جحا وإسرائيل وفكر معظم المسلمين
من المعروف عن حكاية جحا وابنه والحمار أغلب الناس في العالم ربما تعرف القصة، حيث كان يسير ويركب الحمار وابنه يمشي ولم يعجب ذلك الناس فنزل هو من على الحمار وركب ابنه فلم يعجب الناس ذلك أيضاً فركب هو وابنه على الحمار فلم يعجب الناس ذلك، فنزل هو وابنه من على الحمار وحمل جحا الحمار فقالت الناس أن جحا (أتجنن).. نستخلص من هذه الحكاية أن اغلب المسلمين وفكرهم لم يعجبهم اليهود وطريقة اليهود في كل شيء تحارب إسرائيل ملايين المسلمين والملايين تخرج من كل حدب وصوب بأن اليهود معتدين، تعمل إسرائيل سلام وتريد العيش في أمن وأمان وتريد تطبيع علاقات مع المسلمين، بدون تفكير أغلب المسلمين يقولون كيف نعيش في أمن وسلام مع اليهود.
في نفس الوقت الذي يردد فيه معظم المسلمين في كل مكان كما جاء في تراث المسلمين كان أحد اليهود يسكن بجوار الرسول ويقوم هذا اليهودي كل يوم ويضع الزبالة أمام بيت الرسول دون أن يتعرض له الرسول بأي شر وهنا السؤال لمعظم المسلمين المتذمرين كيف تؤمنوا أن الرسول كان يجاور اليهود وطبعا الجار يعني لابد أن تكون هناك مصالح مشتركة كيف قبل الرسول هذا وانتم لم تقبلوا يعني معظم المسلمين يرددون ويقولون ما لا يفعلون، ولو أن المسلمين تعايشوا مع اليهود مثلما تعايش معهم الرسول ما كان هناك صراع بين اليهود والمسلمين وان اليهود هم أبناء المنطقة مثل شعوب المنطقة جميعا ولقد عاش اليهود في مصر آلاف السنين ولم يكون لهم دولة وعاشوا في الجزيرة العربية قبل الرسول ومن بعده، ولم يكون لهم دولة، وكانوا نسيج من المجتمع، ولماذا بعد موت الرسول اختفى اليهود من الجزيرة العربية على الرغم أنه بعد موت الرسول كان الأغلبية من سكان الجزيرة العربية مسلمين واليهود قلة، يعني ليس منهم خوف ولا يشكلون خطر على أحد ولقد جاء في القران لمن يؤمن به آيات تخاطب المؤمنون في كل زمان ومكان يقول الله تعالى:
((وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) العنكبوت 46.
وهذا دليل قاطع من الله أن وجود أهل الكتاب من اليهود والنصارى وجودهم حق طبيعي في المنطقة وليس لأحد فضل على أحد من ناحية المواطنة إن كان يهودي أو نصراني أو مسلم، الفضل فقط في التعامل ومدى صدق أي فصيل واحترامه للآخرين، والفضل في التنافس في فعل الخير وليس في سب الآخرين أو السخرية منهم على أساس ديني أو معتقد، اسمع كثير وكثير من المسلمين سب اليهود ولعنهم في كل وقت وفي معظم المحافل وعلى جميع المستويات، لا اعلم لماذا وكيف يتكلم معظم المسلمين عن التسامح والأخلاق وهم عنها بعيدون، الأغرب من كل هذا الكلام أن اليهود وهم قلة في العالم استطاعوا أن يكون لهم صوت مؤثر في معظم سياسات العالم واستطاعوا كسب ود معظم دول العالم بالوقوف بجانبهم بينما المسلمين أنظر كم يمتلكون ثروات ومساحات من الأرض وانظر كم عدد المسلمين في العالم، ومع الأسف لم ينجحوا في إظهار صورة الإسلام الحقيقية التي يجب على كل مسلم أن يتمسك بها من أخلاق وتعايش سلمي مع أي صنف من البشر طالما لم يعتدي عليك بل يجب على المسلم أن يساعد من هو غير المسلم إذا كان يستطيع ذلك ولذلك تجنن جحا من أقوال الناس.