..
نبيل هلال:مصر ليست بلاد القبط-المقال الثاني من السلسلة

نبيل هلال في الأحد ١٢ - يناير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

التزييف اليهودي للتوراة والتاريخ :      
نبي الله موسى لم يخرج ببني إسرائيل من مصر لأنهم لم يدخلوها أصلا . ونبي الله يوسف لم يستقدم أهله إلى مصر لأنه هو نفسه لم يعش قط في مصر وادي النيل . وخليل الله إبراهيم لم يزر مصر وادي النيل ولم يولد أو يعش في العراق قط . وسوف نورِد الأدلة على ما نقول من القرآن الكريم , وسوف نورد الأدلة على ما ذهبنا إليه في غير ذلك من أكاذيب التاريخ المشهورة , فتلك هي بعض مهمة هذا الكتاب , فهو محاولة للكشف عن الحقيقة ليس عبر الطرق التي عبَّدها السابقون وسلكها اللاحقون , فالهدف هو الحقيقة , لكن علينا التماسها عبر طرق أخرى بعيدا عن المؤثرات التي شوهتها أثناء السير في الطرق المألوفة المعتادة . وليس للقارئ أن يمضي في انتقاد هذه السطور قبل الانتهاء من قراءة الكتاب كله ,فلن يتبين أوله إلا بقراءة آخره .
يتهم اللهُ اليهودَ بالكذب ويثبت عليهم التحريف في آيات بينات تُتلى إلى قيام الساعة , اسمع إليه تعالى :
1-" فَوَيْلٌ للذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ" البقرة79 ,
2-"وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَيُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ"المائدة41 ,
3-"فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ"المائدة13
4-"مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً "النساء46 . بعد فك رموز الخطوط المسمارية والبابلية والآشورية والسبئية والنقوش الأوغاريتية في سورية , أُزيح الستار عن أخطر وأشهر عملية تزييف في التاريخ الإنساني , وانكشف للعالم أن أحداث العهد القديم لم تكن ساحتها في فلسطين كما يزعمون , وأحكم اليهود هذا التزييف التاريخي والجغرافي واللغوي . وتُعتبر التوراة بعد تزييفها أحد المصادر الأساسية للإسرائيليات المدسوسة في تراثنا الأصفر , بل والتراث الإنساني ذاته ."فالتوراة العبرية تذكر الآلاف من أسماء الأمكنة , وليس بين هذه أكثر من قلة قليلة تماثلت لغويا مع أسماء أمكنة في فلسطين وحتى في هذه الحالة فإن الإحداثيات المعطاة في النصوص التوراتية لا تنطبق على المواقع الفلسطينية" ( د.كما ل الصليبي : التوراة جاءت من جزيرة العرب)". ."وفي حوالي القرن السابع قبل الميلاد قام كهنة يهود بتدوين قصة التوراة العبرية بشكل يتناسب مع هدف تقوية الإصلاح الديني وتحقيق الطموحات الإقليمية لدولة (يهوذا)تحت حكم الملك"يوشيّا"
Josiah, وهو السليل السادس عشر لنبي الله داود "المرجع: التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها –رؤية جديدة لإسرائيل القديمة وأصول نصوصها المقدسة على ضوء اكتشافات علم الآثار – الدكتور إسرائيل فنكلشتاين ,بروفيسور ورئيس قسم علم الآثار في جامعة تل أبيب ,والدكتور نيل إشرسيلبرمان ,مؤرخ وباحث أمريكي " . وحدث تزييف آخر أيام بطلميوس الثاني فيلاديلفيوس الذي حكم مصر من سنة 285 إلى سنة 246 قبل الميلاد , وتم - فيما بعد- تجنيد الكثيرين من علماء اللغات والآثار والتاريخ لترسيخ هذا التزييف وإظهاره في شكل يظنه الجاهل علما صحيحا ,كان ذلك لغايات سياسية ودينية واقتصادية وذلك برعاية جهود استعمارية معاصرة . وتم إخفاء الحقائق عن الوعي العالمي تحت ركام هائل من الأكاذيب جيدة التمويه . ونحن العرب والمسلمين الأمة الوحيدة التي تتعلم تاريخها بل ودينها من الأجنبي من غير بني جلدتنا , فنرسل البعثات التعليمية للحصول على درجة الدكتوراه في "تاريخنا" العربي والإسلامي , وفي علوم اللغة العربية , بل ونوفد إليهم من يعلمنا ديننا , فكم من كبار مشايخنا حصل على درجته العلمية الرفيعة في الدراسات "الإسلامية "من بلاد لا تدين بالإسلام بل ولا تعترف به! ومثل من كان هذا شأنه , تترسخ لديه الأفكار التي يُراد له الانحباس داخلها . والتوراة التي بين أيدينا تحوي بعض ما جاء به موسى , والباقي مجرد تسجيل لتاريخ بني إسرائيل من وجهة نظرهم عن سبيهم على يد نبوخذ نصر ( بختنصر البابلي)حوالي منتصف القرن السادس قبل الميلاد , بما في ذلك من أساطير وأماني وخرافات .كما تضم ما أضافه الحاخامات من أسفار وأخبار عن وفاة موسى وما شابه ذلك . وزعموا أن مسرح أحداث التوراة هو المنطقة من نهر النيل (بأرض القبط) إلى نهر الفرات بالعراق وكذلك أرض فلسطين, في حين أن المنطقة الفعلية التي دارت عليها كل الحوادث المذكورة في التوراة ( قصص إبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وداوود وسليمان ) , كانت كلها في أراضي عسير التي تقع في جنوب غربي جزيرة العرب , وهو ما سيتم إثباته في الصفحات التالية . بتصرف من كتابنا ....بين القرآن والتراث -نبيل هلال هلال

 

اجمالي القراءات 14010