أثر النوايا على الأرزاق
ضربات اقتصادية موجعة بمجرد نوايا قلبية خبيثة!!

نسيم بسالم في الخميس ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

هَل تعلمُون أحبَّتي أنَّ الإنسان يتلقَّى ضربات اقتصاديَّة مُوجعَة؛ بمُجرَّد نيَّة سيئَة استبطنَها في قلبِه؟!
لقَد أقسَم أصحابُ الجنَّة (في سُورة القَلم) أن يصرمُوا جنَّتهم عِندَ حُلول الصَّباح؛ وأن يحرمُوا مِن خيراتِها المساكين والفُقراء؛ ولمَّا اطَّلع الله على نيِّتِهم السيِّئَة تِلك، ووجدَها قاطِعَة جازمَة؛ ليسَ فيها أدنَى تردُّد، صرمَها عليهِم باللَّيل قبلَ أن يصرمُوها.
- الحقُّ الذي استثنَاه أصحابُ الجنَّة مِن نصيب المساكِين؛ لا شكَّ أنَّه فرضٌ واجبٌ عليهِم؛ لأنَّ الله تعالى لا يُعذِّب على تَرك النَّوافِل والرَّغائب.
- النيَّة المُتردِّدَة التي لَم تصِل إلى 100% مِن العَزم والجَزم للتَّنفيذ؛ لا يُحاسبُ عليها الله تعالى؛ لأنَّ الإنسان حينَها في معركَةٍ ضاريَة مع الشَّيطان؛ ولا زالَ يُغالب! ولَكن ما إن تصِل إلى الجَزم الأكيد حتَّى يُجري الله تعالى سُننَه عليها؛ كما لَو أنَّها كانَت أفعالاً حقيقيَّة؛ لا فَرق!!
لَم ينتَظر الله تعالى؛ ليُحرقَ عليهِم جنَّتهم؛ حتَّى يُصبِح الصَّباح؛ ويهرعُوا لتَنفيذِ خُطَّتِهم الماكرَة؛ إذ النيَّة الخبيثَة كافيَةٌ لإهلاكِ حرثِهم!!
** يعلمُ الله كَم مِن المشاكِل الاقتصاديَّة في الواقِع؛ سببُها نوايا خبيثَة بيَّتَها أصحابُها، وأصرُّوا عليها ولَم يُبدِّلُوها! لأنَّ مَن تابَ، تابَ الله عليه! فكَم نحنُ بحاجَةٍ إخواني لتَصحيح نَوايانا في كُلِّ حين ؛وأثناءَ كُلِّ عمل نقُوم بِه.
* قَد يُخطِّطُ أحدُ العُمَّال في شركَة ما مُنذ دُخولِه أوَّل يَوم؛ أن يترقَّى تدريجيًّا حتَّى يصل لأن تُوضع الخزائِن بينَ يَديه؛ فيغلَّ ما فيها مِن أَموال ومُدَّخرات! لا شكَّ أنَّ هذا المُخطَّط الإجرامي، سيتطلَّبُ منه سَنوات عَديدَة؛ والله تعالى في غُضون كُلِّ تلِك السَّنوات لَن يكُفَّ عَن إرسالِ الضَّربات المُوجِعَة إليه؛ رُغمَ أنَّه لَم يقُم بالسَّرقَة بَعد؛ لأنَّ النيَّة الخبيثَة كافيَةٌ في العذاب.
* وقَد يَنوي آخَر أن يجمَع الأَموال في المُستَقبَل؛ لكَي يُسافِر إلى إحدَى البُلدان المُنحلَّة أخلاقيًّا؛ ليُمارسَ الفواحش بعيدًا عَن أعيُن بني قومِه! فالله تعالى مُطَّلعٌ تَمامًا على تِلك النيَّة الخبيثَة؛ يُوجعُه بالضَّربات طوال تِلك السَّنوات التي لَم يُغيِّر فيها نيَّتَه؛ ولا يَدري ما يحدُثُ لَه! ومَع هذا يُمكِن أن لا يصلَ لتحقيقِ مُرادِه أصلاً.
* وتبيتُ امرأة في اللَّيل؛ وفي نيَّتِها أن تستيقظَ في الصَّباح، وتقصِد فُلانَةً لكَي تُغضبَها، وتُسمِعها ما تكرَه مِن الأَقوال؛ فيُقدِّر الله لَها أن تلتهبَ أحدُ أسنانِها وتتوجَّع عليها؛ فلا تَنامُ اللَّيل بطُولِه! وهكذا مِن الأمثلَة الواقعيَّة التي لا حصرَ لَها.
فالله الله أحبَّتي الغَوالي على نَوايانا وسرائرِنا؛ بِها نُكافأ، وعليها نُجازَى بالسُّوء؛ لنكُن كثيري المُراقبَة لَها؛ حتَّى لا نُؤتَى مِن قبَلِها.
 
اجمالي القراءات 8183