عن العمل الارهابى فى نيويورك : من يتحمل المسئولية ؟

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عن العمل الارهابى فى نيويورك : من يتحمل المسئولية ؟

أولا : الى متى يستمر التقاعس عن الحل الجذرى فى محاربة الارهاب ؟

1ـ نشرت بالعربية مقالا بعنوان ( يسألونك عن الهلاوين ) أتهكّم فيه على تحريم الوهابية للإحتفال بالهلاوين وتكفيرها المسلمين الذين يشاركون فى الاحتفال به . بعدها بيومين تصدى ارهابى وهابى فى نيويورك للمحتفلين بالهلاوين يقتلهم بسيارة مستأجرة .

2 ـ الصلة واضحة بين فتاوى الوهابية والعمليات الارهابية التى يقوم بها عملاء داعش وغيرها. داعش ليست مرجعية للفتوى ، وإنما تستمد مرجعيتها الدينية من شيوخ الوهابية فى المملكة السعودية. والانترنت هو مجال المعركة ، ينشر فيه شيوخ الوهابية فتاويهم الدموية ، وبالانترنت أيضا تقوم داعش وأخواتها بإغراء الشباب المخدوع فى الغرب للقيام بالقتل العشوائى وهم يهتفون ( الله أكبر ) معتقدين بخرافة أن الحور العين  تستقبلهم تفتح ذراعيها وسيقانها أيضا .!

3 ـ مللنا من دعوة المسئولين الأمريكيين للتعاون معنا فى الحرب الفكرية من داخل الاسلام ضد الارهاب ، ولم يستجب الينا أحد .

قلنا مرارا إنه لو تم تجميع كل الارهابيين فى مكان واحد وقتلهم فلن يجدى شيئا مع بقاء الوهابية فى المساجد والمدارس الأمريكية ومع هذا التحالف مع السعودية ( منبع الارهاب الوهابى ) . بالعكس ستنتج الوهابية جيلا أكثر شراسة واكثر رغبة فى الانتقام .

وقلنا مرارا وتكرارا إن الاجراءات الأمنية والعسكرية وحدها لن تقضى على الارهاب وإن القضاء على داعش عسكريا سيؤدى الى ظهور ما هو أخطر من داعش . وإنه مع إحترامنا لمراكز الأبحاث الأمريكية المتخصصة فى الارهاب فإنها جهودها سطحية ، ولا تقدم بل تؤخر ، فالارهاب مثل شجرة ، هم يبحثون ورقها فقط ، ولا علم لهم بسيقانها وجذورها الأصولية والتاريخية . وبالتالى فهذا التوصيف السطحى ينتج عنه العلاج  السطحى ، والذى يستفحل معه المرض فيصبح وباءا . ولهذا تتصاعد العمليات الارهابية وتنتشر وتتوغل ، مع كل الإجراءات الأمنية والعسكرية والأبحاث ( السطحية ) .

وقلنا مرارا وتكرار إنه يستحيل أى قوة فى العالم أن تهزم شخصا قرّر أن يميت نفسه . لا سبيل إلا أن تقنعه بألّا يميت نفسه . ولن تستطيع أن تقنعه إلا من خلال ما يؤمن به . إذا كان مسلما فلن تستطيع أن تقنعه بقولك : ( قال فيكتور هيجو ،  قال جان جاك روسو ، قال فولتير ، قال برتراند رسل ، قال توماس جيفرسون ، قال ابراهام لنكولون ..الخ ) ولكن تستطيع أن تقعنه ب ( قال الله جل وعلا فى القرآن الكريم ) ، وأن تزيل بالقرآن الكريم خرافات الوهابية التى إنخدع بها .

4 ـ ونقول الآن : إن الهزائم التى حاقت بداعش فى العراق وسوريا ستؤدى الى سقوط دولة داعش . ولكن هذا سيضاعف الخطر ، فإذا كانت داعش نجما فى عالم الارهاب فإن سقوطها سيحولها الى (ثقب أسود ) فى فضاء الانترنت ، أى ستركز على الانترنت مجالا للتجنيد لأفراد سنيين فى الغرب ، تؤهلهم المساجد والمدارس الدينية الوهابية فى أمريكا والغرب ليكونوا متطرفين ثم تتلقفهم داعش عبر الانترنت فتجعلهم إرهابيين ، يسيرون فى الشوارع كقنابل موقوتة لا نعرف متى وأين وكيف تنفجر لتقتل الأبرياء عشوائيا .

