مصطلح "الذين كفروا" التكفير
مصطلح "الذين كفروا". ارحموا الأمه من التكفير

عبد الله العراقي في الثلاثاء ٢٨ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

مصطلح "الذين كفروا"

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

لا يخفى على الكثير كيف ان التكفير ادى الى مافيه الامه من التمزق و الدماء و الحرق الان. و كنت اعتقد في السابق ان الذي يلتزم القران منهجا وحيدا له لن يسارع الى التكفير الذي ابتليت به الامه الا بعد تمحيص كل الايات.

لقد ادعى بعضهم ان الذين كفروا في هذه الايه (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا الرُّ‌عْبَ بِمَا أَشْرَ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ‌ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) هو المسلمين الحاليين "الذين يؤمنون بالقران الكريم المعصوم من الخطأ مع البخاري و الكافي" او غيرها من كتب التاريخ (نحن نعرف ان هذه الكتب فيها من الكذب و الكفر اكثر من مافيها من الحق و السبب انها كتبت في عصر الحاكم الفاسد و بيد البشر).

 وقد وصلوا الى هذا الفهم الخاطئ في معنى "الَّذِينَ كَفَرُ‌وا " لانهم اقتطعوا الايه عن سياقها الاتي:

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُ‌وا يَرُ‌دُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِ‌ينَ ﴿١٤٩﴾ بَلِ اللَّـهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ‌ النَّاصِرِ‌ينَ ﴿١٥٠﴾ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا الرُّ‌عْبَ بِمَا أَشْرَ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ‌ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴿١٥١﴾ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ‌ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَ‌اكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِ‌يدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِ‌يدُ الْآخِرَ‌ةَ ثُمَّ صَرَ‌فَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٥٢﴾ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّ‌سُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَ‌اكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

تدبّر  مصطلخ "الذين كفروا" هذه الايات "،   و كذلك"هم" في " تَحُسُّونَهُم " و" صَرَ‌فَكُمْ عَنْهُمْ "  التي  تعود على "الذين كفروا" في الايه 149 و 151 و ستعرف ان لا علاقه لها بالمسلمين الحاليين"الذين يؤمنون بالقران مع البخاري و الكافي.  فالايه (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا الرُّ‌عْبَ بِمَا أَشْرَ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا--) كما افهمها تقول ان الذين كفروا سنلقي في قلوبهم الرعب لانهم اشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا.اي ان القاء الرعب فيهم جاء لشرطين الاول هو فعل الكفر(الَّذِينَ كَفَرُ‌وا) و الثاني هو فعل الاشراك في (بِمَا أَشْرَ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) ولتكفير المسلمين الحاليين"الذين يؤمنون بالقران مع البخاري و الكافي و التاريخ" انت تحتاج الى دليل يقيني صريح يجعل فيهم هذان الشرطان و لا يوجد في هذه الايات اي دليل على ذلك. فكيف بالله عليك تكفر امه كامله تؤمن بالقران و لكنها تجمع معه كتب اخرى؟؟

 

ثانيا: ان الذي افهمه من قراءة تعبير "الذين كفروا" في الايات التاليه يعطي المفهوم الصحيح من مصطلح الذين كفروا و هم قطعا ليسوا المسلمين الحاليين "الذين يؤمنون بالقران مع البخاري و الكافي":

. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿البقرة: ٦﴾

. وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَ‌فُوا كَفَرُ‌وا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ ﴿البقرة: ٨٩﴾

لَا يَغُرَّ‌نَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فِي الْبِلَادِ ﴿آل عمران: ١٩٦﴾

يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَعَصَوُا الرَّ‌سُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْ‌ضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّـهَ حَدِيثًا ﴿النساء: ٤٢﴾(واضح ان الذين كفروا في هذه الايه هم ليسوا نفسهم بالضبط  من عصوا الرسول و  الدليل انه عطف بينهما).

يجب على من يلتزم القران منهجا له ان يحاول الاقتراب من الامه و ليس الانعزال عنها في البرج العاجي او حوار الطرشان. هذا هو الذي افهمه من المصلح الناجح او من يحمل رسالة الاصلاح. اما رمي تهم التكفير و الكفر هكذا بدون دليل يقيني مؤكّد فهو منفّر و يصم الاذان عن اي اصلاح و يؤدي الى الدمار و الحرب.

والسلام عليكم و رحمة الله

اجمالي القراءات 8127