ملك اليمين : السبى فى أكاذيب سيرة ابن اسحاق

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠١ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة

1 ـ لو عاش ابن اسحاق فى عصرنا لأصبح أعظم كاتب روائى درامى ، ولكنه عاش فى عصر الخليفة ابى جعفر المنصور وانحاز اليه ، وإستغل موهبته الروائية الدرامية فى صناعة سيرة ( نبوية ) إفتراها على النبى محمد عليه السلام ، فرسم فى سيرته شخصية للنبى محمد تقترب من الخليفة أبى جعفر المنصور بقدر ما تتناقض مع الشخصية الحقيقية لخاتم النبيين الذى أرسله رب العزة جل وعلا بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ، وليس للسطو على الناس وغزوهم وسلبهم وقتلهم وسبى نسائهم . نرجو ان يتاح لنا الوقت والجهد لتحليل سيرة ابن اسحاق والتى أعاد جمعها ابن هشام ، لتوضيح مفترياته من حيث السند ( العنعنة ) والمتن .  

2 ـ إبن إسحاق صاغ سيرته بأسلوب ( قصصى ) جذاب أخّاذ ، وجعلها مُسلّية مُحببة مُشوقة للقارىء ، وحشاها بالأشعار التى كان الناس وقتها مشغوفين بها . كل هذا لتحوز إعجاب المهدى وأبيه أبى جعفر المنصور .

3 ـ أبو جعفر المنصور ليس فقط هو المؤسس الحقيقى للدولة العباسية ، ولكنه كان رائدا فى الدعاية للخلافة العباسية حتى مذ كانت فى طورها السّرى ، فأسهم نفسه فى إفتراء أحاديث وأقاصيص تدعم حق بنى العباس فى الحكم . مشكلة العباسيين أنهم كانوا قد سرقوا أسرار التنظيم السرى الذى أرساه كيسان ( محمد بن الحنفية : محمد بن على بن أبى طالب ) تحت شعار زعيم مجهول هو( الرضى من آل محمد ) . وقبيل سقوط الدولة الأموية إجتمع الهاشميون فى مؤتمر سرى وقرروا البيعة لمحمد النفس الزكية من ذرية الحسن بن على بن أبى طالب. ولم يتخلف العباسيون عن المشاركة والبيعة للنفس الزكية حتى لا يُفتضح أمرهم وهم يقودون وقتها حركة سرية تتمدّد فى خراسان بقيادة أبى مسلم الخراسانى . ثم أسقط أبو مسلم الخراسانى والعباسيون دولة بنى أمية ، وإتضح أن العباسيين سرقوا الحق الشائع للعلويين فى الحكم ، فبدأ الصراع بين العباسيين وبنى عمومتهم العلويين ، وكانت المدينة مركز هذا الصراع ، وأشاع العلويون أن أبا جعفر وسائر العباسيين بايعوا من قبل لمحمد النفس الزكية الحسنى العلوى ، وبدأت إرهاصات ثورة علوية أشعلها النفس الزكية وأخوه ابراهيم . وكان اهل المدينة مع العلويين. فى هذا الوقت تزعم الحركة العلمية فى المدينة ابن إسحاق ( من الموالى ) ومالك بن أنس ( الأنصارى ) ، وكانا خصمين يطعن كل منهما فى الآخر . وبينما إنحاز مالك بن أنس الى العلويين فى المدينة ـ ودفع الثمن بعد هزيمة محمد النفس الزكية ـ فإن ابن إسحاق شد الرحال الى الخليفة أبى جعفر المنصور .