5 ـ لم يلتفت الينا المسئولون الأمريكيون ولجأوا الى منبع الارهاب ( السعودية ) وضغطوا عليها فإستجابت لهم بتأسيس مركز إعتدال لمواجهة الارهاب ، وقد علقنا على هذا بأنه مشروع فاشل ، وردا عليه قمنا بمجهوداتنا الذاتية الضئيلة بانتاج حلقات برنامج يومى قصير جدا هو ( لحظات قرآنية ) ومنشور اليوم فى قناتنا أهل القرآن وموقعنا أهل القرآن الحلقة 148 من هذا البرنامج . ونرجو ان نستمر فيه ما إستطعنا .!. ومنذ اسبوع تقريبا جاء  تصريح ولى العهد السعودى بالاتجاه الى ما أسماه بالاسلام الوسطى . وقد رددنا عليه فى سلسلة مقالات ستكون كتابا كاملا عن إمكانية الاصلاح فى المملكة السعودية لإنقاذ العالم من شرورها وإنقاذ الأسرة السعودية نفسها .  ما تفعله السعودية هى مناورات خادعة تؤدى الى إستمرار العمليات الارهابية ، وستزيد مع إستمرار تقاعس الادارات الأمريكية عن التعاون معنا ، وهو لن يكلفهم شيئا ، سوى إنقاذ آلاف الأبرياء .. !!

ثانيا : تعليقا على الحادث الارهابى  فى نيويورك :

1 ـ قالوا إن الارهابى ( سيف الله سيبوف، منفذ هجوم الدهس في نيويورك الذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص، اعتنق "الفكر المتطرف" داخل الولايات المتحدة.) ( وأنه بعد انتقال سيبوف إلى الولايات المتحدة أصبح مطلعا على داعش وتكتيكات الإسلاميين المتطرفين . ) و: (أن سيبوف، الذي جاء إلى أمريكا من أوزبكستان عام 2010، ترك ورقة في شاحنته يعلن فيها تنفيذ الهجوم باسم داعش.).

2  ونقول : أوزبكستان هى موطن ( البخارى ) وهو الإمام الأكبر للسنيين والوهابيين بالذات ، بل هو عندهم إله مقدس ، وكتابه فى الحديث ( صحيح البخارى ) يرفعونه فوق القرآن الكريم ، ويجعلون أحكامه ـ بزعمهم ــ  تنسخ أى تلغى شريعة القرآن . بإستقلال اوزبكستان عن الاتحاد السوفيتى عام 1991 وتحررها من الشيوعية عادت اليها عقيدتها السنية القديمة التى كانت تختبىء داخل قلوب السكان . وهو نفس الوضع فى كل آسيا الوسطى التى كانت تابعة للاتحاد السوفيتى وتصبح الآن حاضنة للإرهاب السنى ، لأنه منها جاء أئمة الدين السنى منذ القرن الثالث الهجرى .  وهذا الشاب المولود عام 1988 نشأ فى هذه البيئة السنية الحاضنة للارهاب فأصبح متطرفا . وعندما جاء لأمريكا وجد فى حريتها الدينية ومساجدها الوهابية فرصة لأن يتحول من متطرف الى ارهابى . وأمثاله مئات الألوف ينتظرون دورهم .. وليس فى إمكانية الأجهزة الأمنية والعسكرية حصرهم أو مواجهتهم .  

3 ـ هذا الشاب جاء بنظام القرعة السنوية ، وأثناء كتابة هذا المقال سمعت تصريحا من الرئيس ترامب أنه  سيبدأ إجراءات إلغاء برنامج يانصيب هجرة التنوع، الذي يمنح تأشيرات الغرين كارد (البطاقة الخضراء) للأجانب، مشيرا إلى أن منفذ هجوم نيويورك حصل على الإقامة في الولايات المتحدة عبر هذا اليانصيب.من الممكن إيجاد بديل لهذا النظام ، وهو أن تنتقى الأجهزة الأمريكية المعنية المسلمين الخبراء فى مواجهة الارهاب ، واصحاب المواقف المعلنة ضده ، وجميعهم عدة مئات فقط ، وتقوم بتجميعهم فى مؤسسة تتعاون فى الحرب الفكرية لانقاذ أمريكا من هذا الخطر .

أخيرا :

من تجارب مؤلمة سابقة لا نرى أملا فى أن يستجيب لنا أحد . ولهذا نعلن أنهم يتحملون مسئولية الدماء التى سفكها الارهاب فى العشر سنوات الماضية ، والدماء التى سيسفكها الارهاب مجددا . 

اجمالي القراءات 7300