شهادة حق للرئيس اليمني المقتول / علي عبدالله صالح
شهادة حق للرئيس اليمني المقتول / علي عبدالله صالح

أنيس محمد صالح في الثلاثاء ٠٥ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

شهادة حق للرئيس اليمني المقتول / علي عبدالله صالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الشباب ممن تقل أعمارهم عن 40 عاما لا يمكنهم أن يقيموا تاريخ هذا الرجل الإنسان الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح وخلال فترة حكمه لليمن طوال 33 عاما.
الرئيس السابق المقتول الزعيم / علي عبدالله صالح أستلم حكم اليمن الشمالي في فترة إستثنائية حرجة, كانت تعيش حينها اليمن الشمالي في ما قبل التاريخ, بكل ما تحمله الكلمة من معنى, كانت تعيش في غياهب الجهل والتخلف والظلمات, ولم يكن بها أية مقومات للحياة الإنسانية على الإطلاق, ولم يكن فيها أية بنية تحتية كوسائل للحياة, في حين كان آل سعود كاتمون عليه وعلى أنفاسه كوصاية وتدخل مباشرين في شئون اليمن الداخلية, من كل الإتجاهات, ومن خلال رموز العمالة والخيانة المتمثل بعبدالله بن حسين الأحمر وحاشيته الظلامية وجناحهم العسكري العميل الخائن/ علي محسن الأحمر.
أستطاع الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح بحكمة وصبر عاليين, للتماشي مع ما يحيط به من دسائس ومؤامرات وضغوطات آل سعودية خارجية وداخلية من العبور باليمن الى بر الأمان, بكل إقتدار وصبر وحكمة, وكان صديقا وحميميا لكل العالم من حوله لبناء مشاريع وتنمية إنسانية, يستفيد منها اليمن, ويحقق مصالح ومستقبل الإنسان اليمني..
صحيح إنه كان في فترة حكمه, كان يتغاضى كثيرا تجاه كبار وعتاة رموز الفساد في اليمن ( مجبر أخاك لا بطل ) ولكنه في نفس الوقت أصطبر كثيرا من أجل العبور باليمن الى أقصى حدود بناء الدولة اليمنية الحديثة والإنسان اليمني... وقد فعل.
تسلم حكم اليمن في العام 1978, وفي خلال عشرون عاما فقط, قفز باليمن الشمالي حينها الى مراتب, يستحق عليها كل التقدير والإحترام, بينما نحن في الجنوب ( إبان حكم النظام الإشتراكي الشمولي ) وعلى الرغم من وجود كل البنيات التحتية ووسائل الحياة الإنسانية, كموروث للإستعمار البريطاني الذي حكم الجنوب لقرابة 129 عاما, ظللنا نتناحر ونتقاتل فيما بيننا, ودمرنا كل البنيات التحتية ومقومات الحياة الإنسانية, وقام النظام الإشتراكي بتأميم وتملُك ممتلكات وعمارات ومزارع الناس ظلما وزورا وبهتانا , وتم تمليكها للآخرين دونما وجه حق؟؟ حتى وصلنا للحضيض, وكنا نطبر من فجر الله بطوابير طويلة, للإستحواذ على كيلو طماطم أو كيلو يطاطس!! ووصلنا الى إنحدار مشبوه فظيع, بالمقارنة بين الأمم وبالمقارنة لما حققه الرئيس الراحل/ علي عبدالله صالح من إنجازات, ودونما إحتراب أهلي داخلي, على الرغم إنه بدأ بناء اليمن الشمالي من الصفر.
في العام 1990, وعلى الرغم من الإحترابات الأهلية في الجنوب, إلا أن الرئيس الراحل الزعيم / علي عبدالله صالح, آثر إلا أن يحقق الوحدة اليمنية مهما كلف الأمر, وكنا نعتقد حينها, بأن تحقيق الوحدة اليمنية بين شطري الوطن, هي من سابع المستحيلات, بحكم عدم توافق النظامين, نظام إشتراكي بوليسي قمعي في الجنوب ونظام رأسمالي متوحش في الشمال, إلا إن إصرار الرجل ( علي عبدالله صالح ) على تحقيق وحدة الوطن والإنسان اليمني قد تحققت فعليا على الأرض, بغض النظر عن الأخطاء التي رافقت وحدة اليمن المباركة حينها وما ترتب عليها من حرب أهلية في العام 1994.
