( قل ) فى الحوار مغ الكافرين حول ( الخلق )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١١ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم 

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

 الباب الثالث  : ( قل ) فى إصلاح الكافرين عموما  

الفصل الثالث : ( قل ) فى الحوار مغ الكافرين حول ( الخلق )  

أولا : معنى الحوار

1 ـ قيم التعقل والحرية وقيمة ابن آدم ومسئوليته تتمثل فى حوار رب العزة مع بنى آدم .

2 ـ الحاكم المستبد من البشر يستنكف من الحوار مع شعبه مع أنه  فرد منهم مخلوق مثلهم ، ولكن الخالق جل وعلا المهيمن العزيز الجبّار يُجرى حوارا مع بعض مخلوقاته ، وهم بنو آدم .

3 ـ الاحتكام فى هذا الحوار للعقل ، وقد أنزل رب العزة القرآن الكريم كى نتعقّل أو نستعمل عقلنا (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف ) (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) الزخرف   ) وتكرر فى القرآن الدعوة للتعقل والتفقه والتفكر والتبصّر لنستعمل عقولنا التى نتميز بها عن الحيوانات.

4 ـ ومعنى هذا الحوار الذى يُجريه رب العزة معنا أننا أحرار ، نملك إختيارنا بأيدينا ، نملك أن نؤمن به وحدا إلاها لا إله سواه ، ونملك أن نؤمن بغيره آلهة وأولياء معه ، وهو جل وعلا يحاورنا كلى يُقنعنا ، دون أن يفرض علينا الرأى الحق والايمان الحق . المستبد الشرقى  هو باطل يسير على قدمين ، وهو يفرض باطله على الناس  دون حوار إلا مع مستشاريه الذين يفكرون له فيما يرضيه . المستبد لا يتصور أن يتحاور مع أحرار ، وكل ما لديه أن يقول حتى لمستشاريه مقالة فرعون  ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) غافر  ) ، ولكن رب العزة قيوم السماوات والأرض يتحاور مع بعض مخلوقاته  ليؤمنوا بالحق وبالعدل الذى نزلت به الرسالات السماوية .

5 ـ وهذه الحرية التى كرّم الله جل وعلا بها بنى آدم لها جانب آخر يساويها ويترتب عليها ، وهو مسئولية بنى آدم  ومصيره يوم الدين بناءً على إختياره ، إمّا خلودا فى الجنة أو خلودا فى النار .

ثانيا : الحوار حول الخلق

1 ـ حقيقة لا جدال فيها ، وهى أن الله جل وعلا هو وحده خالق السماوات والأرض وما بينهما وخالق الأحياء والجمادات ، وخالق كل شىء وما عداه مخلوق . وهذه الحقيقة تؤكد أنه لا إله مع الله .

2 ـ وبالتالى فإن المؤمن  الحق يُنكر تقديس مخلوق مثله ، بل ويتفكّر فى خلق السماوات والأرض ، وأن هذا بالحكمة و ليس عبثا ، وجاء فى صفات المؤمنين العقلاء أولى الألباب : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ )(191 ) آل عمران )، وعلى العكس فإن الكافرين هم الغافلون عن هذه الحقيقة والذين لا يتفكرون فى خلق السماوات والأرض : ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) الروم )

3 ـ كلما تقدم العلم بكوكب الأرض إزداد إنبهار الانسان بإبداع الخالق جل وعلا وتجهيزه هذا الكوكب ليلائم الحياة . وكلما تقدم العلم بالنجوم والمجرات ( وهى التى بين السماوات والأرض ) إزداد الانسان إنبهارا مع أنه لا يزال على ساحل المعرفة بهذا الكون المادى ، فكيف بالأكوان غير المرئية كالبرزخ والسماوات ؟ لذا يظل الانسان مهما تقدم به العلم ينظر الى عظمة الأجرام السماوية ويُعيد النظر فيما فيها من إحكام وتقدير وتنظيم : ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك ).

