الحقائق -بالوثائق عن جماعة الإخوان المسلمين -1

عبدالفتاح عساكر في الأربعاء ٠٢ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مقدمــــــــة الطبعة الثانية

6 أكتوبر 2014م

من فضل الله سبحانه وتعالي... كتبنا في الطبعة الأولى من كتاب الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان...؟.!. التى صدرت في يوليو 1996م ص69 النص الآتي:

نداء من ابن عساكر المعاصرإلي شعب مصر.

يا شعب مصر:

 [إذا تمكنت جماعة الإخوان...؟.!. من الوصول للحكم  فسوف تكون النهاية ويكون الدمار والخراب في كل مكان وما حدث للسادات منكم ببعيد الذى أخرجهم من السجون وتعهدهم خلال السبعينيات(من القرن العشرين) بكل رعاية وحَجَّم أجهزة الأمن في متابعتهم وسمع مشورة سيد مرعى وعثمان أحمد عثمان ومصطفى أبو زيد فهمى ومحمد عثمان إسماعيل والنبوى إسماعيل وكثيرين ، والذين أثبتت الأحداث والأيام أن رأيهم كلف السادات حياته يوم عُرسه في ذكرى الاحتفال بنصر اكتوبر رمضان . ولذلك ننصح كل مسئول في مصر .

 ونقول له :

احذر ومصر أمانة في عنقك ومعك الشرفاء وإياك وأشباه الرجال الذين يقولون ما يُعجب ، وأنت في حاجة إلى الرجال الذين يقولون ما ينفع . لأن ما يعجب يذهب جفاءً ، وما ينفع يمكث في الأرض (ص 63 في الطبعة الثانية 2015م).

وقد أثبتت الأحداث بعد ثورة الشباب الأولى في 25 يناير عام 2011م . والتي سُرقت منهم واستولت جماعة الإخوان...؟.!. علي الحكم عام 2011م.

وفي هذه الطبعة الثانية لكتاب الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان...؟.!. نرجو من القارئ الكريم أن يتدبر قول الحق تبارك وتعالي للنبي (صلي الله عليه وسلم) :

 (إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) سورة الأنعام آية 159.

ويتدبر الأمر القرآني الذي يقول :

(... وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ  (31) مِنَ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ  (32) (الآيتان31، 32) سورة الروم .

وصدق الله العظيم القائل في كتابة الكريم:

(واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الآية 103 سورة آل عمران).

وننصح الجميع خاصة الشباب ونقول :

 العاصي لأمر الله في ضلال مبين والمطيع لأمر الله في فوز عظيم .

 (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا ولَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14) (الآيتان 13، 14 سورة النساء).

وفي ختام هذا التقديم... أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمن طلب مني وبإلحاح ... إعادة طبع هذا الكتاب. ونخص بالشكر الأستاذ الدكتور/محمود خيال أستاذ الفارماكولوجي بطب الأزهر الشريف، كما أخص بالشكر كل من ساهم معي في إخراج هذه الطبعة علي هذه الصورة التي بين أيديكم وأخص بالشكر الأستاذ محمد رؤف عبد العزيز والأستاذ صالح عبدالفتاح، والأستا /السيد محمد حسين.

والطبعة الأولى كانت 6 أبواب. أما هذه الطبعة فهي عشرة أبواب والأبواب الجديدة هي:

1-              اعترافات جماعة الإخوان ...؟.!.  بقتل النقراشي باشا رئيس وزراء مصر بأمر من حسن البنا.

2-              اعترافات جماعة الإخوان ...؟.!.  بقتل زميلهم سيد فايز عبدالمطلب...؟!

3-              كيف تم اختيار الهضيبي مرشداً.

4-              صديق السادات ...!.؟.

وفي آخر الكتاب  وضعنا بيان بالاحداث المحزنة التي ارتكبها جماعة الإخوان...؟.!.منذ عام 1945م ولمدة نصف قرن.

