هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا
مراحل خلق الإنسان

محمد صادق في الخميس ٠٩ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مراحل خلق الإنسان

بسم الله الرحمــن الرحيم .....

1- ما هى أطوار خلق آدم؟ وما هى أطوار خلق بنى آدم؟

2- ما الفرق بين الجسد والجسم؟ ما الفرق بين الإنسان والبشر؟

1- ما هى أطوار خلق آدم؟ وما هى أطوار خلق الإنسان؟:

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) (سورة الإِنْسان 1 - 76:2

2- ما الفرق بين الجسد والجسم؟:

ولفظ الجسد في القرآن إذا أطلق الله جل وعلا الكلام عن البدن مقروناً بالنفس فإن لغة القرآن تسميه " جسم " وإن كان معزولاً عن النفس والنفخة الإلهية فإن لغة القرآن تسميه " جسد " .

       الجسد:

 " وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ " (سورة ص 38:34

عن النبيين : وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) } (سورة الأنبياء 7 - 21:8

فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ" (سورة طه 87 - 88

وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا "الأَعراف 148

خصائص الجسد: لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ، لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ

الجسم:

وقال الله جل وعلا عن المنافقين : وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ " المنافقون 4

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ"  (سورة البقرة 247

الخلاصة: جسد + نفس + نفخة = جسم

ما الفرق بين البشر والإنسان ؟

 البشر:  كل بشر إنسان وليس كل إنسان بشر، كما نقول كل رسول نبى وليس كل نبى رسول. هذا بالمعنى القرءآنى.

قوله تعالى" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) ..... وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ( 29). 15:29 

  نلاحظ فى الآية أعلاه 26 " ولقد خلقنا الإنسان " وفى الآية 28 " إنى خالق بشرا " فالسجود بعد تسويته ونفخة الروح الإلهية ودخول النفس ، لذا سماه بشرا وليس إنسان بمفهوم قرءآنى.

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (سورة الكهف 110)

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) } (سورة مريم 17)

فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34) } (سورة المؤمنون 32 - 34

 

الإنسان:  من وصف الإنسان فى القرءآن نعلم الفرق بينه وبين البشر. كلمة إنسان ذكرت 58 مرة منها 47 مرة صفات سيئة والباقى بين وصية من الله أو طريقة خلقه ... الخ.

الهداية هى الفيصل فى إختيار كلمة بشر أو إنسان يقول تعالى: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الإِنْسان  

{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) } (سورة إِبراهيم 34)

 

وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) } (سورة الإسراء 67)

 

قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) } (سورة عبس 17)

 

وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) (سورة الكهف  54)

 

الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) } (سورة العاديات 6)

 

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) } (سورة العلق 6)

 

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) (سورة البلد ..............إلى آخر هذه الصفات....

 

أطوار خلق الإنسان: 1-  أطوار خلق آدم.... 2- أطوار خلق بنى آدم

ما الفرق بين كلمة الإنسان وبين بنى آدم فى القرءآن؟

كلمة بنى آدم ذكرت 7 مرات، كلمة إنسان ذكرت 58 مرة .

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ( آدم ) حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ ( بنى آدم ) مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) } (سورة الإِنْسان 1 - 76:2

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } (سورة البقرة  31)

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) (الإسراء

1- أطوار خلق آدم: المواد الأساسية فى بدأ خلق الإنسان هى الماء والتراب.

يعبر الماء هو العنصرَ الأول الذي خلق الله منه كل شيء حي قال - تعالى -: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ الأنبياء: 30

ما عدا الإنسان خلق من الأرض وفى الأرض: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى " (سورة طه 55

أ- التراب والماء

فإنا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ } (سورة الحج 5)

ب- من طين

فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) } (سورة الصافات 37:11)

ت- الحمأ المسنون

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) } (سورة الحجر 28)

ث- صلصال كالفخار

خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) } (سورة الرحمن 14)

 

الخلاصة: الماء + تراب = طين + تسوية = طين لازب + حرارة متوسطة  = حمأ مسنون + حرارة ثم يترك ليبرد = صلصال كالفخار.

2- أطوار خلق بنى آدم:

من نطفة  - علقة  -  مضغة ( مخلَّقة وغيرمخلَّقة - إلى أجل مسمى ( مدّة الحمل - ثم لتبلغوا أشدكم ( الشباب + الكهولة   ومنكم من يُتوفى - ومنكم من يُردّ إلى أرذل العمر ( الشيخوخة (لكيلا يعلم من بعد علم شيئا)

التراب هو الأصل فى الخلق.

ما هى مراحل موت الإنسان

يقول جل جلاله: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى " (سورة طه 55

مفتاح الآية الكريمة هى لفظة " نعيدكم " فما قبل هذه اللفظة وما بعدها واضح لا يلزم الكلام عنه فى هذا المقام. ولكن نبدأ من كلمة " نعيدكم ".

نعيدكم إلى ماذا؟ نعيدكم إلى صورتكم الأولى من بداية الخلق. والآية الكريمة بإختصار شديد تقول ستعودون إلى التراب تارة أخرى لذلك بَدأتُ بتعريف الفرق بين الجسد والجسم وبين الإنسان والبشر.

ولفظة نعيدكم تدل على أن مراحل الموت هى العكس تماما لمراحل الخلق خطوة بخطوة، كيف نفهم ذلك:

المرحلة الأولى لموت الإنسان هى المرحلة الأخيرة فى الخلق. نبدأ من هنا. إذا إنفصلت النفس عن الجسم وإنتفت صلاحية النفخة الإلهية تحول الجسم إلى جسد لا يكلمهم ولا يأكلون الطعام ولا يهديهم .

نلاحظ أن حين يتحول الجسم إلى جسد يصبح متيبس وصلب إلى درجة إن حاولت إخراج خاتم كان يلبسه فى معظم الأحيان لا نستطيع إلا بعد محاولات صعبة وفى أوقات أخرى لا يمكن حدوث ذلك لشدة صلابة الجسد وهى تماما كما قال الله سبحانه  "صلصال كالفخار " .  

الجسد الآن فى المقبرة عليه التراب فيتبخر الماء الذى فى الجسد فيصبح  " حمأ مسنون " له رائحة كريهة وهذا ما يحدث دائما بعد فترة قصيرة  فحين تزداد عملية تبخر الماء كاملة ويبرد الجسد لعدم وجود الحرارة التى دخلت عليه يتحول هذا الجسد إلى " طين لازب "  ومع الوقت يجف الجسد تماما ويفقد خاصية التماسك " لازب " فيصبح " ترابا " كما بدأ ويلتحم هذا التراب مع عناصر التراب فى الأرض ليعود إلى أصله الذى بدأ به ومنه.

صلصال كالفخار    -      حمأ مسنون      -      طين لازب      -       تراب  ...

" وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ " (سورة الرعد 5

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) } (سورة المؤمنون 12 - 16

والحمد لله رب العالمين...

 

 

اجمالي القراءات 16887