مهدي عاكف: لا نستطيع فعل شيء ضد النظام حتي لا تسيل دماء المصريين :
أول صحفي مسيحي مصري يجري حوارًا مع مرشد الإخوان المسلمين

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


أول صحفي مسيحي مصري يجري حوارًا مع مرشد الإخوان المسلمين

حوار شارل فؤاد المصري 

أعلم أن حواري مع مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ربما لن يعجب الكثيرين، خصوصا أنني أول صحفي مسيحي مصري يجري حوارًا مع مرشد الجماعة طوال تاريخها..

ولكنها الصحافة الليبرالية الحقيقية، فكما أجريت حوارات مع زعماء أقباط المهجر، مثل عدلي أبادير، وكميل حليم، رأيت أن أجري حوارا مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين..

مقالات متعلقة :


ولم لا؟ فهي جماعة موجودة علي الساحة، رغم أنها محظورة قانونًا! ولها ٨٨ نائبًا في مجلس الشعب، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم

قصة الحوار بدأت باتصال مباشر مع الدكتور جمال نصار أحد مساعدي مهدي عاكف وأخبرني بترحيب المرشد بإجراء الحوار، وبعدما تم لي ما أردت، سألت عاكف سؤالاً بعيداً عن الكاسيت الذي سجل أسئلتي وإجابته.. لماذا لم يتم ضبطك من قبل تبتسم، فكل الصور التي يتم نشرها لك في الصحف دائما متجهم وغاضب أهي السياسة؟

ابتسم المرشد مقهقها وطلب مني الجلوس بعد أن كنت قد لملمت أوراقي وأستعد للرحيل وقال: دا أنا حتي معروف عني أنني مرح وصوتي عالي لما باضحك» وقال لي أن هناك من يقصد نشر هذه الصور له دون أن يفصح من هم، وإلي الحوار:

* تبنيتم منذ توليكم في العام ٢٠٠٤ مبادرة الإصلاح الداخلي، وانفتحتم علي كل التيارات، إلي أين وصلت هذه المبادرة؟

- هذه المبادرة لاتزال تفاعلاتها علي الساحة السياسية والعالمية، وهذه ليست أول مبادرة لنا، فقد كانت هناك مبادرة ضخمة جداً عندما تحالفنا مع كل القوي السياسية والشخصيات العامة لنصدر رؤية صالحة لخدمة مصر،

وهذه طبيعة الإخوان المسلمين منذ الأستاذ البنا، فلا شأن لنا إلا بخدمة المجتمع وهي مهمتنا الأولي، والأمر الثاني الذي لا يغيب عنا هو تخليص الأمة العربية والإسلامية من أي سلطان أجنبي.. وهذان الهدفان واضحان جداً..

فكل ما يعين علي خدمة الوطن لا نتردد في إقامته، وكل ما يعين علي تخليص الأمة العربية من السلطان الأجنبي ندعو إليه ونعمل من أجله.

* ماذا تقصد بالسلطان الأجنبي؟

- ما تراه الآن ويحدث منذ ٢٠٠ سنة.

* ٢٠٠ عام هي تقريباً عمر الولايات المتحدة؟

- والنمسا وإسبانيا اللتان غزوتا العالم وجاءت بريطانيا وفرنسا واستوليتا علي العالم، وصحيح أنهما لم تبدآ بنا وبدأتا بالصين والهند وهنا وهناك ثم بعد ذلك تركز الاستعمار الأوروبي في المنطقة العربية.

* هل هناك آلية لتنفيذ ذلك؟

- نعم، هناك آلية، هي أنني أربي رجالاً وعندما تكون الثقافة واضحة والرؤية العالمية عند أبنائنا وشعبنا واضحة أيضاً نتحرك علي أساسها، أليست هذه آلية ضخمة لمواجهة هذا العداء والاستهتار والاستبداد والقوي الغاشمة اللاعقلانية التي تقوم بها القوي الاستعمارية الآن؟،

ونحن الآن لا ننام، ونحسب حسابات دقيقة للقوي العالمية التي تسيطر والقوي العربية والإسلامية متخلفة في كل شيء لأن الاستبداد حطمها، وحطم الروح المعنوية العالية التي كانت قد بدأت في النصف الأول من القرن العشرين.