4 ـ ويبدو أن أبا جعفر المنصور بدهائه خشى أن يكتب السيرة النبوية شخص آخر من خصوم العباسيين ـ مثل مالك بن أنس ـ وهو يعيش فى المدينة موطن الروايات الشفهية عن سيرة النبى. ولو كتبها خضم لبنى العباس لفضح حقيقة العباس ـ عم النبى ـ والذى حارب النبى فى بدر ووقع أسيرا ، والذى ظل فى مكة متحالفا مع أبى سفيان الى أن أسلم عند الفتح . لذا كان ابن إسحاق هو الرجل المناسب فى المكان المناسب والظرف المناسب . وهذه هى الظروف السياسية التى تمت فيها كتابة سيرة ابن إسحاق ، والتى زعم فيها أنه سمع من فلان وفلان ، وزعم فيها أنه سمع أغلب رواياتها من ابن شهاب الزهرى ، مع أنه لم يلق ولم ير ابن شهاب الزهرى .

5 ـ نعطى لمحة عن الروايات الدرامية التى إختلقها ابن اسحاق فى موضوع ( السبى ) والتى كانت فى عصره من ( المعلوم من دينهم بالضرورة ) .

أولا : ابن إسحاق أول من إختلق ( غزوة بنى المصطلق ) وزعم فيها نسبة حديث الإفك لعائشة ، والتى نقلها الرواة عنه ومنهم البخارى . وقد فنّدنا هذا الزعم فى كتابنا ( القرآن وكفى ..) . ونستشهد بأكاذيبه ( الجذّابة ) فى هذه الغزوة ــ المُختلقة ــ عن السبى .

1 ـ يكتب ابن إسحاق من دماغه : :( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ بَعْضَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَرَجَبًا، ثُمّ غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتّ ) . ويقول عن الهجوم المزعوم للنبى عليهم : ( خَرَجَ إلَيْهِمْ حَتّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاءٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ الْمُرَيْسِيعُ، مِنْ نَاحِيَةِ قَدِيدٍ إلَى السّاحِل ِ فَتَزَاحَفَ النّاسُ وَاقْتَتَلُوا، فَهَزَمَ اللّهُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَنَفّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأْفَاءَهُمْ عَلَيْهِ . ). الخطأ هنا أن ابن إسحاق يجعل الغنائم والسبى فيئا . و( الفىء ) فى التشريع القرآنى هو المال الذى ( يفىء ) الى بيت المال سلميا بلا حرب ، يقول جل وعلا  عن معناه : (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) (6) الحشر).

2 ـ ويزعم ابن إسحاق أن من السبى جويرية بنت الحارث : (  وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ أَصَابَ مِنْهُمْ سَبْيًا كَثِيرًا، فَشَا قَسْمُهُ فِي الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ فِيمَنْ أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ مِنْ السّبَايَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، زَوْجُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. ) . ويحكى رواية يسندها لعائشة يزعم فيها أن جويرية وقعت من نصيب ثابت بن قيس، وكاتبته أن تشترى حريتها منه ، وجاءت النبى تطلب منه أن يساعدها بالمال، وكانت جميلة فعرض عليها النبى أن يدفع ثمن حريتها لثابت بن قيس مقابل أن يتزوجها . فرضيت ، فتزوجها النبى .

3 ــ وعلى منوال ابن اسحاق يفترى ابن هشام قصة أخرى مختلفة ، موجزها أن أبا جويرية جاء يفتدى إبنته ، وهو فى الطريق سرق بعيرين من إبل المسلمين وغيبهما فى شعب العقيق ، وقابل النبى يريد فداء إبنته جويرية ، فأخبره النبى ـ بالغيب ـ أنه سرق البعيرين ، فإندهش الرجل وأسلم ، وسلّم البعيرين للنبى ، واسلمت جويرية  فخطبها النبى ودفع لها 400 درهم .!!. معلوم أن النبى عليه السلام لم يكن يعلم الغيب .

ثانيا : فى ( غزوة خيبر )

1 ـ يقول ابن اسحاق فى بداية الحديث عن هذه الغزوة : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ عَلَيْهِمْ حَتّى يُصْبِحَ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ. فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلًا .. ) . المهم هنا أن ابن اسحاق يروى عن شخص مجهول لا يتهمه بالكذب ، يقول : (وَحَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ ) والرواية منسوبة لأنس بن مالك . وكالعادة فى أكاذيب أنس بن مالك أنه يجعل البطولة له ولزوج أمه أبى طلحة ، يقول عن النبى : ( فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا مَعَهُ فَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ وَإِنّ قَدَمِي لَتَمَسّ قَدَمَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .. ) . يا كذاب يا انس ..!!.

