يأجوج ومأجوج في التنزيل الحكيم

عونى الشخشير في الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

قال تعالى:"قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" ﴿٤٨/سورة سبإ﴾

 ما هي حقيقة مصطلح يأجوج و مأجوج ؟؟ هل هم من البشر ام شياطين تسكن في جوف الارض وسيخرجون في اخر الزمان من اجل السيطره على الارض وشعوبها؟؟  هناك العديد و العديد من الاسئله  و الشكوك المثاره حول هذا الموضوع, فنحن الان امام قضيه مليئه بما يعرف في التنزيل الحكيم بمفهوم "الظلمات". والسبيل الوحيد لمعرفه الحق من الباطل  "الوهم"  والوصول إلى النور هو كتاب الله فقط "كلام الله"  لقوله تعالى:" الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" ﴿١/سورة ابراهيم﴾ ,و الاحاطه المعرفيه بخلقه      " كلمات الله" كل حسب طاقته. قال تعالى:"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا" ﴿٢٧/سورة الكهف﴾. اي كلام الله هو الدال و خلقه الذي لا حصر له هو المدلول لقوله "  وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" ﴿٢٧/سورة لقمان﴾.

 

تعالوا الان نستعرض الايات التي تحدثنا عن يأجوج و مأجوج في التنزيل الحكيم:

قال تعالى:"حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾  وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴿١٠١﴾ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾" سورة الكهف.

 

قبل ان نستعرض باقي الايات القراءنيه, دعونا نسأل انفسنا مايلي بناءا على ما عرضناه من سوره الكهف:

١- لماذا وافق ذي القرنين القوم على بناء حاجز بينهم وبين ياجوج و ماجوج وقد  أعطاه الله من كل سبب!!! فاذا كان يأجوج و مأجوج من البشر او الشياطين, لماذا لم يقل ذي القرنين للقوم سوف اوجه جيشي ليأجوج ومأجوج وادمرهم واكف ايديهم عنكم إلى الابد. وهو كما قال الله عنه "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا" ﴿٨٤/سورة الكهف﴾.

٢-ما الغايه من بناء سد او عمل ردم وليس "سور"   للاحاطه  بيأجوج و مأجوج من كل جانب وعزلهم عن باقي الحضارات اذا كانوا بشرا او شياطين ؟؟؟ فكلمه "سور" مذكوره في الايه التاليه:

قال تعالى:"يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ" ﴿١٣/سورة الحديد﴾

٣- ما العلاقه بين ياجوج و ماجوج و النفخ في الصور والعرض على الجنه والنار؟؟؟

٤-لماذا يأتي يأجوج و يتبعها مأجوج دائما؟؟؟

فلنستعرض الان باقي الايات في مسأله يأجوج و مأجوج:

قال تعالى:"وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٩٧﴾ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴿٩٨﴾ لَوْ كَانَ هَـٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٩٩﴾ {سورة الأنبياء}

 

في اللغه يأجوج و مأجوج من الكلمات التي بقيت محفوظه في اللغه العربيه ولم تحرف. فيأجوج مشتقه من "أج" أو "أجيج" وتعني لهيب النار وتعني ايضا أسرع أو يمشي بسرعه. و مأجوج مشتقه من "ماج" أو "يموج" التي تعني موجه أو إنتشار. فيأجوج ومأجوج في اللغه تعني لهيب النار الذي ينتشر بسرعه و ينتشر كأمواج. ولذلك نجد مفهوم ياجوج و ماجوج في القراءن مذكور صراحة بشكل بسيط في ءايتين من سورتين هما "الكهف" و "الانبياء" فقط . والله جل وعلا علم بعلمه الكاشف ان هذا المفهوم سيظل محفوظ لغة ولايحتاج الى تأصيل في القراءن الكريم.

بعد ان عرفنا معنى مفهوم "يأجوج و مأجوج" في اللغة. فلنبحث عن المدلول, فلنبحث عن كلمات الله التي تطابق كلامه. سنجد ان مفهوم "الماغما" و "اللافا"  يطابق تماما مفهوم ياجوج و ماجوج. فالماغما في علم البراكين هي مواد منصهره تحت القشره الارضيه وعندما يحدث نشاط بركاني الذي قد يكون إنفجار بركاني او انبثاق بركاني تتنشط الماغما وتخرج مسرعه من خلال هوة البركان او الشقوق الارضيه وهذا هو بعينه مفهوم "يأجوج" ومن ثم يتبع ذلك "الافا" التي تسيل كالامواج وتننشر بعيدا عن المصدر وهذا ايضا بعينه يوافق مفهوم "مأجوج". اي دائما في اي نشاط بركاني هنالك ياجوج ثم ماجوج.

