خاتم النبيين

موسى زويني في الأربعاء ٠٥ - ديسمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين(محمد) الرسول النبي الامي

السلام عليكم

                          م/خاتم النبيين

1-سأحاول في هذه المقالة التعرف على شئ من دلالات الجملة المألوفة(خاتم النبيين)كما وردت في القرآن الكريم,انها جاءت في آية قرآنية ولمرة واحدة,وهذه الفرادة تتماشى مع المعلومة الفريدة التي

تحملها(ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما)الاية

40-سورة الاحزاب.

2-ارى ان الختم نهاية مطلقة لا رجوع عنها(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة

ولهم عذاب عظيم)الاية7- سورة البقرة,هولاء الذين كفروا يخبرنا الباري عز وجل بعد تلك الاية القرآنية الكريمة(صم بكم عمي فهم لا يرجعون)الاية18- سورة البقرة,والرجوع بمعنى مراجعة الامر وليس

العودة المكانية اذا جاز التعبير,اي ان ذلك الانسان ضل ولن يرجع عن ضلاله والعياذ بالله الرؤؤف

الرحيم,ونلاحظ الامور التالية:-

   ا-الختم في القرآن الكريم من قدرة وفعل الباري عز وجل ولا احد سواه.هناك افعال في القرآن الكريم

   نسبت الى الانسان وللباري عز وجل مثل فعل(املك)كما جاء غلى لسان (موسى)عليه السلام(لا املك

   الا نفسي واخي)وقال جل وعلا(يوم لا تملك نفسا لنفس شئ والامر يومئذ لله),واخرى تفرد الباري عز

   وجل بها وهذا الفعل منها.ان الفرادة علينا ان نراها بما يليق بجلال البارئ الخلاق العظيم.

ب-يخبرنا الباري عز وجل عن حالين مختلفين في الختم ,اولاها الختم على القلوب والعياذ بالله من

  من غضبه وعقابه,ونلاحظ الامور التالية:-

    اولا-القلب في القرآن المجيد ليس العضو المعروف في بدن الانسان (ان في ذلك ذكرى لمن كان

         له قلب او القى السمع وهو شهيد)الاية33- سورة ق,بل هو القول المعبر عن فقه الامورللقائل.

        (ولقد ذرئنا لجهنم كثير من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بهاولهم اعين لا يبصرون بها

         ولهم اذان لا يسمعون بها اؤلئك كالانعام بل هم اضل سبيلا)الاية179- سورة الاعراف,واكثر

        من ذلك فان التفقه هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الدين(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر

        من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون)الاية

      122-التوبة.

ثانيا-القلب يعبر عن امكانية الانسان في (قلب) الامر على وجوه عديدة بعد ان يعقله السمع ويراه البصرو

    والفقه هو(عقل)يحكم على ما عقله السمع وراه البصر مجتمعين(افلم يسيروا في الارض فتكون لهم

    قلوب يعقلون بها)الاية46- سورة الحج,وهذا للمسلمين الصادقين واما المنافقين(يقولون بالسنتهم

   ما ليس في قلوبهم)الاية11- سورة الفتح.

ثالثا-القلب ليكون سليما فعليه بذكر الله سبحانه وتعالى ليطمئن ولا ملجأ سواه(الذين امنوا وتطمئن قلوبهم

    بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب)الاية28- سورة الرعد,والقلب السليم يقع بين حدين ادناهما(يوم

   لا ينفع مال ولا بنون .الا من اتى الله بقلب سليم)االاية88,89- سورة الشعراء,واعلاهما(وان من

    شيعته ابراهيم.اذ جاء ربه بقلب سليم)الاية83,84- سورة الصافات,والفرق كبير بين من(اتى الله)

    و(جاء ربه) لان ابراهيم عليه السلام هو القدوة في جعل الامكانات التي اعطاها الباري عز وجل

   للانسان (انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)الاية2- سورة الانسان,

   مفردات ملموسة للاسلام الحنيف في سن (الفتوة).

رابعا-الختم الاخروهو صورة من عطاء الباري عز وجل لاهل الجنة تتجاوز معارفنا(يسقون من

     رحيق مختوم.ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)الاية25,26- سورة المطففين.ان السقاية

    بالرحيق والختم عليه بالمسك هو التمام في التناول واللذه والله اعلم.

3-النبأ في القرآن المجيد هو خبر عن امر يقيني(فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين)

  الاية 22- سورة النمل,ومن هذا الفهم يكون صفة النبي والنبيين, وبذلك يكون النبي كأسم يعبر عن

  النبأ اليقين ولا شئ غيره,والخلاصة ان الجملة(خاتم النبين)متعلقة بفعل فريد للباري عز وجل وخبر

  يقين لايرقى اليه احد .

       واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

اجمالي القراءات 9553