في الحديث عن قوم لوط نجد أن عقابهم كان بمطر السوء بواسطة سحاب أمطرتهم بحجارة من سجيل.. هذه السحاب التي ترتفع من البحر محملا بأثقال من الأحجار لتمطرها عقابا أطلق عليها القرآن طيرا.. بل هي طيرا آبابيل لأنها ممتلئة بكرات الثلج لتجعلهم كعصف مأكول.. ولأن الجمل يخزن الماء في جوفه أسمي "إبل" وكل ما هو ممتلئ بالماء يسمى إبل والمطر وابل والسحاب الممتلئة اطلق عليها آبابيل..
وكل ما يعلو فوقنا طيرا من اجرام سماوية وسحاب صافات ما يمسكهن الا الرحمن فالجبل مرتفع وشامخ فهو طور وعملنا يرتفع ومردود علينا فهو طائرنا على الاعناق..
قال تعالى: "ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون “ .
وصف الطير بالمسخرات والتسخير يستلزم الاستفادة من الشيء و الطيور و هي في السماء ليست مسخرة للانسان بل بعيدة عنه بل تكون مسخرة له حينما تهبط و تستقر في متناوله . ثم إن الطيور لا تظل في السماء باستمرار فلا تطير كل الوقت بل تطير و تهبط وهي تطير فوق رؤوسنا وليست في جو السماء أي باطنها..
وتشير هنا الى توضيح ورد في صفحة "حنيفا مسلما" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".. اعقب بتساؤل.. أليس الطير المقصودة في هذه الآية هي الأجرام السماوية من نجوم وكواكب و غيرها من منطلق علوها و ارتفاعها وصفها القرآن بالطير و هي فعلا مسخرة في باطن السماء لكل منها دوره و فائدته .
ووصف التسخير للأجرام السماوية جاء في أكثر من آية مثل “و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره” . كما أن صفة الإمساك اقترنت أيضا بذكر السماء في قول الله “ ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه “ و هذا الإمساك هو المقصود و الذي يقتضي أن يكون للكواكب و النجوم مسارات و أفلاك ثابتة لا تخرج عنها . و إمساك السماء يعني إمساك عناصرها التي تحتويها وهنا تنطلق الآيات بهذا التوصيف الدقيق:“ والصافات صفا ، فالزاجرات زجرا ، فالتاليات ذكرا ، إن إلهكم لواحد ، رب السماوات و الأرض و ما بينهما و رب المشارق.. إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب...