و ينالها بناءً على ما قدم و عمل في حياته الدنيا سابقاً ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) 58 العنكبوت , و هنا نلاحظ ختام تلك الآية بنعم أجر العاملين , و هذا يدل على العمل الذي سيتحدد به منزلة العامل ,

و هذا أكثر وضوحاً في قوله جل وعلا ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) 74 الزمر .

الأجر :

يأتي وصفاً لنعيم الجنة بأنه الأجر العظيم و الأجر الكبير و الأجر الحسن و الأجر الكريم و الأجر الغير ممنون ثمناً للعاملين المتقين , و يقتصر وصف الأجر على أهل الجنة , و هنا فمفهوم الأجر يختلف عن مفهوم الثواب لأن الثواب إما جنة و إما نار , فالثواب وصف مشترك للطرفين سنتحدث عنه لاحقاً , بينما الأجر مقتصرٌ على أهل الجنة , نضرب بعضاً من الأمثلة :

يقول جل وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) 8 فصلت ,

و يقول ( قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ) 2 الكهف ,

و يقول ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) 9 المائدة ,

و يقول ( إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) 11 هود ,

و يقول ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ) 44 الأحزاب .

الإزاحة :

يقول جل وعلا ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) 185 آل عمران ,

قلنا بأن الأجر يأتي وصفاً لنعيم أهل الجنة فقط , و هم وحدهم من سينال هذا الأجر و يوفون به , هذا الأجر ( النعيم ) لا يمكن لأحدٍ من الأموات بأن يتنعم به قبل يوم القيامة ,

و هذا في يوم الحشر و يوم الفصل و يكون قبل دخول أهل الجنة للجنة و قبل دخول أهل النار للنار ,

و المشهد كما ترسمه لنا الآيات التي تصف هذا الحدث , تبين لنا بأن أهل النار سيساقون لها و يلقون فيها قبل أن يساق أهل الجنة للجنة ,

فبعد أن يساق جميع أهل النار للنار و تغلق أبواب النار عليهم , يبقى الطرف الآخر و هم أهل الجنة , فهؤلاء هم من زحزحوا عن النار برحمة الله جل وعلا , أي نالتهم رحمته و شفاعته ,

إذا فأهل الجنة سيزحزحون عن النار , و يقابل هذا الوصف لأهل النار بأنهم يكبكبون فيها .

الإزلاف :

هو كناية عن الزيادة في الاقتراب و الدنو , و فيه التحضير و التقديم و التفضيل ,

يقول جل وعلا ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) 90 الشعراء ,

و يقول ( وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) 13 التكوير ,

و يقول ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) 31 ق ,

إزلاف الجنة هو تقديمها و إحضارها للمتقين , و هذا قبل دخولها , و لا يدخلها أحد إلا بعد دخول أهل النار جميعاً ,

يقابل إزلاف الجنة و في الطرف المقابل تسعير و بروز النار , و هذا في يوم الحشر و الفصل و الجمع .

ربما يتبادر للذهن هنا , بأن أهل الجنة لهم فيها ما يدّعون أو ما يشاءون , هذا صحيح و لا أنكره طبعاً , ولكن تبقى المعضلة في فهم ما تشاءه النفس و ما تشتهيه !

المشكلة هنا تكمن في فهم و إدراك النفس , لا نستطيع الجزم بما تشاؤه و ما تشتهيه تلك النفس , ففهمنا هنا يقتصر على ما ندركه اليوم , كون أنفسنا خاضعة و حبيسة لجسدها المادي و الأرضي , و المصنوع من مادة الزوال و الفناء و المرتبطة بعامل الزمن ,

و لا نستطيع فهم أو إدراك ما تشاء و ما تشتهي تلك النفس حال تخليها عن جسدها المادي الذي خلق من مادة الفناء و ارتبط بالزمن , و انبثق عن ذلك المساحة و الحجم و الوزن ,

فلو نظرنا بعمق في حياتنا الدنيا , و حاولنا تجريد تلك النفس من جسدها و من الزمن و المادة , لعلمنا جزئياً ما هو سر سكون النفس و سعادتها و طمأنينتها ,

فكم من البشر يملكون ما يملكون من قصور و فللٍ فاخره , و هم في ترف و رفاهية , و يمتلكون ما يمتلكون من وسائل الراحة الجسدية الملموسة , و لكنهم لا يجدون الراحة النفسية ,

و الراحة النفسية التي يبحثون عنها هي توصيفٌ عالي الدقة و الصحة و البلاغة , لأن أصل السعادة و الاطمئنان يكمن في النفس , و هي المسئولة عن كل هذا .

التحريم :   

من المفهوم بان أهل الجنة لا يدخلون النار , و أهل النار لا يدخلون الجنة , و لكن يأتي التصريح بتحريم الجنة على المشركين و الكافرين , في حين يغيب التصريح بتحريم النار على المؤمنين , و تلك حكمة ٌ بالغة , لأن معظم البشر يؤمنون بمن سيخلصهم مهما فعلوا , و ينجيهم من سوء ما عملوا و ما اكتسبته أيديهم , حيث يدعون بأنهم سيخرجون من عذاب جهنم و سيكونون من أهل الجنة في نهاية المطاف ,

أو بأنهم سيكونون من أصحاب النار و لكن ستنالهم بعض الشفاعات فيدخلون بها الجنة , لذا فقد أصدر الله جل وعلا هذا التحريم ليكون قطعاً لهذا الإدعاء الباطل فقال ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) 72 المائدة ,

ليس هذا فحسب , بل يتعدى تحريم دخولهم الجنة ليشمل تحريم نعيمها الذي هو أجرها و رزقها , فقال سبحانه ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) 50 الأعراف .

الثواب :

يأتي توصيف الجنة بأنها ثواب الله جل وعلا للمحسنين حيث يقول ( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ ) 85 المائدة ,

كما يأتي نفي توصيف النار بأنها ثوابٌ , في حين يأتي الاستفهام و الاستنكار تأكيداً بأنه لا ثواب لهم ( هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) 36 المطففين .

و في الختام لا يسعني سو التذكير بأن أوصاف الجنة و طبيعتها و ماهيّتها , فكل هذا يأتي ضمن المجاز الذي يقربها للأذهان , حتى تستطيع مداركنا فهم هذا الخير و الجمال و النعيم الذي لا مثيل له , و الذي ينتظرنا في حياة الخلد و في الدار الآخرة ,

و نسأله جل وعلا أن تكون تلك الجنات هي من نصيبنا , و أن يعيننا سبحانه على العمل لنيلها و استحقاقها . 

اجمالي القراءات 3937