قرار التقشف .. تنصُل مَلكي وعِقابٍ جماعيٍ للعبيد!

في الجمعة ٣٠ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بقلم/ د/خالد عبدالله المقصص
المملكة السعودية و التي ُتعدُ مِن أغنى دول العالم لتربعها على عرش الذهب الأسود والمُصنفة كأكبر مُصّدِر ٍ للنفط في العالم منذ ُ عقود ٍ مَضت فاجأت العالم ليلة البارحة بإعلان حكامها عن قرار ملكي يُلزِم بتقليص نفقات العبيد العاملين في القطاع الحكومي و الحدّ مِن البذخ في المصروفات الحكومية ، حتى وصل بهم الأمر المساس برواتب عبيدهم مِن الموظفين والعاملين وذلك بتخفيض تلك المرتبات والإستغناء عن العمالة الفائضة والغير ضرورية في وزارات ومؤسسات المملكة ،،،

قد يتصور البعض بأن العدوان الغاشم على اليمن والذي يقوده حكام آل سعود و من تحالف معهم هو السبب الرئيس لإعلان مثل هكذا قرار بالتقشف…!!

أعتقد أن هذا التصور ربما يكون غير منطقي وغير واقعي لعدة أسباب أهمها هو أن العدوان على اليمن مايزال قائمآ وأن الفاتورة التي يتكبدها بنو سعود مهما كانت باهضة ً نتيجة هذا العدوان إلا أنها لا تمثل سببآ رئيسيآ لإتخاذ قرارآ كهذا فجميعنا يعلم بأن ملوك و امراء آل سعود يمتلكون الكثير من التريليونات في أرصدتهم الخاصة ومتوزعة في حساباتهم الشخصية المنتشرة في عدد مِن بنوك أوروبا وأمريكا،،،

مِن وجهة نظر شخصية فإن قرار التقشف جاء كخطوة إستباقية قام بها حكام السعودية قبيل يوم ٍ واحد ٍ فقط مِن إجتماع المجلسيّن (الشيوخ و الشورى) لإعادة تصويت أعضاؤهما على قانون التعويضات و المصادقة عليه و إقراره بعد أن نقضه الرئيس اوباما بإستخدام حق الڤيتو ضده ،،،

قد تكون هناك معلومات سُربت إلى آل سعود عن نية و إصرار أعضاء المجلسين التصويت لصالح ذلك القانون الخاص بالتعويضات…

(قانون التعويضات الذي بموجبه ستقوم المملكة السعودية بدفع ماقيمته 3 تريليون و500 مليار دولار لعائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر 2001 والذي كشفت التحقيقات عن تورط مجموعة عناصر إرهابية”وهابية”تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي بالتخطيط والتنفيذ لتلك الهجمات الإرهابية)..

وبالعودة إلى قرار التقشف تستشف مِن خلاله عدم التطرق مِن قريبٍ أو مِن بعيدٍ لِذِكر التقشف وتقليص نفقات ملك و امراء العائلة الحاكمة السعودية والتي توصف بالباذخة والمترفة لحد الإسراف ، إنما أتى القرار خاصآ لعامة شعب نجد ٍ والحجاز الذين يعتبرونهم مجرد عبيد ٍ لديهم ويفعلون ما يؤمرون ، ، ،

هذا بحد ذاته يُعتبر تنصلآ مِن حكام المملكة وتخليآ عن مسئولياتهم تجاه شعبهم بتحميلهم تبعات ماقامت به مجموعة من الإرهابيين الذين كانوا يتلقون التمويل المالي من بعض المحسوبين على العائلة الحاكمة بصفتهم امراء يحملون لقب “سمو الأمير السعودي”..!!

هنا يتبادر سؤال مهم للغاية في حال كان هذا التحليل هو الأقرب إلى الأحداث ،،،
هل سيكون هذا القرار”التقشف” بمثابة (الشعرة التي قصمت ضهر البعير) بإعتباره دافعآ و حافزآ لتحرُك أهل نجد ٍ والحجاز لِدّك عروش الأسرة التي استعبدتهم و نهبت ثرواتهم طيلة عشرات مِن السنين خلت…!!!

اجمالي القراءات 3879