ونسأل الله أن تنال الطبعة الجديدة رضاء وتقدير القارئ الكريم . الذي نسأل الله له أن يرزقه راحة البال والبركة في الأنجال وطهارة الأموال ويحفظه من شرور جماعة الإخوان...؟.!.

12 من ذي الحجة 1435هـ .

6 أكتوبر 2015م .

: 01005152600

ebnasaker777@gmail.com  :    إميل  

 

 
 

 

الكاتب الإسلامي..

عبدالفتاح عساكر

 

 

 

 

 

 

 

مقدمــــــــة الطبعة الأولى

يوليو 1996

بسم الله الرحمن الرحيم....(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلَى والِدَيَّ وأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).

وأجعلني من الذين هديتهم إلى سبيلك المستقيم، الذى عليه يلتقى عبادك المؤمنين، ويتعارف المتقون الذين قلت فى كتابك الكريم.

(الَذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).

(الَذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَاناً وعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

(ومَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيبُ).

والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبدالله ورسوله المبعوث رحمة للعالمين يارب أعطنا ما يزيدنا طاعة وبارك فى ذريتنا وباعد بينهم وبين الفرق والملل والنحل والجماعات الضالة إلى يوم قيام الساعة.

وأجعل ما بقي من عمرنا فى عمل يكون لنا يوم القيامة شفيعاً.

(يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ *إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

آمين . آمين . آمين

الحمد لله الذى جعلنا (خير أمة أخرجت للناس) ونشكره سبحانه وتعالي أن منحنا تبليغ رسالته إلى الناس إذ يقول الحق تبارك وتعالي فى القرآن الكريم فى الآية 87من سورة الحج.

(هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).

وبهذا التكليف والتشريف لنا نحن المسلمين نكون مسئولين أمام الله عن تبليغ رسالته إلى الناس فى كل زمان وكل مكان وكل منا يحاسب على قدر عمله وعلمه وكل مسلم عاقل هو داعية إلى الله بأخلاقه وسلوكه بين الناس ومن فضل الله أن جعل التكليف للعقلاء وأن القرآن الكريم أنزل لكي يعمل به العقلاء، وفي شريعة الإسلام غير العاقل لا يكُلف، وكان أمر الله إلى العلماء بنشر علمهم بين الناس وتكليف الله إلى الناس بالتزامهم بما أمر رب الناس، ودائماًَ نقول: إن المسلم أو المسلمة لا خيار لهما فى حياتهما طالما أن هناك أمراًَ قدرياً من الله.

وأرجو من الآباء والأمهات فى الأسرة المسلمة الالتزام بما أمر الله ورسوله فى كل أقوالهم وأفعالهم داخل الأسرة حتى ينشأ الجيل الجديد على الالتزام بأمر الله ورسوله والسعادة فى الدنيا ليست فى كثرة المال ولكن فى قوة الإيمان والعمل الصالح.

وفي البداية نقول إن وحدة الهدف لأية جماعة من البشر تصنع وحدة الفكر الذى يخدم هذا الهدف، ووحدة الفكر تصنع وحدة الطريق، والوحدة على الطريق بالفكر تصنع الألفة والمودة.

فإذا كان الهدف هو خدمة دعوة الإسلام من أجل خدمة المسلمين وغير المسلمين دون الاعتراض على معتقداتهم، والعمل على نشر دعوته بين الناس، بالأسس التى أمرنا بها رب الناس، وبلغها لنا الرسول الكريم... فهذه الأسس هي أن تكون الدعوة للمدعوين بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.

النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) هو الداعي الأول... للدعاة والهداة... ولقد أمرنا رب العزة سبحانه فى محكم آياته بأن نسير جميعاً على الطريق الواحد السوى كما رسمه لنا سبحانه فى القرآن الكريم... إذا يقول فى الآية 153 من سورة الأنعام.

(وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

إذا الأمر واضح من الله سبحانه وتعالي بأن نتبع طريقة الواحد ولا ندخل فى الفرق والجماعات حتى لا يكون المسلمون عبارة عن فرق وجماعات متناحرة... وصدق الله العظيم القائل فى الآية 159 من سورة الآنعام(إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)

وإن الفرق والجماعات منذ مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه (عام 23هـ، 644م) وحتى محاولة ذبح الكاتب نجيب محفوظ فى (يوم الجمعة 9من جمادي الأولى 1415هـ = 14 أكتوبر 1994م) وما تلا ذلك من أحداث جماعات شاردة ضالة.. مضلَّلَةُ  . مضلَّلَةُ  . مضلَّلَةُ .

نسأل لهم الهداية من الله والالتزام يكتاب الله الذى جعل من قتل نفساً بغير حق كمن قتل الناس جميعاَ.

ونقول ونكرر: إن الإسلام دين الالتزام وليس لنا خيار فى أي أمر من أمور حياتنا... ما دام فى هذا الأمر نص من الله أو الرسول والقرآن الكريم يقول لنا فى محكم آياته 36 من سورة الأحزاب.

(ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ ورَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ومَن يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً)

ونؤكد أن الجماعات والفرق كانت من عوامل الهدم والتشويه ليقيم الإسلام ومبادئه ولكن من فضل الله أن جعل الإسلام حجة علينا، ولسنا حجة عليه، فتصرفات الفرق والجماعات المخالفة للإسلام هي خروج عن الإسلام وضد مبادئه، مع ملاحظة أن جميع الفرق تقدم نفسها للناس على أنهم يعملون بالكتاب والسنة وأنهم حماة الكتاب والسنة وأن غيرهم على الضلال، ولا يصدقهم إلا غير سوى التفكير، وأحداث التاريخ تؤكد لنا أن الأرض الخصبة لهم فى دعواهم العوام من الناس، وعلي حد تعبير الغزالي المعاصر رحمة الله (الهمل والدهماء ومن لا عقل لهم).

وفي مجتمعنا المعاصر نجد أن الإعلام المعادي للإسلام وأعوانه بالمنطقة العربية وبلاد المسلمين يسجل تصرفات – هذه الفرق والجماعات – بالصوت والصورة – وينشرها على أن  هذا  هو الاسلام وتلكم ناحية بالغة الخطورة وخاصة لو أخذنا فى الاعتبار قوة هذا الإعلام وتعاظم شبكاته وتعدد روافده واتساع مساحاته وفكره وخبثهأ الذى يدس به دائماَ السم فى العسل على الإسلام والعالم كله مسلمين ومخالفين.

منهج البحث:

نعتمد بإذن الله تعالي فى بحثنا هذا المنهج الوثائقي وهو من أشهر مناهج البحث العلمي المتصلة بالدراسات الإنسانية ذلك يعتمد على الوئائق والآثار التى تعود إلى الماضي القريب أو البعيد.

والباحث وفق المنهج الوثائقي أو التاريخي يتتبع مراحل معينة تبلغ به إلى الحقائق التاريخية وأهم ما يعتمد عليه فى هذه المراحل هو جمع الوثائق أو المخطوطات أو الآثار ثم يتحرى فى إثبات صحتها وصحة نسبتها إلى مؤلفيها أو صائغيها، وتحديد الزمان والمكان الذى ألفت فيه.

ولقد ألتزمنا بالمنهج الوثائقي خلال مراحل دراستنا لجماعة الإخوان ..؟.!. خلال ما يقرب من أربعين عاماً نجمع كل ما يقع تحت أيدينا من وثائق سواءً مع أو ضد، وفي النهاية فى هذه السلسلة الإخوان بأقلام الأخوان لأنهم أصدق من يعبر عن نفسه، واستبعدنا كل ما كتب ضدهم.

كانت هذه المقدمة هي المدخل للموضوع ويقيني أنها كانت ضرورية لبحثنا عن الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان ..؟.!..

والحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان ...؟.!. هئ سلسلة موضوعات لم يسبق لأحد أن تناولها أو كشف أسرارها من قبل رغم كل ما يدور على الساحة من أحداث وكل ما شهدته الصحافة من كتابات... وتبدأ هذه السلسلة التى تزيح الستار لأول مرة عن التاريخ الحقيقي- كما كتبه الإخوان بأيديهم وليس التاريخ الذى يكتبه عنهم من الذين يؤيدونهم أو يعارضونهم.

ونقول: إننا فى حاجة ماسة إلى لحظة صدق تمتد لكي نضع أمام الشباب التائه الذى يبحث عن الحقيقة كل شئ بلا رتوش ولا مزايدات عن الحقائق بالوثائق  بأقلام كبار جماعة الإخوان...! الذين كانوا شركاء فى صناعة الأحداث.

وهذا الكتاب يضم المقدمة وستة أبواب هي:

­الباب الأول: موقف جماعة الإخوان ...؟.!.  من الخميني والأمريكان.

الباب الثاني: تناقض أقوال جماعة الإخوان ...؟.!. فى قصة خروج الملك فاروق من مصر.

الباب الثالث: الجاسوسية والتجسس فى حياة جماعة الإخوان ...؟.!.  

الباب الرابع: موقف جماعة الإخوان ...؟.!.  من الحزبية والأحزاب.

الباب الخامس: حجة الإسلام الغزالي المعاصر ليس من جماعة الإخوان ...؟.!. الباب السادس: قتل القاضي أحمد الخازندار.

وسوف يلاحظ القارئ أن نصوص الإخوان توضع بين قوسين هكذا "    "

وتعقيب الباحث  توضع بين قوسين بهذا الشكل ]   [   

ونظراً لأن الإخوان يؤرخون لأنفسهم بالتاريخ الميلادي فقد قمت  بذكر التاريخ الهجري مع الميلادي وأرجو من الكتاب العرب ذكر التاريخ الهجري مع الميلادي دائماً فى كتبهم ومقالاتهم.

ولقد تضمن الباب الأول من هذا الكتاب السجل الخطير الذى يكشف عن أسرار الإخوان ! بأقلام الإخوان ! ونطرح كل ما جاء فى هذا الباب للحوار ولقد تضمن الباب الأول كيف أن أول نظام خاص لإرتكاب العمليات الإرهابية للإخوان كان يتألف من مائة ألف إخواني ونكشف النقاب عن نص الحوار الذى دار بين [حامد أبو النصر] وهو متوشح بمسدسه وحسن البنا الذى أخرج له المصحف من جعبته. وكيف أن أسارير حسن البنا انفرجت عندما قال حامد أبو النصر: لا وسيلة للرجوع بالأمة إلى أمجادها إلا بالمسدس.

ونواصل الحديث بالوثائق فنكشف كيف أن نظام الحكم فى إيران يؤيده الإخوان يقوم على أساس من كتاب "كشف الأسرار" للخميني والذي يقول بالحرف الواحد: إن محمداً لم يكمل الرسالة!؟ وإن أبا بكر كافر!؟ وإن عمر زنديق!؟ [أعوذ بالله].

ونكشف لأول مرة بالوثاثق كيف أن الأخوان عرضوا على الأمريكان تأييدهم للتسوية مع إسرائيل مقابل مساعدة الأمريكان لهم فى الوصول إلى الحكم ونؤكد أن الهضيبي هو الذى قام بالاتصال بالأمريكان هذا الاتصال الذى تم قبل وبعد الثورة.

وباقي أبواب الكتاب نقدم الحقائق بالوثائق من أقوال وأعمال الإخوان وليس من غيرهم.

ونكشف النقاب بالوثائق عن كل تفاصيل الأحداث التى تؤكد كيف أن الإرهابيين القدامي الذى بدأوا الإرهاب من قبل بأنفسهم يرعونه الأن بخططهم بعد أن تعلموا الدروس وعدلوا من خططهم وهم فى سبيل الوصول لأهدافهم.