 وتستمر أكاذيب أنس أو أكاذيب ابن اسحاق فيقول : ( وَتَدَنّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْأَمْوَالَ يَأْخُذُهَا مَالًا مَالًا، وَيَفْتَتِحُهَا حِصْنًا حِصْنًا .. وَأَصَابَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْهُمْ سَبَايَا، مِنْهُنّ صَفِيّةُ بِنْتُ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ، وَكَانَتْ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَبِنْتَيْ عَمّ لَهَا؛ فَاصْطَفَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيّ قَدْ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ فَلَمّا أَصْفَاهَا لِنَفْسِهِ أَعْطَاهُ ابْنَتَيْ عَمّهَا، وَفَشَتْ السّبَايَا من خَيْبَرَ في الْمُسْلِمِينَ.) أى كانت ـ بزعمه متزوجة ، فسباها النبى وكانت من نصيب دحية ، فنالت إعجاب النبى فأخذها من دحية ، وعوّض دحية بإمرأتين غيرها . وفى روايات أخرى يختلق أنس بن مالك أن النبى دخل بها من ليلته .!! ألا لعن الله جل وعلا من إفترى هذا الكذب .

2 ـ وتتوالى أكاذيب ابن إسحاق والتى نقلها الرواة عنه ومنهم البخارى. ومنها تحريم أكل لحوم الحمير الأهلية ، يقول ابن إسحاق :  ( وَأَكَلَ الْمُسْلِمُونَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيّةِ مِنْ حُمُرِهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَنَهَى النّاسَ عَنْ أُمُورٍ سَمّاهَا لَهُمْ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيّ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيّةِ وَالْقُدُورُ تَفُورُ بِهَا، فَكَفَأْنَاهَا عَلَى وُجُوهِهَا...). ولقد ذكرنا من قبل أن المحرمات فى الطعام قد تكرر ذكرها  وأنه لا يجوز تحريم غيرها ، وأن تحريم الحلال من الطعام إعتداء على حق الله جل وعلا فى التشريع . ( البقرة 173 ، المائدة 3 ، 87 : 88  ، الانعام 145 ، النحل 114 : 117 ، يونس 59 : 60  ) .

3 ـ وفى رواية ( درامية ) يفترى ابن إسحاق :  ( وَكَانَتْ صَفِيّةُ قَدْ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ وَهِيَ عَرُوسٌ بِكِنَانَةِ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ أَنّ قَمَرًا وَقَع حِجْرُهَا. فَعَرَضَتْ رُؤْيَاهَا عَلَى زَوْجِهَا؟ فَقَالَ مَا هَذَا إلّا أَنّك تَمَنّيْنَ مُلْكَ الْحِجَازِ مُحَمّدًا، فَلَطَمَ وَجْهَهَا لَطْمَةً خَضّرَ عَيْنَهَا مِنْهَا. فَأُتِيَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَبِهَا أَثَرٌ مِنْهُ فَسَأَلَهَا مَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَتْهُ هَذَا الْخَبَرَ.) . ثم رواية أخرى يفترى فيها ابن اسحاق أن النبى أمر بتعذيب زوج صفية السابق ليعترف بكنز أخفاه ، ثم أمر بضرب عنقه . يقول الملعون ابن إسحاق عن خاتم النبيين الذى بعثه الله جل وعلا رحمة للعالمين وليس لتعذيب العالمين : ( وَأُتِيَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بِكِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ وَكَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النّضِيرِ فَسَأَلَهُ عَنْهُ. فَجَحَدَ أَنْ يَكُونَ يَعْرِفُ مَكَانَهُ فَأَتَى رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَقَالَ لِرَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-: إنّي رَأَيْت كِنَانَةَ يُطِيفُ بِهَذِهِ الْخَرِبَةِ كُلّ غَدَاةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لِكِنَانَةَ أَرَأَيْت إنْ وَجَدْنَاهُ عِنْدَك، أَأَقْتُلُك؟ قَالَ نَعَمْ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بِالْخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَعْضَ كَنْزِهِمْ ثُمّ سَأَلَهُ عَمّا بَقِيَ فَأَبَى أَنْ يُؤَدّيَهُ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- الزّبَيْرَ بْنَ الْعَوّامِ، فَقَالَ عَذّبْهُ حَتّى تَسْتَأْصِل مَا عِنْدَهُ فَكَانَ الزّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزَنْدٍ فِي صَدْرِهِ حَتّى أَشْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ ثُمّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- إلَى مُحَمّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ...)

