هجص الخضر عند ابن كثير : ب3 ف 5

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

هجص الخضر عند ابن كثير : ب3  ف 5

كتاب ( الخضر بين القرآن الكريم وخرافات المحمديين )

الباب الثالث  : صناعة اسطورة الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى 

الفصل الخامس :  هجص الخضر عند ابن كثير

أولا : طُظ فيهم كلهم  

1 ـ وقف المدرس يقول : ( قال البخاري‏:‏ حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏‏(‏حاجَّ موسى آدم عليهما السلام فقال له‏:‏ أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم‏.قال آدم‏:‏ يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني‏.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فحجَّ آدم موسى‏)‏‏)‏‏.وقد رواه مسلم، عن عمرو الناقد، والنسائي، عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن أيوب بن النجار به‏.وقد رواه أحمد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة‏.  رواه مسلم، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به‏. وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو شهاب، عن حميد، بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏: ‏(‏‏(‏احتج آدم وموسى، فقال له موسى‏:‏ أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة‏.فقال له آدم‏:‏ وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته، وبكلامه، تلومني على أمر قدر عليَّ قبل أن أخلق‏. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فحج آدم موسى، فحج آدم موسى مرتين‏)‏‏)‏‏.وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏(‏‏(‏احتج آدم وموسى، فقال موسى‏:‏ يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة‏.قال‏:‏ فقال آدم‏:‏ وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، تلومني على عمل أعمله كتبه الله علي، قبل أن يخلق السموات والأرض‏.قال‏:‏ فحج آدم موسى‏)‏‏)‏‏.وقد رواه الترمذي، والنسائي، جميعاً عن يحيى بن حبيب بن عدي، عن معمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش به‏. )

وقف الطالب المُشاغب يقول : هذا هجص ..متى تقابل آدم وموسى ؟ وبأى لغة كانا يتكلمان ؟ بالعربية أم بالانجليزية أم بالبرتغالية ؟

قال المدرس : هذا حديث عن النبى

قال الطالب المشاغب : ولكن النبى لم يكن يعلم الغيب

قال المدرس : هذا ما قاله الأئمة البخارى ومسلم وأحمد والترمذى والنسائى والأعمش

قال الطالب المشاغب : طُظ فيهم كلهم .

قال المدرس : أنا أقرأ مما كتبه الامام ابن كثير فى بداية تاريخه ( البداية والنهاية ) عن خلق آدم

قال الطالب المشاغب : طُظ فى ابن كثير . ‏

2 ـ هذه قصة خيالية بالطبع المقصود منها السخرية من أولئك الأئمة الذين أقحموا أنفسهم فى غيوب الماضى يذكرون مُنكرا من القول وزورا ، ثم ينسبونه للنبى محمد عليه السلام ـ والذى كان مأمورا فى حياته أن يعلن أنه لا يعلم الغيب ، ثم مات وبعد موته بقرنين وأكثر نسبوا له هذا ( الهُراء ) ( بالهاء المضمومة ويجوز أن تكون أيضا بالخاء المضمومة ) . وهذا الهجص الذى إفتروه على خاتم النبيين لا يفترق عن الهجص الذى إفتروه على العبد الصالح صاحب موسى عليهما السلام .

3 ـ ندخل بذلك على هجص الخضر الذى أورده ابن كثير فى تاريخه ( البداية والنهاية ) . ونلاحظ أنه أورده فى ( التاريخ ) يعنى أنه يؤمن بأن هذا الهجص الذى ينقله كان تاريخا حديث بالفعل ..ولا داعى لأن نكرر ما قلناه آنفا عن ابن القيم الذى كان رفيقا لابن كثير فى العصر وفى المذهب ..وفى الهجص..!!..

4 ـ نورد بعض ما قاله ابن كثير دون تعليق .. رفقا بالقوارير ..!!  

أخيرا : مقتطفات مما قاله ابن كثير فى هجص الخضر تحت عنوان (  ذكر قصتي الخضر وإلياس عليهما السلام )