البدايــــــــة:

عندما اتفقنا مع رئيس تحرير جريدة النبأ الأسبوعية المستقلة التى نشرت لي عشرات المقالات  تحت عنوان "الحائق بالوثائق عن فرقة الإخوان ..؟.!."

قلت لرئيس التحرير لي شروط  أرجو أن تعرفها فقال شروطك مجابة قبل أن أعرفها، قلت له شاكراً: شروطي هي عدم حذف أي كلمة من المقال إلا بموافقتي وعدم إضافة أي كلمة إلا بمعرفتي وأقوم بمراجعة المقال قبل النشر، قال الرجل بأدب جم لك ذلك، وقال لي نحن نطبع الجريدة فى مطابع دار أخبار اليوم ويمكن أن نرسل لك المقال بعد جمعه للمراجعة أو تحضر يوم الجمعة من كل أسبوع إلى دار أخبار اليوم لمراجعة مقالك، وفعلاً ذهبت يوم الجمعة الموافق 17 فبراير 1995= 17 من رمضان 1415هـ ودخلت على صالة "المونتاج" لمراجعة المقال فوجدت أن جميع الشباب الموجود وكذلك كبار السن الذين قرأوا المقال ينظرون إلى وكأني عدوَّ لهم وكأني مصري فى إسرائيل صباح يوم 7 أكتوبر 1973م = 11 من رمضان 1393هـ ومن خلال نظراتهم عرفت السبب وكنت متوقعاً ذلك بل وأكثر، وهو نتيجة تأثير المقال الأول عليهم خاصة وأني كتبت حقائق المقال الأول ولم أذكر الوثائق ولكني تأكدت من خلال نظرات الحضور وكان عددهم حوالي خمسة عشر فرداً ـ أن هؤلاء ضحية الإعلام الذي قدم لهم عشرات الكتب والمجلات والجرائد وكلها تمزج السم بالعسل فالشكل والطعم حلو والتأثير قاتل ومن فضل الله  أني تلقيت نظرات هؤلاء وكأن شيئاً لم يكن وراجعت المقال وتركت المكان متوجهاً إلى منزلي وأنا على يقين كامل بأن الله معي ولن يخذلني لأن النية صادقة والهدف واضح، وصدرت الجريدة يوم 19 فبراير 1995م = 19 من رمضان 1416هـ وعلي الصفحة الأولى عنوان كبير [الحقائق بالوثائق عن فرقة الإخوان ...؟!] وفعلاً اتصل بي كثير من القراء وكان خوفهم على أكبر من أي شئ وشكرتهم على ذلك وأرسلت المقال الثاني إلى الجريدة يوم الأربعاء 22 فبراير 1995م=22 من رمضان 1416هـ مٌدْعَما بالوثائق وفي مساءً يوم الجمعة 24 فبراير 1995م=24 من رمضان 1416هـ ذهبت لمراجعة المقال وعندما رأيت المجموعة التى تعمل فى الجريدة وهي نفس المجموعة التى رأيتها فى الأسبوع الماضي ولكن الوجوه فى هذا اليوم باسمه والنظرات راضية وجاء غالبيتهم يتحدثون معي وكنت حريصاً على أن يعرف الجميع أني لست  ضد الإخوان ولست معهم بل كنت من أكثر الناس حزنا على ما حدث لهم فى السجون والمعتقلات وأسعدني أن الشباب والشيوخ عندما تقدم لهم الحقائق بالوثائق يعترف بالحق وهذه هي الصفات الطيبة لشعب مصر.

وإليك  حادث آخر يكشف عن آصالة منهج البحث العلمي القائم على الحقائق بالوثائق.

"التقيت به فى مكان عام وهو كاتب كبير  وأحد علماء الأزهر كما أنه من رجال الدعوة وهاجمني فى تلك المقابلة، قلت له : لماذا هذا الهجوم على غير عادتك فأنت دائماً هادئ الطبع مرح... قال لي: بلغني أنك تكتب ضد الإخوان، قلت له: لقد عاهدت الله منذ أن عرفت القلم والكلمة بأني لا أكتب ضد أحد لأن القلم والكلمة بل  والحرف مقدس عند الله ولقد أقسم بهم سبحانه وتعالي فى القرآن الكريم....".