4 ـ من هنا يدعو رب العزة الى ( النظر ) فى ملكوت السماوات والأرض . و ( النظر ) هنا هو بحث علمى مقترن بالتعقل الايمانى  القائم على أنه يستحيل أن يكون هذا الخلق الهائل الدقيق جاء بالصدفة وبلا خالق ، فهو ليس كونا عشوائيا بلا صاحب ، بل هو كون مستمر بالحركة يديره خالقه جل وعلا ويسيطر عليه و يتحكم فيه ، فقد خلقه لحكمة ولأجل مسمى . الحكمة هى إختبار الانسان فى حياته الدنيا ( وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )هود 7 ) ، ولهذا فالسماوات والأرض وما بينهما من نجوم ومجرات وثقوب سوداء وبيضاء يعجز الانسان عن تصور عظمتها ـ هى مخلوقة لأجل مسمى ، مخلوقات مؤقتة ، وسيتم تدميرها بقيام السلعة حيث يخلق الله جل وعلا سماوات خالدة وأرضا خالدة ، وحيث يبرز الخلق للقاء الرحمن جل وعلا: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ( ابراهيم 48 ) ، هذا هو اليوم الحق الذى من أجله خلق هذه السماوات والأرض ، ثم سيدمرهما حين يأتى الأجل المسمى وهو قيام الساعة . يقول جل وعلا :( مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ) (3) الاحقاف )، وليس فى الأمر عبثا ولعبا ولهوا : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ )( الانبياء 16 )( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) الدخان 38 ـ ).

5 ـ بعض الملحدين من علماء الفلك والفيزياء يتميزون بالذكاء ولكن بلا تعقل ، أى يتوقفون عند بحث المادة مع إنكار الخالق جل وعلا . وهذا خارج عن مفهوم ( النظر ) أو ( البحث العلمى ) وهو فريضة اسلامية ضمن الفرائض المنسية ، أضاعها الدين السنى بأحاديثه ومفترياته وخرافاته . يقول جل وعلا داعيا للنظر العلمى المقترن بالايمان بالخالق الذى أبدع ما خلق :( قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ )( 101 يونس)( قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ )(العنكبوت 20 ).ويقول جل وعلا يصف القرشيين والعرب والمحمديين ومعظم البشر:( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) ( يوسف 105)

6 ـ ويقرن جل وعلا النظر العقلى العلمى فى ملكوت السماوات والأرض ومخلوقات الرحمن بوعظ الانسان ، خصوصا إذا إقترب أجله ، ويحذّره رب العزة من الايمان بحديث آخر غير حديث رب العزة فى القرآن الكريم : (  أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ )( الاعراف 185 ).

7 ـ وجعل الله جل وعلا من قضية ( الخلق ) عنصرا هاما فى حواره مع الكافرين ، وهو حوار جاء حينا بدون ( قل ) وجاء أحيانا مشفوعا بكلمة ( قل ) .

ثالثا  الحوار حول الخلق بدون ( قل )

1 ـ مهما بلغ كفر أحدهم فهو بينه وبين نفسه يؤمن بأن لهذا الكون خالقا . ذلك الملك الكافر الذى زعم الالوهية وأنه يحيى ويميت أفحمه ابراهيم عليه السلام بأن قال له إن الله جل وعلا يأتى بالشمس من المشرق فهل يستطيع هو أن يأتى بالشمس من المغرب :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ )( البقرة 258 ). هذا الذى كفر ( بُهِت ) لأنه فى داخله يؤمن أن الله جل وعلا هو خالق السماوات والأرض .

2 ـ ولم يحدث ولن يحدث أن يأتى إنسان يزعم أنه خالق السماوات والأرض ، أو خالق البشر . لو قال أحدهم هذا فسيكون مصيره أقرب مستشفى للأمراض العقلية . ومن هنا يقول رب العزة للبشر : هل تم خلقهم من لاشىء ؟ أم هم الذين خلقوا أنفسهم ، وهذه السماوات والأرض هل هم الذين خلقوها :(  أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36) الطور ). وحتى أصل الانسان ( الحيوان المنوى والبويضة ) هل هم الخالقون له أم رب العزة : (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ )( 57 : 59  ) ( الواقعة )

3 ـ ومن تسليم الكافرين بأنه جل وعلا خالق البشر وخالق السماوات والأرض كانت الحُجّة القاهرة عليهم فى هذا الحوار الالهى معهم ، فلو سألهم النبى أو أى سائل : من خلقكم ؟ من خلق السماوات والأرض فسيقولون الله ، إذن السؤال التالى : الى متى يتم خداعهم ؟ (أنى يؤفكون ؟ ) : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) الزخرف )، ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الزحرف )  ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّا يُؤْفَكُونَ (61) العنكبوت ) .

