تحت ضلال الأزهر
رسالة مفتوحة لمفتي الأزهر الأسبق علي جمعة

نهاد حداد في الأحد ٠٣ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

يؤسفني ويريعني في نفس الوقت أن أقول مع إسلام بحيري بعد توقف برنامجه على قناة "القاهرة والناس " : " احنا ارجعنا لورى أوي، أوي، أوي ، " . 
طالعنا علي جمعة ، شيخ الآزهر هذا السبت بخبر مريع أورده هذا الصباح موقع أهل القرآن ومفاده  أن ترك الحجاب كفر. 
طبعا لم يفته أن يقرر بأن القاضي وحده هوالوحيد الذي لديه الحق من التحقق من كمال عقل المرأة التي تترك فريضة الحجاب ! يا إلاهي ، هل عدنا إلى محاكم التفتيش ؟ 
طبعا علي جمعة تحدث عن السيخ الذين استطاعوا انتزاع حقهم في ارتداء العمامة وإعفاء اللحية وحمل الخنجر على أنهـا حرية عقيدة وطالب بقوانين دولية تحمي حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب.فمن يحمي حق المرأة في عدم ارتدائه؟
  وفاته طبعا أن يطالب بحق المرأة في تدبر القرآن وفهم آياته! كمافاته أن يذكر بأن الحجاب من الفروع ولايمكنه بأي حال من الأحوال أن يخرج من الملة ! بل انه قد جعل الحجاب كالصلاة فريضة على كل امرأة ! وحين يعزل غدا المسلمات عن المسيحيات ، سيفتح محلات جزارة لأكل لحم المرتدة والمسيحية ، لأن المعادلة ستصبح كالتالي! كل امرأة مسلمة غير محجبة هي كافرة ، وبما أن الكفر بعد الإسلام ردة ، فإن كل أحكام الردة سطبق على كل امرأة لاترتدي الحجاب ! هنا تكمن خطورة الفتوى ! لقد نسي هذا الرجل ، أن يطالب في نفس الوقت بحرية المرء في الدين كله بموجب شرع إلاهه ! وهو لا إكراه في الدين سواء في الدين كله أو في بعض فروعه ! نسي بأن إلاهه قد قال جل من قائل حتى في الصلاة " :" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى " . 
نسي المفتي أن لاحق له ولا لغيره في الفتوى بل إن الله عز وجل الوحيد الأوحد الأحد هو المفتي لاشريك له حيث قال عز وجل : " وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ " وليس القاضي ولا المفتي ولا أيا كان كائنا من كان ! ولعلم الشيخ . وبالرغم من أنني ممن يغطين جسمهن من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين " هي حريتي الشخصية ، قد يظن الكثيرون ، بعد قراءة كتاباتي أنني من دعاة السفور " ! لا ، بل أنا من دعاة الحرية ، حرية العقيدة وحرية التدبر ، حرية الإنسان ، أي إنسان ، حرية المرأة ، أي امرأة في تدبر كتاب ربها بما تسنى لها من فهم لآيات خالقها. أنا مع حق المرأة في ارتداء جلباب أو نزعه ، في ارتداء حجاب أو عدم ارتدائه ، ولا وصاية لأحد على ضميرها أو تدينها ! 
القاضي ليس علام غيوب كي يشق عن صدر المرأة ، وليس طبيبا نفسيا كي يكشف عن مدى مسؤوليتها العقلية وبالتالي إصدار حكم بالردة ! 
وليعلم السيد جمعة على أن النساء قادرات على تحديه شرعا ! وأنهن قادرات على بيع أنفسهن لبعضهن ، ويصرن إماء لبعضهن كي يرتدين زي إماء عمر بن الخطاب ! فعمر بن الخطاب كان أكثر الناس قربا من نبي الرحمة وفهم بأن ماتسميه الحجاب يا جمعة هو لباس اجتماعي لاعلاقة له بالدين ! فإماؤه كن يسقين أنس بن مالك وشعورهن منسدلة على نهادهن المضطربة ! 
أو لم تكن الإماء نساء ؟ أو لم يكن مخلوقات الله ؟ أو لم يكن إناثا  ؟
نعم كانت الإماء نساء ! نعم هن نساء رغما عن أنفك ! بل كن أجمل نساء الجزيرة العربية على الإطلاق ، فقد كن من سبايا الفرس والروم ، كنا حور عين الدنيا ، كنا بيضاوات شقراوات جمالهن يغني الرجل عن زوجته الحرة السمراء ذات الشعر الأجعد والبشرة اليابسة يبوس صحرائهن القاحلة ! بالله عليك ياجمعة ، لماذا لم يعتق الصحابة إماءهن وقد كان للكثيرين منهن أمهات أولاد! لماذاتركوهن يمشين على حل شعرهن في أسواق المدينة ! لماذا كان عبد الله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضع يديه على خصر الإماء قبل أن ينصح المشتري بشرائهن ، لماذا لم يعتقوا إماءهن درءا للفتنة وعتقا لرقابهم من النار ! فهل أنت ياجمعة خير من عمر بن الخطاب وهو صاحب رسول الله ! وهل خير من أنس بن مالك ؟ وهل إنت خير من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد كانت له أمهات ولد حتى أن أسماء أبنائه كانت بالترتيب " فلانة الكبرى وفلانة الصغرى وووو" نظرا لكثرة الأبناء! بأي حق تفتي وبأي دين تؤمن ! أنا لا أحاسبك بقرآني ولكنني أحاسبك بسنتك وبخاريك ! 
