عملية إنقاذ الضباط الإسرائيليين كشفت أجهزة تتبع مرتبطة بتل أبيب
عملية الكوماندوز المصرية لاقتحام السفارة الإسرائيلية في ليلة الجمعة 9 سبتمبر الماضي من أجل إنقاذ 6 ضباط تابعين لجهاز خدمة الأمن الداخلي الإسرائيلي حوصروا في الدورين الأخيرين بالسفارة بواسطة المتظاهرين الغاضبين كشفت حقائق ومعلومات في منتهي الخطورة ننفرد بنشرها في "روز اليوسف
سجلت مستندات العملية المصرية وجود أجهزة تصوير وتتبع إلكتروني مربوط بشبكة الأقمار الصناعية الإسرائيلية لنقل كل ما يحدث في مكاتب ومبني السفارة لإسرائيل وعلي شاشات كبيرة خاصة، كانت المفاجأة مذهلة فقد شاهد الجنود المصريون لأول مرة وجها لوجه ضباط الموساد الإسرائيلي يجلس بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" ألقوا علي الضباط المصريين التحية وهم يراقبون علي الهواء من داخل غرفة عمليات الموساد ما يحدث علي الطبيعة وكأنهم في مبني السفارة الإسرائيلية بالجيزة.
الأحداث التي وقعت أمام السفارة الإسرائيلية بداية من ظهر الجمعة 9 سبتمبر وعلي مدي 13 ساعة كاملة حتي تمام عملية إجلاء الضباط الإسرائيليين الستة المحاصرين بالسفارة في تمام الساعة الرابعة صباح السبت 10 سبتمبر الماضي ساعة تمام دخول الكوماندوز المصري مبني السفارة الإسرائيلية بالجيزة كادت تكلف مصر الكثير ومعجزة أدت لعدم وقوع ضحايا من الجانبين وصدفة أخري كشفت مخالفات جسيمة داخل السفارة الإسرائيلية يتم التحقيق فيها حاليا نظرا لاكتشاف أجهزة بث تليفزيوني عالية التقنية لا توجد لأي سفارة أخري في مصر وجدت مربوطة بشبكة أقمار صناعية إسرائيلية عسكرية خاصة مع غرفة عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي تنقل بثا مباشرا لما يمكن أن يحدث بالقاهرة ومصر علي مدي 24 ساعة وهي تلك الشبكة التي استخدمتها إسرائيل خلال أيام الثورة المصرية للتأكد مما يحدث علي الأرض وهي ذات الأجهزة التي وجدت عليها أدلة لقتل الثوار المصريين لم تحذف بعد لأن السفارة الإسرائيلية ثبت من الأجهزة أنها كانت في التحرير لحظة بلحظة من 24 يناير إلي فجر 12 فبراير الماضي.
في أثناء تلك الساعات العصيبة سياسيا أخطرت القيادة الإسرائيلية وهاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأمريكي عدة مرات وهاتف الساسة الإسرائيليون عدداً آخر من قادة العالم للتدخل لدي الإدارة المصرية لإنقاذ 6 ضباط إسرائيليين حوصروا في مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزة وطبقا للمنشور في تقرير عملية إطلاق سراحهم والأحداث التي تمت في إسرائيل فلقد هاتف الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" المشير "محمد حسين طنطاوي" وطلب منه التدخل فورا ونشرت إسرائيل أهم جزء في محادثة المشير وأوباما وأكدوا أن المشير عندما لم يعجبه حديث أوباما في جزء معين بدأ يتجاهل أوباما ولم يرد عليه وترك أوباما يردد "ألو ألو" حتي أقفل الخط.
في الواقع التزم الكوماندوز المصري أقصي درجات ضبط النفس فمهمتهم إجلاء الضباط الستة من السفارة بأي ثمن حيث فكر قائد قوات الصاعقة المصرية أن يلبسهم ملابس مصرية عادية فأمر مخبري وزارة الداخلية بأن يخلعوا ملابسهم فخلع 6 منهم الملابس وسلموها لفريق الصاعقة فحمل كل منهم علي ظهره طاقم ملابس مصرية قبل الصعود للسفارة وعلي الهاتف كانت القيادة المصرية تنسق عملية الاقتحام مع الضباط الإسرائيليين الستة المحاصرين وتم الاتفاق علي كلمة للسر سيفتح بعد التأكد منها ضباط حرس السفارة الإسرائيلية الأبواب الفولاذية المصفحة من الداخل حيث لا يمكن فتح تلك الأبواب الخاصة من الخارج وعبثا لو تحاول فتحها فهي مقاومة ضد القنابل اليدوية والأر بي جي وحتي نتعرف علي جغرافية المكان فالدور الذي تمكن المهاجمون من اقتحامه دور إداري عادي أما أدوار السفارة الحقيقية فلا توجد سلالم لها من داخل العمارة وقد أغلقت السلالم بالكامل حيث الطريقة الوحيدة للوصول للدورين اللذين تشغلهما مكاتب السفارة لا يمكن إلا عبر مصعد خاص للسفارة يتم التحكم فيه من مبني السفارة ويوم العملية المصعد كان قد تم سحبه مثلما يحدث كل يوم عقب انتهاء ساعات العمل الرسمية بالسفارة للدور الأخير ليتوقف هناك وتفصل عنه الكهرباء فعمليا كان لا يمكن لأحد من المهاجمين الوصول لهذين الدورين حتي عن طريق البلكونات والشبابيك فكلها عليها نظام حماية فولاذي توصل به الكهرباء في المساء عقب انتهاء ساعات العمل.