4 ـ ومن تسليمهم بأن الله جل وعلا هو الذى يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل ويسخر الشمس والقمر يأتى تساؤل آخر ساخر عن مغزى ومعنى إتّخاذهم آلهة وأولياء موتى فى قبورهم قد تحولوا الى رماد لا يسمعون من يستجير بهم ، وحتى لو سمعوا فلا يملكون إجابة الدعاء ، ثم يوم القيامة سيتبرأون من أولئك العابدين لهم : ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) فاطر ).

5 ـ وجاءت تنويعات من الأسئلة الحوارية حول هذه الآلهة والأولياء المخلوقة والتى لا تخلق :

ـ هل يتساوى الخالق بالمخلوق :( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17) النحل ).

ـ التأنيب لهم حين يجعلون للخالق جل وعلا شركاء لا تخلق شيئا بل هى مخلوقة لا تملك نفعا ولا ضرا : ( أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) الاعراف ) ـ ( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً (3) الفرقان ) . بل هى   موتى لم تخلق شيئا ولا تشعر بأحد ، وبالتالى فلا إله إلا الله وحده لا شريك له :( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22 النحل )

رابعا : الحوار حول الخلق باستعمال ( قل )

على نفس النسق السابق جاء الحوار يؤكد ويكرر باستعمال (قل ) ، ومنه :

1 ـ التساؤل عما خلقته هذه الآلهة المزعومة ، وهل لهم ملكية مشاركة فى السماوات : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِأَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40) فاطر ) ، ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِاِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) الاحقاف )

2 ـ هذه الآلهة المزعومة كلها هل تملك أن تخلق ذبابة  : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) الحج )

3 ـ وهل تملك أن تبدأ الخلق ثم تعيده ؟ ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلْ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (34 )يونس )

4  ـ وفى التساؤلات معهم عمّن خلق السماوات والأرض ، يأتى تسليمهم بأنه الله جل وعلا : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) لقمان )

 وتترتب تساؤلات على تسليمهم بأن الخالق هو الله جل وعلا وحده :

ـ هل تملك تلك الآلهة كشف الضُّر لمن أوقع الله جل وعلا به ضُرّا ، وهل تملك منع رحمة أنزلها الله جل وعلا : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) الزمر )

ـ  وهل خلقوا بشرا ومخلوقات فتشابه خلقها مع ما خلق رب العزة ، أم أن رب العزة هو وحده خالق كل شىء : ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) الرعد )

ـ   وما أروع هذا الحوار العقلى الذى يُجريه رب العزة مع البشر مشفوعا بكلمة (قل ) فى البداية  ، ثم تأتى التساؤل الرائع ( أإله مع الله ): ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ) ( أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ )( أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( النمل 59 : 64 )

تحليل هذا الحوار يخرج عن موضوعنا ، ولكن نعيد التذكير بأنه لم يكن التساؤل عن ( وجود الله ) بل فى نفى وجود إله مع الله جل وعلا . أى فى التأكيد على أنه لا إله مع الله ، وأنه لا اله إلا الله .

أخيرا

سؤال لمن يقدسون محمدا ويرفعونه الى جانب رب العزة فى الصلاة والأذان والحج .. هل محمد هو خالق هذه الآرض ؟ هل هو خالق المجموعة الشمسية ؟ هل كان يعرف فى حياته شيئا عن إعجازات المجرات وإعجازات الذرة والنواة والاليكترون ؟

سؤال لمن يعبد المسيح ومحمدا وبوذا ..الخ  .. هل لو إجتمعت كل تلك الآلهة المزعومة هل تستطيع أن تخلق ذبابة ؟

سؤال للمحمديين : ماذا سيكون موقفكم يوم القيامة وهو عليه السلام يتبرأ منكم ومما زيفتموه من تأليه يتنافى مع رسالة القرآن التى قضى عمره يكافح من أجلها ؟

ثم من يحب النبى محمدا عليه السلام : ذلك الذى يدفع عنه الافتراءات التى تلوث سيرته القرآنية العطرة أم أولئك الذين بدلوا نعمة القرآن كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ؟

اجمالي القراءات 9334