أخطاء كتاب مبادىء فى علم الأدلة لبارت

رضا البطاوى البطاوى في السبت ٣٠ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أخطاء كتاب مبادىء فى علم الأدلة

الكتاب من مؤلفات رولان بارت

-قال رولان :

"إذن اللسان إذا أمكن القول لغة بلا كلام إنه مؤسسة مجتمعية ونظام من القيم فى الوقت ذاته وباعتباره مؤسسة مجتمعية فهو ليس فعلا قط ولا يخضع لأى نية مسبقة إنه القسم المجتمعى من اللغة وليس فى مقدور الفرد وحده أن يخلقه أو أن يغيره وهو أساسا عقد جماعى على كل من  يرغب فى التواصل أن يخضع له كلية "ص34

الخطأ أن اللسان لغة بلا كلام وهو جنون فاللسان ليس سوى كلام نزل به الوحى كما قال تعالى بسورة إبراهيم "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه "

الخطأ أن ليس فى مقدور الفرد وحده أن يخلق اللسان أو أن يغيره        

والحق أن الأفراد غيروا فى الألسنة بدليل ما تقوم به المجامع اللغوية وبدليل ما حدث من تغيرات فى اللغات الأشهر فى العالم حاليا الانجليزية والفرنسية فقد تم الاستغناء أى حذف آلاف الكلمات منهم بحيث أن ما كتب فى بعض الفترات لا يمكن أن يفهمه المحدثون إلا عن طريق إعادة كتابة النص بالمفردات الحالية

ونلاحظ تناقض فى الكلام فالرجل يزعم أن اللسان مؤسسة مجتمعية وهو ما يعنى كون اللسان من اختراع المجتمع بينما هو قال أن الإنسان لا يمكن أن يخلق اللسان    

-قال رولان :

"ولأن اللسان نظام من القيم التعاقدية ( اعتباطية جزئيا أو بعبارة أصح غير محفزة "ص35

"إن الدليل فى أغلب الألسنة الدلائلية اعتباطى فعلا "ص57

الخطأ كون اللسان اعتباطى جزئيا واللسان الأول حيث آدم (ص)لم يكن اعتباطيا فالله حكيم ومن ثم فالأسماء التى أطلقها على الكائنات التى علمها لآدم (ص)كانت أسماء مقصودة

-قال رولان :

"فى مقابل اللسان المؤسسة والنظام نجد الكلام وهو أساسا فعل فردى للاختيار والتحقق وهو مكون من التركيبات التى تستطيع الذات المتكلمة بفضلها استعمال شفرة اللسان قصد التعبير عن فكرها الخاص "ص35

الخطأ أن الكلام فعل فردى للإختيار والحقيقة أن الكلام فعل جماعى لأن الفرد تعلمه من والديه وممن حوله فالتراكيب حتى التى يقولها كل فرد هناك من قالها قبله ومن قالها معه ومن سيقولها بعده حتى قال الشعراء :

ما أرانا نقول إلا معادا من كلامنا مكرورا

حتى أن الله نفسه أعلن أن كلامه للرسل (ص)عبر آلاف العصور واحد وفى هذا قال تعالى "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك "

 -قال رولان :

" فلا لسان بدون كلام ولا كلام خارج اللسان ففى هذا التبادل يقع التطبيق اللسنى المحض "ص36

هنا اللسان لا يمكن وجوده بلا كلام وهو ما يناقض أن اللسان لغة بلا كلام فى قوله :

"إذن اللسان إذا أمكن القول لغة بلا كلام"ص34

-قال رولان :

"ويتألف  اللسان باعتباره نظاما قيميا من عدد معين من العناصر يعد كل عنصر منه مساويا لشىء ما وطرفا فى وظيفة أوسع حيث تحتل قيم أخرى مترابطة فيما بينها مواقعها بكيفية خلافها "ص34

وقال "لأن كل كلام يصير لسانا بمجرد أن يدرك كعملية تواصل فلا علم إلا علم اللسان "ص37

الخطأ أن العلم علم اللسان وحده وهو كلام يناقض الواقع فهناك علم بلا كلام كالإحساس بالبرودة والإحساس بالسخونة والإحساس بالحلاوة والمرارة والحموضة فتلك الأمور معارف بلا كلام يعرفها الأخرس وكإحساس الطفل بأمه من خلال رضاعته من الثدى وهو لا يتكلم فهذا علم بالنظر واللمس والتذوق

