وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ..
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ..!

حافظ الوافي في الجمعة ٢٨ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

ذهب بعض أئمة الفقه السني الى ان معنى قوله تعالى"  وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" بانه  أمر لتشريع السنة والاحاديث التي أوضح النبي  محمد من خلالها الذكر مع ان هؤلاء الفقهاء يؤكدون ويعترفون ان النبي قال " لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه" كما يتناقض مع القرآن الذي يؤكد أنه كتاب مفصل ومبين.

من هنا ان كان المقصود بقوله " تبين للناس " هو السنة لكنا الرسول مات وهي مدونة كما ان هذا التفسير يتناقض مع قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا" وقوله (ما فرطنا في الكتاب من شيء} "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ..... وقوله: "أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ".

وبالتدبر في القرآن نجد ان الكتاب واضح ومبين ومفصلا يقول تعالى: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا"..

ان جوهر التبليغ المبين هو اظهار القرآن وتلاوته على الناس كافة وعدم كتمانهوتبيان القرآن بتلاوته قال تعالى في سورة النمل: "إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ  وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ  فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92)..

,هنا نجد أن الرسول مأمور بتلاوة القرآن وليس عليه اكراه الناس ان يكونون مؤمنين به "فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ"..

فليس بتفسير القرآن المفسر اصلا ولا بيتبيان الذكر المبين ولا بتفصيل الكتاب المفصل تأتي الهداية الى الرشد بل بمجرد سماع القرآن قال تعالى" قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا".

ونتدبر هنا قوله  تعالى" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".. لنجد ان الحديث عن الأنبياء السابقين ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر﴾ أي أن الله تعالى أرسل الأنبياء السابقين لأهل الكتاب وأنزل معهم البينات والزبر ثم يخاطب الله النبي محمد عليه الصلاة والسلام فيقول ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ أي لتوضح لأهل الكتاب ما سبق إنزاله إليهم من البينات والزبر لعلهم يتفكرون, وهذا بالضبط ما تؤكده هذه الآية الكريمة " وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"..

 ودائما صدق الله العظيم

اجمالي القراءات 16203