وعلي العموم ... هل قرأت ما كتبت؟ قال: لا بل سمعت .. :

 يا أخى أنت عالم فاضل وتعلمنا منكم أن القرآن الكريم حَرَسَ حق الغائب دائماً وقال فى كتابه .

(يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا  ....)أي فتأكدوا من صحة ما جاءكم من أخبار وأنباء وعلي العموم يا صديقي العزيز فإني أرجوك رجاء التلميذ لأستاذه أن تقرأ ما كتبت ويهمني جداً أن أقف على رأيكم وأعاهدكم بأني سوف ألتزم بنصحكم إما أن أستمر وإما أن أتوقف وبعد ذلك بأيام قليلة جمع الله بيننا فرأيته باسماً ضاحكاً ممتلئاًمودة وحباً وقال لي: لم أقرأ مقالاً صحفياً لأي كاتب أكثر من مرة إلا المقالين اللذين كتبتهما أنت فى جريدة النبأ عن الإخوان ....؟ لقد قرأتهما مرتين بتركيز كامل وبكل أمانة وبكل صدق فلم أجد ما أهاجمك به.. وصمت الرجل العالم فترة وقال لقد تذكرت الماضي.. واستغفرت الله ... وقال بقوة المؤمن العالم الدارس الباحث "اكتب... اظهر الحقائق بالوثائق التى عندك لأن من مبادئ الإسلام [ الساكت عن الحق شيطان أخرس...] . بارك الله فيك وشكرت محدثي وقلت له أريد أن أنقل هذا الحوار للقراء فهل تأذن لي؟ فقال نعم ليس عندي مانع ... من ذلك  بحيث لا تذكر إسمى . لأنى كنت من النظام الخاص ... فقلت له لك ذلك لأني أحترم العهد والميثاق.

ونسأل أيهما أحق بالدفاع عنه؟ الإسلام أم فرقة الإخوان؟ وأيهما أحق المسلمون أم جماعة الإخوان؟ نؤكد أن كثيراً من الفرق والجماعات التى ظهرت فى الإسلام اتخذت الإسلام وسيلة لخلق زعامات ولكي تنمو هذه الجماعات وتكبر فهي تعتمد أول ما تعتمد على تجنيد العوام من الناس الذين لا يعلمون من الإسلام إلا اسمه ولا يجاوز علمهم عن الإسلام قد ما يعرف رجل الشارع عن الذَّرة .. ولذلك القاسم المشترك فى هذه الجماعات جميعاً من كل منتسب إليهم ويطلبون منه إلا يسأل ولا يعترض لأن من اعترض انطرد.. لكن الإسلام هو التزام بما أمر الله وأمر الرسول وليس لنا خيار إلا أن نسمع ونطيع ولذلك قال الله سبحانه وتعالي عن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنهم أصحاب العقول الراجحة النيرة بالإيمان والعمل الصالح.

ويهمنا أن نقول إن مناصب الرجال غالباً ما تكون فى مجتمعنا المعاصر شاغرة يشغلها رجال المناصب لأن الرجال لا يبحثون عن مناصب وأن أشباه الرجال هم دائماً الذين يسعون إلى المناصب لأنهم بدون هذه المناصب لا قيمة لهم بمعني أنهم قبل المنصب وبعد المنصب معدوموا القيمة.

