التراثيون: محمد عذاب لا رحمة

حافظ الوافي في الأربعاء ٢٦ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

في كتب التراث يصور الفقهاء النبي محمد- عليه وكافة الانبياء الصلاة والسلام- وكأنه أرسل عذاب وليس رحمة من الله قال تعالى مخاطبآ نبيه: ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين).. الا أن فقها الكهنوت الديني ينسبون للنبي محمد قوله في غزوة خيبر : " خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِين".. 

هكذا تعمدوا تصوير نبي الرحمة محمد كعذاب من الله وليس رحمة..

هذه العبارة المنسوبة للنبي محمد وردت في القرآن عن العذاب .. قال تعالى في سورة الصافات:( أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين).. أي ان عذاب الله اذا نزل بساحة قوم فساء صباح المنذرين وليس النبي محمد الذي أرسل رحمة لا عذاب.. ألا ساء مايزرون.

ان كهنوت الأديان الارضية عمد من خلال آئمته على انتقاء ألفاظ وعبارات ذات ايحاء ودلالات مسيئة لخاتم الأنبياء وبعثرها بين مجموعة روايات لتترسخ كمسلمة في أدبيات المذاهب حتى أصبحت مع الأيام جزء من الدين رغم تناقضها وتصادمها مع القرآن ورغم مابها من اختلاف للأسف.. وهذا الاختلاف يؤكد انها ليست من عند الله فالقرآن كتاب الله ليس فيه أية اختلاف..

ولعل أول من بدأ بتدوين روايات تنضح بالخلاف والاختلاف ونسبها للرسول هم المنافقين وقد بدئوا ذلك في وقت مبكر "عصر النبوة"..

قال تعالى: ( ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.. أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)..

الآية توضح ان المنافقين عمدوا الى تدوين أقوال نسبوها لرسول الله زورآ لكن هذة الاقوال المنسوبة للرسول فيها اختلاف ولو أنهم تدبروا القول الحق للرسول وهو القرآن لما وجدوا فيه اية اختلاف لأنه من عند الله.. 

هكذا جاء رد الله عن المنافقين وفحواه: 

- الأقوال التي فيها اختلاف ونسوبة لرسول الله ليست من أقوال الرسول فالرسول لا يقول وحيآ خارج القرآن

- أقوال الرسول الحقيقية في القرآن وليس في الروايات المليئة بالاختلاف 

- القرآن ليس فيه اختلاف ورواياتكم عن رسول الله مليئة بالاختلاف والتناقض وبالتالي ليست من عند الله

- والأهم هنا أن الله رد على مدوني الروايات من المنافقين بقوله: " أفلا يتدبرون القرآن".. ولم يقل " أفلا يتدبرون القرآن والسنة".. فروايات السنة مليئة بالتناقضات وقول الرسول وحيآ في القرآن فقط .. ولأجل هذا ليظل شعارنا القرآن وكفى" ..

وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه

* الكاتب/ عبدالحافظ الصمدي 

اجمالي القراءات 13440