( قل ) فى الحوار فى الألوهية بإيقاظ الفطرة داخل الكافرين

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٢ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم 

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

 الباب الثالث  : ( قل ) فى إصلاح الكافرين عموما  

الفصل السابع  : ( قل ) فى الحوار فى الألوهية بإيقاظ الفطرة داخل الكافرين   

مقدمة

1 ـ  يأتى الحوار القرآنى مع مريض الكفر ب (قل ) وبدونها يحتكم الى الفطرة السليمة التى تكمن فى قلب كل إنسان ، ولكن مرض الكفر يُغطّى عليها. وقلنا إن ( الكفر ) من ( كفر ) أى (غطى ) وهذا هو معناه اللفظى ، ومعناه القلبى هو تغطية الفطرة السليمة التى يولد بها الفرد البشرى بالاعتقاد فى إله آخر مع الله جل وعلا

2 ـ  ونتوقف هنا بالتدبر فى قوله جل وعلا : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ )

أولا : ( صاحبكم )

 1 ـ جاء وصف النبى عليه السلام بأنه ( صاحب الكفار والمشركين : صاحبكم ) فى ثلاثة مواضع .

2 ـ عاش عليه السلام قبل النبوة بين قومه مشهورا بالأمانة والخلق السامى والصدق ، كأن أكرمهم وأعظمهم خُلُقا وأرفعهم ذوقا . لذا إصطفاه رب العزة ، والله جل وعلا أعلم أين يضع رسالته .: ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الانعام 124 ). أطلقوا عليه ( الصادق الأمين ) لأنهم صاحبوه وصحبهم فى الزمان والمكان فعرفوا فيه الصدق والأمانة . عندما جاءه الوحى القرآنى ودعاهم الى نبذ تقديس البشر والحجر تغير موقفهم منه ، وأتهموه بالسحر والكذب والجنون ، أى عكس ما أطلقوه عليه .

3 ـ صحبتهم له ومعرفتهم الوثيقة به عليه السلام كانت حُجّة عليهم ، لذا إستعمل رب العزة هذه الصحبة ضدهم ، فوصف رسوله عليه السلام لهم بأنه ( صاحبكم ) ، إى إن ( صاحبكم ) الذى صحبتموه وعرفتم صدقه وأمانته كيف بعد نزول القرآن تتهمونه بأنه ضل وغوى ، وهو ما ضلّ وما غوى ، وهو حين يقرأ القرآن الكريم فهو لا ينطق عن الهوى ، لأن هذا القرآن هو وحى يوحى اليه ، نزل اليه وتعلمه من جبريل شديد القوى حين رآى جبريل فى الأفق الأعلى ، ونزل اليه جبريل وتدلى ، فتم الوحى القرآن ، يقول جل وعلا فى حوار معهم بدون ( قل )  : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12 النجم ).

4 ـ ويتكرر نفس المعنى فى وصفه عليه السلام بأنه للمشركين ( صاحبكم ) وأنه ليس مجنونا بسبب نزول القرآن عليه ، لأن جبريل الرسول الكريم هو الذى أرسله رب العزة بالوحى القرآنى فنزل به على ( صاحبكم ) حين رأى ( صاحبكم ) جبريل بالأفق المبين. يقول جل وعلا فى حوار مباشر بدون ( قل ) : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24 التكوير )

5 ـ ويأتى فى هذا السياق إستعمال ( قل ) أمرا بالرجوع للفطرة التى غطّاها داء ( الكفر) ، حيث يأمر الله جل وعلا رسوله الكريم أن يقول لهم : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ ) ، هنا الاحتكام للفطرة التى فطر الله جل وعلا الناس عليها. هذا يستلزم توضيحا لأن كلمة ( الفطرة ) لم تأت هنا .

ثانيا : الفطرة:.

1 ـ  هذه الفطرة فى داخلنا هى الدين القيم : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) ( الروم ) . هذه ( الفطرة ) من كلمة ( فطر ) أى خلق من لاشىء . والله جل وعلا هو الذى فطر السماوات والأرض ، أى خلقهما من لاشىء :( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) (1) ( فاطر ) فالله جل وعلا حين خلق الأنفس جميعا ، فقد فطرها على لااله إلا الله . أى جعل فيها ( الفطرة ) . وقبل أن تدخل النفس فى أجسادها ـ أخذ العهد علينا أنه جل وعلا هووحده الرب وحده ،وأشهد الأنفس على هذا ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) 172 الأعراف ) .

2 ـ ويولد الانسان طفلا بهذه الفطرة ، ثم ينساها فى صراعه حول حُطام الدنيا ، حيث يغطيها الشيطان بظلمات وداء الكُفر ( والكفر هو التغطية كما قلنا ) وقد يصحو ويتذكر ، والأغلب أن يظل سادرا فى غيّه الى أن تحدث له مصيبة تهدده بالموت فتصحو الفطرة فى داخله ، فيستغيث برب العزة ، وفى كل الأحوال فإن الذى أمضى حياته مريضا بداء الكفر حتى الموت تستيقظ فيه الفطرة عند الاحتضار فتجأر نفسه ترجو من رب العزة أن تأخذ فرصة أخرى تُصلح فيها العمل : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون . وفرعون نفسه إستيقظت فيه الفطرة عند الغرق فصرخ باسلامه دون جدوى : (  وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (91) يونس ) .ولهذا ينصح رب العزة المؤمنين بالانفاق فى سبيل الله قبل أن تأتى لحظة الأجل ، لحظة الاحتضار والندم ، يقول جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون )

3 ـ ومهما بلغ تمكن وتوطن داء الكفر فإنه لا يلغى تماما الفطرة فى داخل الانسان . لهذا يقول جل وعلا عن هذه الفطرة (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) أى لا تبديل لخلق الله . والتبديل هو تغيير بالكامل ، أى إحلال شىء محل شىء مناقض له . الشيطان يستحيل عليه تبديل الفطرة بأن يجعل الانسان يُنكر وجود الله جل وعلا . هو فقط ينجح فى ( كَفر ) أى تغطية الفطرة أو ( الكفر ) بأن يجعل الانسان يعتقد فى آلهة أخرى مع الله .لذا فالكفر والشرك بمعنى واحد ( التوبة 1 : 2 ) أى ينجح ليس فى التبديل ولكن فى ( تغيير ) الفطرة بوقوع الانسان فى الكفر والشرك . نؤكد أنه ( تغيير ) وليس تبديلا ، لذا قال الشيطان إنه سيغير خلق الله ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )(119) النساء ) ولم يقل ( فليبدلن  خلق الله )

4 ـ ولهذا فإن الفطرة النقية فى الانسان الكافر هى الحاضر الغائب . هى ( الضمير )  فى الجانب الأخلاقى ، وهى ( لا إله إلا الله ) فى الجانب العقلى . إذا خلا الانسان بنفسه وراجعها فى صدق وأمانة وكيف ظلم فلانا ، وتصور وقوع هذا الظلم عليه ، وتصور نفسه مكان المظلوم ، عندها يلوم نفسه ، وتنطلق فيه ( النفس اللوامة ) أو الضمير الحى الذى يؤنب صاحبه . أو ( الفطرة الأخلاقية ) وقد قال جل وعلا عن النفس اللوامة ( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)( القيامة ). النفس اللوامة أو( الضمير ) تمارس دورها تنهى عن السوء قبل الوقوع فيه ، أو تلوم صاحبها بعد الوقوع فيه . هذا هو الجانب الأخلاقى فى الفطرة . الجانب العقلى فى الفطرة هو الذى يأبى أن يقدس بشرا أو حجرا ، ويستقبح ويستنكر تقديس المخلوقات ، ويراها كفرا وشركا وتحقيرا لبنى آدم الذى كرّمه رب العزة ( الاسراء 70 ) وسخّر له ما فى السماوات ومافى الأرض جميعا منه ( الجاثية 13 ) ثم ينتهى به الحال الى أن يصنع من التراب والطين وبقية المواد التى يسير عليها بقدميه قبورا مقدسة يؤلهها .