أثناء الاقتحام حدثت قصة غريبة فمع أن الواقع يشهد علي الموقف السيئ الذي يتواجد فيه الضباط الإسرائيليون الستة لكنهم رفضوا كلمة السر "صقر مصري" وطلب منهم بنيامين نتانياهو علي الهواء علي شاشات المتابعة أن تكون كلمة السر "شاباك" وهو الاسم المختصر لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي المنتمي له الضباط الستة وما أن نقل الخبر للإدارة المصرية التي كانت تراقب هي الاخري عبر كاميرات فريق الكوماندوز المصرية التي تصور العملية برمتها أولا للتاريخ ثانيا للدراسة والتحليل بعدها حتي هب المشير "محمد حسين طنطاوي" وأمر الكوماندوز المصري بأن كلمة السر المصرية لجنود القوات المسلحة من الكوماندوز ستكون "25 يناير" وأمرهم بألا لا يتجادلوا بعدها مع المحاصرين بالداخل.
في الطريق للسفارة تلقي قائد الكوماندوز المصري اتصالا من السفارة أبلغ فيه الضباط الإسرائيليون الفريق المصري أنهم فصلوا الأنوار الرئيسية عدا أنوار صالة السفارة حيث تواجدوا وأنهم سيرتدون حالا قبعات فوسفورية صفراء ستضيء في الظلام في حالة انقطاع التيار الكهربائي وذلك حتي لا يطلق الكوماندوز المصري النيران بالخطأ وأيضا كي لا يطلق الضباط الستة النيران علي بعضهم البعض في حالة حدوث أي خطأ تقني في العملية.
المرحلة الأولي للعملية كانت بدخول الطابق الذي اخترقه الثوار من البلكونات الخارجية ومن الداخل أيضا وبعد أن أخلوا الطابق حيث كان الفريق قد قسم نفسه لقسمين قسم يخلي المتظاهرين والآخر يتوجه بعد التأكد من أن الصالة قد أصبحت خالية للباب المصفح الذي حاول من هاجموا السفارة تحطيمه وأمام الباب كانت كلمة السر وما أن تأكد الضباط الإسرائيليون الستة منها حتي فتحوا البوابة التي تفتح أوتوماتيكيا بعد إدخال كود شفرة خاص ملحق بالباب طلب منهم الفريق المصري الابتعاد عن الباب فدخلوا للصالة الداخلية حيث نصبوا أجهزة الاتصال الحديثة كان الضباط المصريين قد طلبوا من كل ضابط إسرائيلي أن يعلن عن اسمه ورتبته تأكيدا علي أنه سليم وقد تم إنقاذه وكانت عين خبيرة وسطهم تراقب الشاشات المنصوبة بالصالة فضحك الضابط المصري ضحكة سخرية ونقل لغرفة العمليات المصرية تلك الجملة: "يافندم دول بيراقبوا كل شيء من هنا» فطلب منه القائد أن يفسر فقال له «سوف أوجه الكاميرا لتشاهدوا» وهنا المفاجأة فعلي شاشات البلازما الكبيرة شاهدوا رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" يجلس وسط مجموعة من ضباط الموساد الإسرائيلي داخل غرفة العمليات الإسرائيلية بتل أبيب يتابعون عن كثب علي الهواء بوضوح البث التليفزيوني العادي كل ما يحدث داخل وخارج وحول مبني السفارة الإسرائيلية بالجيزة من خلال شبكة كاميرات معقدة حديثة اتضح أنها مربوطة بشبكة الأقمار الصناعية الإسرائيلية العسكرية التي تدور في الفضاء.
علي الجانب الآخر كان رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" يتابع علي الشاشات مع وزير خارجيته "أفيجدور ليبرمان" ورئيس الموساد "تامير باردو" ورئيس جهاز الشاباك "يورام كوهين" ووزير الدفاع "إيهود باراك" والسكرتير العسكري للحكومة "يوحانان لوكر"عملية الكوماندوز المصرية فاضطر لأداء التحية العسكرية للفريق المصري وشكرهم مرة باللغة العربية المكسرة بكلمة "شكرا جزيلا" ومرات باللغة الإنجليزية لم يردوا التحية لكنهم لا ينكرون أنهم قدموا ابتسامات باهتة علي ما يحدث.