بخاريك الذي قال بأن الأعمى كانت له أم ولد فقتلها لأنها طعنت في الرسول الكريم ! أحاكمك ببخاريك الذي قال بأن عائشة زوجة الرسول الكريم كانت تضع خمارها أمام العبد ( وتضع بمعنى تنزع) ! 
باسم بخاريك الذي قال بأن النبي نصح ابنتهفاطمة  التي لم تستطع تغطية شعرها بجلبابها أمام العبد الذي جلبه لها إ" إنه ابوك وغلامك" فهل العبد ليس رجلا لديه نزوات ! 
آه ، نسيت ، لقد أجاز بخاريك أن تضع خمارها بين يدي الخصي ! وبالمناسبة للتذكير فقط ، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ! كيف تجرؤون أن تتهموا النامصة بتغيير خلق الله عندما تنزع بضع شعرات من حاجبيها ولاتستحون من نزع خصيتي العبد كي تدخلوه على نسائكم ؟ أليس هذا تغييرا بشعا لخلق الله ؟ 
الآن فهمت والآن فقط لماذا منع عمر بن الخطاب دخول العلوج إلى المدينة : سأذكرك بمن هم العلوج يا جمعة : هم كل أولئك العبيد الذين سيقوا من الدول والبلدان المفتوحة ، والذين وصلوا سن الاحتلام ، فكل من احتلم من العبيد لم يكن من حقه دخول المدينة . والوحيد الذي سمح له عمر بن الخطاب دخول المدينة ، هو نفسه من قتل عمر بن الخطاب ! 
لقد أدخلتك في متاهة يا جمعة وقد تتساءل لماذا؟ لأن أزواج الإماء كانوا بنفس جمالهن ومن نفس الفصيلة ، كانوا من شباب الفرس والروم ! فهمت الآن ! 
إذا كان من حق المرآة أن تضع ( أي تنزع ) حجابها أمام العبد فيجب أن يكون هذا العبد أسود زبيبة ! ونسي بأن عبد هند بنت عتبة ، وحشي ذوالعضلات المفتولة ، هو قاتل حمزة ، فارس الإسلام ! هذا العبد الذي يأتمر بإشارة من سيدته قادر على قبول أي أمر منها ، حتى في الجنس! 
فكيف تأمنون إذن على نسائكم من العبيد ! 
آه ، نسيت ، لقد وجدتم الحلول لكل شيء! حتى أنكم أعطيتم الحق للمرأة أن تحمل جنينها أربع سنوات ومنكم من قال سبعة ! ونسيتم لون الطفل ! فمارأيك إذا عاد الزوج ووجد " دستت عيال " ! الولد للفراش ! ياللحكمة ! فماذا إذا كان الزوج أبيضا وعاد ليجد دستة سوداء ! هم أبناؤه بلا شك  طبعا! كيف تستحلون أعراض نسائكم وتأمروهن بغطاء الشعر ! وعلى ذكر الشعر : العورة ! 
وسأذهب معك في التحليل بعيدا : إذا حاضت المرأة يجب أن تغطي جميع جسمها ما عدا  الوجه والكفين ! طيب ! لماذا ؟ لماذا أغطي كل شيء والطفلة من حقها أن تترك شعرها عاريا ؟ ستقول لي ومادخل الطفلة ؟ 
بل للطفلة كل الدخل ، لأنك تستحل مفاخذتها وتعطي لنفسك حق نكاحها ! لماذا ستبحث أصلا عن راشد تشتهيها مع أنه من حقك اشتهاء المثنى والثلاث والرباع من الرضع والأطفال ! كيف سأفتنك وأنت في غنى عني بشعر الطفلة الممتلئة ذات الخدود الوردية ؟ 
سأتفق معك لحظة على محاكم التفتيش وقضاة الدين! ولكن ليشق القاضي على صدور المصلين لكي يرى هل هم في صلاتهم خاشعون !  وليشق على الصدور كي يعلم المنافقين منهم وحتى النبي لم يكن يعلمهم  بل الله يعلمهم ! وليشق على صدر المحجبات شخصيا فينظر إن كن فاضلات أو مجرد مومسات بلباس تقوى ظاهري ! 
لقد ألهتم البخاري وحان اليوم وقت تأليه القضاة ! لقد قضى الله عز وجل بعبادته وحده ، أما اليوم ، فسنأله القضاة ونعطيهم كشف حساب عن إيماننا وكفرنا بدلا من رب العزة ! وغدا عوض التوجه للمسجد للصلاة ، سنتوجه إلى محاكم تفتيش الفضيلة ! وأتساءل ، هل سيحدثني القاضي من وراء حجاب كما يفعل الراهب في الكنيسة عند دخول إحداهن للاعتراف بخطاياها أم سيغض بصره لينظر إلى طفلتي الصغيرة ليداعب خصلات شعرها ويشتهي مفاتنها على هواه! 