4 ـ ثم هذه الرواية المضحكة عن يهودية وضعت السُّمّ للنبى فى شاة قدمتها طعاما له : ( أَهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ، امْرَأَةُ سَلّامِ بْنِ مِشْكَمٍ، شَاةً مَصْلِيّةً وَقَدْ سَأَلَتْ أَيّ عُضْوٍ مِنْ الشّاةِ أَحَبّ إلَى رَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-؟ فَقِيلَ لَهَا: الذّرَاعُ فَأَكْثَرَتْ فِيهَا مِنْ السّمّ . سَمّتْ سَائِرَ الشّاةِ ثُمّ جَاءَتْ بِهَا؛ فَلَمّا وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- تَنَاوَلَ الذّرَاعَ فَلَاكَ مِنْهَا مُضْغَةً فَلَمْ يُسِغْهَا، وَمَعَهُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-. فَأَمّا بِشْرٌ فَأَسَاغَهَا؛ وَأَمّا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فَلَفَظَهَا، ثُمّ قَالَ إنّ هَذَا الْعَظْمَ لَيُخْبِرُنِي أَنّهُ مَسْمُومٌ . ثُمّ دَعَا بِهَا فَاعْتَرَفَتْ فَقَالَ مَا حَمَلَك عَلَى ذَلِكِ؟ قَالَ بَلَغْتَ مِنْ قَوْمِي مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْك، فَقُلْت: إنْ كَانَ مَلِكًا اسْتَرَحْتُ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ نَبِيّا فَسَيُخْبَرُ قَالَ فَتَجَاوَزَ عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَمَاتَ بِشْرٌ مِنْ أَكْلَتِهِ الّتِي أَكَلَ. ) ويضيف ابن اسحاق أن النبى مات بعدها بسنوات من أثر هذا السُّم : قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلّى، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- قَدْ قَالَ فِي مَرَضِهِ الّذِي تُوُفّيَ فِيهِ وَدَخَلَتْ أُمّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ تَعُودُهُ يَا أُمّ بِشْرٍ إنّ هَذَا الْأَوَانَ وَجَدْتُ فِيهِ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ الْأَكْلَةِ الّتِي أَكَلْت مَعَ أَخِيك بِخَيْبَرِ  .. ) فهل من الممكن ان يعيش إنسان مسموم لعدة سنوات .

