( حسب ) بمعنى الظن الخاطىء للكافرين والمنافقين ( 5 : 5 )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٢ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

( حسب ) بمعنى الظن الخاطىء فى الأمنيات :

1 ـ الشيطان فى خداعه لأوليائه من بنى آدم يقرن الاضلال بالتمنى قال مؤكدا : (وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ  )(119) النساء ) ، يقول رب العزة جل وعلا : ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) النساء ) . أى يرتكب العصيان ويعيش فى الضلال ويستمر فيه يحسب أنه سيدخل الجنة وإن زنا وإن سرق رغم أنف أبى ذر كما يقول الحديث الشيطانى . بدون التمنى قد يتوب العاصى والواقع فى الضلال ، قد يندم ويتوب خصوصا عندما تحدث له أزمة أو نكبة فيعتقد أنها بسبب إجرامه وضلاله فيتوب . ولكنه إذا كان يقرن الضلال بالتمنى فسيظل يحسب أنه مغفور له مهما فعل من عصيان .

2 ـ تصل الأمور الى الحضيض حين يحسب أن العصيان الذى يرتكبه هو شرع الاهى ، لو نفذه سيدخل الجنة . هنا هو القاع . وهذا ما وقع فيه الخلفاء الراشدون حين إرتكبوا الفتوحات وقتلوا مئات الالوف فى آسيا وأفريقيا واحتلوا بلادهم وسبوا أطفالهم ونساءهم وزعموا أن هذا فريضة اسلامية عليهم أن يواصلوها . وعلى سنتهم سار الخلفاء والحكام اللاحقون من الأمويين والعباسيين والعثمانيين وحتى الوهابيين . بل على طريقهم تسير المنظمات الارهابية الوهابية من الاخوان والقاعدو وداعش . يستحيل أن يتوب أحدهم طالما يعتقد أن قتله للناس فريضة يدخل بها الجنة . هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فكيف يتوبون ؟ ، بل لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا لا يترددون فى تفجير انفسهم ليقتلوا مدنيين أبرياء فى الشارع أو فى المسرح أو المواصلات أوحتى فى المساجد والمدارس والمستشفيات . ليس بعد هذا حضيض . ثم ينسبون هذا الى الاسلام دين السلام الذى نزل قرآنا على خاتم المرسلين ليكون رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) وليس لارهاب وقتل العالمين . هذا يوضح أن أشد الناس عداءا للاسلام ورسول الاسلام محمد عليه السلام هم الوهابيون وأئمتهم الدينيون والسياسيون .  

3 ـ من أمانيهم أنهم يرتكبون السيئات ويعتقدون أنهم أفضل من المؤمنين المتقين.يقول رب العزة جل وعلا : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) العنكبوت 4 ) . وهذا ينطبق 100% على الوهابيين المتطرفين الارهابيين بالذات ، يحسبون أنهم بالجرائم والمذابح التى يرتكبونها هم أفضل من المؤمنين المسالمين المتمسكين بهدى رب العالمين . فعلا ..ساء ما يحكمون .!!

4ـ ومنهم من يتواضع فيطلبون التساوى بالمؤمنين الصالحين ، يرد عليهم رب العزة جل وعلا : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) الجاثية:21 ) . فعلا : ساء ما يحكمون .!!

5 ـ وهم فيما يرتكبون من مجازر وجرائم ينتظرون المدح والحمد إذ يعتبرون أنفسهم مجاهدين يفرحون بما يفعلون ويعتبرون انفسهم أفضل المؤمنين ، مع انهم لم يفعلوا ما يستحق المدح ، بل فعلوا ما يستحقون به الخلود فى النار  يقول رب العزة جل وعلا : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آل عمران:188 )

( حسب ) فى الضلال الذى يحسبونه هداية

1 ـ  وعن الكافرين عموما الذين يعتقدون فى أنفسهم الهداية يقول رب العزة جل وعلا : (فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) الأعراف:30 )

 2 ـ ذلك أن الذى يرفض القرآن يتحكم فيه شيطان يقترنه به يزين له الحق باطلا والباطل ويجعله يحسب نفسه مهتديا . يقول رب العزة جل وعلا : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) الزخرف:37 )