منذ تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990 حتى العام 2000, قفز الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح بالجنوب ( وعلى حساب الشمال كما يدعي البعض ) بحيث أصبح الجنوب ينعم بكل الحريات والحقوق والكرامات الإنسانية, بعدما كانت غائبة تماما إبان حكم النظام الإشتراكي الشيوعي البوليسي القمعي, وعمل الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح على إستتباب وإستقرار الأوضاع في الشمال والجنوب على حد سواء, بعدما قام ببناء كل البنيات التحتية التي دمرها النظام الإشتراكي خلال 25 سنة من حكمة للجنوب.. إلا أن آل سعود ومن يحوم حولهم من دول العمالة والخيانة!! ورموزهم العميلة الخائنة في شمال اليمن وجنوبه, ظلوا يكيدون المكائد والدسائس الخبيثة وممن عاثوا فسادا في شمال اليمن وأعتقدوا إن الجنوب هي مغنم لهم ظلما وزورا وبهتانا, لم تلقى الترحيب بها في الجنوب ؟؟ وسخرت آل سعود ودول الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ في الخليج الفارسي لمحاولتها ( عبر رموزها في الشمال والجنوب ) الى ضرب الوحدة الوطنية المباركة ولضرب الإستقرار والتنمية في اليمن الجديد الموحد.
سوف لن أتطرق لما بعد حكم الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح بعد العام 2000 وما تلاها من أحداث ( لأنها شبه معروفه لكثير من الشباب ), إلا إنني سأصدح بالحق لكل الشباب المتهور والذي قد يحكم خطئا على تاريخ الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح.. لأن كثيرين من شبابنا اليمني اليوم لا يعلم كيف كانت اليمن قبل 40 عاما وكيف هي اليوم.
سأقول كلمة مقتضبة بحق مقتل الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح وهي: إنني فوجئت تماما بتصريح الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح, بعد الأحداث والمواجهات التي حدثت في صنعاء خلال هذا الأسبوع, فوجئت فعلا بتصريح الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح وهو يدعو للإحتراب الأهلي بين أبناء الوطن اليمني الواحد ( في صنعاء وفي كل المحافظات اليمنية ).. ذُهلت فعلا وكيف أن الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح الذي طالما وخلال كل فترة حكمه التي كان يدعوا دائما وأبدأ لتحكيم لغة العقل والسلمية وآلا يرفع اليمني السلاح ضد أخيه اليمني.. أسفت كثير وحزنت كثيرا لهذا الموقف غير المسئول وغير الوطني.. والذي أعلم يقينا إنه بإيعاز جبان من آل سعود وآل نهيان ودول العدوان.. هل كُُبر سنه كان سببا في عدم تقديره للأمر؟؟ أم بسبب الضغوطات التي مورست على أولاده من دول العدوان؟؟ والذي أدت ( كنتيجة طبيعية ) الى مقتله.
أدعوا القيادة السياسية اليمنية أن لا تبخس هذا الإنسان حقه وأن تعطي لهذا الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح حقه كاملا غير منقوصا, ولما قدمه مشكورا لليمن, خلال فترة حكمه الطويل لليمن في فترات إستثنائية صعبة, وأن لا يوصف بالخيانة؟؟ بسبب غلطة أو هفوة لسان أدت الى مقتله, ونتناسى كل الإتجازات العظيمة التي حققها طوال فترة حكمه الطويل, وأن نتناسى كل الجراحات لمرحلة جديدة في المستقبل.
أقول شهادتي هذه للتاريخ وراحة للظمير, وننعي الرئيس السابق الزعيم / علي عبدالله صالح في مقتله ويلهم الله أهله والشعب اليمني العزيز الشريف بالصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
 
اجمالي القراءات 10425