1 ــ (  .. وقد اختلف في الخضر في اسمه ونسبه ونبوته وحياته إلى الآن - على أقوال - سأذكرها لك ههنا إن شاء الله وبحوله وقوته‏.‏ قال الحافظ ابن عساكر‏:‏ يقال‏:‏ إنه الخضر بن آدم عليه السلام لصلبه‏.‏ ثم روى من طريق الدارقطني‏:‏  .. عن ابن عباس قال‏:‏ الخضر بن آدم لصلبه، ونسيء ( أآ زيد له )  له في أجله حتى يكذب الدجال.. ،  وقال أبو حاتم  ‏:‏ سمعت مشيختنا .. قالوا‏:‏ إن أطول بني آدم عمراً الخضر، واسمه خضرون بن قابيل بن آدم‏.‏ قال‏:‏ وذكر ابن إسحاق‏:‏ أن آدم عليه السلام لما حضرته الوفاة، أخبر بنيه أن الطوفان سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه معهم في مكان عينه لهم‏. فلما كان الطوفان حملوه معهم، فلما هبطوا إلى الأرض أمر نوح بنيه أن يذهبوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى‏.‏ فقالوا‏:‏ إن الأرض ليس بها أنيس وعليها وحشة فحرضهم وحثهم على ذلك‏. وقال‏:‏ إن آدم دعا لمن يلي دفنه بطول العمر، فهابوا المسير إلى ذلك الموضع في ذلك الوقت، فلم يزل جسده عندهم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه، وأنجز الله ما وعده فهو يحيى إلى ما شاء الله له أن يحيى‏.‏ وذكر ابن قتيبة في المعارف عن وهب بن منبه‏:‏ أن اسم الخضر ‏{‏بليا‏}‏ ويقال‏:‏ إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، وقال إسماعيل بن أبي أويس‏:‏ اسم الخضر .. المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن لازد‏. وقال غيره‏:‏ هو‏:‏ خضرون بن عمياييل بن اليفز بن العيص بن إسحق بن إبراهيم الخليل‏.ويقال‏:‏ هو أرميا بن خلقيا.. . وقيل‏:‏ إنه كان ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر.  وقيل‏:‏ إنه كان على مقدمة ذي القرنين‏.وقيل‏:‏ كان ابن بعض من آمن بإبراهيم الخليل وهاجر معه‏. وقيل‏:‏ كان نبيا في زمن بشتاسب بن لهراسب‏.  ‏.وروى الحافظ بن عساكر عن سعيد بن المسيب أنه قال‏:‏ الخضر أمه رومية وأبوه فارسي‏.‏  وقد ورد ما يدل على أنه كان من بني إسرائيل في زمان فرعون أيضاً‏.  ..‏.قال البخاري رحمه الله‏:‏ حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏‏‏(‏إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء‏)‏‏)‏‏. ..قال الخطابي‏:‏ إنما سمي الخضر خضرا لحسنه وإشراق وجهه‏.‏

وتقدم أن موسى ويوشع عليهما السلام لما رجعا يقصان الأثر وجداه على طنفسة خضراء على كبد البحر، وهو مسجى بثوب، قد جعل طرفاه من تحت رأسه وقدميه، فسلم عليه السلام‏.‏فكشف عن وجهه فرد وقال‏:‏ أني بأرضك السلام‏؟‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا موسى‏.‏قال‏:‏ موسى نبي بني إسرائيل‏؟‏قال‏:‏ نعم‏.‏ .. قال البيهقي‏:‏ أنبأنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، حدثنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، حدثني أبو عبد الله الملطي قال‏:‏ لما أراد موسى أن يفارق الخضر‏.‏قال له موسى‏:‏ أوصني‏.‏

قال‏:‏ كن نفاعاً ولا تكن ضراراً، كن بشاشاً ولا تكن غضبان، ارجع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة‏.‏

وفي رواية من طريق أخرى زيادة‏:‏ ولا تضحك إلا من عجب‏.‏ وقال وهب بن منبه‏:‏ قال الخضر‏:‏ يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها‏.‏وقال بشر بن الحارث الحافي‏:‏ قال موسى للخضر‏:‏ أوصني‏.‏ فقال‏:‏ يسر الله عليك طاعته‏.‏...وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني‏:‏  ..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه‏:‏ ‏(‏‏(‏ألا أحدثكم عن الخضر‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏  قال‏:‏ ‏(‏‏(‏بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب‏.‏فقال‏:‏ تصدق عليّ بارك الله فيك‏.‏فقال الخضر‏:‏ آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون، ما عندي من شيء أعطيكه‏.‏فقال المسكين‏:‏ أسألك بوجه الله لما تصدقت علي، فإني نظرت إلى السماء في وجهك ورجوت البركة عندك‏.‏فقال الخضر‏:‏ آمنت بالله ما عندي من شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني‏.‏فقال المسكين‏:‏ وهل يستقيم هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما أني لا أخيبك بوجه ربي بعني‏.‏ قال‏:‏ فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء‏.‏فقال له‏:‏ إنك ابتعتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل‏.‏ قال‏:‏ أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف‏.‏قال‏:‏ ليس يشق علي‏.‏