3 ــ الله جل وعلا هو وحده الولى الذى نقصده بالعبادة والتقديس ونتوسل به نطلب المدد والعون . وكانت العرب فى جاهليتها تقدس أولياء من البشر الأحياء والموتى ، وهو ما يفعله المحمديون من الصوفية لأوليائهم والسنيين لأئمتهم  والشيعة لأهل بيتهم ،ويعتبرون هذا هدى ويحسبون هذا هو الحق . يقول رب العزة جل وعلا : ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً) ويقول عنهم رب العزة جل وعلا : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) الكهف:  102 ، 104 ). قُم بتطبيق هاتين الآيتين على ما يفعله الصوفية فى موالد أوليائهم ، وفيما يفعله الشيعة فى موالد آل بيتهم ، وفيما يفعله السنيون بكتبهم المقدسة من الموطأ لمالك بن أنس الى البخارى . كلهم إتخذوا من أولئك البشر أولياء من دون الله جل وعلا ، وهو جل وعلا وحده ( الولى الحميد ): ( الشورى 28 ) وهو الذى أمر رسوله أن يقول : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14) الانعام  ) . المؤمن يكتفى بالله جل وعلا وليا (مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) الكهف  )أما الكافر فهو الذى ( يتخذ ) له أولياء مخلوقين يقدسهم من دون رب العزة جل وعلا .!

( حسب ) فى الكفر باليوم الآخر :

1 ـ لقد خلق الله جل وعلا السماوات والأرض لكى يختبرنا ، (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً  ) (7) هود ) وأعطانا زمنا نعيش به ليختبرنا بالحياة والموت . يقول رب العزة جل وعلا : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك  ). والله جل وعلا لم يخلق السماوات والأرض إلا بالحق ، وهما باقيان لأجل مسمى،هو قيام الساعة ، يقول رب العزة جل وعلا : ( مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ) (3) الاحقاف ) . وحين يأتى الأجل المسمى يتم تدمير السماوات والأرض وتكون القيامة حيث نبرز لله الواحد القهار ، يقول رب العزة جل وعلا :(  يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ). ومن اسف أن الشيطان يخدع أغلبية البشر فينسون هذه الحقيقة والمسئولية المترتبة أو الأمانة المترتبة عليها ، ويحسبون أن الله جل وعلا خلقهم عبثا . لذا سيقال لهم وهم فى النار خالدين فيها : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) المؤمنون :115 )..  هذا التساؤل ــ شديد الوقع ـ يجب أن يتدبره كل ذى عقل .!!

2 ـ من لا يتدبر قوله جل وعلا : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) يسهل عليه إنكار البعث بعد الموت ، ( يحسب ) أنه لا بعث ، وينسى أن الذى خلقه من لا شىء يكون أهون عليه أن يبعثه من شىء. وسبحان القائل جل وعلا:(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) الروم ).

وردا علي الذين ( يحسبون ) أنه لا بعث يقول رب العزة جل وعلا : (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) القيامة:4 ) ، ويقول رب العزة جل وعلا : (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ( 36 ) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامة )

( حسب ) فى  العاصى يحسب أن الله جل وعلا لا يراه

1 ـ لا يعلم أن ملائكة الأعمال ( رسل الله )  تسجل أقواله وأعماله ، ، يقول رب العزة جل وعلا : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) الزخرف:80 )

2 ـ لذلك يتصرف الكافر العاصى كأن الله جل وعلا لا يراه ، عنه يقول رب العزة جل وعلا : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) البلد:7 ) ( أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) العلق  ) .

3 ـ ووقع فى هذا بعض الصحابة فقال عنهم رب العزة جل وعلا : ( يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108) النساء ) .

4 ـ  أما المؤمنون المتقون فهم يخشون ربهم جل وعلا فى السّر كما فى العلن تحسبا لليوم الآخر ، يقول رب العزة جل وعلا : ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)  الانبياء )

( حسب ) فى الكفر بالنعمة : يحسب الكافر بالنعمة أن الله جل وعلا ميّزه بها عن غيره .  

1 ـ الكافر الظالم الذى يسىء إستخدام نعمة الله عليه بالجاه والثروة والسلطة يحسب (أى يظن خطأ ) أن قدرته تُعجز الآخرين، يقول رب العزة جل وعلا : ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ  (5 ) البلد ).

2 ـ بدلا من شُكر النعمة والقيام بحقها تراهم يغترون بها يعتبرون أنفسهم سابقين متميزين عن الآخرين ،   عنهم يقول رب العزة جل وعلا : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) الأنفال:59 ) .

3 ـ وهذا ما حدث للمخدوعين المغرورين بالنعمة فى الزمن القديم . يقول جل وعلا : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر )

4 ـ هو إستدراج ، فالذى أنعم الله جل وعلا عليه ليبتليه بالخير فيكفر بالنعمة يستدرجه ربه فيزداد إثما ويحل به العذاب المهين ، يقول رب العزة جل وعلا : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) آل عمران:178 ). أى لا يحسب الكافرون أن النعم التى يتنعمون بها هى خير لهم بل هى إستدراج لهم ليزدادوا بها إثما .

5 ـ بالنعمة يغترون ويحسبونها خيرا محضا لا مسئولية عليه، لا يعرفون أنها أصبحت إستدراجا لهم ، كالرمال المتحركة يغوصون فيها شيئا فشيئا فيهلكون وهم لا يشعرون ، يقول رب العزة جل وعلا: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون :55 ).

6 ـ وهناك ( الاستدراج ) لأولئك الذين يحسبون أنهم على الحق والهدى بينما هم يقدسون البخارى وغيره ويكذبون بالقرآن حبا فى البخارى وغيره . والقرآن الكريم الذى يكذبون به هو النعمة الكبرى. يقول رب العزة جل وعلا: ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)الاعراف) ، وايضا يقول رب العزة جل وعلا : ( فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) القلم )

7 ـ كل ما سبق من كفران النعم ينطبق على المحمديين ، وبكفرانهم النعم حلّ ويحلُّ وسيحلُّ بهم البوار ، يقول رب العزة جل وعلا لكل ذى عقل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) ابراهيم  ) (البوار) أى الخراب تراه الآن فى سوريا والعراق واليمن وليبيا سيمتد من اليمن شمالا ، ومن العراق وسوريا جنوبا ومن ليبيا شرقا وغربا وسيتحرك فى كل الاتجاهات حتى يحل بهم البوار، لأنهم بدلوا نعمة الله ( القرآن الكريم ) كفرا وهو البخارى وأمثاله ..!!

( حسب ) عن البخلاء

1 ـ ومنهم البخلاء الذين يكتمون فضل الله عليهم ،يقول رب العزة جل وعلا : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) آل عمران:180 ) . سيتحول مال البخيل الى عذاب يتعذب به خالدا فى النار

2 ـ البخيل يحسب أن ماله سيعطيه الخلود وأنه لن يموت ، لهذا يقول عنه رب العزة جل وعلا : (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ) الهمزة:3 ).هذا مع أنه لا بد أن يفارق المال بالموت ، هذا إذا لم يفارقه ماله بالخسارة .!

3 ـ الوهابيون ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله جل وعلا ؛ يقيمون مساجد الضرار والقنوات الفضائية والمراكز الدعوية والجمعيات ( الخيرية كما يزعمون ) ، وبأموالهم يشترون أسلحة يقتلون بها أنفسهم والآخرين ،ويزعمون أن هذا هو الاسلام . فى النهاية سيخسرون وسينهزمون، قال رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال ).

4 ـ هذا يوجب على المؤمنين أن يهبوا لتبرئة الاسلام من هذه السُّمعة السيئة التى الصقها به أعداؤه الوهابيون . ولكن يتقاعس معظم المسلمين عن الانفاق فى سبيل الله جل وعلا .

5 ـ وقد هدّد رب العزة المؤمنين البخلاء الذين يقبضون أيديهم عن الانفاق فى سبيل الله جل وعلا فقال لهم : (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد ).

6 ـ ودعاهم رب العزة الى المبادرة الى الانفاق فى سبيل الله قبل أن يحل بهم الموت ويندموا حيث لا ينفع الندم ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ).

( حسب ) فى ملامح المنافقين :

 1 ـ يقول عنهم رب العزة جل وعلا : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ) محمد :29 )، كانوا يخفون أحقادهم فأظهرها الله جل وعلا  

2 ـ وعن موقفهم فى موقعة الأحزاب  يقول عنهم رب العزة جل وعلا : (يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً) الأحزاب:20 ) .

3 ـ وعن أجسامهم الضخمة الفخمة وقلوبهم المرتعشة الخائفة يقول رب العزة جل وعلا :  (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) المنافقون:4 )

4 ـ وقد أدمن المنافقون القسم كذبا حيث إتخذوا أيمانهم (جُنة ) أى وقاية . ويوم  البعث سيمارسون هذه الهواية يحسبون أنهم على شىء ، عنهم يقول رب العزة جل وعلا : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ) المجادلة:18 )

اجمالي القراءات 6208