-قال رولان :

"فضمائر الشخص هى أول ما يتعلمه الطفل وأخر ما يفقده المصاب بداء الحبسة "ص45

الخطأ أن ضمائر الشخص هى أول ما يتعلمه الطفل وأخر ما يفقده المصاب بداء الحبسة  وهو كلام يناقض ما نعرفه من خلال واقعنا وهو أن معظم إن لم يكن كل الأطفال يتعلمون عندنا كلمتى ماما وبابا وأحيانا اسم الطفل فالضمائر كلمات تتعلم فى مرحلة متأخرة لكون الطفل لا يعرف معناها فى سن الرضاعة

-قال رولان :

" ففى اللغة لا يمكن لشىء أن يدخل فى اللسان ما لم يكن الكلام قد اختبر هو على العكس من ذلك يستحيل إنشاء أى كلم (أى أنه لا يستجيب لوظيفته التواصلية) ما لم يستمد من خزينة اللسان " "ص56

الخطأ أن اللغة لا يمكن لشىء أن يدخل فى اللسان ما لم يكن الكلام قد اختبر هو على العكس من ذلك يستحيل إنشاء أى كلم ما لم يستمد من خزينة اللسان

الناس فى العالم كله يدخلون كلام ليس فى خزائن الإنسان خاصة فيما يسمى الألقاب التى تطلق على البشر مثل حبظلم وجنش وتظه وبظاظا وبقلظ وقلبظ وهى ألفاظ بلا معنى سوى ما فى مخيلة الناس الذين أطلقوها ولكن ليس لها معانى ولا وجود فى قواميس اللسان

-قال رولان :

"وإذا كان لا شك فى وجود ألسنة بلا أقوال "ص60

هنا ألسنة بلا أقوال وهو ما يناقض عدم جود لسان بلا كلام أى أقوال فى قوله :

" فلا لسان بدون كلام ولا كلام خارج اللسان ففى هذا التبادل يقع التطبيق اللسنى المحض "ص36

-قال رولان :

"إن مجتمعنا لا ينتج سوى الأشياء المنمطة والمقعدة حسب معايير "ص69

الخطأ إن مجتمعنا لا ينتج سوى الأشياء المنمطة والمقعدة حسب  معايير وماذا نسمى الألقاب التى تطلق بلا معنى من قبل كل المجتمعات تقريبا إن لم يكن كلها فهذه الألقاب ليس لها معيار وهى ليست نمطية ولا لها قواعد

بل نجد تسميات مثلا فى العربية ولابد أن لها أمثلة فى اللغات الأخرى ليس لها قاعدة كتسمية الطفل اللاشى وهى تسمية شائعة فى مصر الحالية ومعظم من يسمون أبناءهم إن لم يكن كلهم لا يفكرون فى معنى اللاشى وإنما يسمون كما سمى الآباء أو من قبلهم وهى كلمة من الخطأ تسمية أى كائن بها فمعناها اللاشىء هو غير الموجود أى العدم فكيف يكون شىء موجود اسمه العدم ؟  

-قال رولان :

" لقد تبين لنا أن كل ما يمكن قوله عن الدال هو كونه وسيطا ماديا للمدلول "ص81

الخطأ الدال وسيط مادى إذا كان المقصود به الصوت الخارج فهو كلام صحيح وأما إذا كان الدال كله أشياء لها خواص المادة فكلام غير صحيح فالصبر والاستغفار والتوبة مثلا كلمات دالة ليس لها مقابل من خواص المادى بمعناها المعروف لدى البشر

-قال رولان :

"واللسان شىء وسيط بين الصوت والمعنى يكمن فى التوحيد بينهما عن طريق تفكيكهما فى الوقت نفسه "ص90

التفرقة بين الصوت والمعنى شىء لا وجود له فى واقع الحياة فلا أحد يفكر فى التفرقة بينهما عند التحدث أو سماع الكلام لأن الاثنين يكونان واحد هو ما فهمناه فلا أحد يجلس ويقول جلس جيم لام سين المعنى قعد إنه ذلك هو ضرب من الجنون 

-قال رولان :

"إذن اللغة بمعنى ما هى ذلك الشىء الذى يجزىء الواقع "ص101

الخطأ أن اللغة تجزىء الواقع والسؤال وهل الواقع أساسا غير مجزء ؟

إنه مكون من أجزاء هى المخلوقات والموجودات وكل منها جزء من الكون

 

اجمالي القراءات 6861