رسالة 5 الى الأحبة

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٢ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور

رسالة 5
الى الأحبة

أحبتى أهل القرآن
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
فى إطار تطوير الموقع نرجو أن ينتهى أمير منصور من تصميم رواق أهل القرآن قبل نهاية هذا الشهر. والواقع أننى أطالبه بكثير من التعديلات التى ربما سببت تعطيله عن الانتهاء من موضوع الرواق .
طلبت منه تعديل الصفحة الرئيسة بناء على مقتراحات وردت من بعض الأخوة . وهو منشغل بهذا التعديل أيضا.,
طلبت منه أن يفرد صفحة خاصة لكبار الكتاب من المفكرين العلمانيين ، ننشر لهم ما نتفق معهم فيه ، ولقد قمت بالاتصال بهم ـ وقد وافقوا مشكورين ، و كان منهم ـ مع حفظ الألقاب ـ الاصدقاء سعد الدين ابراهيم و سيد القمنى و على سالم و كمال غبريال ومحمد عبد المطلب الهونى و رجاء بن سلامة. هذا بالاضافة الى شاكر النابلسى و خالد منتصر و أحمد الحسنية ، وهم مسجلون معنا فعلا ، نشر الدكتور النابلسى مقالا وسيوالى النشر كما وعدنى ، و يتابع أحمد الحسنية نشر مقالاته مشكورا.. ونرجو ذلك من خالد منتصر..
وهناك من تفضل من القرآنيين الكبار بالكتابة فى الموقع وازدهر بهم الموقع. ونحن نسعد بالاستاذ نهرو طنطاوى بعد أن تشرفنا بالاستاذ الكبير عبد الفتاح عساكر. ولا زلنا نتعشم فى مشاركة الدكتور محمد شحرور ـ وقد بعثت اليه أدعوه منذ ثلاثة أشهر فلم أتلق منه ردا ، و تفضل الاستاذ ايهاب حسن عبده بالرد ، ووعد بالمشاركة . ولا زلت أنتظر مشاركته. وهناك قرآنيون آخرون ننتظرهم ،،وأهلا بهم ..
فى ملاحقة هذا التطور نشرنا مؤقتا بعض مقالات للأساتذة سعد الدين ابراهين و سيد القمنى و على سالم و كمال غبريال و نزار حيدر فى صفحة ( مقال أعجبنى ) و قد انتهى أمير من تصميم صفحة خاصة لهم بعنوان ( أصدقاء القرآنيين ) وستضم الاساتذة و الدكاترة : عمرو اسماعيل وسعد الدين ابراهيم وشاكر النابلسى وسيد القمنى و على سالم وكمال غبريال و خالد منتصر و محمد عبد المطلب الهونى و رجاء بن سلامة .. وهى صفحة مفتوحة لكل من يتفق معنا فى مساحة من الرأى من كل التيارات العلمانية و الفكرية.
وطبقا لاقتراح كريم من الصديق العزيز د. عمرو اسماعيل الذى عرض أن يحل محله الاستاذ نهرو طنطاوى فى المربع الذى يكتبه ، فإننا مع مزيد الامتنان و التحية له نلبى هذا الاقتراح ، خصوصا و سيكون مكان الدكتور عمرو اسماعيل مع رفاقه مفكرى الاستنارة : سعد الدين ابراهيم و بقية الأصدقاء.
لا زلت أتمنى فتح صفحة خاصة للقرآنيات تتميز عن بقية الصفحات لتشجيع الأخوات معنا وخارج الموقع على الكتابة و الابداع. ولعل هذا الاقتراح يجد وقتا لدى أمير لتنفيذه بعد الانتهاء من تصميم صفحة الرواق القرآنى . ولعل الاقتراح لا يحظى بالموافقة. هو رأى معروض للمناقشة. وفى كل حال فأمرنا شورى بيننا.
يبقى موضوع لا أتحرج من الخوض فيه.. وهو الشخصى و الموضوعى فيما تثيره مقالاتى من ردود افعال.
بعض الكارهين يتفنن فى السب والاتهام حتى استنفد كل ما لديه وهو لا يمل ولا يكل. وبعض تلامذتى من أهلى يردون بالدفاع عنى ، وهم بحكم حياتهم فى الطفولة و الشباب الى جانبى يعرفون مدى الافتراء والظلم فى تلك الاتهامات الموجهة لى. وبعض الأصدقاء يتحسس ويتحرج من دفاع أقاربى وأهلى عنى ، ويتخوفون من وجود رائحة ( تقديس ) . هذا بينما لا أكف فى كتاباتى عن القول بأننا جميعا تلاميذ أمام كتاب الله تعالى ، نتعلم منه معا و يستفيد بعضنا من بعض. وليس فيما أقوله أى إدعاء أو مبالغة. بل هى الحقيقة لأن الباحث الحقيقى هو الذى يقر و يعترف بأن ما يعلمه هو واحد على بليون ما يجهله ، وأنه كلما تعمق فى البحث ازداد احساسا بجهله. أن مهمة الباحث هى فى البحث عن الحقيقة، وهو يظل يسعى فى طلبها طيلة حياته، ومن أقصر الطرق فى الحصول على المعرفة استطلاع آراءالآخرين و تحليل مدى استجابتهم ، ومعرفة الجديد من أفكارهم و تساؤلاتهم.
