عامان بعد مجزرة ماسبيرو: قليل من العدالة ومزيد من الاعتداءات

مجدي خليل في الأربعاء ٠٩ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مرّ عامان على مجزرة «ماسبيرو» البشعة التي راح ضحيتها 24من الشهداء، وعشرات الجرحى، من الأقباط الذين خرجوا في تظاهرة سلمية، احتجاجا على إهدار أكثر الحقوق الإنسانية بداهة، وهي حق المساواة وحق العبادة.

مرّ عامان، وما زال الجناة طلقاء.  العدالة ـ معصوبة العينين رمزا لعدم المحاباة ـ أصبحت «عمياء» عن تحقيق مهمتها الأزلية، بل لعلها صارت «مفتوحة الأعين» فترى المجرمين ولكنها «تراعي» خواطرهم خوفا أو نفاقا أو تعصبا، وتنظر للناحية الأخرى، بل ولا تتورع عن اتهام الضحايا ومحاكمتهم.

هناك كم هائل من تسجيلات «الفيديو» والشهادات والاستقصاءات والتقارير التي توثق للمجزرة وتبين بوضوح قيام عربات مدرعة بمطاردة المتظاهرين ودهسم عن عمد. ومع ذلك فقد اقتصر الأمر حتى الآن على محاكمة صورية (داخلية، على يد «القضاء العسكري») لجنود بسطاء بتهمة «القتل الخطأ». أما عن مذيعة تلفزيون الدولة، التي قامت بالتحريض العلني ضد الأقباط، فقد انتهى الأمر بحفظ «التحقيق الإداري» (الداخلي) معها..

مرّ عامان، وما زلنا ننتظر إجراء تحقيق نزيه يحدد مسئولية قيادات المجلس العسكري ـ الحاكم آنذاك ـ عن تدبير المذبحة والأمر بتنفيذها.

إننا نطالب قيادات الجيش الجديدة بإجراء تحقيق محايد وشفاف عن دور ومسئولية كل من اللواء حمدي بدين ـ قائد الشرطة العسكرية آنذاك، والملحق العسكري الحالي بالصين ـ ونائبه اللواء محمد الدماطي؛ وعن دور ومسئولية المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان ـ رئيس ونائب رئيس المجلس العسكري الحاكم آنذاك.

نطالب بهذا التحقيق ليس حبا في الانتقام أو رغبة في التشفي، ولكن لأن العدالة كلٌ لا يتجزأ، ونذكّر بأن أمثال هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وبأن التهاون إزاء جريمة يعطي إشارة خضراء لمزيد من الجرائم.. والويل لمن لا يتعظ.

منذ «ماسبيرو» لم تنقطع الاعتداءات ضد الأقباط، وآخرها «محرقة الكنائس» في 14أغسطس 2013وهي جريمة ضد الإنسانية، متكاملة الأبعاد، لم يحدث لها مثيل في مصر منذ 16مايو 1321أيام السلطان المملوكي «الناصر قلاوون». ناهيك عن مسلسل الخطف والتهجير القسري..

كنا نتوقع أن تنتفض الحكومة من هول بشاعتها، ولكن ـ مع تقديرنا للانهماك في مهمة الدفاع عن الوطن ضد قوى الظلام ـ قابلتها بفتور؛ ولا زلنا ننتظر أن تتعامل معها ومع آثارها بقدر أكبر من الجدية والحزم، فتتابع الجناة الإرهابيين ومحرضيهم، وتقدمهم للعدالة الناجزة؛ وتعيد بناء ما تم تخريبه وتعوض المواطنين عن خسائرهم. هل هذا كثير؟

«التضامن القبطي» ـ 9أكتوبر 2013


وبهذه المناسبة ندعوكم لوقفة بالشموع غدا 9 اكتوبر أمام السفارة المصرية بواشنطن السعة السابعة ونصف مساء..... رجاء بلغ جميع اصدقاءك فى واشنطن وميرلاند وفيرجينيا للحضور.

العنوان:

3521 International Ct. Nw Washington DC 20008  

اجمالي القراءات 8948