حاول الضباط الإسرائيليون الستة جمع أجهزة المراقبة وحملها معهم وأعلنوا أنها أجهزة طوارئ لكن الفريق المصري لم يسمح لهم بحمل أي حقائب خاصة أن حقائب الأجهزة شكلها مريب وسيثير المتواجدين في الخارج فاضطر الضباط الإسرائيليون الستة لترك كل شيء علي أرض المكان والكاميرات لا تزال تعمل والمراقبون في تل أبيب لم يتحركوا أو يغلقوا الاتصال بعد.
الخطة الثانية كانت أن أمر قائد الفريق المصري الضباط الستة أن يخلعوا ملابسهم فورا فتعجب الستة من ذلك الكلام لكن قائد الفريق المصري في عجالة شرح لهم أنهم سينزلون بشكل عادي كأنهم من الذين هاجموا السفارة وأمر القائد بعد أن غيروا ملابسهم ان يرتدي كل منهم كيساً أسود علي رأسه وكأنه أحد مهاجمي السفارة تم باعتقاله علي أيدي الفريق المصري.
علي سلم السفارة بعد أن تم تأمين مقر السفارة هبط الفريق المصري وكأنه ألقي القبض علي ستة أشخاص لا يبدو منهم ملامح وعلي رأس كل منهم كيس أسود يمنع المتواجدين من التعرف عليهم وأمام مدخل عمارة السفارة كانت مدرعة مصرية قد وقفت وبابها الخلفي مفتوح تجاه مدخل باب العمارة قفز إليها الفريق ومعه الضباط الستة لينطلقوا بهم لمطار القاهرة الدولي حيث كانت في انتظارهم طائرة إسرائيلية خاصة أقلعت فورا بهم لمطار بن جوريون في تل أبيب.
كانت الأجهزة الموجودة في السفارة تتحدث عن نفسها وأثناء الإخلاء صورت العدسات المصرية دون قصد كل ما كان متواجداً علي أرض السفارة الإسرائيلية وبتحليل دقيق تبين أن الأجهزة تتبع الوحدة 8200 مخابرات إسرائيلية المسئولة عن مراقبة مصر إلكترونيا وبتركيز وفحص تبين أن البث ينقل مشفرا إلي مقر الوحدة 8200 المسئولة عن التجسس الإلكتروني علي مصر وهي متواجدة بالقرب من الحدود مع مصر في مقر لا يبعد كثيرا عن مكان كيبوتس "أوريم" بصحراء النقب الإسرائيلية وهناك يتجمع 30 طبقًا عملاقًا تفك تشفير بث الصورة والصوت القادمين من مصر لتنقله بعدها فورا لمقر الموساد بتل أبيب.
ومن جانبها نشرت مجلة "كالكاليست" في عددها الصادر يوم 10 سبتمبر الماضي في خبر مطول لها تحت عنوان: "الكوماندوز المصري حرر المحاصرين بالسفارة" ذكرت المجلة بوضوح أن غرفة العمليات في إسرائيل كان يشرف علي تشغيلها الموساد الإسرائيلي وفي الجزء الأول من الموضوع ذكروا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد إنتهاء عملية الإخلاء والتأكد من أن الفريق المصري في طريقه لمطار القاهرة مع الضباط الإسرائيليين تقدم نتانياهو علي حد ما كتبته المجلة الإسرائيلية بالشكر لرجال الموساد الإسرائيلي علي ما بذلوه من توفير التواصل المرئي علي مدي 24 ساعة مع السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
في الواقع كانت أسلحة ومسدسات الضباط الإسرائيليين الستة معدة للاستخدام بشكل قوي داخل مكان تواجدهم وذلك ذكر في كتاب العملية ولا يمكن أن ننكر أن بنيامين نتانياهو حدثهم علي الهواء وقال لهم: "لديكم الضوء الأخضر لقتل أي مهاجم ينجح في الدخول إليكم" وكانوا قد سألوه عن كيفية التصرف في حالة دخول المهاجمين بأي وسيلة وكانت الأحداث لو تطورت ستكون في استخدامهم للنيران بكثافة وربما سقط يومها عشرات القتلي في السفارة الإسرائيلية غير أننا نؤكد أنه لم تطلق طلقة واحدة من داخل السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بشهادة كل رجال الأمن المصري حيث إن الضباط الإسرائيليين كانوا مذعورين ولم يفتحوا الأبواب أساسا ولم يقتربوا من النوافذ أو البلكونات وحتي لو اقتربوا فالنوافذ مصفحة ولا يمكن إطلاق النيران من خلالها ولو طالعتم ما كتب في كتاب العملية ستجدون أن أحد الضباط اليهود قال لنتانياهو علي الشاشة أنه يشعر بأنه لن يعود لإسرائيل وطلب منه أن يرسل إلي أهله مندوباً يخبرهم بوفاته لو حدث ذلك ألا يخبرهم تليفونيا حيث لا يتمني ذلك لهم وهو ما يؤكد لنا مدي الذعر الذي كانوا عليه قبل وصول الفريق المصري