• قالوا: وجود الله مسلمة لا يمكن دحضها ولا إثباتها !
•
قلت: الظن أخو الكذب، إما برهان ويقين، وإما صمت كصمت أصنام المشركين!
• ارفع رأسك وانظر في مخطوط السماء، ارفع بصرك عاليا وأمعن النظر ينقلب إليك البصر خاسئا يهمس: هذا الجزء المشهود سمي عظيم بشكل يفوق التصور، ومحكم الصنع متقن بشكل معجز.. أحس بالضعف أمام هذه الصفحة البادية، فكيف بالمخطوط كله، إن كان لهذا المخطوط كاتب فهو بلا شك واحد لا مثيل له في عظمته وقوته وعلمه وحكمته، ولا شك أيضا أنه جدير بحب مقدس كامل لا تشوبه شائبة نقص أو شك، بله أن تخالطه الخيانة والمعصية، إلا الخطأ وعلاج الخطأ سهل ميسور !
• أيها المخطوط العظيم أجبتي: من الكاتب؟ أجبني ويحك فانا عاشق متيم، ولكني أخشى الضلال وعشق الخيال ؟
• سكت المخطوط، وحق له أن يسكت فهو لا يسمعني ولا يراني.. المخطوط حجارة سيارة بالملايين، كبيرة جميلة تسر الناظرين، لكنها حجارة لا أكثر، حجارة صماء بكماء لا تسمع ولا ترى ولا تستحق حبي، والعاقل لا يعشق ولا يعبد الصم البكم الآفلين!
• تصور أن المخطوط نطق ؟ لا، المخطوط لا ينطق، المخطوط يُقرأ ويستنطق! والسؤال هو: كيف يقرأ ؟
• قال العقل والمنطق: كن مثل شمبوليون وحاول أن تفك اللغز المكنون !
• ماذا فعل هذا الشمبوليون ؟ قالوا: هو عالم لغويات فرنساوى نجح في فك رموز الهيروغليفى المصرى عن طريق مقارنتها بالحروف اليونانيه المكتوبه معها على حجر رشيد !!
• قال بوعقال : وجدتها ! وجدتها ! سوف أقارن بين رموز وإشارات تلك الحجارة الصماء، وعبارات كل نسخة من أي مخطوط له علاقة بموضوع بحثي ! لا شك أن الأمر سيكلفني وقتا وجهدا، والنتيجة غير مضمومنة، ولكن من رام الهجرة بحثا عن الحبيب لن تصده كثرة التضحيات مهما بلغت، وفي ملتي واعتقادي أن من يفعل هذا يعيش سعيدا ويموت سعيدا سواء وصل أو لم يصل!
• وبما أني عربي اللسان، والعرب يزعمون أن القرآن كلام الله، ;وفي كتابهم أن الله هو خالق حجر الكون، سأميل إذن ـ مؤقتا ـ إلى القول أن أمثل السبل لبلوغ الغرض المحبوب يبدأ من هنا .. وأنا ـ هنا ـ أمام احتمالين اثنين لا ثالث لهما:
1/ إما أن أجد دليل الوهم والكذب العربي، وهذا لن يحزنني إطلاقا، فأنا أبحث عن الحق، ولا أريد اتباع خيوط الوهم الصاعدة إلى السماء بلا برهان !
2/ وإما أن أجد في كتابهم دليل صدقهم ، الأمر الذي سيفرحني طبعا، بل سيملأ قلبي غبطة، فأنا متيم عاشق للحق مذ كنت صبيا إلا أني ـ كما قلت ولن أمل من تكرارها ـ أخشى أن أعشق وهما صاعدا يلفه دخان الخرافة والزيف..
• من الأول ؟ وما هو ؟ ومن أين جاءت تلك الحجارة ؟ ومن كتب ذاك المخطوط ؟ وهل في الكتاب العربي أي جواب يدل دلالة قطعية أن المجيب عليم بأسرار الحجر المرقوم ؟
• قال العقل والمنطق: هذا سؤال مغلوط ؟ لابد أن تعرف أولا بعض أسرار الحجارة ثم تقارن بين معلوماتك المتيقنة، وما جاء بشأنها في الكتاب العربي، مع افتراض إمكانية التطابق والصدق.
• من أين جاءت تلك الحجارة ؟ قال العلم: لا تسألني عن مصدرها، فالظاهر جد محير، فكل الحجارة كانت برغم كثافتها محشورة في بيضة نصف قطرها = 0 ؟
• قلت: إذن العلم لا يملك إلا نصف الإجابة، فأين أجد النصف الآخر ؟ فهل في كتاب العرب جواب يشفي الغليل؟
• ماذا قال الكتاب بشأن البداية ؟
• { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }
• هو الأول :
• ذاك موجز جواب الكتاب، وبالجمع بين هذا النص ونصوص أخرى كثيرة ـ ذكرناها حيث يجب ـ يمكن تفصيل الجواب: بأن الكون لم يخلق من العدم ، بل كان علما مكنونا، أي: كان دالا بلا مدلول، فالشمس ـ مثلا ـ كانت اسما معلوما، ولكن بلا مسمى، فقال الله: شمس كن، فكانت شمس مجسمة ! ويقال مثله بشأن تلك البيضة الأولى: كانت في علم الله اسما فجعلها جسما ثم فصلت فقلنا عن التفصيل وما زلنا نقول: انفجار عظيم !
• هذا ما دل عليه الكتاب، فهل هذا الجواب يخالف ما نعرف من أسرار صلصال الكون؟
• قال العقل والمنطق: هذا سؤال مغلوط أيضا ؟ نحن نبحث عن مطابقة معلومة كونية بأخرى قرآنية، وما دمنا لا نعرف سر البداية فلا يمكن بأي حال من الأحوال إصدار أي حكم بشان الجواب المأخوذ من القرآن، سواء صحت قصة البيضة والانفجار العظيم أو لم تصح لأنها ليست البداية.
• قال بوعقال: صدق صاحبي ذاك السؤال مغلوط، لأن البداية مجهولة لحد الآن ويبدو أنها ستبقى كذلك إلى آخر الأزمان ـ إن كان للزمن نهاية ـ لكننا استفدنا من السؤال أن كتاب العرب يفسر البداية بشكل مخالف لكل المفاهيم التي كانت سائدة في القرن السابع أي زمن نبوة محمد وكتابة القرآن.
• أتمثل قارئا يقرأ النص باحثا عن أي خلل، غافلا عن الغاية، وربما وُجد قارئ آخر لم ينس الغاية، لكنه يود لو سألنا عنها من خلال المقارنة بين ما نعرف عن النهاية، وما جاء بشأنها في الكتاب العربي؟
• { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }
• هو الآخر :
• هل ثبت علميا أن للكون نهاية ؟
• • • • يـتــبـع .. !
• تنبه / يمكنك اتهامي بأني عرضت الشبه نقدا وجعلت الرد نسيئة، ولكن اعلم أني لست مرابيا ولن أكون، كل ما في الأمر أني أرغب في أن يشاركني القاري العادي زوجا من المشاعر المتناقضة: لذة البحث عن الحقيقة الحبيبة، وآلام المنتظر الخائف من خيبة الأمل !