قال‏:‏ فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فخرج الرجل لبعض حاجاته ثم انصرف، وقد نقل الحجارة في ساعة‏.‏فقال‏:‏ أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه، ثم عرض للرجل سفر، فقال‏:‏ إني أحسبك أميناً فاخلفني في أهلي خلافة حسنة‏.‏قال‏:‏ فأوصني بعمل‏.‏قال‏:‏ إني أكره أن أشق عليك‏.‏قال‏:‏ ليس تشق علي‏.‏قال‏:‏ فاضرب من اللبن لبيتي، حتى أقدم عليك، فمضى الرجل لسفره فرجع، وقد شيد بناؤه فقال‏:‏ أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك‏؟‏ فقال‏:‏ سألتني بوجه الله، والسؤال بوجه الله أوقعني في العبودية، سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة، فلم يكن عندي من شيء أعطيه، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي، فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو بقدر، وقف يوم القيامة جلده لا لحم له ولا عظم، يتقعقع‏.‏فقال الرجل‏:‏ آمنت بالله، شققت عليك يا نبي الله، ولم أعلم‏.‏فقال‏:‏ لا بأس أحسنت وأبقيت‏.‏ فقال الرجل‏:‏ بأبي وأمي يا نبي الله، احكم في أهلي ومالي بما أراك الله، أو أخيرك فأخلي سبيلك‏.‏

فقال‏:‏ أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي، فخلى سبيله‏.‏فقال الخضر‏:‏ الحمد لله الذي أوقعني في العبودية، ثم نجاني منها‏)‏‏)‏‏.‏

وقد روى الحافظ ابن عساكر بإسناده إلى السدي‏:‏ أن الخضر وإلياس كانا أخوين‏.‏ وكان أبوهما ملكاً فقال إلياس لأبيه‏:‏ إن أخي الخضر لا رغبة له في الملك، فلو أنك زوجته لعله يجيء منه ولد يكون الملك له‏.‏

فزوجه أبوه بامرأة حسناء بكر‏.‏ فقال لها الخضر‏:‏ إنه لا حاجة لي في النساء فإن شئت أطلقت سراحك، وإن شئت أقمت معي تعبدين الله عز وجل وتكتمين علي سري‏؟‏ . فقالت‏:‏ نعم، وأقامت معه سنة، فلما مضت السنة دعاها الملك فقال‏:‏ إنك شابة وابني شاب، فأين الولد‏؟‏ فقالت‏:‏ إنما الولد من عند الله، إن شاء كان، وإن لم يشأ لم يكن‏.‏ فأمره أبوه فطلقها وزوجه بأخرى ثيبا قد ولد لها، فلما زفت إليه قال لها كما قال للتي قبلها، فأجابت إلى الإقامة عنده‏.‏فلما مضت السنة سألها الملك عن الولد فقالت‏:‏ إن ابنك لا حاجة له بالنساء، فتطلبه أبوه فهرب، فأرسل وراءه فلم يقدروا عليه‏.‏  فيقال‏:‏ إنه قتل المرأة الثانية لكونها أفشت سره، فهرب من أجل ذلك، وأطلق سراح الأخرى، فأقامت تعبد الله في بعض نواحي تلك المدينة، فمر بها رجل يوماً فسمعته يقول‏:‏ بسم الله‏.‏فقالت له‏:‏ أنى لك هذا الاسم‏؟‏ فقال‏:‏ إني من أصحاب الخضر، فتزوجته فولدت له أولاداً‏.‏ ثم صار من أمرها أن صارت ماشطة بنت فرعون، فبينما هي يوماً تمشطها، إذ وقع المشط من يدها، فقالت‏:‏ بسم الله‏.‏فقالت ابنة فرعون‏:‏ أبي‏؟‏ فقالت‏:‏ لا، ربي وربك ورب أبيك، الله‏.‏فأعلمت أباها، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها فألقيت فيه، فلما عاينت ذلك تقاعست أن تقع فيها، فقال لها ابن معها صغير‏:‏ يا أمه اصبري فإنك على الحق فألقت نفسها في النار، فماتت رحمها الله‏.‏

وقد روى ابن عساكر، .. أن الخضر جاء ليلة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ويقول‏:‏ ‏‏(‏اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه‏)‏‏)‏‏.‏فبعث إليه رسول الله أنس بن مالك فسلم عليه، فرد عليه السلام وقال‏:‏ قل له‏:‏ إن الله فضلك على الأنبياء كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على غيره‏.‏ ) ...فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البيهقي قائلاً‏:‏ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن بالويه، قال‏:‏ حدثنا محمد بن بشر بن مطر، قال‏:‏ حدثنا كامل بن طلحة، قال‏:‏ حدثنا عباد بن عبدالصمد، عن أنس بن مالك قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، واجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى رقابهم، فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا وإليه فارغبوا، ونظر إليكم في البلاء، فانظروا فإن المصاب من لم يجبر وانصرف، فقال بعضهم لبعض‏:‏ تعرفون الرجل‏؟‏ فقال أبو بكر وعلي : نعم‏:‏ هو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام‏.‏ )

