استفتاء لقهر الشعب

إن ما تمر به مصر في الوقت الراهن هو عار على الشعب بأكمله، من جميع طوائف المجتمع من مسلمين ومسيحيين ومفكرين ومعارضين، دعونا نضع الخلاف في الفكر والرأي جانباً ونقف بوجه هؤلاء الذين يتلاعبوا بالقانون والدستور، أي دستور هذا الذي يقوموا بتغييره، من المفروض أن يلغى هذا الدستور بأكمله الذي وضع لقهر الشعب المصري، نحن لا نريد تغيير مادة من القانون وإنما نريد بتره من جذوره، وأعتقد أنه قد آن الأوان لتحالف جميع التيارات مع بعضها البعض من أجل إقامة دولة على العدل والمساواة للجميع، وأن يكون الدين لله والوطن للجميع، بغض النظر عن الديانة والعقيدة، كل إنسان حر فيما يعتنق أي استفتاء هذا الذي يقوم به هؤلاء، ألا يكفيهم أنهم ينهبون في ثروات البلاد، وقمع الشعب دون شفقة أو رحمة، وكأن هؤلاء مأجورون على الشعب، بل مأجورين بالفعل، إن الشعب هو الذي يختار من يحكمه، وليس للحاكم أن يختار نفسه كما هو الحال في مصر الآن، ليستنزف أموال الدولة هو والأربعين حرامي، أقصد المليون حرامي، وكأنهم ورثوا البلاد والعباد، وبسبب هذا القهر والذل والظلم الذي يعيش فيه الشعب، أصبح المصريين أجبن أهل الأرض في داخل مصر وخارجها، في جميع دول العالم الجيش والشرطة يقومون بحماية الدولة من أي اعتداء خارجي أو فساد داخلي، هذا هو دور الجيش في جميع دول العالم، ولكن من العار على الجيش المصري والشرطة أن يقوموا بحماية من ينهبوا في ثروات البلاد، وكأن الجيش والشرطة أصبحوا كالآلات يتحكم فيهم فرد أو بمعنى آخر أصبحوا كقطع الشطرنج، وإذا كان الشعب أخذ على الجبن بسبب القهر والظلم والاستبداد أين دور الجيش المصري؟!.. أما آن الأوان أن يتدخل لينقذ ما يمكن إنقاذه؟!.. من أيدي هؤلاء الذين جعلوا مصر في الحضيض، والله أن ما يجري في مصر من ظلم واستبداد للشعب لم يحدث في أيام الاحتلال، فعلى الشعب أن يدرك أنه لن يكون هناك تغيير إلا إذا غير الشعب بنفسه، وكما تعلمون يا شعب مصر الشريف والحر، إن هؤلاء ينهبون في ثروات الدولة ليجندوا خونة أمثالهم لقمع بقية الشعب، من المفروض على أحرار وشرفاء مصر أن يتعاملوا مع هؤلاء الموجودين في السلطة أنهم محتلين، ويجب علينا إخراجهم كما أخرجنا الملك فاروق وغيره من قبل، ممن ظلموا شعب مصر، وأعتقد أنه آن الأوان أن يقوم الشعب بثورة والتي من أجلها يتخلص من الظلم ونعيد كراماتنا وحضاراتنا التي اندثرت على أيدي المحتل المحلي.

رمضان عبد الرحمن علي