فلسطين
فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة

محمد عبد المجيد في الجمعة ١١ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
تختلف مع الفلسطينيين أو تتفق معهم، ليست هي القضية، لكن أن تــُــبدي تعاطفا أو تفهماً للإسرائيليين فلا أظن أن هذا الموقف يبعد كثيرا عن موقف جابر في فيلم "بئر الخيانة" وهو يدخل السفارة الإسرائيلية في روما ويطلب العمل جاسوساً!
يجرح الفلسطيني لإسرائيل بقرتــَــهم، فيرد جيش الإحتلال بقتل كل مواشيه في الحظيرة، فهذا العدل النتنياهي لا يخاطب إلا الدجال الأعور.
الفلسطينيون أصحاب قضية عادلة وواضحة وضوح شمس القدس في رابعة النهار، لكنهم محامون فاشلون يستعينون بمحامين أكثر فشلاً يعرضون مــَــظلمتهم على قضاة يجلسون تحت شعار البنتاجون.
تنطلق الطائرات من قواعدها بأوامر من قادة جيش الاحتلال، لكنها لا تدُكّ أماكن ولا تقتل أفراداً في الضفة الغربية وقطاع غزة في الوقت عينه، فالجنود الإسرائيليون لديهم تعليمات بأن لا يقتربوا من الفلسطينيين اللطفاء(!) الواقعين تحت حماية أبي مازن، إنما فلسطينيو غزة وأطفالها ونساؤها وبيوتها هم العدو!
حكومة وفاق أو حكومة انتقالية أو رئيس وزراء مُقال، كلها مفردات تعبرعن الغم التمزقي لشعب واحد، والحقيقة أن الفلسطينيين ممزقون طالما لا تعتبرهم إسرائيل شعبا موحداً، وهم لا يعتبرون أنفسهم إلا كما يراهم زعماؤهم.
كنت أتمنى قبل أن يطلب سكان غزة من الأصدقاء والأشقاء والجيران الوقوف معهم أن يخرج كل فلسطيني، طفل ورجل ومُسنّ وامرأة في الضفة، بدون استثناء، ليرى أن العالم كله أن العدوان على غزة كالعدوان على الضفة، وأن الفلسطيني الشهيد في غزة تقام الصلاة عليه في رام الله.
الجيش المصري تحت إمرة قائد عسكري ورئيس الدولة، لذا ينبغي أن لا يرفع الفلسطينيون في غزة شعار رابعة وصور المعزول محمد مرسي فهذا شأن داخلي مصري خرج من أجل الاطاحة بحُكم المرشد عشرات الملايين، وعلى الفلسطينيين استرجاع مشاعر التعاطف والمودة والأخوّة التي عاشت في وجدان الشعب المصري فمزقتها وأضعفتها ملاسنة الانحياز، فإذا اعتبر الغزيون أنهم امتداد لجماعة الاخوان المسلمين فقد خسروا مصر وشعبها وجيشها، وإذا تنبهوا للواقع والتاريخ وعرفوا أن التحامهم بأهلهم في الضفة أقرب إليهم من البحث عن الجنة في مباديء وتعليمات الاخوان المسلمين فقد قطعوا نصف الطريق للعودة لأحضان فلسطين و .. مصر!
الحرب ذكاء قبل أن تكون معارك على الأرض وفي السماء، وصاحب الحق الذي يبحث عن النصر في التخويف واطلاق مئات الصواريخ ليحتفل بدخول الإسرائيليين المخابيء حتى لو لم تصب صواريخه غير مدرسة وأرض خلاء وعابريــّـن يسيران على غير هدي لن ينتصر ولو بعد مئة عام رغم أن الحق الفلسطيني فوق الباطل الإسرائيلي بمئة طبقة!
الفلسطينيون لا يعرفون أن الرأي العام العالمي يمكن أن ينقلب عليهم بين عشية وضحاها، وأن صانعي إسرائيل ليسوا على استعداد للوقوف أمام حائط مبكى عربي للاعتذار عما حدث خلال السبعين عاماً الماضية. والصورة التي تبثها وكالات أنباء فلسطينية عن طفل محروق أو بيت سوَّتْ به إسرائيل الأرض، ستقوم وسائل الإعلام الدولية بنشرعشرات الصور المضادة التي تثبت للقاريء الساذج أن الذئب الفلسطيني هو الذي يهاجم الحــَـمل الإسرائيلي.
لا أطالب باطلاق الصواريخ من غزة أو بالتوقف عن إطلاقها، ففي الحالتين سيتم إطلاق الشتائم ضدي والتشكيك في قلمي الذي جف حبره وهو يدافع عن أصحاب أعدل قضايا العرب، إنما أطالب وأطلب من الفلسطينيين أن لا يصدّقوا زعماءهم في الضفة أو في غزة أو حتى في الشتات .
الحماقة الفكرية التي تم زرعها في أدمغة الكثيرين بأن السيسي هو السبب في العدوان، ولو كان مرسي في الاتحادية لقام جيش الاحتلال الإسرائيلي باهداء كل فلسطيني وردة وعليه قــُــبْلة، هي من قبيل الهراء.
في قلبي حزن وألم ووجع من المشهد الجحيمي في غزة، ولكن العدوان سيتوقف، وسيرفع القادة هنا وهناك راية النصر، وسيقول القاتل أنه لقن القتيل درساً، وسيؤكد أهل القتيل أنه شهيد في جنة الخلد.
خيوط اللعبة في كل مكان، من الموصل إلى حلب، ومن طهران إلى صيدا، ومن واشنطون إلى لندن، ومن تل أبيب إلى الدوحة، وهكذا دواليك!
تلك بعض الملاحظات على مشهد يتغير لاعبوه في كل دقيقة، ويشكك أصحاب القضية في كل مقال وتحليل ورأي ينتقدهم أو يمتدحهم.
الساقية تدور، واصحاب مصانع الأسلحة يحتفلون بأرباحهم القادمة.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 11 يوليو 2014

اجمالي القراءات 7192