المهم كيف نعالج هذا الأمر:
أولا: لا يمكن أن نوقف هجمات الكارهين, هم عادة يعجزون عن الرد فى الموضوع فيلجأون الى السب فى الكاتب. والحل معهم هو التجاهل وعدم الرد.
ثانيا : أهلى الذين يؤذيهم الهجوم الشخصى علىّ حتى فى داخل الموقع ـ طلبت منهم أن يكون تعليقهم فى الموضوع دون مدح لما أقول، مع أن هذا المدح عادة يحيى به الكتاب و المعلقون بعضهم بعضاـ دون وجود حساسية ـ ولكننى أصر وأصمم وأرجوهم أن يكون تعليقهم فى الموضوع بدون أى إشارة مدح أو تقدير.
ليس هذا مجرد كلام يقال ، ولكنه التزام أساس بهدف هذا الموقع.
للتوضيح فقط أقول: الله جل وعلا يعلم ـ وكفى به عليما ـ أننى أريد لهذا الموقع أن يكون لى ما حرمنى أعدائى منه. كنت فى جامعة وحرمونى منها. كنت فى عدة مساجد وأخرجونى منها . كنت أسافر من القاهرة الى بلدتى لأصلى صلاة الجمعة فى بيتى مع أهلى ، و حرمونى من الذهاب الى بلدى ومجالسة أهلى و الصلاة معهم و تعليمهم. هذا الموقع ـ فى آلام الغربة ـ هو الذى يعوضنى عن البيت والمسجد والجامعة.
كنت ـ و لا أزال مدرسا ومعلما وخطيباـ وأريد لأبنائى فى هذا الموقع أن يتخرجوا فيه باحثين و كتابا ومفكرين يحملون الراية للأجيال القادمة. ولهذا أكتب لهم خصيصا نماذج عملية. مثلا :حين كتبت ( دراسة حالة ) كان هدفى أن يتعلم أبنائى كيفية التحليل و منهجية الرد. ونفس الحال فى الدعوة الى التعليق على النوادر التراثية ، فالهدف منها هو أن يتعامل أبنائى مع المصادر الأصلية التراثية مباشرة ، ويعلموا لغتها ومصطلحاتها. ومن هنا يأتى الحرص على فتح باب المناقشة فى الفتاوى.
لعلكم تلاحظون ان الفتاوى فى هذا الموقع تتميز بشيئين : الأول: انها مفتوحة للتعليق للتاكيد على أن ما أقوله و ما يقوله أى شيخ هو مجرد رأى ، قد يخطىء و قد يصيب ـ ولا بد أن يكون معروضا للنقاش و التعليق. الثانى : أنها ليست فناوى فى الفقه و الدين فقط بل تتفرع فى السياسة و البحث التاريخى و التراثى و الاقتصاد. وهى فى النهاية رد على ما يأتينى من أسئلة.
الغرض من الفتاوى فى الموقع ومن كتاباتى الأخرى هو فتح باب النقاش الصحى ليستفيد أبنائى الباحثين ـ هذا بالاضافة الى استفادتى الشخصية مما يقال . ومن الطبيعى أن هذه الاستفادة لا يمكن أن تتحقق اذا تحول النقاش من الموضوعى الى الشخصى. لذا أطلب و أتمنى أن ينحصر النقاش فى الموضوع، إذا اتفقت مع محتوى الموضوع فيمكن أن تؤكده باضافات من تجارب حياتك أو مما تقرأ او مما يجود به عقلك. اذا اختلفت مع محتوى الموضوع كليا أو جزئيا فاعرض لوجهة نظرك بالدليل. أما الهجوم على شخص الكاتب فسيؤدى الى دفاع الاخرين عنه. وتحرج البعض الآخر من اعتبار هذا الدفاع تقديسا .
لا أستطيع ـ كما قلت ـ كف الكارهين عن الذم والسب و الشتم . ورسائلهم تاتينى بما لا يخطر على البال من الشتائم القذرة. ومع انه ليس عدلا أن أكف اهلى عن الدفاع عنى فأننى أطلب منهم ـ أمامكم ـ أن يركزوا فى تعليقاتهم على محتوى ما أكتب بالاضافة وطرح أسئلة جديدة. وهم فعلا يفعلون هذا. ولكن أطلب منهم المزيد.
ليس هذا قصرا على أهلى الذين عايشونى وكبروا أمام عينى وحرمتنا مظالم الطغاة و البغاة من أن نقضى بقية العمر معا.
أهلى الان فى غربتى هم كل الأحبة فى هذا الموقع.
بارك الله تعالى فيكم جميعا .
وهدانا سواء السبيل.

اجمالي القراءات 18980