حكمة الخلق في تكريم الخالق للانسان

احمد المندني في الأحد ٠٣ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 تفكر في حكمة الخلق    

        ملحد غير مكترث .. مسلم بالوراثة ،، مؤمن مطمئن من تدبر الايمان  ..

 

 نحن مجبرين على المضي قدما في برنامج الهي وضع لنا جميعا .. وجدنا انفسنا فجأة فيه مفعلين بشكل كامل وليس باختيارنا ان نرفضه طالما اننا بدانا في اول تنفس بعد خروجنا من ارحام امهاتنا .. وفي هذا البرنامج اعطينا العقل وحرية الاختيار وتبعية قراراتنا في الخير والجزاء او في العذاب والمعاناة … واعطينا كتالوج لهذا البرنامج يشرح لنا فيه الصانع وهو خالقنا الصراط المستقيم الذي يجب ان نتبعه لكي نكون افضل خلائق الكون قاطبة عندما نطبق تعاليمه اثناء نمونا من الصغر الى الكهولة …. 

 

ابرز العصر الحديث معضلة كبيرة بين الناس من مختلف اجناسهم ومللهم تمثلت في ابتعاد هؤلاء تدريجيا عن الدين الحق لانهم لم يجدوا به الجواب الشافي لمعضلات العالم والعدل الضائع والمعاناة التي تعيشها الشعوب ، وضلوا الطريق الى طرق جانبية يحاولون فيها اما التهرب تماما من الجواب وهم الملحدون الذين قالوا ان ليس لهذا العالم دين حق او حكمة واضحة في ظل هذه الاوضاع المعقدة او من فئة المسلمين والمتدينين بالوراثة من كافة الملل الذين لم يناقشوا الجواب وظل شك كبير في انفسهم يحيرهم ويقض مضجعهم ؤاخرون هم المؤمنون حقا الذين فهموا الحكمة التي خلقوا لها … ولكن في الفئتين الاوليتين وبالرغم من تطور العلم الا انهم لم يفهموا لماذا هم اساسا بهذه الامكانيات العقلية التي تمكنهم من مناقشة هذا الموضوع بينما كانوا قبل الاف السنين يقدحون الحجر لايقاد النار من حولهم لا يدرون لماذا هم موجودن ومن الذي اوجدهم ولماذا ؟؟ وما هي الغاية السامية ؟؟ وبالرغم من ذلك ومع تطور العلم والمدارك وخلافه ظلوا لا يستطيعون ايجاد الجواب .؟!!

 

ان الملحد والمتدين بفعل الوراثة كلهم طرحوا ويطرحون السؤال اليومي : 

1- لماذا لايكون الخالق معنا ويرسي العدل يوما بيوم ؟؟

2- لماذا نرى هذا الظلم من بني البشر ولا نرى قوة خارقة ما توقفه ؟؟

3- لماذا نرى مثلا اطفال من اصقاع العالم يعيشون في بؤس ؟؟

4- لماذا نرى افرادا من المجتمع تعيش في معاناة شديدة وافراد لا ؟؟؟

5- لماذا خلقنا في هذا العالم ؟؟ وما هو الهدف ؟؟ وما هي الحكمة ؟؟؟

 

ان فئة الملحدين اجابت على هدا السؤال باتجاهها بعيدا اما بنظرية عدم وجود خالق لهذا الكون او فكرة وجود الخالق الغير مكترث بالرغم من قناعتهم في وجود خالق لهذا الكون البديع بنظامه الدقيق الا ان الارض تعيش بؤسا مديدا …

وان فئة الذين ورثوا الدين عن آبائهم وهم فئة الدراويش او العميان قد استسلموا الى فكر آخر مثل الجبرية وخلافه وهي اننا خلقنا لهذا ويجب ان نصبر لهذا ؟؟ الا ان هؤلاء تأتيهم نفس اسئلة الملحد وهي لماذا لا يتدخل الرب في علاه ويضع حدا لهذا الظلم من جميع اطياف الناس ؟؟ وبالتالي ان الله موجود ؟؟ ولكن فجأة يتعوذ هؤلاء من هذه الافكار الشيطانية الا انهم في قرارة انفسهم لم يجدوا الجواب الشافي حقيقة سوى التسليم الكامل ….

