استغفار النبى

الخميس ٢٧ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
سمعت ان لك بحثا كاملا ينكر شفاعة النبى محمد عليه الصلاة و السلام. فلماذا لا تنشره ؟ وهل استغفار الرسول عليه الصلاة و السلام تدخل ضمن الشفاعة ؟ وهل إذكان استغفاره يعنى شفاعته فماذا عن بعض ألايات التى استشهدت بها فى بعض مقالاتك والتى تؤكد أن الرسول عليه السلام لا يشفع ؟
آحمد صبحي منصور :
هناك أبحاث كثيرة منها الشفاعة و لم ننشرهاهنا بعد ، ولقد سبق نشر بحث الشفاعة فى مصر ضمن مشروع اصلاح التعليم المصرى . وبعونه تعالى ننشره على هذا الموقع ..
أما عن استغفار النبى محمد عليه السلام فلا شأن له مطلقا بموضوع الشفاعة.
استغفار النبى جاء فى سياق الحديث عن تآمر المنافقين عليه فى المدينة، وكان القرآن الكريم ينزل يفضح تآمرهم ، وكان مطلوبا منهم أن يتوبوا ، والتوبة تعنى الاعتراف بالذنب و الاقرار به والتعهد بعدم الوقوع فيه ثانيا، ولكنهم كانوا يكتفون بالحلف كذبا بأنهم ما قالوا ، ويسوقون الأعذار الكاذبة. ومن السهل مراجعة الآيات الكريمة الخاصة بذلك فى سورة النساءوالمنافقون والتوبةوغيرها ..كانت المكافأة لهم إن تابوا علانية وجددوا ولاءهم للدولة الاسلامية و استغفروا علانية عما وقعوا فيه من أخطاء أن يقوم النبى علنا أيضا بالاستغفار لهم كشهادة لهم تعطيهم الثقةوالاعتبار فى المجتمع .يقول تعالى عن بعضهم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) ( النساء 60 ـ )
وكان خاتم النبيين عليه السلام الموصوف فى القرآن الكريم بأنه رءوف رحيم بالمسلمين الذين حوله يسارع فى الاستغفار لمن لا يستحق من المنافقين فنزل العتاب له من الرحمن يقول له ( استغفر لهم او لا تستغفر لهم ، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ، والله لا يهدى القوم الفاسقين ) ( التوبة 80 )بل أمره الله تعالى ألا يصلى على من مات منهم وألا يقوم على قبره ..
إن الزعم بان استغفار الرسول للمنافقين يعنى الشفاعة يناقض التاكيد القرآنى بأنهم فى الدرك الأسفل من النار.
وعموما هناك منهجان للتعامل مع القرآن الكريم :
الأول هو الاحتكام اليه وحده فى عقائد المسلمين الواقعية وتراثهم والحكم عليها بالقرآن . وهذا ما نفعله اتباعا لأمر الله تعالى باتباع القرآن وحده.( الأعراف 2 ـ 3 )
الثانى هو الاحتكام الى البخارى وغيره فيما جاء بالقرآن ، وبالتالى التلاعب بآيات القرآن الكريم ، وتجاهل بعضها و تاويل بعضها وانتقاء البعض واخراجها عن السياق لتتواءم مع البخارى وغيره .وبالتالى يترسخ اتهام القرآن الكريم بالتناقض و اختلاف آياته أو بالتعبير التراثى ( القرآن حمال أوجه ) وليس كتابا قد احكم الله تعالى آياته.


مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 20272
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4994
اجمالي القراءات : 53,860,889
تعليقات له : 5,346
تعليقات عليه : 14,649
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


اهلا بك: استاذ ي احمد صبحي منصور السلا م عليكم ورحمة...

سؤال محيرنى: لدي سؤال محير حول حفظ القرآ ن، كما هو معروف...

لا قياس فى التحريم: هل تعتقد أن هنالك مجالا للقيا س في تشريع ات ...

الشهوة الجنسية : زوجى يقارب نى فى السّن ، وقد كبر الأول اد ...

الخلع وتكلفته : لي صديقه مغترب ه كلفتن ي بالسؤ ال هي...

الجن والسحر والتوحد: هل هناك علاج روحان ى أم هو تعامل مع الجن؟ ما...

فضل الله ورضوانه: أنا مسلم اقوم بواجب اتى الدين ية ولا أؤمن...

الجنابة: قرات فتوي من حضرتك و قد فهمت ان لدی ;ک ...

الربيع العربى: أرجو بإختص ار تقييم ك للربي ع العرب ى الذى...

الغلمان المخلدون : ما معنى كلمة "غلما " في هذه الاية ..... {...

الصلاة من البلوغ: عمري 62 سنة وبدأت أصلي وعمري 33 سنة.م هو السن...

جند فرعون : عملت فى الشرط ة المصر ية ، فى مباحث أمن...

الشفعة: هل يدخل تشريع الفقه اء للشفع ة ضمن...

لا يقع الطلاق هنا: تشاجر ت مع زوجي, لمشكل ه اني اسقطت طفلي من...

أعتذر لضيق الوقت: عزيزي د. احمد صبحى منصور : اشكرك و ارجو من الله...

more