5 ـ كيد الشيطان فى تغيير الفطرة  أو ( كَفرها وتغطيتها ) له مظاهر كثيرة:

 منها أنه بالوحى الشيطانى يقيم دينا أرضيا على أنقاض الدين الالهى يقلب فيه الحق باطلا والباطل حقا ، بحيث يصبح المتدين شديد التدين هو المتطرف المتعصب المتزمت سفاك الدماء، كما نشهد الآن من الوهابيين (الجهاديين) . وهنا يقترن الكفر القلبى بالكفر السلوكى فى الاكراه فى الدين والقتل والسلب والاسترقاق والسبى بزعم أن هذا هو الجهاد . وهذا هو الذى نجح فيه الوهابيون وهم يرفعون شعار الاسلام ، فأصبح الاسلام بهم متهما بالتطرف والتعصب والتزمت والارهاب، وأصبحوا هم ( إسلاميين ) فى ظلم هائل للاسلام ولرب العالمين .

 ومنها أنه يُلهى الانسان بعمل الخير مع الحرص على إصابته بمرض الكفر العقيدى. أى تغطية الجانب العقلى العقيدى فى الفطرة . لذا يأتى الحوار القرآنى يأمر بالتعقل والتبصر والتفكر والتفقه ، وينعى علينا الجهل والعمى العقلى ( العمه ) ( يعمهون )، ويهيب بنا ( متى تؤفكون ) أى الى متى يتم خداعكم . والشيطان فى كيده للبشر يترك الضمير ( او الجانب الأخلقى من الفطرة ) حيا مقابل التغطية الكاملة على الجانب العقلى الاعتقادى فى الفطرة ، فترى بعض المشركين قلبيا وإعتقاديا أصحاب خُلق رائع ، وفعّالين للخير ، فإذا دعوتهم للحق وحاولت كشف الغطاء ( الكفر ) أو حاولت علاج مرض الكفر الاعتقادى فيهم، أو حاولت إيقاظ الفطرة النقية فيما يخص ( لا إله إلا الله ) عاندوا واستكبروا إذا كان المرض الكفرى متمكنا منهم .

6 ـ وطالما توجد الفطرة داخل كل إنسان ، فلا يوجد إنسان شرير بدرجة مائة فى المائة . ومهما بلغ ضلاله وكفره وبغيه تظل فيه ناحية خير مدفونة تتمثل فى تلك الفطرة الكامنة التى غطّاها الكفر . يقول رب العزة (بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)( القيامة ). أى إن أى إنسان إذا صدق مع نفسه إستيقظ ضميره مهما إختلق من أعذار وتبريرات .

ثالثا : مخاطبة الجانب الخيّر ( الفطرة ) داخل قلوب المشركين  

1 ـ ومن هنا نفهم روعة التعبير القرآنى فى الأمر للرسول عليه السلام أن يقول لقومه : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ ) ، هنا يأتى الحوار ب ( قل ) يخاطب الخير فى داخل المشركين .

2 ـ هؤلاء المشركون الكافرون يتهمون النبى عليه السلام بأنه مجنون . وهم أيضا يؤمنون بالله جل وعلا ، وقد إتّخذ رب العزة من إيمانهم بالله جل وعلا حجة عليهم ، فطولبوا بأن ( يقوموا لله ) أى إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، مثنى وفرادى ، اى كل واحد منهم منفردا ، أو مع صاحب له ، ثم يتفكروا بموضوعية وبصدق : هل محمد ( صاحبهم الذى صحبوه وعرفوا أمانته وصدقه ) قد اصبح مجنونا أم هو فعلا نذير لهم بين يدى عذاب شديد . هذا التفكر الموضوعى المجرد الذى يبغى وجه الله جل وعلا يهدف الى إيقاظ الفطرة السليمة فى قلوبهم والتى غطأها الشيطان أو ( كفرها ) بتقديس البشر والحجر .

3 ـ هى عظة واحدة ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ ) . ولكنها كفيلة بالشفاء ، بشرط أن يكون للإنسان رغبة فى الشفاء .

أخيرا

هذه الوصفة العلاجية نتوجّه بها للمحمديين . لعلّ وعسى .!!

اجمالي القراءات 9674