5 ـ  وصنع ابن إسحاق هذه الرواية الدرامية ليرفع من شأن العباس ـ جد العباسيين ـ وأنه كان مؤمنا وهو فى مكة : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَلَمّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، كَلّمَ رَسُولَ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- الْحَجّاجُ بْنُ عِلَاطٍ السّلَمِيّ ثُمّ الْبَهْزِيّ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ لِي بِمَكّةَ مَالًا عِنْدَ صَاحِبَتِي أُمّ شَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي طَلْحَةَ- وَكَانَتْ عِنْدَهُ لَهُ مِنْهَا مُعْرِضُ بْنِ الْحَجّاجِ وَمَالٌ مُتَفَرّقٌ فِي تُجّارِ أَهْلِ مَكّةَ، فَأْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَذِنَ لَهُ قَالَ إنّهُ لَا بُدّ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ مِنْ أَنْ أَقُولَ قَالَ قُلْ. قَالَ الْحَجّاجُ فَخَرَجْتُ حَتّى إذَا قَدِمْت مَكّةَ وَجَدْت بِثَنِيّةِ الْبَيْضَاءِ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ يَتَسَمّعُونَ الْأَخْبَارَ وَيَسْأَلُونَ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وَقَدْ بَلَغَهُمْ أَنّهُ قَدْ سَارَ إلَى خَيْبَرَ، وَقَدْ عَرَفُوا أَنّهَا قَرْيَةُ الْحِجَازِ، رِيفًا وَمَنَعَةً وَرِجَالًا، فَهُمْ يَتَحَسّسُونَ الْأَخْبَارَ وَيَسْأَلُونَ قَالُوا: الْحَجّاجُ بْنُ عِلَاطٍ- قَالَ وَلَمْ يَكُونُوا عَلِمُوا بِإِسْلَامِي عِنْدَهُ وَاَللّهِ الْخَبَرُ- أَخْبِرْنَا يَا أَبَا مُحَمّدٍ. فَإِنّهُ قَدْ بَلَغْنَا أَنّ الْقَاطِعَ قَدْ سَارَ إلَى خَيْبَرَ، وَهِيَ بَلَدُ يَهُودُ وَرِيفُ الْحِجَازِ. قَالَ قُلْت: قَدْ بَلَغَنِي ذَلِكَ وَعِنْدِي مِنْ الْخَبَرِ مَا يَسُرّكُمْ قَالَ فَالْتَبَطُوا بِجَنْبَيْ نَاقَتِي يَقُولُونَ إيهِ يَا حَجّاجُ قَالَ قُلْت: هُزِمَ هَزِيمَةً لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهَا قَطّ، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ قَتْلًا لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ قَطّ، وَأُسِرَ مُحَمّدٌ أَسْرًا، وَقَالُوا: لَا نَقْتُلُهُ حَتّى نَبْعَثَ بِهِ إلَى أَهْلِ مَكّةَ، فَيَقْتُلُوهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ بِمَنْ كَانَ أَصَابَ مِنْ رِجَالِهِمْ. قَالَ فَقَامُوا وَصَاحُوا بِمَكّةَ وَقَالُوا: قَدْ جَاءَكُمْ الْخَبَرُ، وَهَذَا مُحَمّدُ إنّمَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ يُقْدَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ فَيُقْتَلُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ. قَالَ قُلْت: أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَالِي بِمَكّةَ وَعَلَى غُرَمَائِي، فَإِنّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ خَيْبَر، فَأُصِيبُ مِنْ فَلّ مُحَمّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَنِي التّجّارُ إلَى مَا هُنَالِكَ..) (( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: قَالَ فَقَامُوا فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثّ جَمْعٍ سَمِعْت بِهِ. قَالَ وَجِئْت صَاحِبَتِي فَقُلْت: مَالِي، وَقَدْ كَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ مَوْضُوعٌ لَعَلّي أَلْحَقُ بِخَيْبَر فَأُصِيبَ مِنْ فُرَصِ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَنِي التّجّارُ قال ِ فَلَمّا سَمِعَ الْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ الْخَبَرَ، وَجَاءَهُ عَنّي، أَقْبَلَ حَتّى وَقَفَ إلَى جَنْبِي وَأَنَا فِي خَيْمَةٍ مِنْ خِيَامِ التّجّارِ فَقَالَ يَا حَجّاجُ مَا هَذَا الْخَبَرُ الّذِي جِئْت بِهِ؟ قَالَ فَقُلْت: وَهَلْ عِنْدَك حِفْظٌ لِمَا وَضَعْتُ عِنْدَك؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْت: فَاسْتَأْخِرْ عَنّي حَتّى أَلْقَاك عَلَى خَلَاءٍ فَإِنّي فِي جَمْعِ مَالِي كَمَا تَرَى، فَانْصَرِفْ عَنّي حَتّى أَفَرُغَ. قَالَ حَتّى إذَا فَرَغْت مِنْ جَمْعِ كُلّ شَيْءٍ كَانَ لِي بِمَكّةَ وَأَجْمَعْت الْخُرُوجَ لَقِيت الْعَبّاسَ فَقُلْت احْفَظْ عَلَيّ حَدِيثِي يَا أَبَا الْفَضْلِ، فَإِنّي أَخْشَى الطّلَبَ ثَلَاثًا، ثُمّ قُلْ مَا شِئْت، قَالَ أَفْعَلُ؟ قُلْت: فَإِنّي وَاَللّهِ لَقَدْ تَرَكْت ابْنَ أَخِيك عَرُوسًا عَلَى بِنْتِ مَلِكِهِمْ يَعْنِي صَفِيّةَ بِنْتَ حُيَيّ وَلَقَدْ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَانْتَثَلَ مَا فِيهَا، وَصَارَتْ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا حَجّاجُ؟ قَالَ قُلْت: إي وَاَللّهِ فَاكْتُمْ عَنّي، وَلَقَدْ أَسْلَمْتُ وَمَا جِئْت إلّا لِآخُذَ مَالِي، فَرَقًا مِنْ أَنْ أُغْلَبَس عَلَيْهِ فَإِذَا مَضَتْ ثَلَاثٌ فَأَظْهِرْ أَمْرَك، فَهُوَ وَاَللّهِ عَلَى مَا تُحِبّ، قَالَ حَتّى إذَا كَانَ الْيَوْمُ الثّالِثُ لَبِسَ الْعَبّاسُ حُلّةً لَهُ وَتَخَلّقَ وَأَخَذَ عَصَاهُ ثُمّ خَرَجَ حَتّى أَتَى الْكَعْبَةَ، فَطَافَ بِهَا، فَلَمّا رَأَوْهُ قَالُوا: يَا أَبَا الْفَضْلِ هَذَا وَاَللّهِ التّجَلّدُ لِحَرّ الْمُصِيبَةِ؛ قَالَ كَلّا، وَاَللّهِ الّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ لَقَدْ افْتَتَحَ مُحَمّدٌ خَيْبَرَ وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى بِنْتِ مَلِكِهِمْ وَأَحْرَزَ أَمْوَالَهُمْ وَمَا فِيهَا فَأَصْبَحَتْ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ قَالُوا: مَنْ جَاءَك بِهَذَا الْخَبَرِ؟ قَالَ الّذِي جَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ وَلَقَدْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ مُسْلِمًا، فَأَخَذَ مَالَهُ فَانْطَلَقَ لِيَلْحَقَ بِمُحَمّدِ وَأَصْحَابِهِ فَيَكُونُ مَعَهُ قَالُوا: يَا لِعِبَادِ اللّهِ انْفَلَتَ عَدُوّ اللّهِ أَمَا وَاَللّهِ لَوْ عَلِمْنَا لَكَانَ لَنَا وَلَهُ شَأْنٌ قَالَ وَلَمْ يَنْشَبُوا أَنْ جَاءَهُمْ الْخَبَرُ بِذَلِكَ..).

