سيني-دين
Fiction Vs Reality

Mohammed Z في الجمعة ٢٩ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً




يقول الأستاذ العقاد: “كل ما يخطر في عقلك..حتماً يمكن حدوثه".

ويقول كذلك رائد الإنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية لوبون : "عندما يكون الإنسان في وسط مجموعة من الناس، فإن شخصيته تتغير على حسب هؤلاء الناس..ويصبح لديه إرادة جمعية ليست ملكه".

لو دققنا النظر في الصورة..سيتبين لنا أنها صورة من لقطة، من المسلسل الشامي الشهير (باب الحارة)، اللقطة عادية جداً أليس كذلك..دقق النظر أكثر!! صالون عربي مثل معظم الصالونات العربية التقليدية والتي كانت في بيوت آباءنا وأجدادنا ولربما مازال البعض متمسك بهذه النوعية العريقة..لا بأس الديكور جميل بالطبع.

لكن لو دققنا النظر أكثر سيتبين أن الديكور تم تقسيمه الى جزئين متساويين متوازيين وكأنهما مرآة لبعضهما..وما المانع لا شيئ! بل على العكس هو ما يتوافق بالضبط مع نصفي المخ الأيمن والأيسر وكذلك العينان..إذن الصورة موزونة للغاية أليس كذلك…هذا يعني أنها تدخل مباشرة إلى العقل دون أدنى مانع.

..وهذا موجود لو تلاحظوا في معظم ديكورات بيوتنا العربية إلا ماندر منها..أطلت عليكم أعرف..للأهمية فعلت.

خلال هذا كله سنجد أننا لا نلحظ عادة تلك الرسالة المبطنة القديمة...رسالة الوثنية الإشراكية بالله الخالق الأعظم ومع من؟! مع نبيه ورسوله..مع البشير النذير..مع المبعوث رحمة للعالمين برسالته الواضحة البينة الجلية..بأن لا نشرك مع الله أحدا!!

"الشيطان يكمن في التفاصيل"
(دان براون)

أريدكم الآن أن تتذكروا كم مرة تم اختزال هذه الصورة....إطار مكتوب بداخله لفظ الجلالة ("الله") و إطار آخر على نفس البعد المتساوي المتوازي بنفس خامة القماش أو المعدن ونفس زخرفة الإطار ، مكتوب بداخله (محمد)..بديكور متوازي ومتساوي كذلك!!

هذا كله يتم برمجته مراراً وتكراراً بداخل عقولنا ليتم تثبيت الشرك بالله على الدوام..الداهية الكبرى الآن أنه حتى المساجد نجد في أعلى محراب الصلاة فيها نفس الإطارين على الدوام..فإن سألت أحدهم هل تشرك بالله شيئاً قال لك معاذ الله..ولكنك تجد الشرك بالله قد تغلغل في قلب حياته دون حتى أن يشعر..حتى أنه أثر على مفاهيم عقلية الكثيرين منا...وتبقى الأداة الإعلامية والسينمائية تجتر هذا التراث الشركي...المثناة في كل حياتهم ولعل هذا ما أوجد الإزدواجية في مجتمعاتنا...تدعي المثالية من الخارج وفي الباطن قد وقر الفساد والظلم والتعدي..

خلاصة: 1- إذا أردنا وضع لوحة كتب عليها ("الله") فلنضعها في الأعلى ولنضع أسفلها وأدنى منها ما شئنا من أنبياء أو مفكرين أو أدباء...الخ!
2-التأكد من مفاهيمنا وبالذات (أهل المحبة) الذين يظنون أن حبهم للنبي، يعني رفعه إلى مستوى الخالق..أو التفريق بينه وبين باقي الرسل والأنبياء.
3-توعية البسطاء بهذا الأمر.
4-الآلة الإعلامية آن لها أن تكف عن العبث بمعتقداتنا..ورفع الوعي الإدراكي عند مشاهدة أي عمل درامي أو سينيمائي.

الحلقة الأولى من سلسلة سيني-دين (سينما دين)
مُعِز الرماح.



 

اجمالي القراءات 6342