هل الإنسان مُخير أم مُسير - قضية لا ينتهى الحديث عنها .

عثمان محمد علي Ýí 2024-05-04


هل الإنسان مُخير أم مُسير - قضية لا ينتهى الحديث عنها .
سؤال ::ممكن حضرتك تجيبنى على هذا السؤال . هل نحن مسيرون أم مُخيرون لأنى أشعر مما أمر به أننا مُسيرين إلى مصيرنا ولسنا مُخيرين ،فكيف تكون أقدارنا مكتوبة علينا ونحن نختار غيرها ؟؟
==
التعقيب :
يا صباح الخيرات .هذه الموضوع قديم مُتجدد وأعتقد أنه لم ينج من التفكير فيه مُسلم فى حياته ...وسريعا أقول :
هناك الأقدار والحتميات وهى المكتوبة علينا وتتلخص فى (موعد الميلاد وموعد الوفاة والمصائب التى تحدث لنا دون تدخل أو إرادة منا مثل حادث طريق ونحن نسير فى الطريق الصحيح ولم نرتكب أى خطا فنفاجىء بإصطدام سيارة أخرى فى سيارتنا ،او ماشى فى الطريق فسقط شىء من أعلى علينا ،وهكذا وهكذا - والرزق - والرزق ليس المال فقط ولكن كل ما يمتلكه الإنسان من علم وعقل وأولاد وصحة وأموال وووووو ) فهذه حتميات لا دخل للإنسان فيها .
==
أما الباقى فهو مُخير فيه : وبشىء من التفصيل نقول :
.خلينا بعيد عن علم الله جل جلاله لأنه سُبحانه وتعالى (خارج نطاق الزمن وهو سُبحانه وتعالى خالق الزمن ) فليس عنده ماضى أو حاضر أو مُستقبل ،فهذا لنا نحن. وكذلك فسُبحانه وتعالى (علم الغيب والشهادة ) . وبالتالى فعلمه سُبحانه وتعالى خاص به هو سبحانه وتعالى ولا يجب أن نربط بينه وبيننا نحن ...... أما ما يخصُنا فهو الأمانة التى إختارها الإنسان لنفسه وإختار تحملها والعمل بها ثم الحساب بمقتضاها وعلى أساسها يوم القيامة فى قوله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان ) فهذه الأمانة هى التعقل ،والحرية فى الطاعة أو المعصية. .وكذلك فهناك آيات مُحكمات ذكرها القرءان الكريم 5 مرات بأن المولى جل جلاله لا يظلم الناس مثل قوله سُبحانه ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ).
ومن هُنا فإن كُل ما سُنحاسب عليه يوم القيامة كانت لنا الحُرية الكاملة فى فعله أو تركه ،او الإيمان أو الكُفر به ،وفى النطق به أو السكوت عنه ،وفى الإنخراط فى التفكير فيه فى سريرتنا او تغييره فورا والإستعاذة بالله رب العالمين من الشيطان الرجيم منه فى الدنيا . ولن ينسحب هذا ولن يجرى على الأطفال الذين ماتوا قبل بلوغهم سن الرُشد ولا على المجانين ،أو المرضى النفسسين الذين لم يكونوا قادرين على تقرير مصيرهم أو التحكم فى إختياراتهم وأقوالهم وأفعالهم بحكم المرض أو بحكم أدوية كان تأثيرها الجانبى والسلبى يسلبهم القدرة على تحكمهم فى إختياراتهم ،ولا على العقلاء حال نومهم ......
فموضوع الإنسان مُسيرأو أن المولى جل جلاله كتب عليه الضلال فلم يستطع مُبارحته أو مغادرته وأن يتحول من الضلال للهداية أو أو أو هذا غير صحيح على الإطلاق.أو أنه سُبحانه وتعالى كتب الهداية على بشر أو على فئة من الناس وبالتالى فلن يقعوا فى الذنوب والمعاصى حتى لو كانت خفيفة أو لمم لا لا لا فهذا ايضا خطأ .... فكل إنسان أمامه الطريقين أو بتعبير القرءان (النجدين ) الهداية أو الضلال والكُفر ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))....... حتى رب العزة جل جلاله حذر الأنبياء وهم الأنبياء المُصطفين الأخيار من الشرك فقال لهم وللنبى محمد عليه السلام (((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))) أى انهم كان لهم الإختيار ،وإلا لما يُحذرهم رب العزة جل جلاله منه وقد كتب عليهم الهداية المُطلقة التى لا مشيئة لهم فيها ؟؟؟
وقال للنبى محمد عليه السلام ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ)) أى ان النبى عليه السلام وارد عليه أن يقع فى الأخطاء الصغيرة من اللمم فعليه أن يستغفر الله منها ،فلم يكتب الله عليه الهداية المُطلقة 100% ولكن عليه هو أن يجتهد ليكون مهديا ولو 95% ويستغفر الله فيما تبقى.... ولذلك ولإستغفاره قال له رب العالمين (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) وهذا الغفران مُرتبط بإختياراته هو لنفسه بطاعتة لله جل جلاله قدر إستطاعته وإستغفاره عما لم يستطع الإفلات منه مثلما حدث فى سورة التحريم ((( لما تُحرمُ ما أحل الله لك )) .....
===
الخلاصة
ألا نشغل أنفسنا ولا نُضيع أعمارنا فى هل الإنسان مُسير أم مُخير ،وهل مكتوب على أهل النار دخول النار من قبل أن يولدوا ام لا ،وبالتالى فلن يستطيعوا أن يمشوا فى طريق الصراط المُستقيم ؟؟؟؟. لا لا لا ...... هذه كُلها وساوس شيطانية لتشغلنا عن أن نمشى على الصراط المستقيم فى الإيمان بالله وحده لا شريك له ، وفى إختيارنا لطاعة الله فى أعمالنا وأقوالنا وسكناتنا وتحركاتنا قدر إستطاعتنا ،وان نستغفره سُبحانه ونتوب إليه فيما وقعنا ونقع فيه من ذنوب وآثام ولمم ، لنكون ممن سيفوزون برحمته ورضوانه يوم القيامة ..........
==
الحياة الدُنيا عاملة زى ترابيزة الأكل عليها كل أنواع الطعام والشراب الطيب الصحى الطازج الصالح للأكل والشرب ،والطعام والشراب الفاسد المسموم القاتل المُهلك لآكله وشاربه ، وكتوب على كل نوع طعام أو شراب (صالح وطيب وطعمه حلو ،او فاسد ومسموم وطعمه زى الزفت ) وعلى كل واحد يختار لنفسه وبحريته الكاملة نوع الأكل والشرب الذى سيأكله ويشربه .فمن سيختار الطعام والشراب الطيب الصالح سينجو ولن يُصيبه أى مكروه ، أما من سيختار لنفسه الطعام والشراب الفاسد المسموم فسيُهلكه ولا يلومن إلا نفسه لأنه إختار لنفسه الهلاك والألام والعذاب و(الإسهال والجفاف المُميت -ههههههه) .
فالإنسان هو من يُحدد بإيمانه وأعماله وأقواله وسريرته وأفكاره موقفه ومكانه ومكانته يوم القيامة ، فى أن هل سيكون من أهل الجنة أم والعياذ بالله سيكون من أهل النار .فالإنسان مُخير مخير مُخير .
اجمالي القراءات 1020

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق