وَذَرُوا الْبَيْعَ

لطفية سعيد في الأربعاء ٠١ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ..10( الجمعة ... ).
إذا كانت لدينا قناعة بضرورة الابتعاد والاستجابة للأمرفي  آية (ذروا ما بقي من الربا ) فهل لدينا نفس القناعة على تدبر واستنباط  آية  ( ذروا البيع ) ؟ إني أراها أمر شديد الأهمية بضرورة ووجوب اجتناب البيع  عند النداء لصلاة الجمعة .. والمشكلة انها لا تأخذ نفس أهمية الامرعن اجتناب المتبقي من معاملات ربويه قد يغفل عنها البعض أو يحللها أو يجد لها  مخرجا ما ... ذروا من أفعال الأمر المعدودة في القرآن ،أرى أنها تختلف عن دع أو اترك .. في حجم ما تبقى فهي تشعرك أن المتبقي لا يكاد يلاحظ هو قليل حجما وكينونة قد يشبه الذرة التي  لا نراها بأعيننا المجردة .. إذن هذا الفعل يحذرنا  تحذيرا شديدا بأن ندع او نترك ما قل من هذه الأمور .. 
ولأهمية هذه الفريضة المنسية وهي الاجتماع في يوم محدد للصلاة والذكر سيكون تناولنا لها بشيء من التفصيل .. فإلى التفاصيل :
 ملاحظاتي عند القراءة الأولى أن الأمر ليس خاصا بالذكور دون الإناث .. فالمعروف أن النساء كانت تحضر صلاة الجمعة وهي ليست صلاة عادية فقط بل هي تمتد لذكر الله وهو مجال أوسع من مجرد الصلاة بركعاتها المعدودة ..وأعتقد أن هذا ما كان يحدث منذ عهد النبي محمد عليه السلام .. 
ثانيا يوم الجمعة يوم يجتمع فيه الناس ،معروف ومتفق عليه بينهم
ثالثا الهدف من الاجتماع هو ذكر الله ، فعند الاجتماع لغير ذلك  هل نذر البيع ، هل يجب تركه؟  مثلا عند وجود ذكر لغيراالله ..( من وجهة نظري) لا يجب ولا يُفرض!! لأن الآية صريحة 
لماذا البيع تحديدا الذي ذكره رب العزة حتى نذره ؟ 
أكيد أن هناك رغبة ملحة للكسب وخاصة في هذا الوقت ربما       لوجود فرصة سانحة لمزيد من الكسب لانشغال الناس جميعا في الصلاة والذكر ..فيكون هناك متسع من الرزق حيث لا منافس له في هذا الوقت ..وهذا تحديدا ما يحذرنا منه رب العزة ، وهذا يذكرني بتحريم الصيد في أوقات معينة وأماكن معينة حيث يتم اختبار القوم في تنفيذ ما يؤمرون به في مثل قوله تعالى في سورة الأعراف  في اختبار آخر وابتلاء لأهل القرية وتميزا لها عن غيرها من القرى ذكر أنها (كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) وزيادة في الابتلاء كانت الحيتان تأتي لهم يوم السبت شرعا   بلاء لهم .. اقرأ معي :
 وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون(163الأعراف )
وتتعد الاختبارات والأوامر التي يميز بها رب العزة عباده من ينفذ ومن تسيطر عليه رغباته ويسمع لوسوسة شيطانه ، معا نقرأ اختبار آخر في  أوقات محددة والنهي عن مجموعة من الأعمال :
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) ۚ 
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) ۞ ) 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا) ..
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا..)
وأخيرا كيف يكون الذكر يوم الجمعة ؟ كيف يكون هذا الذكر ؟  الكيفية في نظري هي مجرد القراءة والاستماع لآيات القرآن وهذا هو الفرض ، وأتوقع( وهذا خاص بي ) أن النبي كان يقوم بذلك في يوم الجمعة ( بالاجتماع بالمسلمين ) بنفس الكيفية عندما كان يتلقى مجموعة من الآيات  عن طريق الوحي .. ما أجمل أن نعود للقرآن ونريح عقولنا من كل المخزونات البشرية  التي تضيع حقائق الإسلام السمحة وسط تلال من الاختلافات والشروح.. أليس الأسهل والأيسر العودة لقول القرآن الفاصل:   
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)  الطارق
ودائما صدق الله العظيم .. 
اجمالي القراءات 8666