وأنا أقول بأعلي صوتي إذا غابت الحرية غاب كل شيء وكذلك التقدم العلمي والثقافي والاقتصادي ومن يقل إن هناك تقدماً في غيبة الحرية فلا تصدقه.

* عضو الكونجرس الأمريكي «فرانك وولف» قال لي «إن قطاعاً كبيراً من رجال الإدارة الأمريكية لا يفهمون الإخوان، لماذا؟

- من حقه، وكونهم لا يعلمون عن الإخوان كثيراً، فهذا كلام مردود لأن مراكز دراساتهم التي يعتمدون عليها في قراراتهم يعرفون الإخوان ومنهجهم معرفة دقيقة ويصفونهم وصفاً دقيقاً، والذي لا يعلم عن الإخوان فعلاً هو الشعب الأمريكي،

وهذا السؤال سألته لي «سي إن إن» وهو لماذا لا يعرف الشعب الأمريكي هذا المنطق الجميل -يقصد فكر الإخوان- وهذه الروح الطيبة من عالمية الإسلام وخدمته للإنسانية وحبه للسلام والحرية والعدل والسؤال هنا لماذا الشعب الأمريكي لا يعرف ذلك؟!

لأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تقدم للشعب الأمريكي سوي هذه الصورة البشعة التي لا تمت للإسلام بصلة، وهو ما يسمونه القاعدة وفكر القاعدة.

* ما رأيكم في فكر القاعدة؟

- هذا فكر منحرف، وهو ما يشيعونه في الأوساط الأمريكية، أما الإسلام الراقي الذي نقدمه، هو الذي يقتنع به كل الناس لايريدون تقديمه.

ومعني كلمة إرهاب التي لم يستطع أي مؤتمر عالمي تعريفها، الإخوان المسلمين وصلوا إلي تعريفها وهو «أن أي اعتداء علي النفس البشرية بغير وجه حق هو إرهاب».

* ولكن كلمة «وجه حق» لها أكثر من وجه، فما تعتبره أنت حقاً اعتبره أنا غير ذلك والعكس صحيح؟

- وجه حق من وجهة النظر الإسلامية.

* هل تعني بوجهة النظر الإسلامية.. القرآنية أم غير ذلك؟

- نعم القرآنية، وأعني أن قتل النفس البشرية عند الإسلام والإخوان المسلمين أمر خطير جداً.. وليس دم المسلم فقط، ولكن دم الإنسان أياً كان، ولذلك وضوح الإخوان في موقفهم من القضايا المحلية والعالمية هو ما يجعل أصحاب الأفكار الملتوية والأغراض الخبيثة يحاولون أن يجهلوا رؤية الإسلام الصحيح.

* فرانك قال لي إن الإخوان إرهابيون وهم مرتبطون بالقاعدة، ما تعليقكم؟

- معظم الكتاب الآن يكتبون أن الإدارة الأمريكية تريد أن تتحاور مع الإخوان، لأنهم يعلمون جيداً أن منهج الإخوان ضد فكر القاعدة، وأخيراً هم يقولون: إن من يستطع أن يقف أمام منهج القاعدة والإسلام الدموي هو فكر الإخوان المسلمين الراقي المعتدل.

* وقال لي «فرانك» في الحوار الذي أجريته معه إن الخارجية الأمريكية أيضاً تفتح حواراً معكم بشكل مباشر وإن ذلك سيكون خطأ كبيراً.

- أود أن أعرف هل الخارجية الأمريكية فعلاً تتصل بكم وتجري حواراً معكم.