لقد عاد الأزهر ! عاد بكل فكره السلفي التكفيري الذي كان يدعي الوسطية ليجعل من القاضي مطلعا على الأفئدة ! 
ياسيادة الشيخ الأزهري الفاضل : ليس من حقك أن تكفرني أو تزكيني أو تراقبني : فالرقيب هو الله فانظر ماقال عز من قائل وتدبر لعل الذكرى تنفعك قبل أن يواري التراب سوءتك ! : 
في قوله تعالى: {..وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[المائدة:117]  
وقوله تبارك وتعالى {..إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]
وقوله {..وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب:52]
ياسيدي عندما توفى الله مبلغ رسالاته الكريم ، لم يعد هناك شهيد ولا رقيب إلا هو، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وإلى ربهم يُرجعون ! فكيف تأخذ مكان الخالق وتنصب القضاة رقباء مكانه ؟ أليس هذا هو الكفر بعينه ؟ فمن الذي ينكرمعلوما من الدين بالضرورة ، السافرة أم أنت ، فكل امرأة لم ولاترتدي الحجاب غالبا ماتقول لك : أتمنى أن يهديني الله لأرتديه ! فمن الذي ينكر هنا معلوما من الدين بالضرورة ؟ هي أم آنت ؟ من الذي ينصب نفسه رقيبا مكان الخالق ؟ هي أم أنت؟ من الكافر بأمر الله ؟ هي أم أنت؟ من الذي يضطر الناس إلى النفاق؟ هي أم أنت؟ 
يقول الله تعالى جل من قائل:" وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَاماً كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:10- 12]، فمن أنت ومن يكون القاضي حتى تضعوا أنفسكم مكان ملائكة الرحمان ؟ 
ثم استمع لقوله جل جلاله :" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 16-18]،
ثم  قال تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس:61]. 
فمن أنت حتى تنصب نفسك حارسا للفضيلة وقد جعل الله الملائكة على الناس حافظين كراما كاتبيين ؟ من إنت ومن نصبك رقيبا علينا مكان الله ؟ أستغفر الله وأعوذ به ! ألأن والدك قرر يوما ما أن يصطحبك إلى كُتَّاب من كتاتيب الأزهر ، وأنهيت دراستك الجامعية هناك يجعلك ذلك رقيبا على ضمائر الخلق ، هل يجعل منك ذلك ملاكا ! وهل أصبح الأزهر يُخرِّج ملائكة أشرافا عوض طلبة علم مجتهدين مثلهم مثل الناس جميعا؟ 
طبعا ، سيكون لهذا الحديث بقية ، وليست المسألة مسألة حجاب ! بل المسألة أخطر من ذلك بكثير ! المسألة مسألة طعن في القرآن أيها الشيخ ! المسألة هي اعتداؤكم على صلاحيات الخالق ! المسألة هي أنكم أقفلتم أفواه المسلمين المتنورين لتفتحوا أفواهكم أنتم بالكفر والتكفير ! كي تهدوا الكنائس وتغتصبوا الأطفال وتستحلوا أعراض الرجال والنساء على حد سواء بالقول بدوام الحمل أربع سنين وأزيد ! كممتم أفواهنا لنصبح نعاجا تستحلون دماءها متى شئتم وتقطعون رقابها متى رغبتم! مالذي سيمنعك من قتلي إذا لم أرتد الحجاب حين تُكفرني بعدم ارتدائه! ستستعبدني باسم سنة بخاريك وبعدها ستتطاول علي باستغلال كتاب الله : " وإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب". 
فتواكم هي دعوة للفتنة والقتل وسفك الدماء ! إذ ماالذي سيمنع الأخ من قتل أخته والزوج من قتل زوجته والأب من قتل ابنته جهادا في سبيل الله بعد حكم القاضي عليها بالتكفير ! شكرا ياشيخ الأزهر على فتواك هاته ! فلقد أسديت خدمة للكفر بإبعاد الملايين عن الإسلام ! شكرا لأنك نزعت قناعك الوسطي لتكشر عن أنياب فكرك السلفي التكفيري السفاك ! شكرا وألف شكر ، لأنك أفصحت عن فكرك الحقيقي أمام الملإ والملإ الأعلى ! فلتبؤ بذنب كل سيدة ستقتل تكفيرا من قضاتك ! ولتتبوء مقعدك مما قضيت ! ولتدع داعيك فسيدعو الله الزبانية ! وسيكون عليك النبي شاهدا يوم القيامة ! 
حينها وحينها فقط أريد أن أسمع ردك في عدم طاعة رسولك الأكرم الذي قال لك : " من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه " ساعتها فقط : أريد أن أسمع ردك عن قوله عز وجل : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" . 
اجمالي القراءات 11239