 وقال الشافعي في ‏(‏مسنده‏)‏‏:‏ أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول‏:‏ إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب‏.‏ قال علي بن الحسين‏:‏ أتدرون من هذا، هذا الخضر‏.‏) .. عن محمد بن المنكدر‏:‏ أن عمر بن الخطاب بينما هو يصلي على جنازة إذ سمع هاتفاً وهو يقول‏:‏ لا تسبقنا يرحمك الله، فانتظره حتى لحق بالصف، فذكر دعاءه للميت إن تعذبه فكثيراً عصاك، وإن تغفر له ففقير إلى رحمتك‏.‏ولما دفن قال‏:‏ طوبى لك يا صاحب القبر، إن لم تكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا‏.‏فقال عمر‏:‏ خذوا الرجل نسأله عن صلاته وكلامه عمن هو‏.‏قال‏:‏ فتوارى عنهم فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر‏:‏ هذا والله الخضر الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏  وهذا الأثر فيه مبهم وفيه انقطاع ولا يصح مثله‏.‏

وروى الحافظ بن عساكر ... عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ دخلت الطواف في بعض الليل فإذا أنا برجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول‏:‏ يا من لا يمنعه سمع من سمع، ويا من لا تغلطه المسائل، ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين، ولا مسألة السائلين ارزقني برد عفوك وحلاوة رحمتك‏.‏ قال‏:‏ فقلت‏:‏ أعد علي ما قلت‏.‏

فقال لي‏:‏ أو سمعته‏؟‏قلت‏:‏ نعم‏.‏فقال لي‏:‏ والذي نفس الخضر بيده‏.‏ قال‏:‏ وكان هو الخضر لا يقولها عبد خلف صلاة مكتوبة إلا غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر، وورق الشجر، وعدد النجوم لغفرها الله له‏.‏

وروى ابن عساكر .. قال‏:‏ إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويحجان في كل سنة، ويشربان من ماء زمزم شربة واحدة تكفيهما إلى مثلها من قابل‏.‏

وروى ابن عساكر أن الوليد بن عبد الملك بن مروان، باني جامع دمشق، أحب أن يتعبد ليلة في المسجد، فأمر القوم أن يخلوه له ففعلوا، فلما كان من الليل جاء من باب الساعات فدخل الجامع، فإذا رجل قائم يصلي فيما بينه وبين باب الخضراء، فقال للقوم‏:‏ ألم آمركم أن تخلوه‏؟‏ فقالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين، هذا الخضر يجيء كل ليلة يصلي ههنا‏.‏... وروى ابن عساكر أيضا‏:‏ أنه اجتمع بإبراهيم التيمي، وبسفيان بن عيينة، وجماعة يطول ذكرهم‏.‏...وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جداً لا يقوم بمثلها حجة في الدين، والحكايات لا يخلو أكثرها عن ضعف في الإسناد، وقصراها أنها صحيحة إلى من ليس بمعصوم من صحابي أو غيره، لأنه يجوز عليه الخطأ والله أعلم‏.‏

وقال عبد الرزاق‏:‏ أنبأنا معمر، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد قال‏:‏ حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثاً طويلاً عن الدجال‏.‏ وقال فيما يحدثنا‏:‏‏(‏‏(‏يأتي الدجال - وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة - فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خيرهم‏.‏ فيقول له‏:‏ أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه‏.‏فيقول الدجال‏:‏ أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر‏؟‏ فيقولون‏:‏ لا‏.‏فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحيى‏:‏ والله ما كنت أشد بصيرة فيك مني الآن‏.‏قال‏:‏ فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه‏)‏‏)‏‏.‏

قال معمر‏:‏ بلغني أنه يجعل على حلقه صحيفة من نحاس، وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه، وهذا الحديث مخرج في ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث الزهري به‏.‏  وقال أبو اسحق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الراوي، عن مسلم‏:‏ الصحيح أن يقال‏:‏ إن هذا الرجل الخضر. .. وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات، ومنهم‏:‏ البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو الحسين بن المنادي، والشيخ أبو الفرج بن الجوزي، وقد انتصر لذلك، وألف فيه كتاباً سماه‏:‏ ‏(‏عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر‏)‏ فيحتج لهم بأشياء كثيرة. ) ..

  2 ــ ..وتكفى هذه الجُرعة من الهجص ..

اجمالي القراءات 7428