تعالوا الان لنسقط هذا الفهم ليأجوج و مأجوج على أيات التنزيل الحكيم ونرى اذا كان هنالك تطابق ام لا. عندما لقي ذو القرنين القوم الذين يكادوا لايفقهون قولا , كانوا يمتازوا في بناء السدود,قد تكون سدود مائيه والله اعلم, لانه لقيهم من دون السدين, وهنا كلمه "سد" تعني "سدا" في القراءن ولا تعني بحرا "حاجز مائي" او جبلا كما قال الجهلاء. وهاهنا نستعرض كل الايات التي وردت كلمة "سدا" في التنزيل الحكيم:

قال تعالى:" حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا "﴿٩٣/سورة الكهف﴾

قال تعالى:"قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤/سورة الكهف﴾

قال تعالى:"إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ" ﴿٩﴾ {سورة يس}

فهؤلاء القوم سألوا ذو القرنين ان يبني لهم سدا يقيهم من يأجوج و مأجوج مقابل خراج له. فالخرج هو اي رزق للعباد لقوله تعالى:"أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٧٢/سورة المؤمنون﴾ , قال تعالى:"وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴿٩﴾ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ﴿١٠﴾ رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴿١١﴾"{سورة ق}. فهؤلاء كانوا على درايه بمفهوم السد وكيفيه بنائه وعلا ما أظن انهم كانوا يقيمون في منطقه سهليه يحدها حاجزي مائيين من طرفيين ولذلك كان لديهما سدان لمنع حدوث فيضان من جهتان. ولكن هذه المره كان الخطر ليس ما اعتادوه وهو ظهور يأجوج و مأجوج وهم مفسدون في الارض. فالفساد هو اخراج الامور عن حدودها الطبيعيه التي قدرها الخالق في الارض و هو عكس الاصلاح. فنحن نعلم حجم الهلاك الذي قد يسببه اي نشاط بركاني من احراق الاخضر واليابس وقتل للانعام والانسان, فهذا اخوتي هو الفساد بعينه. فكان رد ذو القرنين ان ماعند الله من جزاء في إصلاح لحالتهم خير من خراجهم وأبقى, و طلب منهم ان يساعدوه بقوه من ايدي عامله وعتاد من اجل عمل "ردم " وليس سدا.  والردم مذكور في ءايه واحده فقط اي ان معناها في اللغه صحيح وليس من حاجه لتصحيحه من قبل رب العالميين في القراءن الكريم. فنقول في اللغه ردم حفره اي غطاها. وقد علم ذو القرنين بوحي من الله كيفيه حجز ياجوج و ماجوج بعمل ردم و لكن مكونات هذا الردم كانت فريده من نوعها فهو يتكون من زبر الحديد و من القطر.فزبر الحديد كانت معروفه للقوم لانهم كانوا يستخدموها في تشييد سدودهم. ولذلك قال تعالى:" آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ", اما المكون الهام لهذا الردم والذي سوف يؤهله لاداء مهمته على اتم وجه هو القطر وكان ليس معروفا لهؤلاء القوم, ولذلك قال تعالى " قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا" فهو لم يقل "فافرغوا عليه قطرا" فالقطر وتركيبه هو من اختصاص ذو القرنين. حتى نتوصل الى ماهيه القطر يجب ان نستعرض خصائص و مميزات الردم وهي "فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا" , لاحظ الفرق بين اسطاع و استطاع فهنا التاء الزائده في "استطاع" تسمى في اللغه بتاء الجهد, اي في فعل "يَظْهَرُوهُ" لم يكن هناك جهد مبذول وفي "نَقْبًا" كان هناك جهد مبذول.  ولاحظ ايضا فعل "يَظْهَرُوهُ" التي تعني الخروج عبره من غير جهد اي ان الردم بتصميمه الفريد لم يحتوي على مسامات او شقوق التي من خلالها الخروج إلى ظاهر الردم بغير جهد ملحوظ, تدبر قوله تعالى:"يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ", فظاهر مقابلها باطن. فهذه هي الصفه الاولى لمادة الردم وهي انها سبيكه شديده الكثافه غير مساميه على الاطلاق, فاما الصفه الاخرى فهي ان ماده الردم ذات مقاومه عاليه للانصهار وللانكسار تحت جهد الماغما.فالان حسب سقفنا المعرفي في هذا العصر نحن نعلم ان الحديد هو معدن ذات قدره عاليه على تحمل الضغط, وحتى اذا هذا الضغط مصدره مائعا كالافا. و لكن نحن نعلم في عصرنا الحالي ان درجه حراره الماغما قد تصل الى ١٣٠٠ درجه سيلوسيه , وهذه الحراره كافيه جدا لنقب الحديد, لذا كانت هنا الحكمه الالهيه من اضافه "القطر" لاضفاء مقاومه عاليه ضد حراره الماغما. فما هو "القطر" ؟؟؟ قال تعالى:"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ" ﴿١٢/سورة سبإ﴾, هنا يقول الله جل و علا انه اسال " عين القطر" لسليمان, اي اسالته كانت غير ممكنه من غير تدخل الهي وهذا يعني ان ماده القطر توجد في الطبيعه في حاله صلبه وهي ذات درجه حرارة انصهار عاليه جدا جدا, إعتمادا على السقف المعرفي لعصرنا الحالي انا اعتقد بأن هذا المعدن هو التنغستن "Tungsten" وهو فلز يوجد في الطبيعه بحاله صلبه في مركب يدعى في علم الكيمياء بإسم "wolframite" و الصيغه الكيميائيه له هي " (Fe,Mn)WO4)", و التنغستن الذي يرمز له بالرمز(W) هو عين هذا الجزيء, للتقريب الفكره إلى الأذهان فأذكر هنا جزيء الماء وصيغته الكيميائيه هي "H2O", فنقول أن ذرة الاكسجين هي عين هذا المركب, لأنه محاط بذرتي هيدروجين. وهو ذا درجه انصهار عاليه "٣٤٢٢ درجه سيلوسيه" تفوق كل المواد وهو ذي كثافه عاليه جدا, و الله أعلم.

بعد النجاح في عزل خطر ياجوج و ماجوج  قال ذو القرنين ان هذا الردم هو رحمه من الله ولكن عند مجئ وعد الله سيجعله في وضع "دكاء", فما هو وعد الله او الوعد الحق وما معنى "دكاء"؟؟؟  وعد الله او الوعد الحق هو وعد البعث والحشر  و الجزاء لقوله:

"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴿٦٧﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾  {سورة النمل}

"فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴿١٧﴾ السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا ﴿١٨﴾" {سورة المزمل}

"قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾" {سورة الملك}

"وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾" {سورة الأنبياء}.

وايضا لو تأملنا سوره الانبياء فانها تصف احداث التي تسبق وعد  البعث و الحشر والجزاء "الوعد الحق". قال تعالى:" وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٩٧﴾ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴿٩٨﴾ لَوْ كَانَ هَـٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٩٩﴾ {سوره الانبياء}. فهنا فإن الله قد حرم استخدامه قدرته على بعث الامم الظالمه البائده "قريه اهلكناها". حتى يبدأ هلاك العالم المادي الحالي و فناءه نهائيا باستخدام يأجوج و مأجوج لقوله تعالى:" وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ﴿٨٨/سورة القصص﴾. حيث ان الله سيوحي للارض ان تخرج اثقالها فتخرج الافا و الماغما في كل مكان" كل حدب ينسلون" و يهلك كل شيء و هذه مقدمه ليوم البعث والحشر و الحساب.قال تعالى: " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾" {سورة الزلزلة}. و سيصاحب خروج الافا والماغما دخان لقوله تعالى:"فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾" {سورة الدخان}. فكل هذه التغيرات الجيولوجيه مقدمه منطقيه لخلق ارض و سماء مختلفه لبدء البعث والحشر والجزاء وفيها ما وعد الله من الحق من جنه ونعيم و نار و جحيم. قال تعالى:"يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨﴾ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ" {سورة ابراهيم}.

 

 

بالنسبه لمفهوم "دكاء" فهي صيغه مبالغه من الفعل "دكك" وتعني الدك المتواصل اي تغير فجائي في الحجم المادي بسبب التعرض لضغط هائل لحظيا "Crushed", تأمل قوله تعالى:"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣/سورة الأعراف﴾. إي إن الردم الذي بناه ذو القرنين لن يدك دكه واحده عند مجيء وعد الله كما في سائر الجبال والأرض في قوله:" فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴿١٤﴾" ( سورة الحاقة) . وإنما سيدك دكه نهائيه بعد عدة دكات , و السبب هو وجود الردم الغير منفذ لماده الماغما من الاعلى فيضظر الماغما انها تنفذ من الاسفل  فيصبح الحدب الذي يغطيه ردم ذو القرنين مفرغ من الداخل فيبدأ بالإنهيار التدريجي, للتقريب الصوره للاذهان فإذا حدث و أن شاهدت عمليه تهديم بيت يتألف من طوابق عده  فهذا هو "الدكاء"  , وقد الحقت Linkعلا اليوتيوب حتى يكون لديكم تصور عن معنى دكاء.https://youtu.be/dpz4fXH7nuo

اجمالي القراءات 11621