ثالثا : أكاذيب أخرى عن السبى

1 ـ يقول عليه اللعنة : ( ثُمّ جُمِعَتْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَبَايَا حُنَيْنٍ وَأَمْوَالُهَا، وَكَانَ عَلَى الْمَغَانِمِ مَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيّ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالسّبَايَا وَالْأَمْوَالِ إلَى الْجِعْرَانَةِ، فَحُبِسَتْ بِهَا ). ( ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ انْصَرَفَ عَنْ الطّائِفِ عَلَى دَحْنَا حَتّى نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ وَمَعَهُ مِنْ هَوَازِنَ سَبْيٌ كَثِيرٌ. ) ، (ثُمّ أَتَاهُ وَفْدُ هَوَازِنَ بِالْجِعْرَانَةِ وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ سِتّةُ آلَافٍ مِنْ الذّرَارِيّ وَالنّسَاءِ وَمِنْ الْإِبِلِ وَالشّاءِ مَا لَا يُدْرَى مَا عِدّتُهُ. ) .

2 ــ واسلمت هوازن وطلبوا تحرير سبيهم وأن النبى دعا المسلمين للتنازل لهوازن عن السبى الذى سبوه منهم ، فأطاع المهاجرون والأنصار . ويقول :(  أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَعْطَى عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا رَيْطَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ حَيّانَ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ قُصَيّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَأَعْطَى عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ بِنْتُ حَيّانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَيّانَ، وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ جَارِيَةً فَوَهَبَهَا لِعَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ابْنِهِ. ) .

3 ـ ويختلق هذه القصة الطريفة عن ابن عمر ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ بَعَثْتُ بِهَا إلَى أَخْوَالِي مِنْ بَنِي جُمَحٍ لِيُصْلِحُوا لِي مِنْهَا، وَيُهَيّئُوهَا، حَتّى أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ثُمّ آتِيَهُمْ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصِيبَهَا إذَا رَجَعْت إلَيْهَا. قَالَ فَخَرَجْت مِنْ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغْتُ فَإِذَا النّاسُ يَشْتَدّونَ فَقُلْت: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: رَدّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقُلْت: تِلْكُمْ صَاحِبَتُكُمْ فِي بَنِي جُمَحٍ فَاذْهَبُوا فَخُذُوهَا، فَذَهَبُوا إلَيْهَا، فَأَخَذُوهَا.  ) .

4 ـ وقصة طريفة مضحكة عن عيينة بن حصن الذى كان نصيبه من السبى إمرأة عجوزا ، ونلاحظ براعة ابن إسحاق فى الاختلاق : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَمّا عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فَأَخَذَ عَجُوزًا مِنْ عَجَائِزِ هَوَازِنَ، وَقَالَ حِينَ أَخَذَهَا: أَرَى عَجُوزًا إنّي لَأَحْسِبُ لَهَا فِي الْحَيّ نَسَبًا، وَعَسَى أَنْ يَعْظُمَ فِدَاؤُهَا. فَلَمّا رَدّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ السّبَايَا بِسِتّ فَرَائِضَ أَبَى أَنْ يَرُدّهَا، فَقَالَ لَهُ زُهَيْرٌ أَبُو صُرَدٍ خُذْهَا عَنْك، فَوَاَللّهِ مَا فُوهَا بِبَارِدِ وَلَا ثَدْيُهَا بِنَاهِدِ وَلَا بَطْنُهَا بِوَالِدِ وَلَا زَوْجُهَا بِوَاجِدِ وَلَا دَرّهَا بِمَاكِدِ فَرَدّهَا بِسِتّ فَرَائِضَ حِينَ قَالَ لَهُ زُهَيْرٌ مَا قَالَ فَزَعَمُوا أَنّ عُيَيْنَةَ لَقِيَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ فَشَكَا إلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ إنّك وَاَللّهِ مَا أَخَذْتهَا بَيْضَاءَ غَرِيرَةً وَلَا نَصَفًا وَثِيرَةً.) .

5 ـ  ثم يفترى هذه الرواية السامة عن الصحابة وهم يطاردون النبى بسبب الفىء حتى ألجأوه الى شجرة وخطفوا رداءه : (قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ رَدّ سَبَايَا حُنَيْنٍ إلَى أَهْلِهَا، رَكِبَ وَاتّبَعَهُ النّاسُ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئًا مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ حَتّى أَلْجَئُوهُ إلَى شَجَرَةٍ فَاخْتَطَفَتْ عَنْهُ رِدَاءَهُ فَقَالَ أَدّوا عَلَيّ رِدَائِي أَيّهَا النّاسُ فَوَاَللّهِ أَنْ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْته عَلَيْكُمْ ثُمّ مَا أَلْفَيْتُمُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذّابًا .. ) .

أخيرا :

ولا تزال المواشى تصدق هذه السيرة الاسحاقية الدرامية وتسميها السيرة النبوية .! 

اجمالي القراءات 12335