 

 دعونا نسترسل في بحثنا في الجواب عن هذا السؤال الجوهري الذي سيكشف لنا مدى تكريم الخالق عز وجل للانسان عن طريق تخيل لحياة احد الملحدين وهو ينمو في عائلة تتنازعها الخير والشر والظلم وغياب العدل وهي عائلات موجودة في كافة الشرائح الدينية بلا استثناء … هنا الام حنونة عطوفة مسالمة لزوجها والاب شرس ظالم يسكر ويعربد فهذه مثال الاسرة الغير متوازنة التي ستؤدي الى انحرافات مستقبلية في ابناءها ولنأخذ مثال ان احد الابناء اتجه الى الالحاد بسبب هذا الوضع المعقد وظل يسأل لماذا تعيش هذه النماذج البشرية الشريرة بيننا مثل  ابي ؟؟ ولماذا امي النقيض تتحمل ما تتحمل ؟؟؟ ولماذا ولماذا ؟؟

 

في احد الايام اصر احد المؤمنين المطمئنين الى حكمة الخالق وهو صديق لهذا الملحد ان يقرأ القرآن لعله يجد الجواب بعد ان حاول هذا الملحد القراءة في الاديان المسيحية واليهودية فلم يجد الجواب لسؤاله … وقبل الملحد التحدي ليثبت للمؤمن الممطئن صحة وجهة نظره .

 

في هذا البحث قام الملحد الذي اتكلم عنه بسبب عدم وجود جاذبية لاي جهة ما تؤثر على فكره المنفلت من اي تأثير بمحاولة التفكير بهذا الموضوع والسؤال … لماذا نحن موجودون هنا ؟؟ واين الخالق العادل بيننا ؟؟

 

وبدأ في قراءة القرآن ليرى ماذا يريد الكاتب من رسالته في هذا الكتاب لعل وعسى يرى شيئا جديدا يدله على الاجابة ..

 

وبدأ بقراءة سورة البقرة الى ان وصل الى الآية : (21) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿البقرة: 30﴾ 

 

وفجأة ذهل صديقنا الملحد وصعق لانه وجد ان الكاتب قد تطرق الى هذا السؤال العميق الذي ظل عالقا بذهنه طوال حياته حتى سن الثلاثون … وان هذا السؤال يسأل من شخص آخر !!!

وعليه فقد استمتع بمتابعة القراءة لعله يرى معلومة اخرى او جواب من هذا الكاتب لسؤاله … وبمتابعة القراءة اندهش من ان الكاتب لا يحاول التهرب من هذا السؤال !! او يتهرب من هذا الجواب !! 

فقرأ بعدها ان الخالق وهو الكاتب سبحانه وتعالى قد اخبر الملائكة انه قد علم آدم الاسماء كلها { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿البقرة: 31﴾ 

فانتبه الملحد الى ان الله تعالى قد منح هذا المخلوق نعمة العقل اول النعم التي مكنت آدم من تعلم هذه الالسماء بفعل هذا العقل ؟؟!!!

واعتمادا على ذلك نتيجة للعقل تكونت لديه اللغة وهي اداة للتواصل مكنت آدم من التواصل وبالتالي التعلم التراكمي على مدى الايام والسنين ….

وباستمراره في القراءة اكتشف ايضا ان الخالق سبحانه وتعالى رفع آدم فوق ابليس والملائكة حين طلب منهم السجود له اعتمادا على قوة خلقه وموهبته خلقه الفذة .

ثم تابع الملحد قراءة بقية القصة عن آدم وسكنه للجنة منعما مرغدا وقرأ ان الخالق حذره من الاقتراب من الشجرة في الجنة هو وحواء … وانتبه الى ان الخالق عز وجل غير منزعج من اقتراب آدم وحواء من الشجرة الا انه في الانجيل او التوراة في القصة المماثلة فان الرب قد عين لها حارس بسيف حتى لا يتحول آدم الى آلهة ؟!!

وبينما هو يقرأ نهاية القصة هذه اكتشف الملحد ان الخالق عز وجل ( او الكاتب ) ونتيجة لزلة قدم آدم وغوايته عن الوصية ( فعصى آدم ربه فغوى }  لم يغضب عليه ويزمجر وينتقم منه بفعل جسدي ، ولم يتوعده رب العالمبن بعقاب مدمر ؟؟؟

بل على العكس كان حكيما هادئا وقال له ببساطة انك ستنتقل الى منطقة اخرى من الارض بشكل دائم سيكون فيها كد وتعب ومستقر الى حين مؤقت …. اذا كان ابليس والشيطان هو السبب في هذه الزلة …؟! فقال في نفسه : ماذا ؟؟ 

الكاتب يقول انها زلة ؟؟ فقط ؟؟ والزلة هي فقدان التركيز اللحظي … فقال ماذا ؟؟ نحن هنا منذ آلاف السنين بسبب زلة ؟؟ وتذكر انه قرأ في كتب التوراة والانجيل انها جريمة ، وفي كتب اخرى انها كذلك من اساطير الاوليين !!!  ياللعجب في الفرق بين هذا الكتاب والكتب الاخرى التي قرآها ؟؟؟

 

ولكن لماذا حصلت هذه الزلة ؟؟  وهنا انتبه الملحد الى ان ذلك حصل بفعل حرية الاختيار التي منحي لآدم وحواء وبالنتيجة فقد كان مسؤولا عن تصرفاته ونتائج قراراته مهما كانت ؟؟ وبالتالي فقد هبط من الجنة التي كان فيها !!!