* لم يحدث إطلاقاً أن تحاورت الإدارة الأمريكية معنا أو حتي طلبت ذلك.

- أما عن وصفه أن الحوار مع الإخوان خطأ كبير فهو حر فيما يقول.. خصوصاً أن غيره يراه ضرورة وهذا شأن لا يعنيني.

* هل تتجه النية إلي تعديل برنامج حزبكم؟

- هل أنا أكتب برنامجاً وأرسله إلي أصحاب الرأي والمفكرين لكي «أضحك» عليهم.. لا.. فأنا أرسل ذلك لأنني صادق في ذلك ولكي أتعرف علي رؤيتهم في هذا البرنامج الأولي.. وأنا مستعد أمام أي صاحب رأي يقول لي رأياً يفيد هذا البلد أو رحلة الإصلاح أن أكون معه، وإذا كان في البرنامج شيء لا يحقق هذا، وفي الرأي الآخر ما يحققه فأنا معه.

وهناك نقطتان - المرأة والأقباط - الإخوان أخذوا فيهما قراراً وهما ليسا من عندنا.. هناك في الشرع والدين أناس فقهاء يقولون الدولة الإسلامية لا يكون علي رأسها إلا مسلم، ولا يجوز لدولة أن يكون علي رأسها امرأة وهذا رأي فقهي، وهناك آراء فقهية أخري غير ذلك تقول يجوز،

أما الإخوان المسلمين، وهم في كل وقت يقولون إننا جماعة من جماعات المسلمين ولسنا الجماعة الإسلامية، ونحن لا نمثل الإسلام كله، ولكننا نختار جزءاً من الإسلام من حقنا اختياره ومن حق غيرنا أن يكون له اختيار آخر مثل جماعة التبليغ،

ونحن كإخوان لنا اختيار ولا نلزم به غيرنا، ولكن نلزم به الإخوان المسلمين وهذا البرنامج للإخوان المسلمين وليس لكل المصريين لكي يؤمنوا به وصناديق الاقتراع هي التي تحدد.

* القطب الإخواني الكبير فريد عبدالخالق قال: إن برنامج الحزب غير مستوفي للسلامة الدستورية ما تعليقكم؟

- الأستاذ فريد عبدالخالق أستاذي ويقول ما يشاء، وأنا أعذره لأنه لا يستطيع الحركة، وأنا كنت أود أن اتحرك إليه لأسمع منه، ولا يهمني ما ينشر في الصحف لأن معظمه غير صحيح ويتلون حسب لون الكاتب.

ورؤية استاذنا فريد عبدالخالق هي محل اعتبار ولكنها لا تلزمنا والذي يلزمنا هنا أننا جماعة مؤسسية قائمة علي الشوري وهؤلاء هم الذين يلزمونني وأي فرد من أفراد الجماعة مهما كان قدره لا يلزمني ولكنني أعرض رؤيته.

فريد عبدالخالق قال: إنه لا يرغب في أن يشتمل برنامج حزب الإخوان علي المرجعية الدينية، رغم أنكم حسبما قلت وكما هو معروف أنتم جماعة دينية.

أحد الذين أرسلوا برؤيتهم في برنامج الحزب قال لي إن الدستور ينص علي أن الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي في التشريع فلا يجوز أن أذكر في البرنامج الشريعة أو كذا أو كذا، وأنا أذكر ذلك كاختيار يجب أن أذكره.

