تحرك دولى لمسيحى الشرق الأوسط

مجدي خليل في الجمعة ٢٩ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

مع تصاعد الأثار السلبية لما يسمى الربيع العربى على مسيحيي الشرق الأوسط  ونظرا لأن الإضطهاد تحول إلى محاولة أنهاء الوجود المسيحى فى الشرق من قبل المجموعات الإرهابية الإسلامية، وفى ظل تؤاطؤ حكومات المنطقة مع الإرهابيين ورفع الحماية عن هذه الأقليات المسيحية المسالمة، أصبح مسيحيو الشرق الأوسط يواجهون عدوا واحدا ومصيرا واحدا، والعدو هو التطرف الإسلامى والمصير هو التخطيط لإنهاء الوجود المسيحي فى الشرق.

وبالتالي ـ شئنا أم أبينا ـ أصبحت المشكلة دولية، ويتحتم علي المجموعة الدولية تحمل مسئولياتها إزاءها.

ولما كانت القيادات المسيحية فى الشرق الأوسط محاصرة من قبل حكومات المنطقة وغير مسموح لها بأي تحرك فعّال لمعالجة القضية، فكان من الطبيعى أن تتحرك القيادات المسيحية الشرق أوسطية فى أوروبا وأمريكا. ومن اللافت للنظر أن بعض حكومات المنطقة حاولت احتواء القضية من خلال عدة مؤتمرات عقدت فى تركيا والأردن ولبنان برعاية وتمويل هذه الدول وجماعات سياسية متعاونة معها، إلا أن سقف هذه المؤتمرات كما خطط لها التنفيس وليس البحث عن حل.

ولهذا جاء التحرك من قبل قيادات مسيحيي الشرق الأوسط المستقلة فى أمريكا وأوروبا، وقد رصدنا عددا من فاعليات هذا التحرك على النحو التالى.

أولا: مؤتمر بروكسل 5،6 نوفمبر 2013

قامت ”اللجنة المشرقية“ (أو لجنة مسيحيي المشرق، التى كانت قد تأسست عام 1982 فى بيروت وانتقلت عام 1991 إلى واشنطن)، بعقد مؤتمر لقيادات مسيحيي الشرق فى عاصمة الاتحاد الأوربي بروكسل في 5ـ6 نوفمبر 2013 تحت عنوان ”الشعوب المسيحية فى الشرق الأوسط: التحديات والاستراتيجيات“، ورأس المؤتمر الأستاذ عادل جندى رئيس منظمة التضامن القبطى، وشارك في المؤتمر قيادات من مسيحيي الشرق فى العراق وسوريا ومصر ولبنان وتركيا، وتضمن المؤتمر عقد جلسة استماع خاصة فى البرلمان الأوروبى برئاسة أثنين من نواب رئيس البرلمان الأوروبى. وفى المساء تم تنظيم عشاء سياسى تحدث فيه عدد من سفراء الدول الهامة لدى الاتحاد الأوروبى منهم سفير الاتحاد السوفيتى، وقبرص، والبرتغال،  ولتوانيا ـ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، كما تحدث الممثل الخاص للسيدة كاثرين أشتون لشئون الشرق الأوسط وعدد من رؤساء المراكز البحثية المهتمة بموضوع الشرق الأوسط.

وقد تم عمل فيلم وثائقى يغطى لقطات من فاعليات هذا المؤتمر يمكن مشاهدته عبر هذا الرابط:-

https://www.youtube.com/watch?v=_ufQfUFB3VA&%3Bfeature=youtu.be

 

ثانيا: مؤتمر واشنطن 26ـ-28 يونيه 2014

 

فى أطار دورها القيادى الهام للدفاع عن حقوق الأقباط واحتضان قضية مسيحيي الشرق الأوسط، قررت منظمة ”التضامن القبطى“ أن يكون المحور الرئيس لمؤتمرها السنوى الخامس (26-28 يونيه 2014) حول قضايا مسيحيي الشرق الأوسط وجاء عنوان المؤتمر ”بعد الربيع العربى: مسيحيو الشرق الأوسط بين العنف المحلى وعدم الأهتمام الدولى.“ وقد عقد اليوم الأول للمؤتمر فى أحدى قاعات الكونجرس وتحدث فيها عشرة من أعضاء الكونجرس وعضو من مجلس الشيوخ وعضو من مجلس اللوردات البريطانى وعضو من البرلمان الكندى ورئيس لجنة الحريات الدينية الدولية وأحد مساعدى وزير الخارجية جون كيرى ونخبة من المتخصصين فى قضايا  الشرق الأوسط، ثم واصل المؤتمر أعماله فى اليومين التاليين فى أحد فنادق واشنطن. ويمكن الاطلاع على الجدول الحاشد لهذا المؤتمر من خلال هذا الرابط.

