جدل واسع حول تصريحاته عن العلمانية.. "الإخوان" تتهم أردوغان بالتدخل بشئون البلاد و"الطيب" ينقل للجما

في الأربعاء ١٤ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

جدل واسع حول تصريحاته عن العلمانية.. "الإخوان" تتهم أردوغان بالتدخل بشئون البلاد و"الطيب" ينقل للجماعة تطمينات بنقل السلطة للمدنيين

كتب صبحي عبد السلام (المصريون):   |  15-09-2011 00:06

صدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، التيارات الإسلامي في مصر، وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" بدعوته خلال زيارته إلى مصر التي انتهت الأربعاء إلى تطبيق العلمانية في مصر، ودعوته المصريين إلى صياغة دستور يقوم على مبادئ العلمانية أسوة بتركيا، على الرغم من إشارته إلى وجود فرق بين علمانية الدولة وعلمانية المجتمع والمواطنين.
وأعرب الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، المتحدث باسم الجماعة عن رفضه لدعوة أردوغان، معتبرًا نصيحته للمصريين تدخلاً في الشئون الداخلية للبلاد، مؤكدًا أن تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ، وأن ظروف تركيا تفرض عليها التعامل بمفهوم الدولة العلمانية.
وأضاف أن هناك اختلافا جذريا بين الوضع في تركيا، حيث العلمانية الأتاتوركية، التي أرسى قواعدها مصطفى كمال أتاتورك بعد انهيار الدولة العثمانية من خلال وضع دستور علماني للبلاد، ومصر التي وصف شعبها بالمتدين والرافض للعلمانية بشكل قاطع والمتشوق إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وفقا للمادة الثانية فى الدستور.
من جانبه، قال القيادى الإخوانى صبحي صالح، إن تصريح أردوغان بشأن العلمانية قد أثار بلبلة بين المصرييين، بسبب اختلاف فهم مصطلح العلمانية في مصر عن العلمانية الأردوغانية، التي تعني أن تقف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان مع ترك الحرية للمواطن والمجتمع فى التدين وممارسة شعائره بحرية.
وكان أردوغان قال في مقابلة مع الإعلامية من الشاذلي لبرنامج "العاشرة مساء" عشية زيارته إلى مصر، إن الدستور التركي يعرف العلمانية بأنها تتعامل مع أفراد الشعب على مسافة متساوية من جميع الأديان، وإن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية. لكنه أشار إلى أنه "ليس علمانيا فهو مسلم لكنه رئيس وزراء دولة علمانية"، مضيفا: أقول للشعب المصري إلا يكون قلقا من العلمانية، وأظن أنه سيفهما بشكل مختلف بعد تصريحي هذا. واعتبر أن "الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، متمنيا وجود دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان والشرائح في المجتمع في مصر".
وجاءت تصريحات أردوغان – ذي الجذور الإسلامية- لتفجر موجة جدل واسع مع وجود حالة من الاستقطاب بين القوى الإسلامية والعلمانيين, ولتعكر أجواء الاحتفاء الشديد من جانب "الإخوان المسلمين" منذ بدأ زيارته لمصر حيث خرج الآلاف للترحيب به في مطار القاهرة ومشيخة الأزهر ودار الأوبرا
وكان وفد رفيع المستوى من جماعة "الإخوان" يضم المرشد العام الدكتور محمد بديع وسلفه محمد مهدي عاكف وجمعة أمين والمهندس خيرت الشاطر نائبا المرشد قاموا بزيارة رئيس الوزراء التركي في مقره.
وعلى الرغم من تصريحات أردوغان التي أثارت حفيظة "الإخوان"، إلا أنها لم تكن لها انعكاسات سلبية على أجواء اللقاء، بعد أن وصفه المتحدث باسم "الإخوان"، بأنه "كان وديا دافئا سادته مشاعر الحب والأخوة والتقدير".
وقال غزلان إن "وفد الجماعة قدم لإردوغان التهنئة على فوز حزب "العدالة والتنمية" الذى يتزعمه أردوغان بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، كما قدم له الشكر والامتنان لمواقفه الكريمة في مؤتمر دافوس وتأييده لأسطول الحرية وموقفه الحازم من الغطرسة الصهيونية، بإلإضافة إلى تثمين وفد الجماعة لإصرار الإدارة التركية على كسر الحصار عن قطاع غزة، وتأييدها لإقامة دولة فلسطين".
وحث "الإخوان" رئيس الوزراء التركي على ضرورة التعاون مع الحكومة المصرية في مختلف المجالات ولا سيما مجال الاستثمار لدعم الاقتصاد المصري وتقديم الخبرة التركية للنهوض في هذا المجال نظرا للتقدم الكبير الذي حققته تركيا في قطاع الاقتصاد, بحسب المتحدث.
من جانبه، شكر أرودغان وفد الإخوان على مشاعره نحو تركيا وتقديره لمواقفها ، وأكد لهم أنه مستبشر بمستقبل مصر بعد الثورة وأن المسئولين في مصر أكدوا له حرصهم على تحقيق الديمقراطية الكاملة وإجراء انتخابات نزيهة ونقل السلطة إلى المدنيين المنتخبين.
وقال إنه وقع مع مصر عديدا من الاتفاقيات، وإن برفقته أكثر من مائتي رجل أعمال تركي جاءوا ليتباحثوا مع نظرائهم المصريين في إنشاء مشروعات مشتركة وتكثيف الاستثمار في مصر.
وشدد على أن الإدارة التركية لن تدخر وسعا لمساعدة مصر في مختلف المجالات: الديمقراطية والسياسية، والاقتصادية والعلمية وغيرها، وأنه ينتظر لمصر مستقبلا عظيما – بإذن الله – فمصر دولة محورية فى المنطقة وثقلها وتاريخها يقطعان بذلك. وانتهى اللقاء بنفس المشاعر الحارة والوداع الحميم.

اجمالي القراءات 4524