الصراط الارفع من الشعرة هو أسطورة من الأساطير
الصراط الارفع من الشعرة هو أسطورة من الأساطير

احمد عبدالله في الخميس ١٣ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله العليم الحكيم

 

تنبيه:هذا المقال يعبر عن تحليلى الشخصى كما ان هذا المقال موجه الى أهل القرآن فى الاساس لذلك بالنسبة لمن سيبدا فى قراءة المقال فاذا كان من أهل القرآن فليبدا اما اذا كان ليس من أهل القرآن ولا يعرف اى شئ عن أهل القرآن فيجب عليه ان يعرف أولا قبل قراءة المقال ان أهل القرآن هم مسلمين يأخذون بالقرآن الكريم فقط وينظرون الى ما تسمى بالاحاديث على انها من صنع بشر و تم اسنادها لرسول الله ظلما وزورا اى ان الكتاب المقدس الوحيد بالنسبة لأهل القرآن او القرانيين هو القرآن فقط

 

يعتقد الكثير من المسلمين بأن يوجد شئ يوم القيامة يسمى بالصراط وحسب وصفهم فهو ارفع من الشعرة و أحد من السيف والبشر اجمعين سوف يحاولون عبوره يوم القيامة بحيث ستكون الجنة فى الجهة الاخرى وستكون جهنم اسفل هذا الصراط بحيث ان الذى سيسقط من البشر سيسقط فى جهنم والذى سيعبر هذا الصراط سيعبر الى الجنة وهذا جاء فى بعض الاحاديث التى نسبوها كذبا الى الرسول صلى الله عليه وسلم

 

الان سنثبت من القرآن الكريم ان ما سبق يتنافى مع القرآن الكريم وانه مجرد اسطورة من الاساطير

 

اولا نريد ان نعرف معنى كلمة (صراط) حسب القرآن الكريم فحاول معى ان تستنتج معنى كلمة (صراط) من الايات الاتية:

 

قال الله تعالى: الر ۚ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿1﴾ سورة ابراهيم

 

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7﴾ سورة الفاتحة

 

 "وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿85﴾وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ۖ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿86﴾ " سورة الاعراف

 

 

 

وبعد تامل كلمة (صراط) فى الايات السابقة سنستنتج بسهولة ان كلمة (صراط) وحدها معناها (طريق الهداية) لذلك كلمة صراط غالبا ما كانت تقترن بكلمة تدل على الاستقامة مثل (مستقيم) فى القرآن الكريم وهذا يظهر فى ايات كثيرة منها:

 

إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴿51﴾ آل عمران

 

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ الفاتحة

 

وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿25﴾ يونس

 

 

واحيانا اخرى ياتى بعدها كلمة تدل على الضلال ليصبح معناها (طريق الضلال) حيث قال الله تعالى:

 

مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿23﴾ سورة الصافات

 

 

ومن الايات السابقة نستنج ان كلمة (صراط) وحدها تعنى (طريق الهداية) لذلك ياتى بعدها كلمة مستقيم غالبا واحيانا اخرى ياتى بعدها كلمة تدل على الضلال لتعنى (طريق الضلال) وهذا يعنى ان كلمة صراط تعنى الطريق المعنوى اى طريقة تفكير الشخص واعتقاده الدينى وليس معناها الطريق المادى الذى يسير عليه الناس باقدامهم

 

وهذا ما استخدموه فى الاحاديث التى نسبوها الى الرسول صلى الله عليه وسلم حيث استخدموا كلمة صراط بمعنى طريق مادى يسير عليه الناس وهذا منافى للقران الكريم

 

وحاولوا ان ياتوا باية من القران الكريم لتساندهم فى اسطورة الصراط الارفع من الشعرة فلم يجدوا فقاموا بتاويل اى تغيير معنى اية قرآنية وهى:

 

وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿71﴾ مريم

 

فقاموا بتفسير معنى (واردها) ب (يعبر من عليها) حيث ان الله تعالى يتحدث عن النار فى هذه الاية الكريمة

 

ولكن عندما نبحث عن معنى كلمة (وارد) فى القرآن الكريم سنجد لها معنى مختلف تماما وحاول ان تستنتج معى معناها من الايات القادمة حيث قال الله تعالى:

 

وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿19﴾ يوسف

 

وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿23﴾ القصص

 

ومن الايات السابقة نستنتج ان كلمة (واردها) تعنى ( واقف حولها او بالقرب منها ومتأملها) ونستنتج ايضا ان معناها بعيد كل البعد عن المعنى الذى قالوه وهو (يعبر من فوقها)

واذا نظرنا الى الايات التى تسبق تلك الاية سنجد ان معنى الاية اصبح اكثر وضوحا بالنسبة لنا والان هيا نتأمل الايات التى تسبق هذه الاية حيث قال الله تعالى:

 

وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ﴿66﴾أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ﴿67﴾فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿68﴾ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا ﴿69﴾ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿70﴾وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿71﴾ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿72﴾ سورة مريم

 

وبعد تأمل الايات سنستنتج ان: كل البشر سوف يقفون بالقرب من النار ناظرين اليها ثم بعد ذلك سينجى الله المتقين اما الظالمين سيدخلونها

 

و قال الله تعالى ايضا فى سورة الفجر ان البشر اجمعين سوف يروا جهنم:

 

وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿23﴾ سورة الفجر

 

ومعنى الاية ان البشر اجمعين سوف يروا جهنم وكل واحد فى هذا الوقت سيتذكر ما فعل من خير وشر

 

 

وبالتالى تسقط اسطورة الصراط الارفع من الشعرة والأحد من السيف

 

وفى النهاية هذا كله ينافى القران الكريم حيث ان القران الكريم وصف المراحل التى ستحدث لمن سيدخل النار حيث قال الله تعالى:

 

" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴿25﴾وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴿26﴾يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿27﴾مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ ﴿28﴾هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴿29﴾خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿30﴾ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿31﴾ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿32﴾ " الحاقة

 

اذن فالمراحل هى:

1-الملائكة سوف تغله اى تقيده

2- ثم ستقوم بتوصيله الى النار

3-ثم ستقيده بالكامل بسلسلة طولها سبعون ذراعا

 

وليس كما زعموا انه سيعبر من فوق الصراط الارفع من الشعرة والاحد من السيف ثم سيسقط فى جهنم

 

وانما الصراط هذا عبارة عن اسطورة فقط

مثل المسيخ الدجال فهو مجرد اسطورة ايضا

ومثل المهدى المنتظر فهو مجرد اسطورة ايضا

ومثل طلوع الشمس من مغربها مجرد اسطورة ايضا

ومثل ظهور جبل الذهب فهو ايضا اسطورة

والكثير من الاساطير التى لم يتم ذكرها فى القرآن الكريم وانما اخترعها البخارى وامثاله ثم نسبوها ظلما الى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام

زاعمين انها ستحدث فى المستقبل رجما بالغيب فكيف سيعرف الرسول محمد ما سيحدث فى المستقبل وهو لا يعلم الغيب حسب القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:

 

"قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿50﴾" سورة الانعام

 

وقال الله تعالى ايضا:

 

"قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿9﴾" الاحقاف

 

 

فهيا لننظف عقولنا من الاساطير والاحاديث التى نسبوها كذبا وزورا الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو منها برئ انما البخارى وغيره هم من كتبوها واخترعوها ثم نسبوها زورا لرسول الله عليه الصلاة والسلام

اجمالي القراءات 18742