http://www.copticsolidarity.org/component/content/article/25-conference-materials/2649-conference2014

 

كما يمكن مشاهدة بعض الكلمات التي ألقيت فى المؤتمر عبر هذا الرابط:-

http://www.copticsolidarity.org/component/content/article/28-conference-materials/conference-2014/2812-conference-videos-2014

 

ثالثا: محاولة نقل القضية إلى الأمم المتحدة

كانت إحدى توصيات مؤتمر واشنطن أن مشكلة مسيحيي الشرق الأوسط تحتاج إلى عناية خاصة من المجتمع الدولى ولذا يتحتم نقلها إلى مجلس الأمن الدولي، وبدأت الاتصالات بمكتب الأمين العام للأمم المتحدة وبعثات الدول دائمة العضوية.

وفي 22 أغسطس 2014 تحرك عشرة من قيادات مسيحيي الشرق الأوسط وممثل للأقلية اليزيدية فى العراق، إلى نيويورك وأجروا خمسة لقاءات هامة مع بعثة إيطاليا فى الأمم المتحدة، باعتبارها رئيس الاتحاد الأوروبى حتى نهاية عام 2014، ومع بعثة بريطانيا العضو الدائم فى مجلس الأمن ورئيس المجلس عن شهر أغسطس، وبعثة الولايات المتحدة، والتى سوف تتسلم رئاسة المجلس من سبتمبر 2014، وبعثة روسيا. واختتمت الجولة بلقاء موسع فى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة ضم دائرة مستديرة مع مسئولى وكالات الأمم المتحدة التى تتعامل مع قضية العراق حاليا.

وكان التركيز خلال اللقاءات على محنة المسيحيين فى العراق، خاصة بعد ظهور داعش وممارستها للتطهير العرقى ضد المسيحيين فى شمال العراق، ومحاولة إيجاد حل سريع لمشكلتهم مع استعراض مشاكل باقى الأقليات المسيحية فى الشرق. وقام المشاركون بشرح تفصيلي للأزمة على الأرض فى العراق مطالبين جميع من التقوهم بأمور محددة بشأن الأزمة العراقية العاجلة:- 

1ـ-ضرورة عودة المهجرين قسريا من المسيحيين واليزيديين إلى بلدانهم ومنازلهم وأعمالهم، قبل تغيير الطبيعة الديموغرافية للمنطقة مما يصعب عودتهم.

2ـ خلق منطقة أمنة للأقلية المسيحية واليزيدية فى سهل نينوى وسنجار تحت حماية قوات أممية حتى تستقر الأمور.

3ـ-مساعدة الأقليات فى نينوى وسنجار للدفاع عن أنفسهم بخلق مراكز شرطة مسلحة بإشراف من الأتحاد الأوروبى الذى يملك خبرة وأسعة فى هذا المجال، علما بأن مراكز الشرطة المحلية لا تتعارض مع الدستور العراقى.

4ـ-تحويل عناصر من داعش والنصرة إلى محكمة الجنايات الدولية أو إنشاء محكمة دولية  خاصة لمحاكمتهم.

5ـ-بذل كل الجهد لإرجاع السيدات والبنات والأطفال المختطفين إلى ذويهم، حيث وصل الأمر إلى عرض داعش نساء للبيع فى أسواق الموصل بحوالى عشرة دولارات فقط.

6ـ-أن يكون للأقليات العراقية دور رئيسي فى أى مفاوضات دولية بشأن مستقبل العراق.

وشرح المشاركون في اللقاءات أن التحرك يتم على أبعاد ثلاثة مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وأشاورا إلى تمرير الكونجرس للقانون المتعلق بتعيين مبعوث خاص للأقليات الدينية فى الشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا.

وقد وجد المشاركون تجاوبا من كل من التقوهم فى الأمم المتحدة، خاصة أنهم يرون لأول مرة تحركا موحدا لقيادات مسيحيي الشرق الأوسط، وأكد المسئولون أنه لا مستقبل للعراق بدون أقليات، وأنه فى حالة غيابهم فإن العراق سوف يصبح أكثر من عراق.

ومن ناحيتنا ندرك أن الوصول إلى النتائج المرجوة يحتاج الى جهد جبار متواصل، ولكن المهم أن المسيحيين فى الشرق الأوسط ظهروا موحدين فى الفترة الأخيرة ونظموا عدة مظاهرات سلمية معا فى واشنطن، ونشروا بيانات معا، وتحركوا أمام المؤسسات الدولية معا، وهى خطوات مهمة نرجو أن تكون بذرة لتحرك أوسع وأشمل لكافة القوى المشرقية وخاصة كما قلنا أنها تواجه عدوا واحدا ومصيرا واحدا.

اجمالي القراءات 8508