انتقادات إسلامية لوثيقة التبشير الجديدة الصادرة عن الفاتيكان

في الإثنين ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أثارت الوثيقة التي أصدرها الفاتيكان ودافع فيها عن «حق الكنيسة الكاثوليكية في نشر رسالتها التبشيرية»، وأن «التبشير بالإنجيل حق وواجب وتعبير عن الأديان» ردود أفعال شديدة خاصة أن الوثيقة تضمنت أهمية اجتذاب اتباع ديانات أخري إلي المسيحية. وانتقد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي بشدة وثيقة التبشير وقال في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»: ليس في هذه الوثيقة الفاتيكانية جديد، فالتنصير قائم علي النطاق العالمي وتمارسه كل الكنائس منذ قرون، لكن هذه الوثيقة تعكس إفلاس الكنائس الغربية في عقر دارها حتي أنها تشكو من انتشار الإسلام في أوروبا، لدرجة أن بابا الفاتيكان يحذر من أسلمة أوروبا وتحولها إلي دار الإسلام.

وأضاف عمارة: إنني أقول للفاتيكان وكل الكنائس الغربية أيهما أولي بالاهتمام أن تنصروا بيوتكم وأهلكم وبلادكم، أم تتركوهم لا دينيين وتكرسوا جهودكم وأموالكم وأعماركم في تنصير المسلمين؟

وأوضح عمارة أن الذين يؤمنون في أوروبا بوجود إله أقل من ١٤% من السكان، والذين يذهبون في القداس مرة في الأسبوع في فرنسا «بنت الكاثوليكية وأكبر بلادها»، أقل من ٥% من السكان أي أقل من ٣ ملايين أي أقل من نصف عدد المسلمين الفرنسيين.

إضافة إلي أن ١٠% من كنائس إنجلترا معروضة للبيع، وفي ألمانيا توقف القداس في ١٠٠ كنيسة أي ٣٠% من كنائس إبراشية آيسين وحدها، وفي إيطاليا بلد الفاتيكان غنت مادونا في إحدي الكنائس التاريخية بعد أن تحولت إلي مطعم وملهي ليلي، وقال عمارة: إن تلك المؤشرات تدل علي إفلاس الكنائس الغربية في عقر دارها، وهنا يأتي السؤال المنطقي.. أليس الأولي أن تهتم الكنائس الغربية بتنصير أهلها ومواطنيها بدلا من تنصير المسلمين؟

واستطرد عمارة: وبالنسبة للفاتيكان أليس الأولي به أن يحافظ علي الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية التي أوشكت البروتستانتية الأمريكية أن تبتلعها، بدلا من العمل علي تنصير المسلمين؟ وإذا كان أي دين لابد له أن يكون تجسيدا لمنظومة القيم والأخلاق فهل من الأخلاق الدينية صنع الكوارث في بلاد العالم الإسلامي ثم استغلالها لتنصير ضحاياها لقاء كسرة خبز أو جرعة دواء كما هو حادث الآن في حروب أفغانستان والعراق والصومال ودارفور.

وقال عمارة: بالنسبة للكنائس الشرقية فقد نشرت «المصري اليوم» منذ عدة شهور دراسة كتبها أحد مسيحيي هذه الكنائس خلص فيها إلي أن المسيحيين الشرقيين سينقرضون خلال القرن الواحد والعشرين لأسباب ثلاثة هي: الهجرة والتحول إلي الإسلام وقلة الإنجاب، فلماذا لا تهتم هذه الكنائس الشرقية بالحفاظ علي أبنائها فقط؟

ونوه إلي انخفاض نسبة المسيحيين في فلسطين بلد المسيح من ٢٠% إلي ٨.١%.

وأشار عمارة إلي أن حرية التبشير والتنصير حق لا مراء فيه، ولكن العاقل هو من يرتب الأولويات ويهتم ببيته الخرب قبل اهتمامه ببيوت الجيران. إن الكنائس التي تزوج الشواذ وتتبع التعصب والطائفية هي كنائس قد خانت مسيحيتها وليس من حقها أن تتحدث باسم المسيح عليه السلام.

من ناحيتها قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: إنني مندهشة جداً لهذه الوثيقة وأتمني أن أجد إجابة للدافع وراء إصدارها وأود من المدارس التبشيرية أن تبشر برسالة السيد المسيح، ولكن كما أرادها، وهي مسيحية الرب التي فيها المحبة والسلام وليس تبشير الحروب والمكائد للمسلمين.

وفي المقابل، قال الأنبا بطرس فهيم نائب البطريرك الكاثوليكي بمصر إن هذه الوثيقة تعد نقاطا توضيحية لأسلوب التبشير وأهميته، موضحا أنها خاصة بأوروبا أكثر من بقية العالم نتيجة تخلي الكثيرين فيها عن إيمانهم بالإنجيل والمسيحية، لصالح النسبية إضافة إلي نقص الإيمان بصفة عامة.

وأشار فهيم إلي أن الوثيقة لا علاقة لها بالتبشير في الشرق الأوسط إطلاقا، أو في مصر تحديدا.




 

اجمالي القراءات 4331