* برنامج حزب الإخوان هو برنامج لحزب سياسي ولكن فريد عبدالخالق يرفض في تصريحات نشرتها له إحدي المجلات الإشارة إلي هيئة العلماء، وقال: إن ذلك غير مرغوب فيه.. ما رأيكم؟

- للأسف الشديد إن هذا الموضوع لم يتم تناوله بأمانة، ونحن قلنا إننا نريد أن ننشئ هيئة علماء منتخبة وهي التي تنتخب شيخ الأزهر، وهي ليست إلا هيئة استشارية ومن أراد أن يستشيرها في الحياة العامة يستشيرها ولكن القرار لمجلس الشعب وحسب الدستور لابد أن تتفق مع الشريعة الإسلامية وإذا حدث خلاف فالمحكمة الدستورية هي التي تحكم بين المختلفين،

ولكن هناك من يقول إنهم جعلوها دولة دينية ومن يقول مثل إيران وهذا كلام لا أرد عليه، ولكن في البرنامج النهائي وسماع الإخوة أصحاب الرأي والفكر نخرج بصيغة نهائية، وأنا لست متعجلاً.

* غموض أو عدم وضوح موقف الجماعة من الأقباط سيتم طرحه للنقاش؟

- نقاط الغموض عند الإخوان أحب أن اسمعها من غيري، وأنا أري أنه لا توجد نقطة غموض ولا حتي مجال رمادي ونحن واضحون تمام الوضوح مع إخواننا الأقباط وعندما نصدر التعامل معهم لا نصدره كنوع من التكتيك أو السياسة، ونصدره من مصدر فهم عقيدي، والقرآن هو الذي يأمرننا بذلك، والإسلام لا يأمر إلا بالعدل.

إخواننا الأقباط طول عمرهم معنا وأنا كنت فخوراً بتعاملي معهم إلي أن جاء السادات و«عمل» حكاية الفتنة الطائفية وأدخل الأمن.

* إذن ما السبب الحقيقي وراء خوف الأقباط من الإخوان؟

-هو عدم معرفة حقيقية بالواقع وللأسف الشديد أناس كثيرون يعيشون علي الجو الصحفي والتهريج.

* قيل إن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح تبني وجهة نظر فريد عبدالخالق، وبني عليها رأيه حول المرأة والأقباط وقاطعني المرشد قائلاً... نعم هنا في مكتب الإرشاد مشيراً إلي غرفة مكتبه - تبني أبوالفتوح هذه الرؤية وكان يجب ألا أقول ذلك - وقاطعته طالباً أن أكمل السؤال، إلا أن بعض صقور الإخوان وقيادات كبيرة منهم رفضت ذلك وأنت منهم.

وقاطعني عاكف متسائلاً وهو يضحك بأعلي صوته وهل أنا من الصقور أم من الحمائم؟

نحن لا يوجد لدينا صقور أو حمائم وأضاف حينما درسنا هذا الموضوع هل لم يوجد سوي رأي فريد عبدالخالق بالطبع كانت هناك آراء أخري ورائعة.

* ولكن أبوالفتوح رجل له ثقله في الجماعة؟

- أبوالفتوح هو عضو من ١٥ عضواً وقال ما شاء ودافع عن وجهة نظره وغيره قال كلاماً آخر، وفي النهاية أخذنا هذا الاختيار الفقهي الذي أعلناه.

* أود أن أسألك عندما تجلسون ١٥ فرداً وأنت «رئيسهم» وتميل إلي رأي معين أثناء المناقشات لابد أن الأغلبية تميل إلي رأيك؟

- أخلاقي وتربيتي تجعلني أجلس لأستمع ولا أقول رأياً الزم به أحداً وهل تعتقد عندما أقول رأياً لا يوجد من يعارضني؟ عندما تشتد المناقشات ويعلو صوتنا نجد الصحف في اليوم التالي تقول «قامت حريقة في مكتب الإرشاد»، لأن كل شيء هنا مسجل بالصوت والصورة.

نحن من الوضوح والقوة بما لا يستطيع معه أي أنسان أن يعبث بنا وبابي مفتوح للكبير والصغير.

* هناك من يقول إن هناك انشقاقات في مكتب الإرشاد؟

- من يتحدثون عن انشقاقات في مكتب الإرشاد وعصام العريان.. فهذا الكلام لا أصل له في تعاملاتنا ونحن ملتزمون برأي الأغلبية ولا أجد، واتحدي أن تكون علي الساحة العالمية هذا الأسلوب «الشوري في الإدارة».

* هناك ٨٨ نائباً في مجلس الشعب غالبية أسئلتهم وطلبات إحاطتهم التي يتقدمون بها تأخذ الشكل الدعائي لماذا؟

- مجلس الشعب حينما نشارك فيه ليس من أجل أن نسقط قانوناً أو نشرع آخر، وأظن أنه لا يستطيع ٨٨ من ٤٥٠ عضواً و«أنت تعلم شكلهم إيه» يستطيعون، ونحن كل مهمتنا المشاركة وعندما جئت لأرشح في مجلس الشعب لم أرشح ٤٠٠ لكي أنافس علي السلطة ولكنني رشحت ١٥٠ فقط.

* هل كنت تستطيع المنافسة علي السلطة؟

ـ نعم

* لماذا لم ترشح مادمت تستطيع؟

ـ لأننا نعيش في دولة بوليسية استبدادية وأفهم عقولهم وقدرتهم علي التحاور مع الآخر أو استيعابه أو تبادل السلطة وهو أمر غير موجود عند النظام المصري فالثقافة الاستبدادية متغلغلة وليست عندهم إرادة للتغيير أو الإصلاح ومن ذلك لا أريد صداماً ولا أريد الشوشرة فرشحت ١٥٠ للمشاركة فقط حتي لا نغيب عن الساحة وحتي يطمئنوا إلي أننا لا ننافسهم.

* إذن متي تنافسون؟

ـ حينما يأذن الله سبحانه وتعالي أولاً وحينما تسمح المحصلة العالمية، ولذلك عندما أتحرك هنا.. لا أتحرك وأنا ناظر أسفل قدمي ولكنني اتحرك وأنا أعلم كيف تتحرك الكيمياء العالمية وحركتي فيها متي تكون إيجابية ومتي تكون سلبية.

* ولكنني أري أنكم شركاء للنظام بعدم ترشيح عدد كبير للمنافسة علي الانتخابات؟

ـ لا.. لأنني ليس من سياستي الصدام والنظام مستعد لأن يسحق من يخالفه بغير عقل وسيتعاملون مع الشعب المصري بسياسة اللامعقول ومثال ذلك ما فعله مع القضاة والإخوان والصحفيين وهو يشبه تماماً سياسة بوش.

* صرحت من قبل أن الإخوان لا يعملون تحت إدارة أمريكي أو أجنبي ردًا من جانبكم علي سؤال حول إخوان العراق ومشاركتهم في الحكومة بالمخالفة لرأيكم وأنتم الجماعة «الأم» كيف، وما تفسير ذلك؟

ـ هناك نقطة يجب أن تفهمها أولاً وهي أنه من يؤمن بفكر الإخوان المسلمين فهو منهم وخصوصاً أن هذا الفكر مكتوب وعليه أن يخدم الوطن الذي يعيش فيه حسب لوائحه وقوانينه ودستوره بمنهج الإخوان المسلمين، لأننا مهمتنا في العالم كله هي خدمة الوطن الذي نعيش فيه،

وقد حضرت عدة مؤتمرات في باريس وبريطانيا وألمانيا وكان مهمتها كيف يندمج الإسلاميون في العالم الغربي دون أن يفرطوا في هويتهم وأخلاقهم لدرجة أن ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية كان يحضر وكان مع «الإخوان زي السكر».

* وحالياً «هل ساركوزي سكر»؟

ـ لا أعرف، فأصبح موقفنا واضحاً جداً وكل الإخوان في أماكنهم ودولهم أحرار في السياسة الداخلية لبلدهم وإذا أحبوا أن يتشاوروا معنا فأهلاً بهم وإذا لم يحبوا ذلك فمرحباً بهم أيضاً.