واستنتج الملحد ان الخالق قد غلبت رحمته على آدم فعفى عنه { فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿البقرة: 37﴾  رحمة بهذا المخلوق الذي من الممكن ان يكون غير مقدر تماما لنتائج اعماله … مثل الابن المخطأ الذي يرجع الى اهله يساله العفو والمغفرة فنرى سور من هذا الكتاب ترد على هذا الانسان البشر بعبارا فيها عاطفة { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿طه: 123﴾

فقال هذا الملحد بعد ان طرق قليلا .. حقا ان هذا الكاتب ذكي ومبدع ويتكلم بسياق كامل والاجمل من ذلك انه لم يرى من قبل اي من الكتاب يتهرب من الجواب … الا انني اريد الجواب ؟؟؟

وهنا رجع السؤال نفسه بقوة … طيب اذا مشيت انا مع هذا الكاتب في تحليله … لماذا لم يخلقنا الله عز وجل ملائكة ونخلص من هذه المشكلة ؟؟ ونظل في الجنة ؟؟ اسئلة كثيرة كلها تصب في لماذا لا نكون ملائكة ونظل في الجنة ؟؟لماذا لا ؟؟

انتبه الملحد الى االنسان البشر كان انسانا من جنس الانس ثم نفخت فيه الروح الالهية فاصبح بشرا فاصبح له عقل ولغة يتكلم بها ثم بدات لديه القدرة على التعلم التراكمي واكتساب الخبرة ثم اصبحت له القدرة على التفكير والمحاكمة وتشكيل منطق لنفسه فسي الحكم على الامور ومن ثم اصبح قادرا اعتمادا على ذلك ان ياخذ قراراته بحرية وبالتالي وهو اخطر شيء ان يتحمل تبعية قراراته ؟؟؟

وهنا نرى اول الخيوط التي بدأ فيها هذا الملحد ان يجتمع مع المؤمن المطمئن لله تعالى في معرفة تسلسل الامور منذ بداياتها …. والقصة لم تنتهي …

 

لذلك رأى الملحد بعين المؤمن الدارس لكتاب الله تعالى ان النعمة التي اعطيت لهذا المخلوق هي نعمة العقل وعكسه عندما ينكر الانسان عقله في تحكيم الامر فيصبح كافر جاحد لهذه النعمة … 

فالكافر انسان يمتنع عن اشغال عقله بشكل حيادي وايجاد الاسباب والمنطق والحكمة …الخ وهو ان كانت امامه البراهين والبصائر الا انه مصر على تغطيتها بسبب مصالحه الشخصية الدنيوية ، هؤلاء هم اناس ليس لديهم بصيرة .. ضلوا … لذلك راينا ان القرآن دوما يعيد السؤال على الانسان (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) 

( أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿النحل: 17﴾ ) .

 

وكلمة العلم تكررت 850 مرة في القرآن … للدلالة ان الكلمة لها مدلول هام جدا في دور هذا النسان الخليفة …

 

ثم وصل هذا الملحد الى آية غاية فيالاهمية ( ولو شاء الله لهدى الناس جميعا ) فرجع السؤال مرة اخرى يردد نفسه … طيب لماذا لا نخلص ؟؟ لماذا لا تبرمجنا يارب ونكون مهتدين ونخلص ؟؟؟ لماذا نحن احرار ؟؟ ونتحمل مصايبنا ؟؟؟ ولكن الملحد رأى ان الله قد تكلم ( قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿الأنعام: 104﴾ ) لذلك كانت لكم حرية الكفر او حرية الا يمان … لقد وضح رب العالمين في هذا الكتاب وفصله كقرآن وترك للانسان حرية الاختيار ..( وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: 52﴾

 

وعليه رجع السؤال كبيرا مرة اخرى : ماذا عن معاناة الناس التي هم فيها ؟؟ ماذا عن البلاء ؟؟ والابتلاء ؟؟؟ هل هو نتيجة صراع الآلهة بين بعضها كما صورت الحضارات القديمة ؟؟ 

فرجع الملحد الى القرآن يريد ان يرى اي جواب لذلك … فرأي الملحد عجبا ان القرآن لم يتهرب من الجواب ؟؟او من هذا الوضع الذي يسال عنه الملحد ؟؟ فوجد ان الله تعالى قد ذكر ان الانسان سيعاني وسيعيش هذه الحالات وان ذلك سيسمى جهادا ؟؟!! 

ماذا ؟؟ جهاد ؟؟ اووه هذه كلمة يسمعها من الشارع كثيرا ولكن هنا لها معنى آخر واسمى ؟؟ (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿البقرة: 155﴾ ) ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿البقرة: 156﴾ ) وعلل الخالق ذلك بالنتيجة الجميلة ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿آل‌عمران: 142﴾

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿البقرة: 214﴾ ) ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿آل‌عمران: 186﴾  وكان الملحد يقرا في سياق الايات والكتاب العديد من الايات التي اوضحت ان الانسان ببساطة ليس في الجنة بعد ؟؟؟ فهو ببساطة قد خرج منها … 

 

اذا اتضحت صورة كبيرة هنا للملحد ان الخالق قد اوضح ان هناك معاناة ياجماعة بكل مناحي الحياة ولكن الخالق وعد بالثواب والاجر والمكافأة العظمى وهي الحياة الابدية في الجنة منعما في ابهى حلة  قريبا منه  ….

 

وان مجرى الحياة هذا الذي سيختبره الانسان اثناء نموه وترعرعه بين اهله ومجتمعه سيلعب دورا بارزا في تزكيته وتطوره وايمانه بخالقه …….

 

و طلب منا الخالق ان نقبل هذا الوضع ونجعله من ايماننا ……..وهذه نتيجة كبيرة جدا جدا ….. اجابت عن العديد من التساؤلات .. اذا الخالق طلب منا ان نؤمن انه سيكون رحيما رؤوف معنا وانه سيعيدنا للجنة الابدية ضمن برنامج خليفة الارض الذي بدأه معنا ولكن هذا يجب ان يتم ضمن تعاليمه سيما ونحن منذ البداية كنا طوع امره وتوجيهاته منذ اعطيت لآدم والى قيام الساعة ….. وهذه حقيقة اساسية اوضحها الخالق .. فخليفة الارض لايمكن ان يقوم يالتعايش مع الانسانية حسب اهواءه وشهواته لان ذلك سيؤدي حتما الى الفساد وسفك الدماء التي نوهت عنها الملائكة في اول الامر غير مدركة لحكمة الله تعالى 

 

لقد لاحظ الملحد ان الله تعالى يتكلم عن المؤمنين به ؟؟ عن هؤلاء الطيبين !! ماذا ؟؟ فهو هنا يبشرهم باجر كبير وحياة ابدية سعيدة ؟؟ 

ولكن لماذا ؟؟ الا يعلم الخالق بالم المعاناة ؟؟ ولكن تذكر الاية ( ام حسبتم ان تدخلوا الجنة …. ) 

فسال الملحد نفسه وهنا جميع المسلمين المتشككين … لماذا يجب ان نعاني ؟؟ ثم قرأ الاية ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿الأنبياء: 35﴾ . ) ثم نرى ايضا ان هذا الانسان سيكدح في حياته ( (1) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴿الإنشقاق: 6﴾  ) لكنك ستلاقي الله تعالى … ماذا ؟؟

( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴿البلد: 4﴾ ) … ماذا ؟؟

ورجع الملحد لقول .. لماذا اذا يارب لماذا لا تقوم ببرمجتنا ونخلص من هذا الوضع ؟؟

هل خلقنا لنكابد ؟؟؟ ماذا ؟؟

ثم قرأ الملحد .. ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿البلد: 11﴾ ) ما هذا ؟؟ وسال كيف اقتحم العقبة ؟؟ فوجد ان اقتحام العقبة هي احد المحاور الهامة في الهداية واتباع الصراط المستقيم …!!

( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) فوجد هذا الملحد حكمة هنا …ان الايمان لن يصله الانسان الا بالجهاد مع النفس ومع التواصل مع الاخر في الانسانية الذي يعاني في الجانب الـاخر من المجتمع …. هؤلاء الذين نراهم في الاخبار الذين يعانون فنجعلهم تسليتنا …؟؟؟ 

وهنا رجع السؤال مرة اخرى يطرق في ذهن الملحد بقوة وحكمة اكبر… لماذا علي ان اعيش هذه الحياة ؟؟ هذه المعاناة ؟؟؟ 

كيف اذا يمكنني ان اربط بين ما يجري الان في واقع الحياة وما يريده هذا الكاتب سبحانه وتعالى ؟؟؟

رأي الملحد ان ذلك سببه هو النتيجة الحتمية للاجر والثواب وهي الجنة التي وعد المؤمنون بها …

 

ولاحظ الملحد هنا ان ذلك يتم بالتدريج مع نمو الانسان ونمو عقله وتعليمه وخبراته واستفادته من تجاربه ونائج قراراته … الخ فهو يزكي نفسه باعمال صالحة ؟؟؟ ( ونفس وما سواها فالهمها فجوها وتقواها قد افلح من زكاها ) ( الشمس) فهو الخالق قد ارسل الرسل وطلب منهم التزكية ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿البقرة: 129﴾.) وو ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿آل‌عمران: 164﴾  ) 

 

اذا نحن مجبرين على المضي قدما في البرنامج الالهي في الارض الموضوع لنا جميعا .. وليس باختيارنا ان نرفضه طالما اننا بدانا في التنفس بعد خروجنا من ارحام امهاتنا .. وليس لنا ان نقوم بالاعمال الاجرامية بل نحن مطلوبون ان نتبع الرسل والبصائر واعجاز الله من حولنا في خلقه كل شيء ،، فنحن في هذا البرنامج سواء ابينا هذا ام لا …  

 

اذا هذه الحياة الدنيا المؤقتة التي تنتهي في الثمانينيات بشكل اعتيادي هي مراحل من مراحل نمونا وتعلمنا وتزكيتنا في شخصيتنا وهذه هي النفس الزكية المتزكية التي ستذهب الى الجنة راضية مرضية ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي. ) وهذا هو الخليفة من ذكر وانثى الذي سجدت له الملائكة وابليس الذي ابى ؟؟

( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿آل‌عمران: 191﴾. ) 

وفي البحث عن حكمة الحياة نرى ان هذا الكون لم يكن لعبا ولهوا وعبثا ؟؟؟ ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ } و {  وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ } .

 

فهذا الخالق لا يلهو ولا يعبث وهنا نرى هل نحن مخلوقون للعب ام لنرجع اليه ؟؟؟ ففكر الملحد في هذه المقولة طويلا …؟؟؟

وبدا هذا الملحد الجواب على سؤاله الذي لازال غير موجود في هذا الكتاب وهو يرى فئتين تكلم عنهم هذا الكاتب الخالق العزيز … 

 

المؤمن الكافر

علاقتهم بالاجابة على هذا السؤال 

الذي يجب على المؤمن :- ماذا كان عليه الكافر :-

1- حبه لله الخالق ولهم عليه الرحمة والعطف والمغفرة 1- عدم حبه لله تعالى واكتراثه به 

2- وجب التوجه الى الله تعالى لينالوا ذلك 2- جحود هذا النسان ونكرانه للقاء الله 

 

فقال الله تعالى في المؤمنين الذين سيحبونه (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿آل‌عمران: 31﴾.) 

ووجه الخالق كلامه الى الذين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿المائدة: 54﴾ . ) 

ورأي الملحد العديد من الايات التتي تتكلم عن الحب بين العبد والخالق وهذه الرابطة الروحية التي تبعث السكينة في النفس والاطمئنان … فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿آل‌عمران: 148﴾ 

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿البقرة: 222﴾

 

اذا القصد من السؤال هو انه سيخرج من هذه الانسانية من هذا البرنامج الالهي عينة نادرة من الخلق متفوقة على غيرها تتجه الى الله بحبه وطاعته محبة وليس كرها … !!

وهنا سال الملحد ؟؟ هل خلقتني لاحبك واتوجه اليك بحبي وطمعي فيك ؟؟؟ طيب لماذا مرة اخرى لا تجعلنا كذلك كما اجعل كلبي يحبني ونحل المشكلة ونخلص ؟؟

 

وظل هذا الملحد يرجع الى الفكرة ذاتها … لماذا لا يجعلنا الله تعالى محبيين طائعيين مبرمجين ونخلص ونذهب الى الجنة ؟؟؟

 

واستمر هذا الملحد بالقراءة لعله يجد اجابات اخرى شافية وحل لهذا السؤال وقال اما انني غبي او انني لم انتبه الى الجواب ؟؟

 

ففكر مرة اخرى بما اعطاه الله تعالـى للانسان ووضعه فيه حسب ما قالت الايات فوجد التالي :- 

1- العقل 

2- الاختيار 

3- الابتلاء 

 

فسال هنا ما علاقة هذه الامور بحكمة الخلق ككل ووجودنا وسجود الملائكة لنا وبرنامج الخليفة …… الخ

 

فوجد ان الكاتب عبقري جدا في صراحته الشديدة وشرحه للمعطيات وللواقع الذي يعيش فيه الانسان في حياته … وفي تحليله المذهل  وبالتالي ما نصحه به ليكون سعيدا في الدنيا والاخرة ؟؟؟ نتيجة لتطبيقه تعاليم الصانع في برنامج خليفة الارض …

 

ولم يرى الملحد في اي كتاب سماوي مثل هذا التحليل العميق للامور وطريق الهداية وما يريده الله تعالي تماما من الانسان الذي خلقه ونفخ فيه من الروح … هذا التحليل لم يقدر ان يتطرق اليه احد بشكل دقيق كما هذا العبقري فعل …

اذا ماذا اراد الكتاب من المؤمنين الذين قرأوا هذا الكتاب وآمنوا بالله … المؤمنون طبعا هم المحبون لربهم … اساسا ، لقد طلب منهم التالي :-

1- ان يحبوه وان يكونوا محبيين

2- عطوفيين

3- غفورين 

4- عادليين

5- العلم 

6- الكرم

7- صادقين

8- مسالمون

9- حب الآخريين 

10- كل الصفات الاخرى التي تنم عن الصالح في الحياة والتي تمد الجسور مع الاخرين 

( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا

وانتبه الملحد الى الكاتب الخالق العزيز قد كانت له صفات فماذا اخبرنا عنها القرآن :-

1- ليس كمثله شيء 

2- لا نستطيع ان ندركه بعقولنا 

3- لا يحده زمن ولا مكان 

4- لا نقارن به شيئا 

وفي هذه الصفات اعلاه وجد ان الانسان هو عكس تماما ما هو الخالق فهو فاني ، ميت ، يحده الزمن والمكان … الخ 

 

فقدحت في راسه فكرة هامة جدا … ياللصعوبة كيف اربط نفسي اذا ( وانتبهوا هنا) مع ما قرآته سابقا والصفات والاشياء المطلوبة من المؤمن … ولماذا العقل —- الاختيار —— الابتلاء هي دوما محور تاثرنا وعلاقتنا بالله عز وجل ؟؟

 

فكان هناك جواب في راسه … لاننا لن نفهم رب العالمين وندركه بعقولنا ..؟؟ ماذا ؟؟ 

لن نستطيع ان نفهم كنه الله تعالى وندخل في نفسه ابدا … فنحن محدودوا المقدرة ونتعلم كل يوم بالتدريج وهذا ما دل عليه التاريخ الانساني منذ بدء الخليقة …

واصاب الملحد الاحباط هنا …. واصبح يفكر اكثر … انه لم يصل بعد الي الجواب الشافي حتى بعد اكتمال قراءة القرآن اذ شعر ان فهمه للامور لم يصل للجواب …

وفي احد الايام وهو لازال يقلب الامور في راسه .. فكر ان القرآن تكلم كثيرا عن صفات الله الحسنى واهمية الله تعالى في كل سورة بدءا من البسملة التي تؤكدد على قوة الله تعالي وصفاته الى آخر اية … الخ 

وبدأ الملحد بكتابة اسماء الله الحسنى .. مقابل ما طلبه الله من المؤمن اعلاه من صفات ….؟؟

فوجد اننا اذا : مطلوبون ان نعبد الله ، بحبه ، نتحلى بصفاته …

ولكن كيف ؟؟ كيف تكون العلاقة بيني وبينه اذا كنت انسان فاني وهو الحي القيوم …. اذا كنت ساموت وهو الذي لايموت .. اذا كنت محدود وهو الغير محدود بزمان ومكان … ؟؟؟؟

كيف اكون قريب منه .. ؟؟ ونكون معه بشكل دائم ؟؟؟

وفكر صديقنا ،،، انني اذا كنت اريد ان اكون قريب من احد فعلي ان اجد عاملا مشتركا بيننا يقربنا ويحببنا من بعض ( … اتبعون يحببكم الله

فقلت اذا اردت الاقتراب من صديق او احد من البشر مثلا فانني اقترب منه اولا جسديا اي ماديا وهو اول شيء اتشارك معه فيه هو الوجود المادي ،،،، وبعد ذلك وجب ان اكون قريبا منه عقليا واناقشه بالمنطق المحبب له ولي والمنطق الطيب فتتشارك عقولنا وتبدا علاقتنا الطيبة بالنمو والازدهار فيما فيه من خير لكلانا ،،،،

واذا اردت ان اقترب من امرأة مثلا اقترب منها ثم ابادلها الود واشارك معها المشاعر والاعجاب الذي سيؤدي الى زواج مستقبلا …

 

فكلانا لديه تجارب وخبرات في الحياة وقناعات … الخ ولدت لدينا منطقا ما للوصول والتواصل لما يه مصالح مشتركة وهذا 

الكلام للعموم 

ولكن السؤال القديم اصبح اكثر تعقيدا الان بعد ان قرا القران وتبحر في هذه النظريات العبقرية … كيف اقترب من الله تعالى واصبح مشتركا معه بعلاقة روحية وانا الفاني ؟؟؟

ما الذي يمكن ان نتشارك به ؟؟ لكي يقترب مني الله ويذكرني ويحبني ويزكيني .. الخ ؟؟؟ 

 

القرآن ذكر ان الله تعالى قد نفخ فينا  الروح فااصبحنا مخلوقات قادرة على التواصل والتعلم وتلقي المد المعرفي منه ونفهم الرسل والرسالات ونقوم بالبحوث العلمية … الخ ، وبالتالي اصبحنا قادرين ان نتفكر بشكل اقوى كفاءة بمقدرة وعظمة خالقنا … الخ

لذلك عندما جعل فينا هذه الصفات اصبحنا قادرين ان نتفكر في جمال خلقه وحسنه وابداعه في كل مكان … وبدانا نقدر عظمة وقوة الله تعالى في صفاته الحسنى 

وكلما جاهدنا في الوصول الى تبني هذه الصفات من طرفنا ومثالها الرحمة في الدنيا وصلنا الى استشعار الرحمة الكبرى من الخالق العظيم 

وفهمنا بالتالي معنى رحمته بنا يوم القيامة … 

وهكذا كلما حاولنا الاقتراب من الرافة في الدنيا ممن يعانون من حولنا عرفنا معناها ومقدارها المطلق من الله عز وجل 

وبذلك بمقدار ما نستطيع ان نقترب من صفاته كلما استطعنا ان ندرك الله تعالى وحصلت العلاقة الروحية السامية وهي اعظم المشاعر التي ستنال لنا بالرضى منه 

نتخيل هذه المشاعر والعلاقة السامية بالمثال التالي :-

لو ان عندي سمكة في حوض وكلب وولد او بنت  في حجري .. فالعلاقة مع السمكة غير محسوسة بيننا بالرغم من عناينتي بها … وعلاقتي بالكلب علاقة جميلة فيها ود من الطرفين ووفاء وممتعة ولكن العلاقة الاسمى هي دوما مع ابني او بنتي فهي الاكمل التي من خلالها استطيع ان اتواصل معهم من كل الجوانب والنواحي وهذه العلاقة لايمكن ان تشابهها شيء ..

 

وبذلك فكر الملحد الذي وصل الان الى دولة المؤمن المطمئن بالله وبدا الايمان يدخل الى نفسه مثل النسيم العليل الشافي فدخلت سكينة غريبة عليه جعلته ينظر لهذه الدنيا الفانية انها بلا قيمة مقارنة بما سيلاقيه في الحياة الابدية التي سيكون بها على اتصال مع خالقه بشكل ابدي ….

اصبحت كل الاسئلة والاطروحات مترابطة مع بعضها ….

لماذا العقل 

لماذا الاختيار 

لماذا الابتلاء 

لماذا الغنـي 

لماذا الفقر

لماذا الامتحان ؟؟

 

وعندما كنت اسال نفسي لماذا لا تتم برمجتنا وننهي هذا الوضع ؟؟ فانني الان بدات اكثر اقتناعا تماما انه لن تكون لنا قيمة سامية عند الخالق كجني الانس بعيدا عن الملائكة ولا كنا اصبحنا ملائكة واغلق الموضوع وانتهينا …  ولم تكن هناك حكمة او داعي من سجود الملائكة لنا وتكريمنا من خالقنا … لاننا ببساطة مبرمجين كروبوت او لعبة وتصبح الفلسفة لا معنى لها … وهنا اسلمت لله رب العالمين …. 

 

 

وفهمت بعمق شديد انه لولا العوامل الثلاث من عقل واختيار وابتلاء متلازمة مع بعضها البعض لا يمكن فصلها لما كنا مؤهلين لنقترب من الله عز وجل ونفهمه بشكل اعمق ونؤمن به ايمانا عميقا يبعث السكينة والاطمئنان والتسليم الكامل له … هذه حقيقة عظيمة جدا لي 

 

فانا عبر نموي وتطور عمري بالعوامل المتلازمة حتما اعلاه حتى وصولي الى سن الموت كانت وستظل المعادلة الخالدة الرياضية المطلوبة حتما لتخرج مني المؤمن بالله ولتحرج مني الخليفة المتفوق علي الغير المستحق للسجود ….. لان المدخلات في المعادلة يجب ان تماثل وترضي المخرجات …..

 

واذا دققنا في هذه المدخلات راينا انه لايمكن حذف احد هذه العوامل والابقاء على المعادلة ناجحة كما ارادها الخالق في نتائجها المرضية ،،،

العقل + الاختيار + الابتلاء = الاقتراب من الله وفهم كنه الله تعالى والسمو في التفكير والتعمق في الحكمة …

 

انك لن تستطيع ان تقول لصديقك تحدثه عن كمبيوتره … ان كمبيوترك والله اصدق الكمبيوترات ؟؟؟ واصدق كمبيوتر مر علي في حياتي ؟؟!!!! 

لان هذه الكمبيوتر ليس لديه الصفات الانسانية الثلاث التي ستؤهل الاخرين في الحكم عليه من مثل المؤمن الذي يقضي عمره في الصدق مجتازا اصعب الامتحانات والفتن … عندها يمكن للاخرين ان يقولوا ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان الصادق الامين … هكذا 

فهده الصفات خرجت من رحم هذه العوامل الثالث …

فلكي نقوم بفعل الرحمة مع احدهم يجب علينا ان نكون قد اكتسبنا سابقا معنى المعاناة والشقاء وسعادة الاخر في فهم الرحمة معه ونشاركه احساسه في هذه المعاناة قبل ان نتواصى ونبدا معه بفعل الرحمة …

وعندما نفاضل هل نساعدهم ام لا ؟؟ ياتي امر هام جوهري جدا … وهو انني ساعاني معهم مشاعرهم وبالتالي ساعطي الاخر جزءا من نفسي …

وبدون هذا الصراع والمحاكمة العقلية لن اصل الى فعل الرحمة والاختيار بملىء ارادتي في فعله وهو تماما ماراده الخالق مني ان اصل اليه بملىء ارادتي اليه …

بعد ان عقلت اساسا مدى حجم المشكلة التي اريد ان اتقدم لها بالتراحم والتواصي واختار ذلك بارادتي …

 

اذا بدأنا نقترب كثيرا من الجواب للسؤال الذي كان صعبا جدا ثم بدا يصبح سهلا ومكرما للانسان …

لذلك فان حرية الاختيار هي التي تجعل فعلنا رحيما …..

فالصدق : هو الاختيار في ان نكذب ام نقول الحق .. واحيانا قول الحق وفعل الصدق يكون ثمنه كبيرا .. فقد اخترت ان اعطيه جزءآ من نفسي …

وبالتالي يكون عظم الصدق وفعله حسب كبر الحالة واهميتها … 

فنحن نوازن الامور في عقولنا …. ومثال ذلك عندما نسال عن زواجنا هل نقبل الزواج على السراء والضراء ..؟؟ في الرخاء والسعادة ؟؟ في الفقر والعوز ؟؟ وكل هذه المراحل مع الشريكة يقوم العقل اولا بمحاكمتها من علمه بالامور وعواقبها ثم يقوم العقل بالاختيار وبالتالي تحمل الابتلاء ……… وهذا هو الابشر المكرم من الله تعالى ..

 

نقترب من الله اذا بفعل صفاته قدر ما امكننا فتسمو نفسنا وتتزكى لديه محبة به وفي طاعته بملىء ارادتنا حبا فيه …. وايمانا .

 

وان التخلي عن هذه الجهود والجهاد في النفس للوصول الى الله تعالى يكون ظلما للنفس وتدميرا لها ….

اننا اذ نبتعد عن خالقنا كما اوصانا هو قمة الشقاء والظلم … اننا نبتعد عن الذي نريده اكثر شيء في حياتنا وهو الاقتراب من خالقنا في الحياة الآخرة ….. 

وكأننا في رحم هذه الدنيا الفانية المؤقتة قد كنا في رحم خطأ سنلد منه ولادة ظالمة لحياة ابدية لن نعيشها في كنف الله بل سنعيشها في تعاسة دائمة … وما اعظمها من مصيبة ؟؟؟

لاننا خالفنا العمل الصالح في الدنيا فخرجنا كالجرم السماوي نسبح في فلك شاذ خارج سنن الله تعالى وهدايته التي اتت عن طريق المد المعرفي الذي جاءتنا به الرسل على مر العصور … فاصبحنا مجرمين بفعلنا ….وبحق انفسنا بالمقام الاول .. ولن يوجد من يحميك يوم القيامة من هذا المصير الابدي ..

اننا سنولد وكان بنا تشوه خلقي نعيش به بتعاسة … فقمة السعادة والرضى من الله تعالى متاحة لك باختيارك الصراط المستقيم الذي جزاؤه جنة عرضها السماوات والارض ،… حيث وعد الله تعالى عباده المؤمنين عدم الفزع في القيامة …

 

آخيرا… لا يمكننا ان ندرك الله تعالى في افعاله وحكمته ( وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿الرعد: 13﴾ … نحن خلقنا في برنامجه شئنا هذا ام ابينا … هو الرحيم بنا له الاسماء الحسنى .. هو الذي يحبنا ان احببناه ،، ويذكرنا ان ذكرناه .. ويزكي انفسنا ان نحن اتبعناه … هو الغفور الرحيم الذي يسامح ويتجاوز عن زلاتنا { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿الأحقاف: 16﴾ سعادتنا هي يوم نلقاه يوم القيامة { إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿القيامة: 23﴾ بوجوه نورانية منعمين مكرمين { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿المطففين: 24﴾ 

 

اترك لكم بعد هذا التفكر بشكل اعمق في كتاب الله تعالى واستغفر الله العظيم من كل ذنب الى ان نلقاه ونحن بقلب سليم ابتعد عن الشرك بالله تعالى ……

اجمالي القراءات 8052