ويسعدني قول الغزالي المعاصر ـ رحمه الله ـ (إن المسلم الصادق هو الذى يعرف الرجال بالحق. أما أولئك الذين يعرفون الحق بالرجال ويثقون فى أي كلام يلقى إليهم لأنه صادر عن فلان أو علان، فهم أبعد الناس عن فهم الإسلام بل هم آخر من يقدم للإسلام خيراً  أو يحرز له نصرا ...) أ.هـ

وهنا نتذكر قول الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه وهو واقف أمام قبر النبي (e)، مالك بن أنس توفي سنة 795م = 179هـ

نقول ذلك وقلوبنا تنزف دماً وخزناً على ما وصل إليه الحال فنجد الناس فى مجتمعنا المعاصر يقدسون بشراً أمثالهم لهم وعليهم، أخطأوا وأصابوا، لكن الدهماء يعتبرون أن الحديث عن هؤلاء الأشخاص يعد خروجاً  على..!!! .

ونذكرهم دائماً بقول أنس بن مالك الذى سبق وذكرناه، كما نذكرهم بأن خليل الرحمن نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قام بتحطيم الأصنام  الحجرية والتي كان أبوه آذر سادنَّا من سدنتها وخادماً من خدامها برعاتها ويمسح الغبار عنها ويتقرب إليها وهكذا وجد إبراهيم قومه وسط هذه التماثيل الحجرية والخشبية الباردة النظر الناطقة بلعنة من نحتها ومن عبدها ومن كهَّن لها. فقام بتحطيمها متحديا عبدة الأصنام الحجرية.

وفي مجتمعنا المعاصر نجد من هم أخطر من عبده الأصنام الحجرية وهم عبدة الأصنام البشرية ويطلقون عليهم ويحكون عنهم حكايات فوق الخيال ومنهم من يرفعهم إلى درجة النبوة...! ولكن كل هذا بعيد عن الإسلام تماماً لأن الله سبحانه وتعالي حدد للمسلم طريقاً واحداً هو سبيل الله وحرم عليه الانضمام لأي جماعات ويندد بمن يجعلون طريق الله الواحد طُرقَّاً وفرقا وجماعات متعددة فيقول فى كتابه الكريم الآيه 153 من سورة الأنعام.

(ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)

وفي نفس المعنى الآية 13 من سورة الشورى (...أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) ويقوب سبحانه وتعالي فى كتابه الكريم الآيه 159من سورة الأنعام: (ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ).

وفي نفس المعني الآيه 13 من سورة الشورى (...أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) ويأمرنا الحق تبارك وتعالي بالاعتصام بحبله المتين وبعدم التفرق كما جاء فى الآيه 103من سورة آل عمران: (...واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا) صدق الله العظيم كما أمر الإنسان المسلم أن يكون أسوته الحسنة فى حياته هو خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمه للعالمين محمد بن عبدالله (e) كما جاء فى القرآن الكريم الآية 21 من سورة الأحزاب (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ) مع العلم بأننا نؤمن بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أحب الناس إلى من أهداني عيوبي.

وفي النهاية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساعدني وإني مدين لهم بأفضال كثيرة، ونظراً لأن ظروفهم لا تسمح بأن أذكرهم صراحة... فهم رجال عايشوا الأحداث ومنهم من شارك فيها، فتحوا قلوبهم وعقولهم لي بغير تحفظ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وآخرون ساعدوني فى الحصول على بعض الوثائق التى لم تنشر بعد، وإن كنت قد أشرت إلى القليل منها، وكذلك أشكر المعارضين ومعهم [المماليك] وأذكرهم بقول الحق تبارك وتعالي فى الآيات من رقم 8-16 من سورة البقرة.

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإذَا خَلَوْا إلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إنَّا مَعَكُمْ إنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)).

وختاماًَ أسأل الله التوفيق فى أن تكون سلسلة الحقائق بالوثائق رؤية مستنيرة على الطريق الرحب لبناء الذات المؤمنة لشباب الأمة وهم يبتعدون عن الفرق والملل والنحل والجماعات، ويتطهرون بأخلاق القرآن والتأسي بالنبي العدنان، وينتصرون بالعلم والإيمان.

والله من وراء القصد يهدنا الصراط المستقيم.

15 من صفر 1417هـ.                              

1 يوليــــو 1996م.

الكاتب الإسلامي.

عبدالفتاح عساكر .

اجمالي القراءات 11365