* ألا يضعف ذلك الجماعة؟

ـ لا.. فالإخوان المسلمين أصبحت حالياً تياراً في العالم كله ومن أراد أن يستشيرنا فأهلاً به ومن أراد أن يدير شؤون بلده لخدمة هذا الدين فمرحباً به.

* أود العودة إلي سؤالي حول العراق!

ـ جاءني الهاشمي والضاري ـ يقصد حارث الضاري ـ رئيس هيئة علماء المسلمين وقلت لهما الإخوان المسلمين لا يشاركون في أي مؤسسة يرأسها أمريكي أو أجنبي ومصلحتكم أنتم أدري بها، وسألتهم سؤالاً: هل يوجد فيكم أحد لا يريد مقاومة الأمريكان وطردهم من البلاد.. قالوا: لا بل كلنا.

* ما موقفكم من حماس الآن بعد الذي حدث؟

ـ أحبابنا وأخواننا.. نحن منهم وهم منا وينطبق عليهم ما قلته بالنسبة للعراق، وهم وشأنهم ويديرون أمورهم وأنا لا أستطيع أن يكون لي رأي معهم مادمت لا أشاركهم ولا أقاتل معهم، أو أقاوم معهم فلهم الحرية الكاملة فيما يتخذون من قرارات.

* ما النصيحة التي توجهها لهم كمرشد؟

ـ كتبتها لهم وأرسلتها إليهم وإلي خالد مشعل.

* ما فحواها؟

ـ شكرتهم علي الجهد الذي يقومون به وقلت لهم: إن القضية الفلسطينية هي الأصل وعلينا أن نكون جميعاً علي قلب رجل واحد. وأرسلت كلمة إلي فتح وأخري إلي حماس وثالثة إلي أبومازن ورابعة إلي الشعب الفلسطيني أذكرهم أن القضية فوق الجميع ولا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط في أي حق من الحقوق الفلسطينية.

* هذه النصيحة دينية فأين النصيحة السياسية؟

ـ هذه نصيحة سياسية أصلاً لأنني أرسلت لهم قبلاً أن دماء الفلسطينيين حرام وقت تقاتلهم.

* منتصر الزيات محامي الجماعة الإسلامية قال في حوار منشور له في الصحف: إن عنف الإخوان سيكون خطراً علي مصر.. ما تعليقكم؟

ـ إذا كان هناك عنف.. لابد أن يكون خطراً، ولكن أين العنف؟ وليس من سياستنا العنف أو الصدام أو من وسائلنا وهناك من يسأل هل جماعة الإخوان المسلمين بقوتها هذه لا تستطيع أن تفعل أي شيء مع النظام.. طبعاً لا تستطيع، لأننا لسنا علي استعداد لأن تسيل دماء المصريين أمام هذه العقول المتحجرة الاستبدادية.. هناك نصف مليون جندي في الشارع فإذا خرجت ألا يحدث صدام؟

* والرئيس مبارك قال إنكم خطر علي الدولة.. ما رأيكم؟

ـ يقول ما يشاء أن يقول.. وكيف نكون خطراً علي الشعب؟، ولا أدري علي أي أساس يقول هذا الكلام وأنا لم أرد عليه.

* هل أنتم في عداء مع النظام أم خلاف؟

ـ النظام المصري.. نظام نحن أصحابه ومؤسساته مهما كان فيه من خطأ فمهمتنا إصلاحه ولا نعمل مثلما فعل بريمر عندما هدم كل مؤسسات النظام العراقي.

* لم أقصد بالنظام.. المؤسسات ولكنني أقصد رجال الحكم؟

ـ أنا لا أقبلهم وأصارحهم بأنهم فاشلون.

* كيف تقول ذلك وأنت لا تلتقيهم الآن؟

ـ كنت التقيهم عندما كنت في مجلس الشعب والآن اتكلم وأقول منكم إناس فاشلون ومستبدون ولا حياة لكم إلا بالأمن، ولا يستطيع واحد منهم تنفيذ قرار إلا بالأمن.

وقد قلت لمبارك في مؤتمر بالإسكندرية وللأسف الشديد لم يأخذ كلامي علي محمل الجد.. قلت له يا سيادة الرئيس ـ وسنه مثل سني ـ أنا وأنت علي أبواب الآخرة وستقف وحدك أمام الله وسيحاسبك وحدك علي هذا التخلف الذي وصلت إليه مصر،

حيث صفر المونديال، وصفر في الاقتصاد، وكنت أحب أن يسمع كلامي وقد قلت لأحد كبار رجال الدولة أن يخبره عندما يذهب إلي أمريكا ويجلس مع بوش أن يضع ساقا علي ساق ولا يطلب منه شيئاً فهو رئيس أكبر دولة عربية في المنطقة، وإذا كان بوش يعطيه ٢ مليار فأي حرامي من مصر يستطيع أخذهما.

* ما موقفكم بالتحديد من جمال مبارك والتوريث؟

ـ نحن كمبدأ لا نقبل توريثاً بأي حال من الأحوال، أما كإنسان يريد أن يرشح نفسه كأي مصري مرحباً به وهو يستعمل حقه، ولكن قبل هذا عليه أن يترك القصر، وينزل إلي الشارع، ويكون كأي فرد من الشعب، ولا يحتمي بأمن أو بوليس أو حكومة أو نظام ويكون فرداً عادياً، وهذا أمر لا نحرمه منه.

* لكم رأي بشأن بناء الكنائس وهو أن الموجود أكثر من الحاجة.. ما هو تعليقكم؟

ـ أنا لا رأي لي.. ولم أقل ذلك ورأيي واضح جداً.. فبناء الكنائس والمساجد ينظمه قانون حسب الاحتياجات والموجود، وهذا أمر ليس لي فيه، ولابد أن يأخذ كل إنسان حقه.

* الأقباط أهل ذمة أم مواطنون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات؟

ـ يا سلام.. الذمة دي انتهت وهو احنا بناخد منكم الجزية.. نحن كإخوان مسلمين نعتبرهم مواطنين لهم ملنا وعليهم ما علينا أليسوا شركاء لنا في الوطن في كل شيء؟

* ألا تري أن شعار الإسلام هو الحل شعار أيديولوجي؟

ـ وما له، شعار يمثل الإسلام، وحكمت به المحاكم، وأنا اتخذته وهو يمثل فكرنا ولا يتعارض مع الدستور، ويجمع كل أفكارنا ورؤيتنا.




اجمالي القراءات 7680
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأحد ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13807]

أول صحفي مسيحي مصري يجري حوارًا مع مرشد الإخوان المسلمين

ماذا تعني كلمة اول ؟؟!!, حلوة كلمة اول هذه , موسيقية ووقعها جميل على الاذن!!!
واذا فكرت يوما ان اعمل بالصحافة , فلن اكون الثانية , واجري حوارا مع السيد عاكف, والسبب بسيط ويعرفه من ينظر الى صورته , وهو كفه الكريمة والتي تقاسمت مساحة الصورة مع وجهه السمح.

وعندما نقول بنأخذ , نعني الزمن الحاضر كما جاء في كلام السيد عاكف :

(يا سلام.. الذمة دي انتهت وهو احنا ((((((((بناخد))))))) منكم الجزية)

وللمستقبل نقول (((( سنأخذ )))) ,
اليس هذا ما صرح به احدا من جماعتك الموقرة عندما سئل عن تطبيق الجزية على المسيحين بأعتبارهم اهل الذمة:
, ((( ليس وقتها ))),
فأذن هي في بالكم وستطبقوها عندما تصلون للسلطة , يا سيد عاكف , اليس كذلك ؟؟؟.

متى تتعلم ان تقول الصدق , يا سيد عاكف!!!!!!!!!


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق