حكم الزانية والزاني في القرآن، والحكم عليهما في البخاري.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الجمعة ١٤ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

قال رسول الله عن الروح عن ربه: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ* الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ* وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5). النور.

 

لقد انفردت سورة النور بقوله تعالى: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. (1) النور. لاحظوا معي بداية السورة كيف بدأها الله تعالى: ( سورة أنزلناها، وفرضناها، وأنزلنا فيها آيات بينات، لعلكم تذكرون). هل ما سيأتي بعد هذه الآيات البينات يمكن لمخلوق أن يقول إن هذه الآيات غير واضحة وغير مفهومة؟؟؟

ثم يصدر العليم الخبير حكمه على الزانية والزاني بالجلد مائة جلدة، عذابا لا رجما بالحجارة حتى الموت، لأن العذاب شيء، والقتل شيء آخر، لقد حرم الله تعالى قتل النفس إلا بالحق، وقد جعل الله تعالى لولي المقتول ظلما سلطانا فلا يسرف في القتل. وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(33).الإسراء.

فهل رجم الزانية والزاني بالحجارة يعتبر من العذاب أم من القتل؟؟؟

لأن الحجرة الأولى التي تصيب المحكوم عليه رجما ربما سيغمى عليه فلا يحس بشي، أما الجلد فهو عذاب فعلا، وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين، ولم يقل سبحانه وليشهد قتلهما طائفة من المؤمنين.

نعود إلى الآية المحكمة ونتدبرها: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ.ثم يقول الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.لاحظوا أعزائي كيف بدأ الله تعالى حين حين الحكم بالعذاب بالزانية والزاني، وفي النكاح بدأ بالزاني لأنه هو الذي ينكح، (أي يعقد عقد الزواج) لكن بالزانية مثله، وحرم ذلك على المؤمنين، وهذا دليل قاطع على أنهم لا يُقتلون رجما بالحجارة، إنما يعذبان بالجلد مائة لكل واحد منهما.

ولنا أدلة أخرى على عدم وجود الرجم في حكم الله تعالى، إذ جعل الله سبحانه نصف العذاب على الإماء المحصنات فقال سبحانه: فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ... (25) النساء.

فهل يمكن تنصيف القتل رجما بالحجارة؟؟؟

كلا وألف كلا، لن ينصف الرجم ولن يضاعف، حيث حكم المولى تعالى على نساء النبي إن أتين بفاحشة بالعذاب ضعفين فقال الحكيم العليم: يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30). الأحزاب. فهل يمكن مضاعفة القتل رجما بالحجارة؟؟؟

نجد أن الله تعالى في كل الحالات يحكم بالعذاب لا بالقتل...

 

لننزل إلى أصح كتاب ( البخاري) عند شيوخ الدين الأرضي، وننظر كيف حكم على الزانية والزاني، ومن أين جاء بهذا الحكم؟؟؟

 

6319 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ.

صحيح البخاري - (ج 21 / ص 89) المكتبة الشاملة.

ملاحظة تجدون أن هذه الرواية قد كررها البخاري 11 مرة، ولا ندري ما سر تكراره لنفس الرواية.

من أين جاء البخاري برجم الزانية والزاني؟

3636حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال ثم رأيت في الجاهلية   قردة  اجتمع عليها   قردة  قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.

(صحيح البخاري) ج 3 ص 1397 قرص 1300 كتاب.

 

هذا هو مصدر رجم الزانية والزاني الذي أصبح العمل به وضُرب بآيات الله المحكمات عرض الحائط، لأن كتاب البخاري عند شيوخ الدين الأرضي يقضي على القرآن والعياذ بالله تعالى.

أعيد ما أنزل الله تعالى على رسوله وبلغه فقال: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ* الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ* وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5). النور.

صدق الله العظيم، وكذب البخاري وأولياؤه...

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 60168